أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم ازروال - ميرامار : شخصيات باحثة عن موقف.















المزيد.....



ميرامار : شخصيات باحثة عن موقف.


ابراهيم ازروال

الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 10:03
المحور: الادب والفن
    


ميرامار :
شخصيات باحثة عن موقف.




رواية ميرامار،رحلة استبار واستكشاف لوعي ومواقف الفئات الاجتماعية المصرية،من المحقق والمأمول،من المنجز والمتوخى،من الواقع الصعب والطوبى المجنحة في المنعطف الستيني.فلئن سلكت "أولاد حارتنا"سبيل التورية والمجاز،وكثفت الوسائط الرمزية،فإن ميرامار ،سترفع أغطية المجاز والاستعارة ،لتستكشف حقيقة المنجز،وتحدد مواقف الفاعلين من حقيقة الإجراءات المتخذة غب ثورة يوليو.
تمتاز رواية ميرامار،من الناحية البنائية ،بتحررها من تقنيات وبنى السرد الكلاسيكي،و بتفاعلها مع روايات تعدد المنظورات ومع تيار الوعي.يعكس ،تذرر البناء ،والتنقل بين الواقع وهواجس النفس،وتعدد المنظورات وقراءة الأحداث ،وبناء الحدث الواحد تدريجيا وبطريقة تراكمية ،ونسبية الروايات والتقديرات والرؤى ،تذرر الواقع نفسه ،وصعوبة تقويم نجاعة الإجراءات السياسية والاقتصادية والإدارية المتخذة ،منذ بداية الستينيات.

1- عامر وجدي:
الباحث عن الاعتراف .
عامر وجدي ،شخصية،قليلة الشحنة الدرامية بالقياس إلى منصور باهي أو إلى سرحان البحيري،إلا أنها عميقة المدلول التاريخي .فحيث إن شخصيات الرواية تتحراك،على رقعة تاريخ معقد و مترابط الحلقات التكوينية،ومتشابك الفروع ،فمن الضروري،تخصيص فاعل تاريخي نابع من الثورة الأم ومن الزمان النهضوي المؤسس، للوعي المدني والفكر العقلاني وللمنزع الفني الهيدوني ،بدور المتتبع لتفاعلات التاريخ وتقلب المصائر والأوضاع الاجتماعية والسياسية بعد ثورة يونيو.
يذكر عامر وجدي ،بالمتحقق والمأمول،بالتطلعات والتشوفات العليا الضائعة،في خضم الاصطراعات بين الفرقاء السياسيين على مدار أزيد من نصف قرن.ولذلك،فهو يقلب دفاتر وصفحات،الثورة الأولى (1919)،والزمان النهضوي المؤسس،بكثير من الحنين،و قليل من المرارة ،ويتأمل حاضر ثورة يونيو بقليل من الحنين وكثير من المرارة.لكنه،لا يميل مطلقا إلى السوداوية،فثمة،متسع للمرح وللتفاؤل في رؤيته الاجتماعية وفي منازعه الوجودية.
تضفى تعليقات عامر وجدي، العمق التاريخي على الأحداث؛فهو لا يتحرك،على واقع لزج،مغلق ،ومرتهن إلى إرادة شخصيات نافذة ،بل على تاريخ لولبي،مشكل من المعلن والمخفي ،من الإرادة الفردية ومن الإرادات الجماعية ، من الممكن التاريخي المتاح ،ومن المتمنع غير المتاح،راهنا أو في المستقبل المنظور على الأقل.
فقلاوون الصحافة كما يسميه حسني علام ،هو في الحقيقة قلاوون التاريخ وقلاوون الذاكرة الجمعية ؛فمهمته، بالأولى هي تأصيل الواقعة مهما بدت قليلة المأتى الاجتماعي ،أو الحدث مهما شحت وقلت شحنته السياسية في التاريخ الاجتماعي والسياسي لمصر الحديثة.
ما يعني عامر وجدي،هو التأكيد على الانتساب "الليبرالي" المحتمل للثورة الجديدة ؛فالثورة الناصرية ،مدينة ، بموجب هذه الرؤية،لأفضل ما في ثورة 1919؛ولذلك،فهو،إذ يقلب دفاتره الشخصية ودفاتر الوطن ،إنما يروم ،التشديد،على عناصر التآلف والتخالف، والتناسب واللاتناسب،والتواصل والانقطاع في الرؤية الجماعية السياسية المصرية ،على امتداد نصف قرن .
(انطوت صفحة تاريخ بلا كلمة وداع ولا حفلة تكريم ولا حتى مقال من عصر الطائرة.أيها الأنذال ،أيها اللوطيون ألا كرامة لإنسان عندكم إن لم يكن لاعب كرة ؟)
(-نجيب محفوظ-ميرامار-دار مصر للطباعة –ص .16)
يحلم عامر وجدي بالاعتراف،أي بتقدير تضحيات الجيل" الليبرالي" المؤسس وجهوده المتمثلة في استزراع القيم الديمقراطية في الفضاء السياسي والثقافي المصري وفي استنبات الفكريات الدهرانية والجماليات المحايثة في التربة المصرية ،وبتثمين تاريخ الوفد وزعمائه الكريزميين،وبالأخص :سعد زغلول .
ورغم التنكر وعدم الاعتراف،فإنه يظهر اهتماما لافتا،بماجريات السياسة،وتفاعلات رواد النزل ومجاذباتهم الذهنية والفكرية والسياسية؛علاوة على مهمتيه الرئيسيتين المتمثلتين في تحقيق الطمأنينتين المأمولتين :الطمأنينة الميتافيزيقية بعد طول تشكك،والاطمئنان على مصير زهرة ومستقبلها.
(ورميت مثلها بتهمة باطلة فقال قوم إني أستحق القتل.ومثلها فتنني الحب والتعليم والنظافة والأمل.)
(-نجيب محفوظ-ميرامار-–ص .72)
لا يكتفي عامر وجدي،بتوجيه زهرة بل يتماهى مع مثالاتها وتطلعاتها الكبرى،ويبارك انقطاعها المعلن عن سجل التقاليد الباطريركية.

