أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - لكل قديس نزوة















المزيد.....

لكل قديس نزوة


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3942 - 2012 / 12 / 15 - 20:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اذا جاز لنا اعتبار قادة حركات المقاومة الفلسطينية قديسون ، الا ان هذا الافتراض ينافي قوانين أي عمل مهما كان نوعه ، لأنه غالباً ما يتخلل هذا العمل نزوات مقصودة واخطاءاً تشوه العمل الثوري والنضالي . لا احد يستطيع الانكار بأن فصائل المقاومة الفلسطينية وقعت ضحية زلات كثيرة سببت الكثير من العثرات في طريقها ، اضافة الى وقوع نزوات اعتبرها الكثيرون بمثابة منعطفات استراتيجية ادت الى تساؤلات كثيرة ثارت حولها الشكوك .

من حق ابناء شعبنا ان يرصدوا جيداً كل الاحداث والتطورات السياسية لأنه من المستحيل على هذا الشعب ان يتحمل نكبة او نكسة جديدة ،فمسيرة مائة عام من الكفاح والصراع صقلت مواهبه وزادت من بصارته وحدة حواسه وحالت دون قبوله لكل المسلمات من قادته ، لأن امتداد عمر الصراع وتعدد القوى والعناصر التي حكمت فلسطين من تركية وبريطانية واردنية وصهيونية جميعها ساهمت في ميلاد قيادات سياسية وعسكرية متفاوتة في قدراتها ومواقفها وتأثرها من الاحداث .

من لم يصفق ويهلل مع اهالي قطاع غزة المحاصرون عندما استقبلوا خالد مشعل زعيم حركة حماس وقيامه بلثم تراب غزة المرابطة بعد ان منع من ذلك لمدة 45 عاماً ، لا يختلف اثنان بأنه يوجد لغزة خصوصيتها في الكفاح والصمود والتضحيات والعطاء الوطني الثوري ، ومن حق خالد مشعل وكل فلسطيني القدوم اليها متى شاءوا ، لكن هذا لا يمنع من طرح العديد من التساؤلات والتداعيات التي رافقت هذه الزيارة التاريخية ، خاصة وان الكثيرين قد اعتبروها تحدياً لإسرائيل ولأمريكا ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه ، لماذا تحملت اسرائيل هذا التحدي من خالد مشعل ومن حركة حماس ولم تتحمل مثله من قائد حركة الجهاد الاسلامي عبد الله شلح الذي اعلن هو الاخر بأنه في طريقه لزيارة غزة ؟

لماذا نعم لخالد مشعل ولا لعبد الله شلح ؟؟ ما هو دور مصر وقطر في التمهيد لهذه الزيارة وازالة العثرات من طريق زعيم حركة حماس ؟ .

لقد اعلنت اسرائيل ممثلة بحكومتها الفاشية على الملأ بأنها ترفض بشكل قاطع دخول زعيم الجهاد قطاع غزة ، وأنها سوف تقوم باستهدافه واستهداف موكبه اذا اصر على القدوم الى القطاع ، وان هذه الخطوة تعني بالنسبة لها انهاء الهدنة التي اعلن عنها بعد العدوان الاخير على قطاع غزة ، هذا يعني بأن حكومة نتنياهو كانت على استعداد لاستئناف القتال والتضحية بانجاز الهدنة نكاية بزعيم حركة الجهاد الاسلامي ، بهذه الصلافة توجهت الى السلطات المصرية ، عندما وجهت اسرائيل لمصر هذا الانذار كانت تعرف بأن دور مصر لا يخرج عن كونه دور الوسيط العاجز الضعيف الذي لا يعرف سوى المسايرة والمساومة ، وكانت تدرك اكثر بأنه اهانة لكرامة وسيادة مصر الراعية لكل الاتصالات والاتفاقيات مع اسرائيل .

لقد اكدت صحيفة يديعوت احرونوت هذا الموقف العدائي المهين لحركة الجهاد الاسلامي وقيادتها و المتهادن مع رئيس حركة حماس خاصة فيما يتعلق بالقدوم ودخول قطاع غزة للزيارة ، اعترفت هذه الصحيفة واسعة الاطلاع في عددها الصادر في مطلع الاسبوع الحالي ، بأنه يوجد علاقة بين زيارة خالد مشعل لقطاع غزة وبين قرارات اتخذتها حكومة نتنياهو ، اكدت الصحيفة المذكورة بأن هذه القرارات كانت جذرية وهامة ، وتعتبر منعطفاً هاماً في سياسة اسرائيل تجاه قطاع غزة وقيادة حركة حماس التي تسيطر على هذا القطاع .

