أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - متنزه -تكسيم -هل يزهر ربيعا تركيا؟














المزيد.....

متنزه -تكسيم -هل يزهر ربيعا تركيا؟


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4115 - 2013 / 6 / 6 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




كنت في إسطنبول قبل نحو الشهرين،وعرجت كالعادة إلى ساحة " تكسيم"الشهيرة هناك،حيث زرتها قبل ذلك مرتين،وجلست في إحدى مقاهيها وإحتسيت الشاي والقهوة،وإستمتعت كثيرا بالحركة التي تشهدها هذه الساحة على مدار اليوم.
كما هو معروف فإن ساحة "تكسيم" هي قبلة السواح العرب والأجانب،وهي ملاذ العشاق الأتراك،وهي بالمجمل فضاء إجتماعي إقتصادي سياحي مهم في إسطنبول،وبالتالي فإن قرار تحويلها إلى مركز ثقافي ،قد جانب الصواب بغض النظر عمن إتخذه،ومع ذلك وقبل الغوص في التفاصيل أتساءل:هل يعقل أن تندلع تركيا بمجملها وبهذه السرعة،ضد هذا القرار،وهكذا؟وهل يعقل أن تكون "تكسيم"هي القشة التي ستقسم ظهر حزب العدالة والتنمية الذي أنقذ تركيا من الإنهيار،ووضعها في مصاف الدول المتقدمة ؟
لن أناقش معاناة المواطنين الأتراك إن وجدت،فهذا ليس من شأني أولا ،وثانيا أنا لا أعيش في اليوتوبيا،فدوري هنا يقتصر على أخذ اللقطات وتحليلها،وما سأفعله سيكون عملية هندسية بحتة ،أربط الخطوط ببعضها ،وأقوم بتقطيعها لمعرفة تقاطعاتها،والخروج بنتيجة آمل أن تكون منطقية بعض الشيء.
السؤال الأول الذي يطرح نفسه هو :هل فشلت دول جوار سوريا "تركيا،الأردن ،لبنان،والعراق"وفي المقدمة تركيا في الإستجابة لتداعيات الأزمة السورية،إنطلاقا من المثل القائل:"إن إشتعلت النيران في بيت جارك فهيء لبيتك الماء"بمعنى أن النيران التي تهب في بيت الجيران لا بد وأن يتطاير شررها إلى بيوتنا وتشتعل فيها النيران أيضا ،لذلك علينا أن نحضر المياه لإطفاء النيران في بيوتنا في حال إشتعالها.
كما هو معروف فإن الحكومة التركية برئاسة رجا الطيب أردوغان،ثبتت حضورها في الأزمة السورية وكانت بصمتها نافرة،إذ إصطفت مع المعارضة ضد النظام وقدمت لها دعما بصور مختلفة،ووصلت الأمور بين أنقرة ودمشق إلى مرحلة كسر العظم والطلاق البائن بينونة كبرى.
لذلك كان على الحكومة التركية ألا تغوص هكذا في وحل الأزمة السورية،خاصة وأنها إستقدمت لنا نظرية رائعة في العلاقات الدولية مفادها "سياسة تصفير المشاكل"مع الجيران.
لا بد من توجيه الأنظار إلى التحول الذي شهدته الأزمة السورية ،وغير وجهة الأحداث وحرف بوصلتها 180 درجة،فما نلحظه هو أنه بعد تثبيت " جبهة النصرة"على خارطة الأزمة السورية ،ونفخ الكير الإعلامي الأمريكي فيها إلى درجة أن البعض تخيلها "إسبارطة".
بعد ذلك إتجه النظام السوري نحو الإستقرار فوق الدمار ،وتنشط المقاولون من الباطن والظاهر في شحن الأسلحة للجميع،وعدنا بذلك إلى المربع الأول،وحسمت الأمور في معركة القصير،ولف الضباب مؤتمر جنيف 2.
في ظل هذه القراءة التي لا حروف لها وجدنا دول جوار سوريا تنغمس في مشاكلها ،فها هي تركيا تشعلها ساحة "تكسيم"،والعراق ما يزال فوق صفيح متفجر،ولبنان ينحدر بسرعة الصواريخ التي تنهمر عليه إلى الحرب الأهلية مجددا ،فيما الأردن يحبس أنفاسه جراء هبة معان التي تلفحه نارها ،قبيل مناورات الأسد المتأهب ،وإستقباله طائرات إف 16 وبطاريات الباتريوت،فما الذي يجري؟
إقليم الشرق الأوسط بمجمله يغلي على صفيح ملتهب، ورائحة شواء لحم مواطنيه زكمت الأنوف وسدت النفس كما يقولون،ولم يعد ربابنة الإقليم قادرون على ضبط الأمور بالضربة الأمنية القاضية،فقرار تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الوسيع قد إتخذ مجددا ورسميا،وأعطيت الإشارة إلى أيقونات الثورات العربية والأجنبية في الإقليم أمثال الفيلسوف اليهودي الفرنسي بيرنارد ليفي ،والأمريكي جورج فيلتمان والسيناتور الأمريكي اليميني جورج ماكين ،للإستعداد لترسيم اٌلإقليم على أنقاض معاهدة سايكس بيكو التي أبرمت بعد أن ضحك علينا الإنجليز وأوهمونا أن طرد الأتراك من بلادنا هو ثورة ،وانهم سيسمحون لنا بإقامة دولة الوحدة على أراضينا وما أوسعها،وكانت النتيجة أنهم خدعونا وخرجنا من المولد بدون حمص كما يقول المثل الشعبي ،وضاعت منا فلسطين ،وغرسوا في جسد الوطن العربي سرطانا أسموه سرائيل التي باتت هي المخرز والسكين السام الذي يشرط الجسد العربي كيف ومتى شاء.
مشروع الشرق الأوسط الوسيع سيسفر عن ضياع الهوية العربية وحتى الإسلامية والإعتراف بإسرائيل دولة يهودية خالصة،لذلك فإن ما يجري في تركيا ليس بعيدا عن مجريات الأمور في الوطن العربي المضطرب،فإقليم الشرق الأوسط الكبير تجاوز الجميع، ونحن بإنتظار العبث في إيران وبعدها الباكستان.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيناريو الأسوأ..نهاية المطاف
- أزمة -تكسيم-..هل ستكون مقدمة لتقسيم تركيا؟
- السلام الإقتصادي ...القضية بحجم رغيف الخبز
- سيناريو ضرب ايران – كلاب مدربة تحمل متفجرات
- الأردن في عيد إستقلاله السابع والستين.زأزمات تتعمق ولا حلول
- الشعب الأردني ..عفارم
- الأردن وسوريا ..التورط غير المحسوب
- المواطن الأردني لا باكي له
- الأردن وإسرائيل ..ألا يكفي إمتحانات
- الأقصى ..ماذا بعد الإدانة؟
- الهروب الكبير
- الإعلام الأردني بين الخصخصة والأمننة ..يا قلبي لا تحزن
- أطلبوا السلام ولو في الصين
- مسيرة الخميس..الإبداع الأمني
- سوريا تشهد حربا كونية
- الموساد إذ يخترق الجسد العربي
- شيطنة إيران
- المنطقة العربية ..أزمة تلد أخرى
- صواريخ سيناء إسرائيلية؟!!!!
- إنفجارات بوسطن ..فتش عن يهود


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - متنزه -تكسيم -هل يزهر ربيعا تركيا؟