2-حسني علام :
الباحث عن المشروع المستحيل.
هو الوريث الحديث للإقطاع الآفل ،وسليل وضعية اجتماعية برسم التفكيك أولا والتفكك ثانيا.هو الإقطاعي المنقطع عن الجذور ،والانفتاحي ،المؤهل ،بموجب قوة الأشياء ،للصعود من جديد ، إلى واجهة الاقتصاد المصري،بعد تدشين عصر الانفتاح.
يجسد حسني علام شخصية الهيدوني المغترب،المحاط بهيدونيين غير جديرين –في اعتباره-بالهيدونية بحكم التنشئة الاجتماعية والثقافية(احتقاره للقيم "الفلاحية")،وبحكم الافتقار الأصلي إلى التأثيل.وتأسيسا،على هذا الاعتبار الذاتاني ،فهو النقيض التام،معرفة وسلوكا،لكل المنقطعين ،منبتا، عن القيم الإقطاعية.
وبما أنه غير متصالح مع جذوره الاجتماعية،ومفتقر إلى الكفاءات المعرفية المطلوبة في العصر الثوري،فإنه سيغرق في هيدونية لعبية،تجمع بين العلاقات الجنسية العابرة والانتشاء بالسرعة وتأمل المصير الكارثي للإنسان عموما.إنه نموذج ناجز ،للمغترب ،المكره على معايشة تاريخ يتأسس،جذريا ،على نفي تاريخه الانتسابي.
(والطقس كالبهلوان لا يمكن التنبؤ بحركته التالية ،والنساء يقبلن في ألوان لا حصر لها ، فلا شيء يحدث على الإطلاق .الكون في الحقيقة قد مات وما هذه الحركات إلا الانتفاضات الأخيرة التي تند عن الجثة قبل السكون الأبدي.)
(-نجيب محفوظ–ص .125)
والغريب في هذا النموذج ،هو عدم التناسب في تركيبته وبنيته ،بين الحامل والمحمول ، بين وعي الشخصية ومعاناتها الاجتماعية –الوجودية الفعلية ؛فثمة تأملات وجودية،عالية ،لا تلائم ،واقع ،شخصية وجيهة اجتماعيا،بالمقاييس الموروثة عن العهد القديم على الأقل ،إلا أنها لم تسوف أدنى مقتضيات الوجاهة المعرفية.كما أن التفاعل التوحدي مع الطبيعة ،يعكس حساسية ،وجودية منيفة ومتألقة تعبيريا ،لا يبررها تكوينه ولا تعضدها تركيبة شخصيته.فالرمز أعلى من الشخصية،والحامل دون قوة المحمول بما لا يقاس.
( وقلت لنفسي إن الثورة ظاهرة غريبة مثل الكوارث الطبيعية.وإنني كمن يستقل سيارة فارغة البطارية .)
(-نجيب محفوظ-ميرامار- ص .101)
يغرق حسني علام في استبطانات وجودية،ماتعة ،لا تكاد تتفق مع مستوى تكوينية وتركيبته الشخصية وسلوكياته الاجتماعية.فحواراته الداخلية ،زوابع عاصفة شاملة لتوهجات النفس وجراحات التنشئة وتشنجات طبقة آيلة إلى السقوط والتفكك.
(لقد قذفت بي طبقتي إلى الماء والقارب يميل إلى الغرق ،ولكني سعيد بحريتي.لا ولاء عندك لشيء .سعادة عظمى ألا يكون لك ولاء لشيء .لا ولاء لطبقة أو وطن أو واجب.لا أعرف عن ديني إلا أن الله غفور رحيم .)
(-نجيب محفوظ- ميرامار –ص .111)
انه رمز لكائن محكوم باللاانتماء،بالخفة اللامحتملة ،وبالمرح الساخر المنطوي على مرارات عميقة.لا يحمل ألق الماضي مثل طلبة مرزوق،ولا يحلم بالشفوف في الحاضر،ولا يحسن من الكفاءات سوى السرعة والسخرية المريرة من الآخرين واقتناص اللذات الجنسية العابرة.
ومهما يكن حجم خساراته النفسية،فإنه،سيجمع قواه الدهائية،بعد اتصاله بالراقصة صفية ،استعداد لمستقيل مفتوح على كل الاحتمالات.فرغم خساراته المعلنة والمخفية،فإنه قادر،على استجماع قدراته،والاستعداد ،بالتالي ،لجولة انفتاحية،تتشكل فيها الطبقات والفئات،وتتحدد فيها الانتماءات الجديدة،بناء على استئهال جديد.
(وما حسني إلا جناح من النسر المهيض ،لكنه جناح ما زال يرفرف ولا يخلو من قدرة على الطيران.)
(-نجيب محفوظ-ميرامار–ص .154)

