أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - النقد هو الجانب الآخر للحقيقة















المزيد.....

النقد هو الجانب الآخر للحقيقة


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4175 - 2013 / 8 / 5 - 13:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النقد هو الجانب الآخر للحقيقة
تميم منصور

في هذه الأيام تمر الذكرى السابعة للعدوان الاسرائيلي على لبنان تحديداً في الثاني عشر من شهر تموز سنة 2006 ، وبما أن الشيء بالشيء يذكر ، فقد قررت الحكومة الاسرائيلية في حينه اقامة لجنة تحقيق عرفت باسم فينو – غراد لاستيضاح استعداد واداء المستوى السياسي والعسكري قبل بداية العدوان وخلاله .
جاءت اقامة هذه اللجنة على خلفية فشل العدوان في تحقيق اهدافه واهمها تدمير قوة المقاومة اللبنانية والقضاء نهائيا على مركباتها العسكرية خاصة ، لأن اوهام من دبر العدوان واعده اعتقد بأن سيناريو واخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان سنة 1982 سوف يتكرر مع حزب الله .
عقب تشكيل هذه اللجنة وما قامت به من تحقيقات اعترف الامين العام لحزب الله حسن نصرالله بان اقامة مثل هذه اللجنة يعتبر خطوة ايجابية ، يجب الاعتراف بها لصالح المعتدي الاسرائيلي هذه حقيقة يجب الاعتراف بها .
قال العقلاء: النقد هو الجانب الآخر للحقيقة والخير معا ، يجب أن نعترف بأن المؤسسات الامنية والسياسية وغيرها داخل اسرائيل معرضة دائماً للنقد ، لأن هذه المؤسسات وغيرها تؤمن بأن النقد البناء يخفف كثيراً من وقع المآسي والأخطاء .
لماذا لم تتوفر هذه الروح حتى اليوم داخل غالبية الاقطار العربية ، مع أنها هي الوجه الحضاري للديمقراطية ولا ننكر بأن فلسطين تقف ربما في مقدمة هذه الاقطار خاصة ذات المجتمع المدني .
الزعيم الذي يتعايش مع روح النقد البناء ، هو الزعيم القوي الذي يستوحى قوته من شعبه ، اليوم يقف الشعب الفلسطيني على مفترق طرق ومعه قياداته ، شطره الذي يضم قطاع غزة يعاني من عزله شبه قاتلة ، أولاً بسبب الممارسات والحصار الاسرائيلي الاجرامي ، وبسبب ممارسات قيادة حماس السياسية الفاشلة ، ساهمت هذه القيادة بانسداد الكثير من الحويصلات الهوائية التي يتنفس عبرها الفلسطينيون الذين يعيشون في اكثر بقعة مزدحمة في العالم .
سمحت هذه القيادة وبشكل عشوائي بزج نفسها في الصراعات الداخلية داخل الاقطار العربية وبعض الدول الاسلامية ، خاصة سوريا ومصر وتركيا وايران ، وقد فرطت بكل المكاسب والمكانة والقوة التي كسبتها اثناء فتح دمشق صدرها لهذه القيادة ، الا ان هذه القيادة سارت وراء بريق وسراب مخادع زرعته في اذهانها نعاج الخليج والدوحة والسعودية والاخوان المسلمين في مصر وتركيا .
حركة حماس التي كانت تتباكى على الديمقراطية في سوريا هي نفسها حركة حماس كاتمة انفاس الاعلام وكل حراك شعبي يحاول التصدي لممارساتها داخل قطاع غزة .
اما في الشطر الثاني من التواجد الفلسطيني داخل الضفة الغربية ، هذا الشطر خاضع لسلطتين هما سلطة الاحتلال والسلطة الوطنية الفلسطينية وممارسات الاحتلال معروفة بوحشيتها ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبدهشة كبيرة ، لماذا تلجأ دائما السلطة الوطنية الى استخدام القبضة الحديدية في التعامل مع أي حراك شعبي فلسطيني؟ لماذا تصل السلطة الى استخدام العنف المفرط من اعتداءات جسدية والاعتقالات وغيرها ؟!! وجدير بالذكر بأن اجهزة السلطة الامنية تستخدم في عملية قمعها آليات اما اطلسية واما امريكية .
