أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - وعِزُّّ الشرقِ أوّلهُ دِمشق















المزيد.....

وعِزُّّ الشرقِ أوّلهُ دِمشق


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3753 - 2012 / 6 / 9 - 12:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كلما هب أعضاء جامعة الدول العربية لعقد اجتماع يعتبرونه دائماً طارئاً، تذكرت فريق كرة (الشرايط) الذي كنت أنتمي إليه، كان رئيس الفريق يعلن حالة الاستنفار بيننا بواسطة الصفير بأصابعه ،لأن امتلاك صافرة في ذلك الوقت كان حلماً من أحلام اليقظة، فما أن نسمع هذا الصفير حتى نهب مسرعين دون أي اعتبار لتوقيت هذا الصفير أو غايته، لأن الحرمان من اللعب سيكون نصيب من يتخلف على الامتثال لهذا النداء.
هذا هو حال جامعة الدول العربية التي فقدت هيبتها وشرعيتها الأخلاقية فهي منظمة صدئة مصابة بالشلل منذ إقامتها، لكن الجديد فيها اليوم أن ما يحركها ويوقظ مندوبيها من سباتهم هي أصابع الخيانة وجرس الكلب (بافلوف) لأن صدى صوت هذا الجرس الدولارات التي تتسلل إلى جيوب كل الذين يدعمون الكذب والنفاق والظلم والجحود.
ما أن يقوم أمينها العام بدق جرس (بافلوف) حتى يتسابق غالبية الأعضاء للإصطفاف في طوابير الاجتماعات حتى لو عقدت في صحراء الربع الخالي، لكن الفرق بين رئيس فريق كرة (الشرايط) وأمين عام الجامعة أن الأول كان يملك حربة التحرك واختيار التوقيت ونوع اللعبة التي يريدها لفريقه، أما رئيس فريق شرايط الجامعة العربية فأنه لا يتحرك من تلقاء نفسه لأنه ليس أكثر من مولى في بلاط عكاكيز أل سعود وبلاط أل ثاني في قطر.
أخر حالة استنفار لهذه الجامعة تجاوز المندوبين الدائمين وانحصر في وزراء خارجية الدول الأعضاء، لأن استدعاء هؤلاء الوزراء في متناول اليد فإذا لم يُجدِ جرس بافلوف لهرولتهم، فهناك سلطة بيت الطاعة في واشنطن التي تعرف بأن ساعات ومواقف الأنظمة العربية المطيعة لها مضبوطة حسب ساعات الزوال الأمريكية، أمريكا تدرك أن ما يسمى بالربيع العربي ضاعف من نفوذها داخل العواصم العربية وحول الكثير من عملائها من القادة والملوك العرب إلى سفراء لها في بلادهم.
سارع وزراء الخارجية العرب لعقد اجتماع طارئ، لكن بما أن الأمر يخص سوريا فالموافقة على القرارات كانت جاهزة لأن هذا هو ثمن التواطوء الذي يمارسونه، لم يجتمعوا من أجل بحث انتهاك إسرائيل لحرمة المسجد الأقصى بعد أن قررت الأخيرة اعتبار باحاته المقدسة محميات طبيعية، لم يجتمعوا لبحث فضائح خدم وحشم وزوجات أمراء أل سعود الأخلاقية والمالية في أوروبا،تدحرجوا كالبعر لإكمال مسيرة التآمر على الشعب السوري الصامد ونظامه العروبي الممانع، اجتمعوا من جديد للعمل على هدم حصون سوريا لأنها كانت ولا تزال ميزان القسط الذي توزن به العروبة المتطورة الحضارية، ليست عروبة المهانة حلفاء الإرهاب والوهابية والشيطان، اجتمعوا للتآمر على حاضنة كل القوى الوطنية والثورية على مر التاريخ، القلعة التي لا تطلق سوى سهام التحدي والصمود وعدم الركوع لكافة القوى التي تخطط للنيل من حاضر ومستقبل هذه الأمة.
لقد أحبطهم وأقلقهم إفشال الشعب السوري العريق لكل مؤامراتهم التي أعدت لتقسيم سوريا إلى كنتونات طائفية، أقلقتهم الحكمة والرصانة والعقلانية والشفافية والشجاعة التي أبداها الشعب السوري وجيشه الباسل خلال تصديهم للمؤامرة.
القاصي والداني يعرف بأن سوريا تعاونت مع الجامعة العربية حتى النهاية للخروج من الأزمة التي فرضت عليها، لكن أوباش الخليج لا يريدون ذلك فقاموا بإبعاد الجامعة عن دورها وخطها الطبيعي القومي الذي كان عليها أن تسلكه، وحولوها إلى طرفٍ معادٍ متآمر على وحدة سوريا القومية، بعد أن خضعت الجامعة العربية لكل القوى التي تعمل على تصدير الإرهاب إلى داخل سوريا لم تعد طرفاً وسقفاً قومياً محايداً له حق التدخل في هذه الأزمة.