3-منصور باهي :
الباحث عن القدرة.
منصور باهي شخصية ماكبيثية،متوترة إلى أقصى مدى. فهو شخص تنقصه حكمة عامر وجدي المتأملة وسخرية طلبة مرزوق السوداء؛كما تنقصه قدرة سرحان البحيري على الفعل مهما كان اقتحاميا أو انتحاريا.
لا يواجهه صلابة الواقع بالمرح الساخر أو بالسخرية المرحة على غرار حسني علام ،بل بالتوغل في عوالمه الداخلية المضطرمة على الدوام.
فمنصور باهي ،عاجز عن الثورة،عن الحب ،عن الزواج وعن مجاراة بله التفاعل مع أي مثال مجتمعي.إنه كائن مقهور،لا يجد مكانه تحت شمس ،عالم رمادي،تتسع فيه،سطوة الأخ ومثالية فوزي.فكلما تطلع إلى مثال ،وجد نفسه،مقهورا بحكم ارتهانه إلى سطوة أخيه،وعجزه الكياني عن مجاراة بله مضاهاة فوزي ،المثالي ، في النضال وفي الحب وفي التعالي عن الضغائن(قبول طلاق درية) .
فبقدر ما يتسامى فوزي في دروب المثال ويصير أعلى فأعلى من بدائله وقرنائه ،فإن منصور باهي،يتدنى ويصير أدنى فأدنى من مثاله في درب الأفكار والطوباويات الماركسية.
فإذا جسد فوزي مثال المؤمن العامل،وحسني علام واقع الجاحد لأصوله ولتمخضات الواقع وللاقتناع بجدوى أي فكرة سامية ،فإن منصور باهي ، يجسد ، بعمق ،واقع المؤمن الثوري غير المؤتمن ، لا على قناعاته الثورية ولا على أشواقه العشقية.
(...فقلت مخاطبا عامر وجدي :
-أن تؤمن وأن تعمل فهذا هو المثل الأعلى ، ألا تؤمن فذاك طريق آخر اسمه الضياع ،أن تؤمن وتعجز عن العمل فهذا هو الجحيم .)
(-نجيب محفوظ-ميرامار–ص .167)
تزداد مأساة منصورباهي،بعد عجزه عن الفعل،وتجاوز تخاذله واعتلاله الأنطولوجي.يخلق الزمان الثوري ،آفاق انتظار عالية ؛ لكنه لا يوفر التنشئة الاجتماعية الصلبة ، ولا البناء السيكولوجي المتين ، الكفيلين بتحقيق القدرة، على الفعل وعلى ترجمة المثال إلى واقع مجسد،في الراهن.
الانسحاق الوجودي التام ،هو نتيجة العجز عن الانتماء والفعل الايجابي المؤسس ، في خضم التفاعلات العاصفة الحافة بالثورة وبقواها الاجتماعية المتصارعة.
(...فقلت (منصور) :
-هناك شخص ينغص علي صفوي ...
-من هو ؟
-شخص خان دينه !
فحركت (زهرة)يدها مستنكرة .
-وخان صديقه وأستاذه !
واصلت حركتها الاستنكارية فسألتها :
-هل يغفر له الذنب أنه يحب؟
فقالت مستفظعة :
حب الخائن نجس مثله ! )
(-نجيب محفوظ-ميرامار–ص .179)
نتائج الخذلان كلية ،لا تقصف،العقل وحده ،بل تعصف بالوجدان وتحيل الحب إلى رماد.فالحب القائم على الخذلان،مجرد استيهام،تتلذذ به الشخصية،الفاقدة للتوازن النفسي وللتماسك الوجداني وللنضارة الذهنية.ليس غريبا ،إذن،أن تنكسر،أحلام منصور باهي الوجدانية ،بعد انكسار أحلامه الثورية،و أن يغرق في تشنجاته وهلاوسه،وبحثه السوداوي عن انتقام ،هو أدنى إلى تعذيب واستئصال جرثومة الخذلان من الذات منه إلى أي شيء آخر.
لقد أحكم المثال المتعالي دوما،طوق العزلة والاغتراب على منصور باهي،فاحترف التدحرج والتطوح في المناطق المعتمة.
لم يفلح في الانتساب الثوري،ولا في التجربة العشقية،ولا في الانتماء الثقافي؛ولذلك،فهو يتدحرج نحو القاع،ويبحث ،سدى وبلا ترو،عن القدرة على الفعل مهما كان جنحيا أو جرميا(الرغبة في قتل سرحان البحيري).
يزدان الفضاء الروائي المحفوظي ،بغرارات ماكبيثية ،غارقة في التردد والاحتمالية المطلقة واللافعل ،مثل كمال عبد الجواد في الثلاثية وعثمان بيومي في (حضرة المحترم).
لا يرجع عجز منصور شبه المطلق عن الانتساب الايجابي إلى القيم والأفعال التأسيسية ، إلى قصور في الملكات ،بل إلى غياب تربة ديمقراطية ،لتغذية الوجدان وتربية الإرادة على الاقتدار والذات على الاستئهال.هذا ما يميز،تعيينا، تردده الفصامي ،عن ترددات كمال عبد الجواد أو عثمان بيومي.
يخلو الثائر من تفاؤله،ليستسلم لتشاؤم شامل وسوداوي،شال للذاكرة(نسيان المقص) وللفعل(الانتماء إلى المثال المجتمعي والارتباط الجدي بدرية)،وللكينونة(الدفاع عن القناعة الفكرية) إجمالا.
(إن الصعود يذكر بالهبوط ،والقوة بالضعف ،والبراءة بالعفن ،والأمل باليأس .)
(-نجيب محفوظ-ميرامار–ص .174)
ليس منصور باهي ،تحقيقا ،الا سيمولكر،أو مستنسخا مجازيا،لا يعرف المطابقة ولا ينتسب إلى مرجع.فكلما وجد نصابه في قضية ،إلا ونسخ افتتانه ،أو خانته إرادته ، أو خذلته ذاكرته .يكتفي أحيانا بصياغة بعض الحكم ،إلا أنها حكم من افتقد الوسيلة كليا ، ووجد عزاءه ،ظرفيا ،في جمل،بديعة ،لكنها مثيرة للأوجاع أكثر مما تمتع الذهن .
(-إن الحياة لا تجود بنفسها إلا للأكفاء ..)
(-نجيب محفوظ-ميرامار–ص .187).

