|
الأردن في عيد إستقلاله السابع والستين.زأزمات تتعمق ولا حلول
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 4106 - 2013 / 5 / 28 - 23:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ا يحتفل الأردن هذه الأيام بالعيد السابع والستين لإستقلاله عن بريطانيا عام 1946،ورغم مرو هذه العقود السبعة ،إلا أنه ما يزال يسبح في بحر من الأزمات والمشاكل ،ولا يلوح في الأفق حلولا مناسبة لها لكثرتها وتعقيداتها. الأزمة الأولى الدائمة والمستديمة هي الفقر، بحجة ان الأردن لا موارد فيه تكفي لشعبه الذي يزداد أزمة بعد أزمة، والتبرير ان دول الخليج لم تعد تفتح ابوابها للعمالة الأردنية،وترتبط هذه الأزمة بشبكة من القضايا اهمها عدم إقرار الحكومات الأردنية المتعاقبة بإستخراج النفط الكامن في باطن الأرض الأردنية ،لإخراج الأردنيين من واقعهم المرير . الغريب في الأمر أن هذه الحكومات تصر على نفي وجود نفط في الأردن ،مع أن كبريات شركات النفط العالمية وفي مقدمتها غلوبال ون الأمريكية ، التي مارست التنقيب عن النفط في الأردن ،اكدت وفي تقرير قدمته لمؤتمر دولي عن النفط وجود نفط في الأردن وبكميات تجارية،ناهيك عن تأكيدات من مقبل مستثمرين كوريين جنوبين في مجال النفط،وكذلك شهادات المواطنين في الشمال والجنوب والوسط بوجود نفط في الأردن. يلحق ذلك موضوع الفساد المتأصل في الأردن وذلك لضمان الولاء ،وتجلى ذلك في النداءات المتعددة لفتح هذا الملف،ويقال أن محاكمة 40 فاسدا فقط وتحصيل حقوق الدولة منهم كفيلة بسداد ديون الأردن البالغة 22 مليار دولار،إضافة إلى معالجة الخلل الكبير في ملف الخصخصة وإستعادة الشركات الرابحة الكبيرة المباعة لشركاء إستراتيجيين يرجح انهم يهود. علاوة على ذلك هناك البطالة التي تضاعفت مؤخرا في صفوف الشعب الأردني بعد السماح للاجئين السوريين بالإندماج في المجتمع الأردني، وإنخراطهم في السوق عمالة رخيصة مطيعة ،إذ لا تجد محلا أو محطة بنزين أو بسطة خضار،إلا وتجد هناك سوريا يبيع وقد حل محل أردني أصبح بدوره عاطلا عن العمل. يعاني الشعب الأردني كذلك وطيلة السنوات المنصرمة من أمرين فاصلين في حياته وهما تشكيل الحكومات ومجالس النواب،إذ لا توجد أسس حكيمة تعتمد إختيار الوزراء،كما أن هناك إستياء عارما من قانون الإنتخاب الذي يفرز مجالس نواب غير مرضي عنها من قبل الشعب،ولا ننسى عدد الحكومات التي ناهز المئة ،ومعدل عمر الحكومة 4 اشهر،وبالتالي وصل عدد الوزراء إلى 635 وزيرا يرهقون الميزانية برواتبهم التقاعدية، كما أرهقوها بمصاريفهم ورواتبهم الخيالية التي إستحقت بدون إنتاج موازي للأداء. من الأزمات القاتلة بالنسبة للشعب الأرني إقدام الحكومة على رفع الأسعار من خلال رفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية ،والإستعاضة عنها بدعم مالي مباشر لكنه ذهب في معظمه إلى الأثرياء، أما الفقراء فقد تم الإعتذار لهم بأنهم لا يستحقون هذا الدعم. الشعب الأردني هذه الأيام وبعد أن إستفاق من صدمة رفع اسعر المحروقات يضع يديه على قلبه إنتظارا لرفع أسعار الكهرباء وعلى مرحلتين الأولى 14% والثانية17% ،وهناك حديث أيضا عن رفع أسعار الخبز....