أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - تسليم السلطة في قطر ..قلب للموازين














المزيد.....

تسليم السلطة في قطر ..قلب للموازين


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4136 - 2013 / 6 / 27 - 15:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التشبث بالسلطة،وشعار من القصر إلى السجن أو القبر ،ماركة عربية مسجلة بإمتياز،ولا أظن أن صفحة سياسية في التاريخ العربي ومنذ قيام الدولة القطرية "بضم القاف"بعد معاهدة سايكس –بيكو عام 1916 ،تشي بغير ذلك ،وتظهر أن حاكما عربيا سلم السلطة لغيره على طبق من إبتسامات هكذا ،كما فعل الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وللإنصاف فإن الوحيد الذي فعلها قبله هو المشير سوار الذهب في السودان ،وقد تعفف عن ممارسة الحكم بعد نجاح الإنقلاب في نيسان عام 1985،وتسلم رئاسة المجلس الإنتقالي ،لكنه تنازل عن السلطة طواعية في العام التالي وسلم الحكم لرئيس حكومة السودان المنتخب الصادق المهدي،ومن ثم إعتزل السياسة وتفرغ للعمل الدعوي.
ماحدث في قطر ،قلب الموازين المتعارف عليها ،وغير من شكل المعادلة المحفورة في أذهاننا ،إذ سلم سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني السلطة ،إلى نجله سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني،بعد لقاء ذي مغزى مع أهل الحل والعقد في قطر،أطلعهم فيه على نيته التي لا رجعة فيها ،بتسليم مقاليد الحكم لنجله وولي عهده الشيخ تميم .
لم يقف الأمر عند هذا الحد ،بل وقف سمو الشيخ حمد هاشا باشا ،إلى جانب نجله ولي عهده الذي أصبح اميرا للبلاد،يستقبل المهنئين لنجله بتسلمه مقاليد الأمور في البلاد،وكأن الشيخ حمد جاء لإستقبال مهنئين بفرح أقامه ،مع أنه فقد السلطة ،أو هكذا يفترض فيه ،وبالتالي كان يتوجب عليه أن يكون عابسا أو أنه آثر الإختفاء من المشهد، وغادر إلى إحدى عواصم الغرب.
لست معنيا بما قيل وما يزال يقال من تخرصات وهرطقات عن تسليم سمو الشيخ حمد مقاليد الأمور لولي عهده سمو الأمير تميم،لأنني معني بالظاهرة نفسها ،و تداعيات تعميمها لو تغيرت طريقة التفكير السلطوي في الوطن العربي،فما جرى في قطر شدني كثيرا،ووجدت نفسي مشدودا له وأكتب عنه بعد إنتهائه ،من منطلق تعميم الفكرة وتبيان تداعياتها .
أولى تداعيات التبادل السلمي للسلطة في الوطن العربي،حفظ البلاد والعباد من الدمار والتدمير والخراب ،وحفظ الأرواح،وأكثر من ذلك زيادة الثقة بالنفس ،وتعميق حالة الشراكة السياسية بين أطراف الحكم،والشعور بالإطمئنان أن أحدا لا يمكن إقصاؤه أو تهميشه.
كان بإمكان الشيخ حمد بن خليفة ،رفض تسليم السلطة لنجله ،فهو ما يزال صاحب الولاية وعلى رأس حكمه ،ويأتمر بأوامره قادة الجيش والشرطة والأمن،فبإستطاعة هؤلاء وبالطرق العربية المعهودة ،حرف "المخطط"عن مساره ،وإبقاء الشيخ حمد أميرا للبلاد،والخروج ببيان مفاده أن ما حدث كان قضاء وقدرا.
كانت عملية التسليم سلسة ،فيما سجلت عملية الإستلام سلاسة أكبر،إذ تحدث سمو الأمير الجديد الشيخ تميم الإبن عن سمو الأمير الوالد بكل الأدب وسمو الأخلاق،ووصفه ب" سمو الأمير الوالد"،وقال عنه أنه غادر المنصب منتصب القامة ،وتمنى عليه ألا يحرمهم من النصح والمشورة ،وهذا وأيم الله قمة الأدب والأخلاق أن يعترف الإبن بفضل أبيه ،وخاصة في مجال السياسة والحكم .
كان بإمكان سمو الشيخ تميم أن يصدر بيانا بعد تسلمه مقاليد الأمور في البلاد يقول فيه أن "العهد البائد"ولى ولن يعود،ولكنه لم يفعلها بل ثبت صورة والده في أذهان الجميع،وهذا بحد ذاته دليل على أن الأمور في دولة قطر ،ليست كما يصورها أعداؤها ،ولو كانت الأمور كذلك لإنقلب الإبن على أبيه وإنتهت الأمور ببيان جديد يقول أن قطر دخلت عهدا جديدا .
لكن أهل قطر كانوا شهودا عدولا على عملية التسليم والإستلام، وباركوها ،وإعتبروا تقديم التهاني والتبريكات للأمير الجديد فرض عين،ولم يتخلف أحد قادر على ذلك،كما أن الأمير الإبن أكد إلتزامه بسياسة قطر الخارجية التي إختطها والده ،بمعنى أن ما حصل لم يكن إنقلابا أبيض أو اسودا وإنما إنتقال سلس للسلطة إقتضته ظروف المرحلة،وهي عملية مدروسة ومتفق عليها سلفا.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفظ الله مصر
- الأسنان والسياة ..حذار من الإهمال
- اللاجئون السوريون في الأردن..إندماج خطر
- محمد عساف ..الأراب أيدول والبيبسي الداعمة لإسرائيل
- حزب الله إلى المقصلة
- الصراع في الشرق الأوسط مستمر ما بقي النفط العراقي
- العلاقات العربية-الصينية ..المعيقات وأسباب التباعد
- اللاجئون السوريون في الأردن ..كلام يجب أن يقال ويسمع!
- العلاقات العربية –التركية..الواقع ،وأساليب النقلة النوعية
- متنزه -تكسيم -هل يزهر ربيعا تركيا؟
- السيناريو الأسوأ..نهاية المطاف
- أزمة -تكسيم-..هل ستكون مقدمة لتقسيم تركيا؟
- السلام الإقتصادي ...القضية بحجم رغيف الخبز
- سيناريو ضرب ايران – كلاب مدربة تحمل متفجرات
- الأردن في عيد إستقلاله السابع والستين.زأزمات تتعمق ولا حلول
- الشعب الأردني ..عفارم
- الأردن وسوريا ..التورط غير المحسوب
- المواطن الأردني لا باكي له
- الأردن وإسرائيل ..ألا يكفي إمتحانات
- الأقصى ..ماذا بعد الإدانة؟


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - تسليم السلطة في قطر ..قلب للموازين