4-سرحان البحيري :
الباحث عن المتعة .
سرحان البحيري،هو المتعي الهيدوني،التواق ،بلا محاذير،ولا أعذار ، إلى النهل من المتع واللذات ، المتوافرة في عالم ما بعد ثورة يوليو. لم يختر درب التسيس والتحزب ،حبا ، في الثورة، أو في صواب خياراتها الايديولوجية أو التنظيمية،بل لتشوفه الكلي ، إلى اقتناص اللذات والمتع ، والاستمتاع بما توفره المواقع السياسة،من وجاهة وسؤدد اجتماعي.
فهو قرين طلبة بك مرزوق وشبيهه في الاغتراب وفي الاستخفاف والسخرية من الآخرين،من موقع غير موقع المطعون في وجاهته الإقطاعية . ليس سرحان البحيري،انتهازيا،يركب مطايا الثورة،لتحسين شرطه الاجتماعي ،بل هو ضحية عالم مغلق،معدوم الحراك في العمق.فمهما ترقى في المناصب أو في الممارسة الحزبية وفي الآليات التنظيمية ، فإنه لا يبرح مواقعه الاجتماعية ،غير الباعثة ،كثيرا ،على الارتياح.
يجسد سرحان البحيري ،واقع الفلاح ،الحالم بعد الثورة الناصرية ،بالحراك المتعي وبالتشبه بالإقطاعيين في العصر" الليبرالي".فبدلا من أن تقطع الثورة مع القيم الإقطاعية ،فإن صيرت القيم الهيدونية ، ل"لإقطاعية" أو للفئات "الليبرالية" ، حلما عابرا للفئات والتشكيلات الاجتماعية، ومطمحا جماعيا،منذورا ،بفعل ،الإعلام ،للتعميم .
لم تسع الثورة الجديدة ، إذن ، إلى بلورة منظومة قيم ، متعالية ،عن المنظومات الفردانية أو الذاتانية المنزع،رغم مطامحها الاشتراكية .فقد استهدفت الإجراءات ،في العمق، إعادة توزيع الفائض "الإقطاعي" أو "البرجوازي" ، بدل مراجعة قواعد اللعب ،ووضع قواعد واضحة لتدبير القدرات والطاقات الإنتاجية.
فسرحان البحيري ،تجسيد تراجيدي لقيم غير مثالية ،في لحظات انقسام الثورة بين واقعها ومثالها،وغياب إطار نظري صلب قادر على تسويغ الاختيارات العملية ، معرفيا و أخلاقيا وسياسيا ، وعلى منافسة المنظومات المتعضية المبثوثة،بفعل قوة الأشياء وكثافة الزمان الاجتماعي، في صلب الاجتماع المصري .
من المحقق ،إذن ، أن سرحان البحيري ،نموذج لعصر يحلم بالهيدونية دون أن يوفر مقتضيات تحصيلها.فمهما أكثر من الانخراطات السياسية ( من عضوية هيئة التحرير إلى الاتحاد القومي إلى عضوية لجنة العشرين بالاتحاد الاشتراكي إلى عضوية الوحدة الأساسية لشركة المعادن المتحدة )،فإنه لا يقترب من النبع المتعي المتوخى ، ووضعيته الاجتماعية ،لا تبعد كثيرا ،عن مدارات الخصاصة والدونية الاجتماعية.
فالحراك السياسي الظاهر ،مصاحب بجمود اجتماعي –اقتصادي ،مانع من تحريك الثابت الاقتصادي ،وفتح قنوات التنافس المنظم بين الفاعلين الاقتصاديين.وحين يكون النسق مغلقا،ولا تضمن مسالكه الصعود الاجتماعي المشتهى،يكثر الميل إلى كسر القواعد وخرقها،أيا كانت جاذبية الطوبى. وهكذا تصير مخططات علي بكير ،أرحب و أثرى ،من هناءة حياة اجتماعية بجانب زهرة .
يختلط التقويم الوجودي ،بالتقويم الاجتماعي ،في توجيهات علي بكير ،لسرحان البحيري.فالمتعي ،متيقظ ،مدرك لعواقب تبذير الزمان الاجتماعي ،في الهموم والخدمات الجماعية ، أي في المتع المرجئة .فبما أنه مندغم بالآني ،وبالمتع المتاحة ، هنا والآن ، فإنه مستعد ،للخرق ،في سبيل تحقيق المراد،والخروج من طور المفعولية والبرمجة الآلية لغير المحظوظين ،اجتماعيا واقتصاديا .
(الخطوات المشروعة سراب ،صدقني .ترقيات وعلاوات ثم ماذا ؟ ،بكم البيضة ؟ ..بكم البدلة ؟ وها أنت تتحدث عن فيللا وسيارة وامرأة ، حسن ،افتني إذن؟ ، وقد انتخبت عضوا في الوحدة فماذا أفدت ؟، وانتخبت عضوا في مجلس الإدارة فماذا جد ؟ ،وتطوعت لحل مشكلات العمال فهل فتحوا لك أبواب السماء ؟ ، والأسعار ترتفع والمرتبات تنخفض والعمر يجري ،حسن ، ما الخطأ ؟،كيف وقع؟، أنحن أرانب معمل ؟...)
(-نجيب محفوظ-ميرامار–ص .215-216)
وبما أن المتعي عارف بخبايا النسق وبالخبرات التأويلية ، التسويفية تعريفا، للبيروقراطية ،فإنه لا يراهن على الاستحقاق،بل على الخرق الفجائي،الكفيل،بتجنيب السياسي الشاب أخطاء التاريخ التجريبية ،غير المقصودة،كما هو معلن ،دوما.
(...ولا تصدق ما يقال عن العدالة والاشتراكية ،المسألة تتخلص في كلمة واحدة : القوة ، إن من يملك القوة يملك كل شيء ،...)
(-نجيب محفوظ-ميرامار-دار مصر للطباعة –ص .124)
ويوازي انغلاق النسق الاقتصادي ،غياب قواعد ايطيقية متروية للفعل الاقتصادي،مما عقد سيرورة التنافس ،وغيب ،جزئيا على الأقل،بعض إمكانيات التعاون والتساند والتعاضد بين القوى الاجتماعية المختلفة .
(-ثمة صديق قديم على صلة بالشركة يصفونه هناك بأنه شاب ثوري ،وفي هذا الكفاية ..
-أتظنه مخلصا؟
-نحن نعيش في غابة يتصارع وحوشها على أسلابنا ..
داخلي ارتياح خفي فمضى يقول :
-ما تحت البدلة إلا مجنون بالترف !)
(-نجيب محفوظ-ميراما–ص .110)
فبدلا من التواضع على قواعد معيارية للحراك الاجتماعي ،ترسخ في وعي الطبقات والفئات المعزولة عن سؤددها الاجتماعي والسياسي ،عمق الانفصال بين معلنات واستهدافات الثوار.فلئن تواضع "لإقطاعيون" على معايير وتراتبيات،انتهاضا على مقتضى طبيعي شبه جبلي ،فإن الثوريون،سيتواضعون،في خضم تصارعهم المحاكاتي ،مع خصومهم الطبقيين والإيديولوجيين،على معايير إشكالية غير قابلة ،في سياق التنافر الاجتماعي القائم ،للتعميم .
(وتلاطمت في نفسي-حياله-أحاسيس متباينة تتراوح ما بين الشماتة من ناحية والرثاء من ناحية أخرى ، غير أن إحساسا منها استقر في وضوح وهو ذعري الغريب من فكرة مصادرة الثروات ،كأنما أومن بأن من يقتل مرة يعتاد القتل !)
(-نجيب محفوظ-ميرامار –ص .224)
سرحان البحيري،اشتراكي مظهرا،ليبرالي هيدوني مخبرا؛لا تعنيه الهموم الجماعية بقدر ما تعنيه وضعيته الطبقية والاجتماعية الخاصة.وبما أنه ذاتاني هيدوني ،فإنه سيلتمس شفوفه،في شقوق النسق،وسيسعى نحو الترف المرتجى،بكل الوسائل مهما كانت مخالفة للقوانين والمعايير الجماعية.
فسرحان البحيري ،أقرب فكريا وايديولوجيا ،إلى طلبة بك مرزوق وحسني علام ،رغم المواقف المعلنة والوضعيات الاجتماعية المختلفة؛ولذلك،لا نستغرب،رفضه النفسي والذهني ،لفكرة مصادرة الثروات.لا يحول رثاؤه وشماتته في وضع طلبة مرزوق الموضوع رهن الحراسة ،من تعاطفه اللاشعوري ،مع ضحايا الإجراءات الثورية ،وعدم تقبله لفكرة المصادرة النسقية لفوائض الثروات .
مشكلة الثورة المنقودة ،في الفضاء الروائي ،كامنة ، في تفكيك البنيات التنظيمية والاقتصادية "الليبرالية "و"الإقطاعية" .إلا أن التفكيك المؤسسي ،لم يرافقه ، في العمق تفكيك مواز للقيم وبناء لقيم متروية وتوافقية (تخوف سرحان البحيري من فكرة المصادرة) جديدة؛وهكذا،بدلا من النفور من القيم الموروثة ،صارت الحلم المرتقب والمشتهى ومنتهى آمال الحالمين ،بمتع العصر" الليبرالي".صارت العدالة الاجتماعية،تهويما إيديولوجيا،لا مثاليا مسنودا بقوة النظر،وبتجارب التاريخ،و بتطلع الإنسان إلى عدالة مستحقة.