هذه الاجهزة لا تتردد بالاعتداء حتى على اعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني رغم حصانتهم البرلمانية ،كما حدث في مطلع الاسبوع الحالي عندما تم الاعتداء على المناضلة خالدة جرار عضو المجلس التشريعي عن الجبهة الشعبية ، فقد قام شرطي فلسطيني بالاعتداء عليها بالعصا ودفعها على الارض – يا للعار – ان هذا التجاوز اللااخلاقي يعكس الوجه الحقيقي للسلطة كما هو يشجع قوات الاحتلال على اهانة واعتقال اعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني .
من حق الشعب الفلسطيني ان يوافق على استئناف المفاوضات مع المحتل الاسرائيلي ومن حقه أيضاً ان يرفض !! انه وحده من يعاني من ممارسات الاحتلال ويعرف اكثر من غيره النوايا الحقيقية لهذا الاحتلال، ويعرف أن الشيطان يكمن في التفاصيل الدقيقة الصغيرة في الاتفاقيات ، وقد لدغوا من ثعبان الاحتلال الاسرائيلي مئات المرات وتعلموا انهم وحدهم يدفعون ثمن كل اتفاقية . فلماذا تتصرف السلطة الوطنية دائما بفظاظة وغلاظة وعصبية مع كل من يحاول توجيه الانتقاد اليها !!هذا التصرف يفقدها الحكمة والتحمل والاقتراب اكثر من مشاعر المواطنين ، لقد زادت سياسة القمع هذه من تمزيق نسيج الاجماع الوطني كما ادخلت حالات التواصل بين السلطة والشعب في نفق معتم ، هذا ليس اتهام بل حقيقة نلمسها من خلال علاقتنا مع العديد من الاطر الثقافية والقوى الشعبية .
اعترفت هذه القوى اكثر من مرة بان الهوة تتسع كل يوم بين السلطة وغالبية الشعب الفلسطيني داخل الضفة الغربية هذه حقيقة مرة يجب الاعتراف بها ، السلطة لم تتحمل بان ترفع كلمة لا في وجهها.. لماذا يمنع الفلسطينيون من حق التعبير عن موقفهم من قضية استئناف المفاوضات كما حدث في رام الله في مطلع الاسبوع الحالي فقد قامت الاجهزة الفلسطينية بقمع المظاهرة التي نظمتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احتجاجاً على استئناف هذه المفاوضات دون الافصاح عن الاسس والبنود التي تم الاتفاق عليها .
المواطن الفلسطيني هنا في الداخل وهناك في قطاع غزة وفي الضفة الغربية غالبا ما يستقي الحقائق من الجانب الاسرائيلي ، لأن الاطراف العربية غالبا ما تخشى قول الحقيقة لشعوبها هكذا فعل السادات والملك حسين وهكذا حدث في اوسلو لم يعرف الفلسطينيون كافة بنود الاتفاقية الا بعد ان تم تطبيقها على ارض الواقع من قبل الاحتلال .
غالبية الفلسطينيون يشكون بان هناك تراجع وتهاون من قبل القيادة الفلسطينية مراضاة لمطالب جون كيري الامريكي لأنه هدد بوقف الدعم المالي لهذه السلطة ، لولا ذلك لما اقدم حزب الشعب الفلسطيني والجبهة الشعبية على الاعتراض ورفض استئناف هذه المفاوضات ،لانهما يؤمنان بان كل من قام على باطل فهو باطل .
في اسرائيل حكومة الاحتلال تتبجح وتتفاخر بانها اعادت الجانب الفلسطيني الى المفاوضات دون قيد او شرط باستثناء اطلاق سراح حوالي مائة اسير فلسطيني قضوا نصف اعمارهم داخل زنازين الاحتلال ، مع ذلك فان اسواق الاعلام الاسرائيلي تخوض نقاشا محموما خاصا بهذه القضية، يقومون بذلك ويعلنون ويكتبون ويتظاهرون دون خجل رغم كونهم دولة عدوانية تمارس القمع والتنكيل بحق الشعب الفلسطيني ذنبه الوحيد بانه يسعى لنيل حريته واستقلاله .
الساسة في اسرائيل وحتى قطاعا كبيرا من الشارع الاسرائيلي جميعهم يتسابقون للتعبير عن مواقفهم الرافضة للسلام ، وقد اتهموا رئيس الوزراء نتنياهو بالخداع والكذب رغم كسبه الجولة الاولى للمفاوضات قبل بدايتها .
اذا كان المعتدي يتصرف بعنجهية وغطرسة لماذا لا يحق للمشردين والمحاصرين من قبل الاحتلال ان يقفوا بوجه الدنيا كلها وليس بوجه الوفد المفاوض الفلسطيني اذا وافق على الشروط الاسرائيلية والامريكية ؟ لم يعد امام الشعب الفلسطيني أي شيء يخسره فقد اصبحت مشاعره ونفسيته متخمة من جراح التشرد والتهجير والعناء والانتظار ، الشعب الفلسطيني لا يستطيع تحمل أي فشل جديد لأنه اصبح خارج هذا الزمن ، لم يبق امامه سوى خيارين كرامته او استشهاده



