أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - غسان نامق - صاحبي المصري














المزيد.....

صاحبي المصري


غسان نامق

الحوار المتمدن-العدد: 4139 - 2013 / 6 / 30 - 15:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يعيش المصريون في كافة أنحاء العالم اليوم في حالة قلق وترقّب شديدين في انتظار ما سيحدث يوم 30 حزيران وما ستنتج عنه من أمور بعد ذلك.

مساء البارحة كنتُ أحتسي الشاي في مقهى شعبي في طرابلس - ليبيا. رآني أحد الأخوة المصريين (يعمل بائعاً للملابس على الرصيف). جاءني مسرعاً، حيّاني وصافحني وجلس إلى جانبي. وبدون مقدمات سألني: "ماذا سيحدث في مصر برأيك؟"

ضحكتُ. ثم قلتُ له: "لن يحدث شيءٌ ذو بال."

قال: "كيف لن يحدث شيءٌ ذو بال؟ ألا تسمع الأخبار؟"

قلتُ: "بلى، أسمعها، وأتابعها. ولكن لن يحدث ما تخشاه وما يدور في ذهنك. أي لن يحدث في مصر ما حدث ويحدث في العراق وما يحدث حالياً في سوريا."

(علماً بأن مُحدّثي كان قد قال لي سابقاً إنه قضى أحلى سنيّ عمره في العراق - في بغداد بالتحديد - وإنه لن يجد بلداً طيباً كالعراق ولن يجد أناساً طيبين كالعراقيين. وأكد لي إنه يقول ذلك بلا مجاملة لي.)

قال: "نعم. كلامك فيه الكثير من الصحة. فمصر ليس فيها سُنّة وشيعة!!!"

هممتُ بأن أوضح له أنّ في مصر ثمّة ما يمكن أن يقوم مقام الفتنة التي أحدثها أعداء أمّتنا في العراق ، أي السُنّة والشيعة. ففي مصر يوجد المسلمون والمسيحيون والنوبيون، وهذه تشكيلة يمكن أن يصنع منها الأعداء وصفة ممتازة للفتنة والدمار الذاتي، مثلما صنعوا في عراقنا.

ولكنّي عدلتُ عن إدخال مُحدّثي في هذه المتاهة التي لن يستسيغها بسبب بساطته، وذلك مثلما لم يستسغ بسطاء العراقيين قبل الفتنة فكرة حدوث فتنة بين السُّنّة والشيعة في العراق.

وبدلاً من ذلك قلتُ له: "يا أخي، إن تعداد سكّان مصر يبلغ حوالي ثمانين أو خمسة وثمانين مليون نسمة. والكيان الصهيوني على مسافة مرمى حجر من مصر. لذا فمن غير الممكن لكل أعداء الأمة وأعداء مصر أن يسمحوا بحدوث أمر في مصر قد يتسبب في مجرد إقلاق الكيان الصهيوني وليس في زعزعة أمنه، لاسيّما وأن سوريا الآن في حالة فوضى عارمة وهي على الجانب الآخر من الكيان الصهيوني."

أسعدتهُ كلماتي وما توحي به من سلام واطمئنان وتفاؤل وثقة، فقال: "لكننا سنطيح بمُرسي يوم 30 يونيو."

وفي هذه اللحظة إلتفتَ إلينا شخصٌ مصري آخر كان يجلس في الجانب الآخر بالقرب من مُحدّثي، ودخلا في سجال بينهما حول (محمد مُرسي)، رئيس مصر، والإطاحة به وما إلى ذلك من شؤون الساعة في مصر.

تركتُهما في سجالهما، وأكملتُ احتساء الشاي قبل أن يبرد فتضيع نكهته، بينما كنتُ أمنع نفسي من تصوّر قتامة المشهد وبشاعته في حال اندلاع العنف في مصر بسيناريو قريب من سيناريو سوريا. فمصر، بتعداد سكانها الهائل واقتصادها المتهالك والفقر الذي يعيش فيه شعبها، قد تدخل هي والمنطقة كلها في دوامة لا أستطيع أن أتصور لها نهاية في القريب المنظور إذا ما تم تطبيق وتنفيذ سيناريو سوريا فيها.



#غسان_نامق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بَعضُ النّاس
- لا شيء يحدث مرتين
- أبناءُ عَصرِنا - قصيدة للشاعرة البولندية -فيسوافا شيمبورسكا-
- شراكة أمريكية تركية جديدة
- التقشف ونهاية النموذج الأوربي
- ثلاث قصائد للشاعرة الأمريكية -إيميلي ديكنسون-
- قصيدة: اللقلق
- مأزق الولايات المتحدة الأمريكية
- فتاة - قصيدة لعزرا باوند
- الموصل
- الخلافة في السعودية آخذة بالتشكل
- مرحبا بحرب الأشباح
- غيتس: العراق سيواجه مشاكل إذا إنسحبت القوات الأمريكية
- (غيتس) و(مولين) على إتصال وثيق بالجيش المصري
- إيران والأوضاع الراهنة في العالم العربي
- الأمر المشترك بين إسرائيل وإيران
- قطع شبكة الإنترنت
- راتب بنيامين نتانياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني
- السيستاني وجائزة نوبل للسلام.. وجهة نظر مغايرة


المزيد.....




- وزير الخارجية الروسي في مالطا في أول زيارة لدولة عضو بالاتحا ...
- -مرحلة جديدة-.. أردوغان يُعلق على التصعيد العسكري في سوريا
- تحركات مصرية مكثفة لوقف -التصعيد- في سوريا
- لافروف: الولايات المتحدة هاجمت روسيا بأيدٍ أوكرانيا
- -حماس- تختتم لقاءاتها في مصر عقب حوار معمق مع -فتح- حول تشكي ...
- قوات المعارضة السورية تدخل مدينة حماة
- عملية هروب 8 مساجين على الطريقة الهوليودية من مركز احتجاز بم ...
- القوات الفرنسية في إفريقيا.. هل ينفرط عقدها فتصبح من دون قوا ...
- الرفيق محمد بنموسى ضيف برنامج “بوليميك”
- رئيس اللجنة الأولمبية الدولية يحبط آمال ألمانيا الأولمبية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - غسان نامق - صاحبي المصري