من هذه القرارات تخفيف الحصار الذي تفرضه السلطات الاسرائيلية على قطاع غزة ، وهذا يعتبر تحولاً نوعياً في السياسة الاسرائيلية ، وذكر المحلل العسكري لهذه الصحيفة بأن سبب هذا التحول والتخفيف من اجراءات الحصار تشجيع ودفع حركة حماس الى احضان المعسكر السني الاكثر اعتدالاً الذي يضم كل من مصر تحت قيادة الاخوان المسلمين وقطر وتركيا ، وابعاد حركة حماس عن معسكر ايران وسوريا وحزب الله ، من الاجراءات التي كشفت عنها الصحيفة المذكورة ، السماح لمزارعي القطاع بتصدير انتاجهم من الخضروات والزهور ، والسماح لعمال غزة العمل داخل المستوطنات الاسرائيلية ، وتوسيع مناطق صيد الاسماك الواقعة ضمن مياه غزة الاقليمية ، السماح بإدخال مواد بناء لإعادة اعمار القطاع ، جاءت هذه التسهيلات بعد مفاوضات شارك بها وفد اسرائيلي قام بزيارة القاهرة ، وكانت حركة حماس على علم يهذه المفاوضات .

هذا من جهة ، اما من الجهة الثانية فقد لاحظ المراقبون بأن خالد مشعل وعناصر قيادية اخرى من حركة حماس لم يعترفوا ولم ينوهوا ولو بجملة واحدة الى الدعم الذي قدمته كل من ايران وسوريا من اموال واسلحة وخبرات ودعم معنوي لرجال المقاومة في قطاع غزة ومن ضمنهم حركة حماس . لم يتم الاشارة الى ذلك خلال العدوان الاخير على غزة ولا بعد توقف اطلاق النار ولا خلال زيارة مشعل لمدينة غزة ، ان هذا بحد ذاته يعتبر تقصيراً ومأخذاً كبيراً على حركة حماس وقيادتها ، ونزوة لا يمكن التغاضي عنها ونكراناً للجميل ، هذا الموقف وهذا الجحود يذكرنا بالرئيس السادات الذي ادار ظهره للاتحاد السوفيتي سنة 1972 كجزء من نفاقه لأمريكا وانحرافه عن مسار ثورة يوليو المجيدة ، فقد قام بأخراج العلماء والخبراء السوفييت من مصر ، وتنكر لكل مواقفهم السياسية في نصرة القضايا العربية ، وما قدموه من دعم عسكري واقتصادي ولوجستي لمصر وسوريا خاصة بعد هزيمة سنة 1967 . وقد اشار عبد الناصر الى هذا الدعم اكثر من مرة قائلاً قدم الاتحاد السوفياتي لمصر من الابرة للصاروخ دون ان يطالب بأي ثمن .

امام هذا الجحود من قبل حركة حماس اعلنت قيادة حركة الجهاد الاسلامي اكثر من مرة ان الفضل في صمود المقاومة في قطاع غزة يعود الى الدعم الذي قد مته ايران وسوريا من اسلحة وغيرها رغم الحصار الاسرائيلي المصري الخانق . اذا كان ما نقلته صحيفة يديعوت صحيحاً ، فأن هذا يعني بأن سماح اسرائيل لخالد مشعل بزيارة غزة لم يأت من فراغ ، لأن كل شيء لدى الصهاينة وله ثمن ، اسرائيل تريد من عبد الله شلح رئيس حركة الجهاد الاسلامي ان يحذوا حذو حركة حماس بمعاداة ايران وسوريا ثمناً لزيارته لقطاع غزة .

اذا كان المثل الفرنسي يقول " لكل قديس نزوة " وما لهذه العبارة من معاني وخلفيات فأن انحراف حركة حماس وابتعادها عن محور دول المقاومة يعتبر تجاوزاً لكل النزوات معتمدة على قدسية مواقفها في وجه الاحتلال ، لكن من غير الممكن التستر على هذه النزوات بأغطية قدسية المقاومة.



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيش خاسر إن لم يربح الحرب والمقاومة رابحة إن لم تخسرها
- الازمات تلد الهمم
- حق القوة لا يهزم قوة الحق
- عباس فرط بكل الثوابت الفلسطينية وماذا بقي ؟؟؟
- السجن في الوطن ولا الحرية في المنفى
- من مذكرات معلم سابق (1): مدير ليوم واحد .. !
- أمريكا تحصد زرعها..!
- نتنياهو ومرسي ينفخان في قرب الخداع
- الحشاشون الجدد
- مبروك لمصر بعد أن استقر مرسي تحت عباءة عبد الله وإبط كلنتون
- صمام أمان القومية العربية مربوط بأيدي حماة الديار .
- صمام أمان القومية العربية مربوط بأيدي حماة الديار
- ابنكم نظيف ( الى روح الشهيد اسامة عقل حسن منصور )
- في حديقة الربيع العربي أمريكا ترفع يدها..!
- انقلاب طنطاوي الابيض
- وعِزُّّ الشرقِ أوّلهُ دِمشق
- من دلف الإخوان إلى مزراب الفلول
- الحكام العرب صبية تلاعبهم امريكا
- سحيجة نتنياهو وطبل موفاز
- وما من طاعة للظالمين


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - لكل قديس نزوة