أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - -غندرة مشي الفدائي غندرة-..!!















المزيد.....

-غندرة مشي الفدائي غندرة-..!!


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4181 - 2013 / 8 / 11 - 17:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"غندرة مشي الفدائي غندرة"..!!
شوقية عروق منصور
في سنوات الستينات، عندما انطلقت شرارة الكفاح المسلح وكان العنوان منظمة التحرير الفلسطينية وبعض الفصائل التي تورمت وسمنت على جلد الشعب الفلسطيني وشعارها كنس الاحتلال وانتشال الوطن من الأسطورة الصهيونية والعودة إلى الحق المسلوب. ووجد الشباب الفلسطيني نفسه داخل شلال سينزع ويقلع ويغير الخارطة. كان حلمه وأجنحته وتصميمه ودمه المهر الذي سيدفعه ثمناً لتلك العودة. كانت صورة الفدائي محاطة بقدسية وهالة نورانية من الانتماء المثقل بالفداء ونكران الذات. ولطالما حدقنا في الصورة وحلقنا بها عبر كل الأوجاع والانتظار واللجوء القاسي والتشرد المخيف اللا إنساني الذي يصفع السنوات ويدخلها في خريف اليأس.
أغنيات كثيرة غنيت للفدائي, الذي يمر في الشوارع والطرقات, حاملا سلاحه مقتحماً الصعاب والمغامرات والحدود والجغرافيا اللعينة التي حوّلته إلى رقم بدلاً من بوصله تشير إلى الهدوء والاستقرار, مثل باقي الشعوب في العالم. أغنيات كثيرة غنيت للفدائي مرفوع الهامة, الذي يمشي ملكاً وقادراً وقوياً, والذي يرفع الزمن الكئيب ويشق بأصابعه الصخر لكي يفتح ثغرة تطل على الوطن. أغنيات كثيرة مجّدت الفدائي والسلاح الذي يحمله. وما زالت بعض هذه الأغنيات حتى اليوم سفيرة الثورة.. يرقصون ويدبكون على أزيز نارها وحماسها وتصميمها كديكور خاص لحنين وذاكرة. كانت أغنية صباح "غندرة مشي العرايس غندرة" من أشهر الأغاني التي حولها الشعب الفلسطيني إلى "غندرة مشي الفدائي غندرة", وانتشرت حتى أصبحت علامة مميزة للفخر, حيث كانت خطواته وهو يتهادى في الشوارع العربية رسالة إلى ورثة التخاذل والأجساد المصابة بتكلس الغدر وان السلاح الآن ليست عاهة بل هو قناة للوصول إلى الوطن..!
"غندرة مشي الفدائي غندرة".. أغنيه كان الفلسطينيون يغنونها في الأردن، في المخيمات اللبنانية، في سوريا، وفي الشتات يرقصون ويدبكون على أنفاسها، خاصة عندما كان الفدائيون يقومون بعملية ترعب الدولة العبرية, وتثير غضب الدول التي تدور في الفلك الإسرائيلي وتشد على أيديهم.
ولكن الظاهر ان الغندرة تحولت إلى "كندرة", حذاء باللغة العربية الفصحى.. ضربوا به وجوهنا التي كانت تحلم بالأمل. سابقاً رأينا في شوارع غزة وفوق أسطح البنايات يطلقون الرصاص بعشوائية وجنون. اقتتال فلسطيني - فلسطيني نخجل من وصفه، والفضائيات ونشرات الأخبار تتكئ على أنقاض الأحلام والحرائق وأعداد الشهداء. نغرق في العرق.. هل شرب الجميع من بئر الجنون؟! الا يخجلون من "الرزنامات" التي تذكرنا تاريخاً بالهزائم والنكسات, حتى يأتوا برجالهم لتكريس الصلب من جديد على أبواب الاقتتال الأخوي.
وكأنه لا يكفي المآسي التي يمر بها الشعب الفلسطيني من تهجير وتشتيت ومخيمات فلسطينية فكانت العناوين المؤقتة والمحطات التي تنتظر العودة. وها هي المخيمات أو العناوين المؤقتة تنتقل إلى عناوين الريح والعبث وعدم الاستقرار, الذي لم يعد يعرف له قرارا، وأي قرار في مفاوضات وقتال وربيع عربي دام..؟!
منذ سنوات والشعب الفلسطيني يسمع كلمة "المصالحة", حتى أصبحت هذه الكلمة أشبه بنكتة سخيفة أو وصفة تصلح لطبخة خاصة بطعام المصابين بمرض التفاؤل، لأن الواقع مؤلم وينذر بضياع المقومات الأساسية للفكر الثوري الذي حملته كافة المنظمات الفلسطينية وخاصة فتح وحماس. فحركة فتح تتهم حماس بغزة أنها تتحضر لعملية دموية ضد عناصرها وأنصارها في غزة, وحماس تكشف عن حملة جديدة لقوات الأمن في رام الله ضد أنصارها، و تتهم فتح بأن أجهزة اعلامها وأمنها يحرضان ضد حماس. وهناك وثائق تبين تحريض فتح ضد حماس لدى الأجهزة المصرية. وحماس أيضاً تتهم فتح بأنها, وبعد عزل الاخوان المسلمين عن الحكم, تتعامل بقوة وفوقية. ودخلت أفواج الفيسبوك على الصفحات مشعلة النيران والاتهامات بين فتح وحماس, وكأن الانقسام لا يكفيه الانقسام, حتى وجد نفسه مجرد فتافيت من العيب والخجل. ولا أعرف كيف يمكن لشعب وصلت المستوطنات إلى بين رجليه وشعبه في المخيمات واللجوء, ولا نريد القول كالأيتام على موائد اللئام, لأنهم أسوأ من الأيتام. فالذي يسمع ويرى الفضائيات, خاصة المصرية, وكيف تتحدث عن حماس, يعرف ان المأزق الفلسطيني قد وصل إلى حد الذبح الكامل لقضيته. ومن يسر في شوارع رام الله وجنين ونابلس وطولكرم وقلقيلية وغيرها من المدن الفلسطينية, لا يجد الفدائي الذي كان يمشي "الغندرة", والتي كنا نرقص على إيقاعها. رجال أمن يعملون بمنطق الوظيفة والروتين والأناقة العسكرية، ابحث من خلال عيونهم عن بريق كنا نعتز به، نبحث ونفتش ولا نجد. لم يعد المشي الغندرة، المتباهي في غزة حين كان الانقسام.. رأينا سابقاً المشي الراكض، الوجه المقنع الأسود، والرصاص المنهمر بين الشعب الواحد!! ما هذا التمجيد لحماقة سفك الدماء؟! ما هذا التذوق الأعمى الأرعن؟! هذا التبجح؟! تعبنا من كذب الميكروفونات ومهرجانات الجثث الراكضة نحو المقابر. صنعتم من مأساة الفلسطيني سبائك ذهب، وأخذتم تعبدون غبار الذهب المتطاير, ونسيتم الآلام والحصار وقسوة المخيمات. هل هي كذبة ناصعة البياض اسمها السلطة والحكومة التي كنا نعتبرها قواعد الدولة القادمة، والتي ستتبادل القبل مع التاريخ وتصافح الهدوء والاستقرار الفلسطيني. لكن الاتهامات المتبادلة بينهم, وعلى ضوء حساباتهم, تثير الغضب الشعبي، لأن المواطن الذي يتكلمون باسمه يعاني يومياً من الحصار والفقر ومصادرة الأراضي والحواجز وغيرها. هل نسوا انهم مجرد "صيصان" محشورين في القن الإسرائيلي - الأمريكي - العربي ..?!
رأينا سابقاً كل قطيع يصفق ويفتخر باحتلال مقرات الآخر، ورأينا الركوع, والحمد لله, حين يكلل انتصار احتلال المقرات وكأن المقرات الفتحاوية الحمساوية ساحات معارك. فهل نتوقع مرة أخرى جولات عسكرية بينهم، وتحضن كل فئة الانتصار المزين بالعار..؟! كنا نفتخر ونعتز "بغندرتكم" في الشوارع وبخبطة قدمكم على الأرض الهدارة. والآن ماذا نقول؟! سنقول عن خطواتكم بعد هذه الاتهامات انها مهينة للشعب الفلسطيني قبل ان تكون لكم..!!



