أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - قاطرة المفاوضات تبحث عن سكة حديد واضحة















المزيد.....

قاطرة المفاوضات تبحث عن سكة حديد واضحة


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4168 - 2013 / 7 / 29 - 19:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما ادركت امريكا وحلفاؤها بان جهودها لم تفلح بزيادة حجم اسرائيل وانه ليس بالإمكان تحويلها الى دولة اسطورية، قرر هذا التحالف المعادي للإنسانية مسخ وتصغير حجم الدول العربية، حتى لا تتطور هذه الدول وتكبر ويكون باستطاعتها تهديد الوجود الاسرائيلي.
بدأت عملية مسخ هذه الدول بنزول السادات من قاطرة الاجماع القومي العربي بعقده صلحا منفردا مع اسرائيل، وفي عصر مبارك تحولت مصر الى دولة معادية لجميع حركات التحرر العربية، واعتبرت نفسها عمقا للغرب الاوروبي والامريكي الاسرائيلي داخل القارة الافريقية وداخل الوطن العربي، بعد مصر كان لا بد من ضرب منظمة التحرير الفلسطينية وقد تم ذلك من خلال ادخالها في أنفاق اتفاقية اوسلو التي ساهمت في تشتيت الكثير من قدرات الشعب الفلسطيني، كما ساهمت في تمزيق نسيج الوحدة القومية والبنية التنظيمية لهذا الشعب خاصة بعد ان تنازلت هذه المنظمة عن خيار المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، بعد هذا التنازل اصبح العالم لا يعترف بحق الفلسطينيين بمثل هذه المقاومة، واذا حدثت فأصبحت تعتبر ارهابا في نظر المجتمع الدولي واسرائيل المعتدية هي الضحية، غياب المقاومة بكل صورها كان بوليصة ضمان لإسرائيل وللقوى اليمينية منها، للمزيد من الاستيطان في الضفة والغربية، وتنفيذ مشاريع علنية ومكشوفة لتهويد مدينة القدس دون الاخذ بعين الاعتبار كل القرارات الدولية التي تمنع ذلك.
هذا الاتفاق ازاح القناع عن وجه النظام الاوروبي وكشف عن عمق العلاقات واللقاءات السرية التي تمت بين هذا النظام وبين الكيان الصهيوني منذ النكبة حتى التوقيع على اتفاقية وادي عربة، بهذا الاتفاق اصبح الاردن النظام العربي الثالث الذي نزل من قاطرة الاجماع القومي العربي المواجه لإسرائيل، لا نبالغ اذا قلنا بأن الاردن هو الدولة العربية الثانية بعد مصر يشكل امتدادا وعمقا استراتيجيا ليس فقط لإسرائيل، بل أيضا لأمريكا وحلفائها، الاردن يحاول اليوم ان يلعب الدور الذي كانت تقوم به ايران زمن الشاه في خدمة المصالح الامبريالية، خاصة بعد ان انتفض الشعب المصري وقرر عودة مصر الى دورها العربي الطليعي بفضل ثورتي 25 يناير وثورة الثلاثين من يونيو.
إن ربط الاردن وراء قاطرة التبعية المطلقة لأمريكا واسرائيل افقده حجمه الاستراتيجي في مواجهة اسرائيل حاضرا ومستقبلا، ان احدا لا ينسى موقف الشعب الاردني الرافض لحلف بغداد والداعم لمصر اثناء العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 وموقفه من العدوان الاول على العراق عام 1991 بعد الاردن جاء دور العراق، وقد بدأت بوادر هزيمة ومسخ قدراته خلال الحرب العراقية الايرانية، وقد ساهمت امريكا ودول الخليج في اشعال فتيل هذه الحرب،لأنها كانت تصب في مصلحة اسرائيل، بعد انتهاء الحرب شعرت امريكا بان العراق اصبح يملك قدرات عسكرية بإمكانها تهديد الامن الاسرائيلي فقررت تدميره، فهاجمته سنة 2003 فكان عدوانا مباشرا غير مبرر اذ تم تدمير قدراته العسكرية والاقتصادية.
اليوم اكثر الدول التي تعاني من الارهاب في المنطقة هو العراق، الضحايا من النساء والاطفال يتمزقون والاشلاء تتناثر وامريكا وحلفاؤها في دول الخليج خاصة يتفرجون ويشربون نخب مآسي ارامل العراق وايتامه.
بعد العراق جاء دور ليبيا واليمن والسودان، تحولت هذه الاقطار الى اشباه دول، شعوبها تلعق جراحها النازفة بالدم والفقر والجهل والتجزئة، بعد ذلك جاء دور سوريا فكانت المؤامرة عليها على مقاس طاقاتها وقدراتها لأنها مؤامرة عالمية امريكا تقف في مقدمة المسؤولين عن تدبيرها.
اما دويلات عربان الخليج فلم تر امريكا بانها بحاجة الى المزيد من مسخها وتصغير حجمها لأنها دويلات صورية مجهرية ملوكها وافرادها يتسابقون لإقامة علاقات سياسية وسياحية واقتصادية ورياضية ومعلوماتية مع اسرائيل، المهم ان ترضى امريكا. هذه هي حقيقة وواقع الاقطار العربية. ضعفها والحروب الاهلية فيها بمثابة دعم وقوة لإسرائيل، اذا ليست صدفة الحاح امريكا ومطالبتها بفتح باب المفاوضات من جديد، مفاوضات بين اسرائيل المدعومة القوية وبين الطرف الآخر الذي لا يجد ارضا فلسطينية أو عربية يقف فوقها.
هذا هو المناخ الذي انتظرته اسرائيل التي كانت تخشى ما يسمى بالربيع العربي في اقطار هذا الربيع، والجامعة العربية ودورها يذكرنا بالباب العالي العثماني اثناء مفاوضات الحلفاء مع الدولة العثمانية بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى، لم يجد وفد الجامعة المذكورة ما يقوله لجون كيري عندما قابله اخيرا في عمّان سوى نحن نبايعك ونثق بالعدالة الامريكية هذا ما قاله الامين العام نبيل العربي.
لقد عودتنا غالبية الانظمة العربية استخدام مأساة الشعب الفلسطيني شماعة تعلق همومها الداخلية عليها، لماذا لم يتعامل وفد الجامعة العربية مع كيري على الاقل حسب ميثاق الجامعة التي يتحدثون باسمها؟ هناك بنود في هذا الميثاق تنص على مقاطعة اسرائيل وهناك بنود تتحدث عن شيء اسمه اتفاقية دفاع مشترك ضد أي عدوان اسرائيلي! لماذا لم يسمع كيري اية كلمة تعبر عن الحد الادنى من التهديد بالعودة لمحاصرة اسرائيل ووقف التعامل معها؟ حبذا لو قابلوه بوجوه عابسة! كنا نتمنى ان يطالبوه بثمن طاعتهم للبيت الابيض على ان يكون هذا الثمن إنصاف الشعب الفلسطيني والاعتراف بحقوقه الشرعية.
منذ ثلاث سنوات ومركبة المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية معطلة وهي بحاجة الى "دفشة" ووزير خارجية امريكا يعرف بان اسرائيل وحدها هي المسؤولة عن تعطيل سير هذه المركبة وتمت هذه "الدفشة" من خلال صدور وابل من الزخات المبهمة من التصريحات من الجانب الاسرائيلي والجانب الفلسطيني ومن كيري نفسه، كل فلسطيني يعرف بانه لا ثقة بالضمانات الامريكية لان امريكا هي الداء وهي الدواء، يجب ان تكون هذه الضمانات صريحة وعلنية وواضحة كما يجب ان يضاف عليها ضمانات دولية تشارك بها روسيا والصين ودول اخرى، من حق الشعب الفلسطيني ان يعرف حتى لا يغرر به للمرة الالف – اذا كان المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين فكم مرة لدغ الشعب الفلسطيني..
اسرائيل تتباهى بانها ستعود للمفاوضات دون قيد او شرط وقد صرح وزير الاسكان للقناة الثانية بان البناء في المستوطنات سوف يستمر اما الفلسطينيون فيقولون هناك ضمانات امريكية، ما هي هذه الضمانات لا احد يعرف، الفلسطيني تائه لا يعرف الحقيقة لماذا هذا التكتم يا امراء السلطة وفرسان اوسلو؟!