5-زهرة :
الباحثة عن الاستئهال.
لئن حبل أدب نجيب محفوظ بالشخصيات النسائية،الموغلة في السلبية وفي الهامشية الاجتماعية(حميدة في "زقاق المدق" ونفيسة في "بداية ونهاية" ....الخ)،فإن أدبه ، لا يخلو، من نماذج نسائية،مشدودة إلى الإيجاب رغم قتامة الواقع الاجتماعي ،وتقلص مساحات الحراك الاجتماعي أمامها(نور في "اللص والكلاب" وابنة عمر الحمزاوي في" الشحاذ"...الخ) .
فرغم قتامة عالم الرواية وانكشاف هشاشة البنى التكوينية والحوامل التاريخية للتجربة التاريخية الموصوفة والمحللة في فضاء ميرامار ، ،فإن ثمة نورا يلوح في الأفق.
فلئن جسدت النماذج النسوية انسداد وانغلاق العالم الاجتماعي،في روايات العصر "الليبرالي" ،فإن زهرة ،ستجسد،الإمكان الوحيد ،للخروج من الانغلاق ،بعد انكشاف الحدود المعرفية والسياسية والثقافية،للمنتمين ،مباشرة أو بطريقة غير مباشرة ، والمنخرطين وجدانيا أو لأهداف برغماتية في صفوفها.
مما لا شك فيه ،أن زهرة،رمز للإمكان التاريخي المتبقى لمصر بعد مخاض الثورة.إنها رمز تآلفي ،متجذر في العمق الريفي،ومتحرر من التقاليد الباطريركية ،وميال إلى التأهيل والتربية وإعداد الذات لمواجهة المعيقات الكامنة ، داخليا ، في التقاليد والقيم التقليدية( رفضها لموقف محمود أبو العباس من المرأة) ،وخارجيا ، في التبعية،والارتهان إلى إرادة القوى الخارجية.
فزهرة جماع،قيم وأصول ومرجعيات؛ولذلك ،فهي الرمز الكاشف،على العدة،الكفيلة أن استوفيت مقتضياتها وفعلت آلياتها بإحكام،بالخروج من النفق الحضاري،والارتباط من جديد بأفضل ما في الثورة الأم، داخليا،(1919)، وفي ثورات العالم الحديث ،خارجيا.
كان رمز زهرة تأليفا تركيبيا بين أفضل القيم التراثية وأعظم المنجزات "الليبرالية "؛فكان من الطبيعي،أن ينقل،المؤشر ،من الفضاء السياسي والنماذج الإنمائية المتناسلة والمتضاربة المصادر والمراجع والمقاصد إلى فضاء التكوين والتربية وتهذيب الذات.
زهرة هي ايزيس مصر الحديثة؛فهي ستعيد الحياة إلى أوزوريس،باستقصاء الأبجدية ،وتصيير حروفها المجردة معاني دافقة،وإشارات لامعة،وإفاضات متوهجة.
ولقد راهنت على الهيدوني الذاتاني ،بحكم الاشتراك في الانتساب الفلاحي،لإعادة بناء انتمائها الجديد،إلى منظومة القيم والسلوكات الجديدة ؛إلا أن تلك المراهنة،سرعان،ما أسفرت عن خيبة كبرى،بعد انكشاف اللاتطابق التكويني بين أقوال وأفعال سرحان.و أيا كان حدة الانجراح،فإن زهرة،ستتطلع من جديد ،إلى تاريخ آخر،قوامه تكوين الذات والاستقلالية الذاتية والاستطاعة .
(فمضت(زهرة)وهي تقول :
-ما قيمة أن أعرف ما يجب عمله ما دمت لا أستطيعه !)
(-نجيب محفوظ-ميرامار–ص .69)
تهفو زهرة إلى العلم ،لاستكمال شروط الاستطاعة.فالقناعة العالمة ،غير المصاحبة بالاستئهال الوجداني-الذهني،أقدر ، في الحقيقة ، على إنتاج كائنات سيمولاكرية،تكبر أحلامها بقدر ما يكبر عجزها عن الاستئهال وتحقيق القدر الممكن من التطابق،بين الفكرية والطوبى في السياق التاريخي القائم.
(-إني أحب الأرض والقرية ولكني لا أحب الشقاء !
وانتهزت فرصة ذهاب المدام إلى بعض شأنها فقالت بحزن :
-هنا الحب والتعليم والنظافة والأمل !)
(-نجيب محفوظ-ميرامار –ص .72)
تبرهن زهرة على انتسابها إلى "الأكفاء"،باختيارها،برنامجا استئهاليا قوامه "الحب والتعليم والنظافة والأمل ."ذلك هو الوعد الطالع من رحم تاريخ لا يتسارع إلا ليوسع الشقوق،ويبعد الإرادة،عن الفعل!