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاطرة المفاوضات تبحث عن سكة حديد واضحة
- تركيا واسرائيل توأم سيامي في قهر الشعوب
- مصالحة نتنياهو اردوغان سكاكين جديدة فوق الجسد الفلسطيني
- في حكومة نتنياهو تعددت الضفادع والنقيق واحد
- طقع حكي بماركة صهيونية
- اليمين الاسرائيلي يريد انتفاضة ثالثة
- لكل قديس نزوة
- الجيش خاسر إن لم يربح الحرب والمقاومة رابحة إن لم تخسرها
- الازمات تلد الهمم
- حق القوة لا يهزم قوة الحق
- عباس فرط بكل الثوابت الفلسطينية وماذا بقي ؟؟؟
- السجن في الوطن ولا الحرية في المنفى
- من مذكرات معلم سابق (1): مدير ليوم واحد .. !
- أمريكا تحصد زرعها..!
- نتنياهو ومرسي ينفخان في قرب الخداع
- الحشاشون الجدد
- مبروك لمصر بعد أن استقر مرسي تحت عباءة عبد الله وإبط كلنتون
- صمام أمان القومية العربية مربوط بأيدي حماة الديار .
- صمام أمان القومية العربية مربوط بأيدي حماة الديار
- ابنكم نظيف ( الى روح الشهيد اسامة عقل حسن منصور )


المزيد.....




- كريم محمود عبدالعزيز كما لم ترونه من قبل في -مملكة الحرير-
- متظاهرو البندقية يزعمون انتصارهم في تغيير مكان حفل زفاف جيف ...
- ترامب يرد على طرح أن إيران نقلت اليورانيوم المخصب قبل ضربة أ ...
- ترامب يُشبه ضربات إيران باستخدام النووي في هيروشيما وناغازاك ...
- دبلوماسي ومفاوض إيراني سابق يحذّر عبر CNN: إذا سعت واشنطن إل ...
- ترامب يُشبّه ضربة إيران بـ -هيروشيما- ويؤكد: أخبار جيدة عن غ ...
- الرئيس الإيراني يعلن -نهاية حرب الـ 12 يوما المفروضة على بلا ...
- بقرار إداري.. هبوط أولمبيك ليون بطل فرنسا سبع مرات إلى دوري ...
- افتتاح فندق إسرائيلي فاخر في حي فلسطيني مسلوب غربي القدس
- 10 أشخاص كانوا خلف تطور الذكاء الاصطناعي بشكله اليوم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - النقد هو الجانب الآخر للحقيقة