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا واسرائيل توأم سيامي في قهر الشعوب
- مصالحة نتنياهو اردوغان سكاكين جديدة فوق الجسد الفلسطيني
- في حكومة نتنياهو تعددت الضفادع والنقيق واحد
- طقع حكي بماركة صهيونية
- اليمين الاسرائيلي يريد انتفاضة ثالثة
- لكل قديس نزوة
- الجيش خاسر إن لم يربح الحرب والمقاومة رابحة إن لم تخسرها
- الازمات تلد الهمم
- حق القوة لا يهزم قوة الحق
- عباس فرط بكل الثوابت الفلسطينية وماذا بقي ؟؟؟
- السجن في الوطن ولا الحرية في المنفى
- من مذكرات معلم سابق (1): مدير ليوم واحد .. !
- أمريكا تحصد زرعها..!
- نتنياهو ومرسي ينفخان في قرب الخداع
- الحشاشون الجدد
- مبروك لمصر بعد أن استقر مرسي تحت عباءة عبد الله وإبط كلنتون
- صمام أمان القومية العربية مربوط بأيدي حماة الديار .
- صمام أمان القومية العربية مربوط بأيدي حماة الديار
- ابنكم نظيف ( الى روح الشهيد اسامة عقل حسن منصور )
- في حديقة الربيع العربي أمريكا ترفع يدها..!


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - قاطرة المفاوضات تبحث عن سكة حديد واضحة