أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيتوني ع القادر - سوق الامل














المزيد.....

سوق الامل


زيتوني ع القادر

الحوار المتمدن-العدد: 4148 - 2013 / 7 / 9 - 02:05
المحور: الادب والفن
    


سوق الامل
((يابا)) امراة شجاعة, فريدة من نوعها...امرأة اسطورة.....
منذ زمن بعيد قررت دخول عالم المطاعم....في ذلك الزمن , لا احد تخيل الفكرة ولا احد هضمها....امرأة عاشت في بحبوحة مع زوجها الراحل, تتحول الى بائعة سمك مشوي في ركن بشارعنا ؟؟؟؟
لم يكن معها مال...اكتفت بفتح محل في ركن قرب منزلها....المهنة تتطلب قوة وشجاعة..لكن الزبائن تقبلوا الفكرة واثمرت مجهودات المرأة...
عملت بجد.. قصد الاستجابة لمتطلبات ابنائها,,.. بمرور الشهور والسنوات ,,جاورتها نساء اخريات لبيع ما تخصصن فيه.
ارتفع عدد الزبائن...لا اشهار..ولا ملصقات...لا جرائد ولا تلفزات...فقط سار الخبر من فم لأذن...من خيط لخيط..صار سوق ((يابا)) رمزا للارادة والنجاح.
شباب وشيوخ...اناث وذكور يتوافدون مساءا للمحل...كل كان يجد مخزونه...الاطفال يتسابقون...يصرخون...ويتنفسون..البنات يقفزن بحبالهن...زاد عدد النساء البائعات للسمك المجمر مع الموز...
كنا يتوافدن مساءا لبيع سلعهن ويعلن اطفالهن وعائلاتهن ...
كل عام كان السوق يكبر..يزداد البائعون والمشترون...كل الطبقات تواجدت بالسوق , كانت تعشق سمك نساء شارعنا...البعض كان ياتي من بعيد...اكتسب السوق شهرة..وقيل ان لهؤلاء النساء لمسات خاصة ونكهة فريدة لسمكهن المشوي....ليل نهار كان الشارع متخما بالناس...الكل كان ينشط ويعمل...الشباب تولى تامين البائعات من النهب والسرقات....الكهول انشغلوا في احاديث الزمن الغابر يلعبون الورق....
هل حقا ان السمك المباع هنا بالسوق الذ مما يعد في المنازل..؟؟
هل حضور النساء بكثرة كان يعطي تميز هذه السوق؟
هل هو حضور بنات((يابا)) بثيابهن الملونة , الصارخة؟؟
كان السمك المجمر, المقدم في صحون ملونة, مصحوبا بالموز يصنع فرحة الوافدين.
البنات اللواتي يعملن بالسوق هن ايضا شاركنا في صيته....
لا شك انهما الاثنان: لذة السمك ودلال البنات,
لكن يحدث دائما: ان نجاح البعض يولد غيرة عند البعض.
بدأت الاشاعات تنتشر حول سر نجاح السوق....
البائعات لا يحترمن شروط النظافة؟؟
السوق خلقت بطالة الرجال وادت الى ظاهرة الانتحار؟؟
خوف بعض النساء على رجالهن من بنات السوق؟؟
بدات الاشاعات والاتهامات تسري كالنار في الهشيم في سمعة السوق,....
لم تنل الاشاعات من عزائم النساء...تشبثن بمكتسباتهن... وشدت ((يابا)) بيدين من حديد على مهنتها , وقررت ان لا شيئا يثنيها عن التوقف من اجل كرامة بناتها... قررت انهاا ستقاوم الرياح وتصمد امام الموج,,ولن توقف السوق الذي منه انتعشت عائلات وتعلم اولاد...
وانتصرت ((يابا)) تابع السوق مسيرته,,وتابع الزبائن تشجيع نشاطات نسائه...واستمر شارعنا يصنع فرحة سكان ((ديلالو))
كنا.. ناكل......نضحك,,,نرقص...نلتقي بالمحبين والمحبات...
وحدث ذات يوم:
مجموعة من الشباب غير المعروفين,, ظهرت فجأة بشارعنا..كل شيء مر بسرعة البرق...لا شك ان المسالة مدروسة بدقة..
تفاجات البائعات....حار الزبائن..
ان الغزاة شريسين....كسروا كل ما وجد في طريقهم...ضربوا الشاب والشيوخ...دمروا.... حرقوا...
يوم لا ينسى...رسخ بذاكرة الحاضرين الذين سيكونون شهداء على ما حدث..
اذاعت الاذاعة عدد القتلى.. عدد المجروحين...لم تستطع ضبط العدد.. لكنها اكدت انها مجزرة بامتياز...
في العدالة .. تجاهلوا اسباب الغزو وتغاضوا عن التفاصيل والفاعلين؟؟
لكننا تسائلنا:
كيف يقبل زهق هذه الارواح؟؟
ولماذا شارعنا بالضبط؟؟
تضامنا... شددنا سواعد بعضنا البعض..
لن نعطي مبررا لهذه الفعلة...لن ندعها تمر في صمت.
قلنا:
تصفيات حسابات...غيرة....حسد من كبار...
ما دخل سوقنا في هذه المأساة التي حولت شبابنا الى سفاكي دماء؟؟
لما يستهدف سوقنا بالذات؟؟
لا احد اجاب ولا من عرف ؟؟
فزع السكان..فقدوا فرحتهم..لازموا الصمت والظلمة...
كلما هبط الليل قفرت شوارعنا...لا تجد احدا بالخارج...عادات جديدة..انكماش على النفس..كل شيء صار عكسيا..وحدها قعقعات الاحذية الخشنة تملا الشوارع...عساكر جديدة..شباب ضحية...جند بدم بارد...اطفال عسكر مفزعون..قاتلون...لم يعد شارعنا كما كان...كنا ننهض على صياح ديكتنا.. لم نعد نسمعها هي الاخرى فزعت..فحجبت اعلاناتها عن الشروقات الجديدة...
كبقية النساء وجدت ((يابا)) نفسها بلا شيء,,اضاعت كل شيء..لكنها رفضت الضياع في التيه...داومت البحث عن مخرج...ذكريات الحرب مفزعة...غابت الطمانينة... لكنها ترفض فكرة الاستسلام لا بد من مخرج.. تغيرت الاجواء... تبدلت الامزجة...لا شيء بقي كما كان... ولكنها قررت ان تحيا...
وعادت ((يابا)) رفقة الضحيايا.. عادت الى مهنتها... ترجت الارض والسماء لاعادة عقارب الساعة الى دورانها واعطاء الحياة لسوقها.. داعبتها امال بانتهاء الحرب وعودة الحياة..كانت خائفة..ولكنها مصرة..املة مؤمنة بان النساء اللواتي كانت قائدتهن سيجدن امكنة جديدة للفرح وبان ذكريات الضحايا الابرياء ستفتق ازهار السوق من جديد...... تعلي صرح سوق الامل...فقد امنت بانه لا مستحيل مع الامل..
GHISLAINE SHATOUD
ترجمة : ع القادر زيتوني