إن هذا الموقف غير المسؤول ساهم كثيراً في تأجيج الخلافات داخل سوريا كما ساهم في سفك المزيد من دماء آلاف الأبرياء من بين المدنيين والعسكريين السوريين، بات واضحاً بأن ثبات وصمود الشعب السوري في وجه المؤامرة وفشل الإرهابيين وكل من يقف وراءهم في إقامة مناطق آمنه لهم فوق الأراضي السورية جعلهم يفكرون بفتح جبهة جديدة لعلهم يفتحون ثغرات قادرة على زعزعة التفاف الشعب حول نفسه وحول قيادته وجيشه، هذا ما قرره وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير، اعتقدوا بأن ضرب جبهة الإعلام العربي السوري الحر سوف يدخل سوريا داخل ظلمة إعلامية وحصار إعلامي خانق، هكذا فعلت إسرائيل أثناء عدوانها الأخير على لبنان سنة 2006، فقد بذلت جهوداً كبيرة لإسكات صوت وصورة المقاومة الإعلامي المرئي والمسموع، هذا ما يحاول سفراء أمريكا وإسرائيل داخل الجامعة العربية القيام به، يريدون إسكات الإعلام السوري لأنهم يخافون من هذا الإعلام الذي أصبح يستقطب غالبية المشاهدين العرب، لأن فضائيات عربان الخليج المعروفة فقدت مصداقيتها بعد أن قام الإعلام السوري بفضحها وكشف للعالم التشويه والتزييف في نقل الحقائق.
إن صوت سوريا وحده الذي لا يزال يملك الجرأة والقوة السياسية والوطنية التي تمكنه من قول كلمة (لا) لما هو غير صحيح، إنه قادر على تفجير وقذف هذه (اللا) في كل وقت يريده وفي كل مكان، قالها خلال مؤتمرات القمة العربية، قالها في الأمم المتحدة قذفها في وجوه كل الرجعيين العرب وإسرائيل قالها للولايات المتحدة وحلفائها عندما حاولت منع سوريا من دعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية، العجيب العجيب أن من يتسترون وراء عباءات الدين والأقصى ينظرون إلى المؤامرة على سوريا بعيون مصابة بالرمد يجترون فتاوى تصدر من الدوحة والأزهر، يحللون من خلالها سفك دماء الأبرياء في سوريا، يتوسلون أمريكا لاستحضار التدخل العسكري لتدمير أرض الشام كما دمر العراق وأفغانستان وليبيا والسودان واليمن.
من وحي هذه الفتاوى الكاذبة ينظمون المسيرات الداعمة لأعداء سوريا وتشد على أيدي الإرهابيين الذين مثلوا بجثث أطفال الحولة وادلب وحلب ودمشق ودير الزور، ينظمون مظاهرات ومسيرات تباركها أمريكا وإسرائيل لأن كل الخوارج الذين يشاركون في هذه المسيرات باسم الدين هم جزء من المؤامرة على الشعب السوري، إنهم حلفاء كل المنشقين الهاربين المشبوهين أمثال برهان غليون وخدام وأمراء الدوحة الجدد، إنهم حلفاء سعد الحريري وأيوب القرا وشمعون بيرس وسمير جعجع.
أي مسيرات هذه يا ضيوف قطر ورسل الشاباك إلى الدوحة؟
إن هذه المسيرات لا تزيدنا إلا ثباتاً في مواقفنا ولا تزيد الشعب السوري إلا بأساً وشدة، العيب فيكم وفي رؤوس الفتنة الذين يطالبون بالتدخل العسكري الخارجي في سوريا، مع ذلك ستبقى دمشق أموية – أموية – أموية عروبية قلعة لقطع دابر السلفية .
هكذا وصفها الشاعر سعيد عقل:
قَرأتُ مَجْدكِ في قلبي وفي الكُتبِ
شام.. ما المَجدُ أنتِ المجدٌ لم يغبِ



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دلف الإخوان إلى مزراب الفلول
- الحكام العرب صبية تلاعبهم امريكا
- سحيجة نتنياهو وطبل موفاز
- وما من طاعة للظالمين
- عمر بن اليعزر مرشح الرئاسة في مصر
- تركيا متعددة الوجوه والأقنعة
- القضاء على القضاء في مصر
- وفد إسرائيل العربي في الدوحة
- الرقص فوق جثث الأطفال
- قطار الربيع العربي خرج عن مساره
- نبيل العربي يصر على البقاء في بيت الطاعة الأمريكي
- غيمة في صيف صهيوني حارق
- سوريا الصخرة التي سوف تسد بوابة الانهيار العربي
- الرأس رأس نتنياهو والأيادي أيادي المستوطنين
- فتاوى في بورصة قطر
- عش عرباً ترى عجباً
- ما وراء انتصار الاسلام السياسي في مصر
- من أعماق ذاكرة الحكم العسكري
- إذا ما ابتعكر ما ابتصفى
- حمار الجامعة العربية


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - وعِزُّّ الشرقِ أوّلهُ دِمشق