6-مريانا:
الباحثة عن وساطة ثقافية مفتقدة.
تجسد مريانا،صورة الوسيط الثقافي بين الشرق والغرب؛هي تجسيد رمزي،للوساطة الثقافية،القاضية بتسريب القيم والجماليات الغربية إلى الشرق العثماني.وبحكم موقعها الثقافي الوسيط،فإنها قادرة من ناحية على تجسيد بعض المسلكيات الثقافية الغربية ،ومن ناحية ثانية على الانغراس في العالم الثقافي الشرقي(الزواج من صاحب قصر الإبراهيمية )،وعلى تمثل بعض منجزاته الإبداعية(الاستماع والاستمتاع بغناء أم كلثوم).
وكما يشهد عامر وجدي على خسارات الثورة الأولى(1919) ،فإن مرايانا شاهدة على صعوبات تفعيل تلك الوساطة وايلولاتها بعض الثورة الناصرية إلى الانتهاء.
ميرمار فضاء،للشهادة على زمان الثورة الأم وصياغة أبجدية"الليبرالية" المحلية وعلى انفتاح مسالك الوساطة الثقافية بين الشرق والغرب ،وشهادة ناقدة لثورة غير مستكملة بحكم عدم انتسابها الإرادي إلى جينيالوجيا ثورات العصر الحديث ووساطة ثقافية آيلة بعد طول تفعيل إلى الانطفاء.
(وتساءلت(حسني سرحان) بأسى أين الأوروبيات ..أين الجمال ..أين سبائك الذهب .)
(-نجيب محفوظ-ميرامار–ص .98)

