صالح حمّاية
الحوار المتمدن-العدد: 4152 - 2013 / 7 / 13 - 02:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا شك أن كثير من المصريين يتساءلون الآن و هم يرون بعض وسائل الإعلام المحسوبة على الجزائر ( قناة المغاربية ، قناة وجريدة الشروق ..الخ) التي تفرغت كليا للمسألة المصرية ، عن هذا السبب الذي يجعل هذه القنوات تجعل المعركة الدائرة هناك معركتها ، بل وأن تتحول إلى طرف فيها ضد الشعب المصري و إرادته .. فما الذي يدعوا هذه القنوات للدخول في هذا الصراع ؟ .
في الواقع وكجواب على هذا السؤال يمكن القول أن الأمر لا يتعلق بمصر تماما وإن كانت هي القضية .. ، صحيح أن تلك الوسائل الإعلامية تهاجم حاليا ثورة الشعب المصري و تهاجم إرادته ، لكن الحقيقة أن المعني ليس المصريين بل الجزائريين ، فالواقع أن هذا الهجوم على الثورة المصرية العظيمة إنما هو هجوم على الجزائر و شعبها فهذا الأمر هو حلقة أخرى من مسلسل تصفية الحسابات بين أزلام المشروع الإسلامي والدولة الجزائرية .
إن ما تمارسه الشروق و المغاربية وباقي أبواق المشروع الإسلامي الدعائية هو محاولة لتصفية الحسابات مع النظام الجزائري فهؤلاء وكما نعرف لهم ثار على النظام الجزائري الذي انقلب على خيارهم الخرافي ، و هؤلاء قد وجدوا اليوم في مصر سبيلا لإعادة إحياء هذا الصراع بينهم وبينه ، لهذا فهؤلاء اليوم سخروا أنفسهم للدفاع عن الرئيس مرسي ومشروعه لا لكونهم يهتمون له ، بل لكونهم يجدون فيه سبيلا لتوجيه ضربات خفية للدولة الجزائرية خاصة لمن لا يملك القدرة على الصريح بهذا على غرار القنوات التي تعمل في الجزائر .
حاليا الحرب التي تشنها هذه الوسائل "الدعائية" على مصر وثورها إنما هي حرب جزائرية في حقيقتها وإن كانت تتم على ارض مصرية ، لهذا فليس على المصريين التركيز عليها بقدر ما على الجزائريين الانتباه لها ، لان المعني أكثر بهذه الحرب هو الجزائريون .
حاليا من عليه الانتباه لهذه الحرب التي تدو رحاها في مصر إنما هم الجزائريون لا المصريون ، لأنه وكما يبدو فالإرهاب لا يزال يحمل الكثير الحقد على الجزائر ، وعليه فالأولى أن لا تكون الثورة ضد حكم الإظلام في مصر فقط ، بل أن تكون في الجزائر أيضا ، لأن الثورة الوقائية ضد الإظلام خير من العلاج عن طريق الكي (الصراع المسلح مع الإرهاب ).
#صالح_حمّاية (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