أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم محمد السيد - السياسة والنشأة الافلاطونية














المزيد.....

السياسة والنشأة الافلاطونية


كريم محمد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 4156 - 2013 / 7 / 17 - 02:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسة والنشأة الافلاطونية
يتبين لأي مستقرئ لأنبثاق واقع السياسة كعلم انه وليد علم الاخلاق والفلسفة والعلوم التي كانت سائدة في اثينا بالدرجة الاساس, اذ نجد انها تبلورت على يد الفيلسوف اليوناني الفذ افلاطون بعد ان انتقل من مرحلة الخوض في غمار علم الاخلاق لينتقل وجوبا لعلم السياسة الذي تربى على يديه في جمهوريته المثالية ليجد نفسه في غمار وطيس الحياة السياسية والتي لم تكن بذات النضج الذي كان على يدي نيقولا مكيافيلي من خلال قوانين ثابته ومتسقه حيث كانت بعيدة كل البعد عن مخيلة الفلاسفة وقتئذ كعلم مستقل له مجاله واستقلاله عن بقية العلوم التي كانت تشغل حيزا كبيرا من بال الفيلسوف المتنور ومهمته في قراءة ما يجري من حوله.
هذه اللمحه نجدها جلية في قراءة للدكتور طه جزاع في كتابة الموسوم (يوتوبيا, جدل العدالة والمدينة الفاضلة من افلاطون الى ابن خلدون) انه يعطينا التصور عن اسباب ولادة ذلك العلم وتنشئته على يدي افلاطون كجزء من موجبات تلك المرحلة المهمة: "ان الذي دفع افلاطون لتحديد العلم السياسي والبحث عن معنى رجل الدولة (السياسي) ومواصفاته ما رآه من فساد للأخلاق, واخطاء الدولة, وصراع بين القوى السياسية الاثينية مما ادى الى الوصول لحكومة الطغاة الى سدة الحكم ثم تخليها عن السلطة الى حكومة ديمقراطية ارتكبت اعدام استاذه سقراط, وكذلك ما رآه من نتائج لسياسة (بركليس) التي ادت الى جعل الاثينيين كسالى وجبناء ومهذارين وشرهين للمال, كل ذلك قاد افلاطون لتوجيه نقد قاس للمجتمع الاثيني ولحياة السياسة...".
ان الحياة السياسية اذا ما سلمنا بأنها ولدت من رحم فلسفي (ثقافي) فلا بد لها ايضا من ان تتربى في حجر ذات الثقافة التي ولدتها, وهو اصل او اس ينبغي الركون اليه دوما في تحديد مهمة الثقافة - بمفهومها العام – في ان تكون احدى الدعائم السياسية التي ترتكز عليها الحياة العامة في الدولة, والذي يعبر عنه جزاع باجتماع السلطتين الفلسفية والسياسية لكي يتمكن من حكمة وهو اساس المدينة الفاضلة, وهذا لا يعني انها (الثقافة) تخلّت عن وليدها بهذه السهولة-;- انما المراد ان لنضوج السياسة كتجربة وعلم مستقل جعلها تستقل شيئا فشيئا عن الثقافة والفكر الفلسفي بعد ان بلغت النضج الكافي والذي يؤهلها لان تغور سبر ابحاثها بمعزل عن الافكار الفلسفية المتعلقة بعلم الاخلاق وما سواه من العلوم التي بقيت ولا زالت فحوى الفكر الفلسفي.
ولهذا اجد عبارة مهمة لمدني صالح وردت بتقديم الكتاب (آنف الذكر) وهو تعليق تركة صالح على مسودة الكتاب, يمكنها ان تعطينا التصور الكافي عن التحول والتدوير بين علم السياسة والاخلاق: "السياسة من عالم الممكن النسبي, الاخلاق من عالم المبدأ, ما الذي يحدث اذا صارت السياسة من عالم المبدأ والاخلاق من عالم الممكن؟. تصير السياسة من عالم الحلم السعيد بالمدينة الفاضلة, والحلم الفاضل بالمدينة السعيدة, ويزدهر بناء المستقبل, ويندحر الفيلسوف الملك, والملك الفيلسوف, صورة لاندحار افلاطون!".
ان عالم الحلم السعيد الذي يعنيه مدني صالح بتوطئته تلك يكمن في جوهر علم السياسة ودورة في تدعيم كل العلوم, او لنقل كل الواقع الحياتي المعرفي, لان بخراب السياسة وابتعادها عن الهدف الحقيقي سوف يجرّ وراءه مختلف الاحباطات التي ستجعل افلاطون وامثاله يحلم بدولة فاضلة عمادها صلاح السياسة, ولهذا كانت من عالم الممكن النسبي, بينما بقيت الاخلاق من عالم المبدأ, وهو دورنا كمثقفين في ان نلتزم ذات المبدأ لنحلم بمدينة فاضلة, بدور داعم فاعل توجيهي, حتى نجعل من الحلم واقع مدرك رغم انه صعب المنال.



#كريم_محمد_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن صراع العلم والايمان
- الكاريزما الثقافيه
- الادلجه الفكرية للمثقف
- صراع المعتقد في دائرة الاقناع البشري
- القاصد والقصيده الاعلاميه
- اين المفكر؟
- رفقا ببغداد
- التطاول على المقدس ظاهره مُدانه
- التفاؤل يدحض الخوف من الاتي
- في عيد المرأه
- المثقف قائدا
- ثقافة السب واللفظ المعيب
- الانظمه الجوفاء , حل ام مشكلة؟
- امير الفقراء فاسد
- هل يمكن ان يكون الاختلاف افيون الانسانيه؟
- انفلونزا طائفيه
- ابجدية الديمقراطية
- التضييق الاقليمي
- ذهب الزعيم, ابتشروا!!
- الاستقرار السياسي


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم محمد السيد - السياسة والنشأة الافلاطونية