7- نجيب محفوظ :
تأسيس الوعي بتاريخية الثورات.
أطل نجيب محفوظ ،على ثورة يوليو من مطل ثورة 1919المعيارية والاستثنائية في التاريخ المصري ،القديم والحديث ، في اعتباره.فبحكم وفديته المكينة،فإنه سيستقرئ منجزات وإجراءات وقطائع الثورة الناصرية،من منظور نقدي،واستنادا إلى معايير وتشوفات وتطلعات العصر" الليبرالي" تحديدا.
(لسوء الحظ عادت الثورة الوفد ،وكان يمثل قاعدة شعبية ،ومن هنا بدأ ضرب الديمقراطية ، كان من الممكن في رأيي أن تمضي المسيرة الديمقراطية إذا ما اعتمدت الثورة على انجازاتها كضرب الإقطاع وإنهاء الاحتلال ،كان سينضم إلى الثورة أنظف من في الأحزاب ،لكن ضاعت الفرصة ،لهذا وقعت في إطار الحكم العسكري ، صحيح أنها أنجزت إنجازات هامة ،لكن غياب الديمقراطية يهدد الإصلاحات ...)
(-جمال الغيطاني-نجيب محفوظ.. يتذكر-دار المسيرة –بيروت-لبنان –الطبعة الأولى -1980-ص.77).
كان نجيب محفوظ ،توفيقيا،مدافعا عن اشتراكية مطعمة بالديمقراطية ،عن عدالة لا تنفي ولا تتنافي مع الحرية ،عن إجراءات عادلة بقدر ما هي مبررة ،ايطيقا ،حتى في أعين المتضررين ، مرحليا ، منها ومن آثارها ومفاعيلها .
(كانت علاقتي الوجدانية بالثورة تنقسم ما بين التأييد والحب من جهة ، والنقد الشديد بسبب تجاهلها للديمقراطية وللوفد،وميلها إلى الفردية والصراع على السلطة من جهة أخرى ،ولم أتغاض عن هذه الانتقادات من جانبي للثورة ،إلا في فترة محددة ،وهي فترة العدوان الثلاثي على مصر.)
(-رجاء النقاش-صفحات من مذكرات نجيب محفوظ-دار الشروق-القاهرة –مصر-الطبعة الأولى -2011-ص.207).
لقد جسدت رواية ميرامار،إحدى لحظات التواشج بين الذاكرة والتاريخ ،بين الفرد المهدور والواقع الحابل بأكثر من طاقة،بين اليقين المعلن ،اجتماعيا ،والهشاشة المخفية كلما انفردت الذات بنفسها،وطافت بمتاهات التمزق والألم والانفصام،بين تعين الحديث ،من حيث حدثيته الآنية ،ونفاذ مفاعيله إلى أوسع مدى ،عالمي ممكن.

