أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان نامق - الأمر المشترك بين إسرائيل وإيران















المزيد.....

الأمر المشترك بين إسرائيل وإيران


غسان نامق

الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتشددون في البلدين يرغبون في إزاحة مبارك

(نشرت مجلة "السياسة الخارجية" الأمريكية بتاريخ 31 كانون الثاني / يناير في موقعها على شبكة المعلومات الدولية هذا المقال لكاتبه "مير جافيدانفار". ونقدم ترجمة كاملة للمقال أدناه.)

أن نقول أن العلاقات بين إسرائيل وإيران قد شهدت أياماً أفضل من هذه الأيام لن يكون مبالغة. فالقلق الإسرائيلي من البرنامج النووي الإيراني قد دفع التوترات إلى مديات جديدة. وقد تفاقمت هذه التوترات بفعل تشكيل حكومة جديدة مؤيدة لحزب الله في بيروت.

ومع ذلك، وفجأة، فإن الأحداث في مصر قد أعطت كلا البلدين أمراً لم يكن لديهما منذ أمد طويل: ذلك هو المصلحة المشتركة. فبالنسبة للجمهورية الإسلامية وإسرائيل تعد المعاني الفورية للمظاهرات الجماهيرية في شوارع مصر أمراً سيئاً.

فبالنسبة لزعماء إيران، نجد أن حقيقة قيام عشرات الآلاف من المصريين بتحدي قوات الأمن والاندفاع إلى الشوارع مطالبة بالمزيد من الأعمال يجب أن تثير أعصاب هؤلاء الزعماء. فالوضع الاقتصادي في إيران يتدهور هو أيضاً. حيث أن التغييرات الأخيرة في برنامج المعونات الحكومية الواسع قد رفعت أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية الأخرى، وبهذا فقد أدى إلى زيادة الصعوبات الاقتصادية. وإذ يراقبون الأحداث في مصر، سيكون من المنطقي بالنسبة لزعماء إيران أن يشعروا بالقلق من احتمال أن يحذو مواطنوهم حذو أولئك. (وحقيقة قيام الحكومة الإيرانية بنشر أعداد كبيرة من قوات الأمن عندما تم تنفيذ خطة إصلاح المعونات في شهر كانون الأول / ديسمبر تعد مؤشراً على مقدار قلقها.)

وهناك العامل السياسي كذلك. فالعديد من المتظاهرين المصريين طالبوا في بادئ الأمر بأوضاع اقتصادية أفضل، ولكن سرعان ما راحوا يطالبون بإزاحة الرئيس حسني مبارك الذي تعد الجوانب الديمقراطية لديه ضعيفة، بل تزداد ضعفاً. وبعد إعادة إنتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد بشكل مثير للجدل، والتي إعتبرها الملايين على أنها مليئة بالاحتيال، وما تلا ذلك من الانهيار القاسي، ففي هذه الأيام نجد أعداداً متزايدة من الإيرانيين يعتقدون كذلك بأنهم يعيشون تحت حكم دكتاتوري. ففي بيان نشر بتاريخ 29 كانون الثاني / يناير قام زعيم المعارضة مير مسعود موسوي بتشبيه الوضع في مصر بإيران في شهر حزيران / يونيو 2009. فقال محذراً: "الفراعنة دائماً يسمعون صوت الأمة بعد فوات الأوان"، وهو يقصد أنه على النظام الحاكم في طهران أن يلتفت إلى مطالب الشعب خشية أن يتعرض لخطر الإطاحة به هو أيضاً.

وفي الوقت الحاضر تبذل الحكومة الإيرانية كل ما في وسعها لمواجهة التهديد. وتتكون إستراتيجيتها الرئيسية من التأكيد على الرسالة القائلة بأن الإسلام هو السبب الحقيقي وراء انتفاضة المصريين. فبتاريخ 28 كانون الثاني / يناير قال مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية: "إنتفاضة شعب مصر ناجمة عن صحوة الإسلام في المنطقة." ويحاول مسؤولون آخرون أن يوصلوا الرسالة القائلة بأن مصر ستصبح دولة إسلامية في شخصيتها مثلما هو حال إيران اليوم. وقال آية الله أحمد خاتمي، إمام صلاة الجمعة في طهران بتاريخ 28 كانون الثاني / يناير: "لأولئك الذين لا يرون الحقائق، أوضح لهم أنه يجري خلق شرق أوسط إسلامي أساسه الإسلام والدين والديمقراطية مع هيمنة المبادئ الدينية."