#زيتوني_ع_القادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- flashs
- لقطتان
- الجلد
- اعترافات متاخرة
- مطر بالمدينة:Il pleut sur la ville
- انا منها
- ليل طويل في غابة النحل
- نجم افل
- سر المراة
- الدم
- الغبن
- الضياع
- الاقليمية الثقافية والسياسية
- وجوه الشرف
- الامل الاخير
- وشوشوة الجدران
- امومة
- جهنم الطرف الاخر من الحدود
- نهاية الطغاة
- هموم قزحية التقاطع


المزيد.....




- خريطة أدب مصغرة للعالم.. من يفوز بنوبل الآداب 2025 غدا؟
- لقاءان للشعر العربي والمغربي في تطوان ومراكش
- فن المقامة في الثّقافة العربيّة.. مقامات الهمذاني أنموذجا
- استدعاء فنانين ومشاهير أتراك على خلفية تحقيقات مرتبطة بالمخد ...
- -ترحب بالفوضى-.. تايلور سويفت غير منزعجة من ردود الفعل المتب ...
- هيفاء وهبي بإطلالة جريئة على الطراز الكوري في ألبومها الجديد ...
- هل ألغت هامبورغ الألمانية دروس الموسيقى بالمدارس بسبب المسلم ...
- -معجم الدوحة التاريخي- يعيد رسم الأنساق اللغوية برؤية ثقافية ...
- عامان على حرب الإبادة في غزة: 67 ألف شهيد.. وانهيار منظومتي ...
- حكم نهائي بسجن المؤرخ محمد الأمين بلغيث بعد تصريحاته عن الثق ...


المزيد.....

- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيتوني ع القادر - سوق الامل