تطرح رواية،ميرامار إشكاليات بنائية كبرى ،تخص بناء المتخيل الروائي وصياغة لغات الشخصيات،ومطابقة وعي الشخصية لمحمولها الدلالي وقوة تيار الوعي ونفاذه إلى الأعماق النفسية للمنخرطين في رحلات استشكاف معلوم الذات ومجهولها.وقد ركزنا،على استكشاف عوالم تلك الشخصيات،وأنماط استجابتها لتحديات وتحولات الواقع الاجتماعي والسياسي ،وطرق تفاعلها مع ذاكرتها وتعبيرها عن هواجسها ومخاوفها النفسية والوجودية .


إبراهيم أزروال
اكادير-المغرب



#ابراهيم_ازروال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاصر السكر بسوس في عصر المنصور الذهبي . قراءة في (أخبار أحم ...
- جماليات في عالم بلا خرائط : هوامش على -شارع الأميرات-
- مسخرة بوجلود : نحو تاريخية للكرنفال الأمازيغي
- حتى لا ننسج جوارب-للعقول-!
- أصول الرقابة في الفضاء الثقافي الإسلاميّ 4
- أصول الرقابة في الفضاء الثقافي الإسلاميّ 3
- أصول المراقبة في الفضاء الثقافي الإسلامي 2
- أصول الرقابة في الفضاء الثقافي الإسلاميّ 1
- في نقد فصام الفكرية الإصلاحية -نموذج نضال الصالح 4
- في نقد فصام الفكرية الإصلاحية -نموذج نضال الصالح 3
- في نقد فصام الفكرية الإصلاحية -نموذج نضال الصالح 2
- في نقد فصام الفكرية الإصلاحية -نموذج نضال الصالح 1
- نقد التصوف في كتاب - وصف إفريقيا - للحسن الوزان 2
- نقد التصوف في كتاب - وصف إفريقيا - للحسن الوزان 1
- القوس والفراشة : سياحة في خرائب حداثة المجاورة 2
- القوس والفراشة : سياحة في خرائب حداثة المجاورة 1
- العلمانية الرخوة واستقالة العقل النقدي 2
- العلمانية الرخوة واستقالة العقل النقدي 1
- الاعتراب في واقع انسداده-نقد تصور الجابري للأمازيغية 6
- الاعتراب في واقع انسداده-نقد تصور الجابري للأمازيغية 5


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم ازروال - ميرامار : شخصيات باحثة عن موقف.