وتحذو الصحافة الإيرانية ذلك الحذو من خلال توصيل الرسالة القائلة بأن الوضع الذي يواجه مبارك لا يشبه الوضع الذي يواجهه المرشد الأعلى علي خامنئي. فجاء عنوان مقال نشر بتاريخ 29 كانون الثاني / يناير على موقع (أخبار رجا Raja News) المؤيد لأحمدي نجاد على النحو التالي: "أوجه الشبه بين مبارك وشاه إيران قبل خلعه." وجاء عنوان آخر كما يأتي: "مصير شاه إيران ينتظر مبارك"، وهو الذي نشرته شبكة أخبار إيران بتاريخ 31 كانون الثاني / يناير.

وينطبق الأمر نفسه على إسرائيل رغم اختلاف الأسباب.

فأولاً، هناك عامل غزة. فبينما تنشغل القوات الأمنية المصرية في قلقها حيال التطورات الداخلية، نجد الإسرائيليين يقلقون من إمكانية استخدام حماس للفوضى في زيادة نقل الأسلحة والمسلحين ربما من حزب الله وعبر سيناء إلى داخل قطاع غزة من خلال شبكة أنفاقها المعقدة.

ولا غرابة في أن المظاهرات تضعف من نظام مبارك، وهو الحليف الرئيسي لإسرائيل في الشرق الأوسط. فقد تعاونت حكومته مع إسرائيل طوال سنوات: مشاركة المعلومات الاستخبارية والعمل على احتواء حماس وبالطبع الحفاظ على سلام ثنائي. فقد كانت مصر لاعباً رئيسياً في المفاوضات بشأن إطلاق سراح جنود إسرائيليين مثل جلعاد شاليط. وأغلب الظن أن مبارك الذي سيغدو ضعيفاً سوف يخفض من هذا التعاون. وإذا ما تمت الإطاحة بمبارك، فمن المشكوك فيه أن تكون أية حكومة تحل محله مفيدة مثله.

وفي خاتمة المطاف، وإذا افترضنا عدم تكرار أحداث مصر في إيران، فإن الإطاحة بمبارك يمكن في الحقيقة أن تفيد الجمهورية الإسلامية. حيث أن محمد البرادعي، وهو المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA والذي ظهر كزعيم رئيسي للمعارضة المصرية، سيسمح لإيران في أغلب الظن بفتح سفارة في القاهرة. فأثناء فترة ولايته كمدير للمنظمة الدولية للطاقة الذرية حاول الحفاظ على علاقات حسنة مع الغرب ومع إيران في الوقت نفسه. ومن المحتمل أن يتبع هذه الاستراتيجية كرئيس. فتحت قيادته يمكن لمصر أن تصبح تركيا الثانية، أي الدولة الصاعدة التي تحاول مد يدها إلى الغرب وإلى الدول الإسلامية في الوقت ذاته. أما إذا تولى الإخوان المسلمون السلطة، فإن خطبهم الحماسية ضد إسرائيل ودعمهم لحماس ستقابل بالتهليل في طهران – وهي هموم عبـّر عنها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في مؤتمر صحفي بتاريخ 31 كانون الثاني / يناير.

وعلى الرغم من أن سقوط مبارك سيكون خبراً بالغ السوء بالنسبة لإسرائيل كلها، إلا أن بعض الأحزاب اليمينية، مثل إسرائيل بيتنا وزعيمه أفيغدور ليبرمان، ستشاطر فرحة الآيات، وإن يكن لسبب مختلف. فبالنسبة لليبرمان، الذي اشتهر عنه تصريحه في شهر تشرين الأول / أكتوبر 2008 والذي قال فيه أن بإمكان مبارك أن "يذهب إلى الجحيم"، فإن مصر أقل وداً لإسرائيل أو معادية لإسرائيل بكل ما في الكلمة من معنى ستقدم خدمة كبيرة لبرنامج حزبه المغالي في القومية والذي يزدهر على تقديم الرسالة القائلة بأن العالم العربي بأجمعه معادٍ لإسرائيل.

لا شك في أن السياسة تنتج رفقاء غرباء.


أستاذ جامعة عراقي مقيم في ليبيا



#غسان_نامق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطع شبكة الإنترنت
- راتب بنيامين نتانياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني
- السيستاني وجائزة نوبل للسلام.. وجهة نظر مغايرة


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان نامق - الأمر المشترك بين إسرائيل وإيران