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة -اخبر ابنك- امام حملة -أنجب ابنك- رغم القضبان
- سلوى + سعاد = الرجاء اصمتا..!
- أنا ارتعب وأخاف اذن أنا موجود..!!
- رمضان بأي حال عدت يا رمضان..؟
- سعود وفضل نجوم -أمريكا أيدل-..!!
- بلدياتنا ومجالسنا المحلية العربية سلاحف انقلبت على ظهورها
- يارا واطوار يرفضن نكاح الجهاد
- ابن صفنا -جوجل- يتضامن مع العربي المتهم...!!
- القدس الشمالية لنا..!
- بكرا اعتقلوني..!!
- ثقافة الفهلوي في الزمن التراللي..!
- أصبح عندي الآن بندقية ... الى المقاطعة في رام الله خذوني معك ...
- نتنياهو يلحس البوظة وليفني تطالب بالدبس .. !
- اغتصاب بقرار شرعي..!
- العملاء حائرون، يتذمرون...!! ..
- يا بنت الكلب...!!
- دعوه نائماً .. !
- مجد للنسوان كاترينا وساندي .. !!
- الحب المفاجيء بعد غياب أربع سنوات
- قصة قصيرة .. الرئيس الذي نطح الفيس بوك .. شوقية عروق- منصور


المزيد.....




- أفعى تتدلى من سيارة مسرعة على طريق سريع وكارثة وشيكة.. مشاهد ...
- تحول لمعلم جاذب للسياح بشيكاغو.. إزالة -حفرة الفأر- الشهيرة ...
- كتائب عز الدين القسام تعلن مقتل 3 من عناصرها بمعركة مع الجيش ...
- سوليفان: واشنطن تشترط تطبيع السعودية مع إسرائيل مقابل توقيع ...
- بايدن ساخرا من ترامب: -لا تعبث مع نساء أمريكا-!
- محلل سياسي مصري: لهذه الأسباب هزيمة أوكرانيا مؤكدة
- تفاعل كبير مع فيديو للشاعر الراحل الأمير بدر بن عبد المحسن ن ...
- السودان .. ماذا يحدث داخل سجون الحرب؟
- مظاهرة في برلين تنديدا بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
- مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية للمطالبة بوقف الحرب على غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - -غندرة مشي الفدائي غندرة-..!!