كل ذلك بتوصية من البنك وصندوق النقد الدوليين اللذين ما وطئت أقدام ممثليهما أرضا إلا وأشعلت الحرائق. التحذير الأخير الذي اطلقه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أدخل الرعب في قلوب الأردنيين على مصير بلدهم ،حيث قال أن الدولة سوف لن تستطيع دفع الرواتب في شهر آب المقبل،علما أن هناك من قال ان هذا التحذير هو صرخة في وجه دول الخليج لتقدم دعما ماليا للأردن،ولا يغيبن عن البال التسهيلات الأمريكية التي أقرها الكونغرس الأمريكي للأردن مؤخرا على غرار ما حصل عليه قبيل غزو امريكا للعراق ،لإجبار الأردن وإغرائه لتقديم دعم لوجستي وتسهيلات مهمة تسهم في إحتلال العراق. ملف الأزمات التي تلاحق الأردن منذ تأسيسه، لا حصر لها منها مقتل الرقيب إبراهيم الجراح الذي كان يرافق وفدا سياحيا أردنيا إلى وادي ماعين، ووجد مقتولا بحجة انه كان يسبح في الماء وإختفى،علما ان سذاجة هذه الرواية لا تقنع طفلا ما يزال في سن الرضاعة ،إذ كيف يمكن لمرافق إسرائيليين منبوذين من قبل الشعب الأردني أن يتركهم هكذا وشأنهم ويغوص في الماء سابحا؟ يقول الرواي والعهدة عليه أن المعلومات المتوفرة حول مقتل هذا الرقيب هو ان الإسرائيليين كانوا ينقبون عن الذهب في المنطقة وأنهم عثروا على ضالتهم، لكنهم قرروا قتل الرقيب حتى لا يبوح بسرهم. ولأن قضيته إرتقت إلى مستوى الأزمة ،فإنها ما تزال بدون حل كونها تتعلق بإسرائيل ،ولا يزال أهله وذووه يطالبون الحكومة بالتحرك لإنهاء الأزمة ،وقيل أن هناك نية لدفع دية... الأزمة الخرى التي يعاني منها الأردن هي إستمرار إحتجاز الجندي الأردني احمد الدقامسة الذي إنتقم لكرامته ودينه ،قبل نحو 16 عاما ،وقام بإطلاق النار على فتيات إسرائيليات وقحات تهكمن عليه ،وسخرن منه ،عندما مررن عليه وهو يصلي في منطقة وادي عربة .... بالأمس تفجرت في الأردن ازمة إتخذت الطابع الإقليمي بين أركان السفارة العراقية في الأردن وأردنيين ينتمون لحزب البعث العرب الإشتراكي جاؤا إلى المركز الثقافي الملكي للإعتراض على محاضرة للسفير العراقي في عمان حول المقابر الجماعية المكتشفة في العراق.وما تزال تداعياتها تنفجر مثل القنابل العنقودية في كافة انحاء الأردن حيث الإنتقام من عراقيين يقيمون في الأردن ،وقد تم سحل موظف في السفارة العراقية في منطقة تلاع العلي وحرق سيارة لأكاديمي عراقي في جامعة مؤتة وهكذا ،ومن المقرر أن يقوم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بزيارة الأردن اليوم الجمعة لتدارك الموقف وتطويقه. ولا يغيبن عن البال أن علاقة الدولة مع جماعة الإخوان المسلمين في الأردن التي إنفصم عراها بعد التوقيع على معاهدة وادي عربة عام 1994 تشكل ايضا أزمة كبيرة للأردن . أما أزمة الأزمات التي تعصف بمستقبل الأردن فهي الأحداث الجارية في سوريا وموقف الأردن منها ،وحتى نكون منصفين فإن لقمان وفصيله لن ينجحوا في الخروج من هكذا أزمة سالمين وبدون إثخان الجراح. فما هو واضح أن الأردن بين نارين ،فإن وقف مع النظام ونجحت المعارضة كان هو المرشح للتغيير ،وإن عادى النظام ولم تنجح المعارضة اصبح هدفا مشروعا للنظام السوري خاصة أن هناك شريحة كبيرة من الأردنيين الذين يؤيدون النظام السوري،ولا يمكن إنكار وجود خلايا نائمة ،دخلت في ثنايا صوفو اللاجئين السوريين. العنف المجتمعي وعنف الجامعات ازمة لا تقل خطورة عن الأزمات السابقة ولكن كل ما تقدم يمكن تفاديه عن طريق المواطنة الحقة وتساوي الفرص .
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشعب الأردني ..عفارم
-
الأردن وسوريا ..التورط غير المحسوب
-
المواطن الأردني لا باكي له
-
الأردن وإسرائيل ..ألا يكفي إمتحانات
-
الأقصى ..ماذا بعد الإدانة؟
-
الهروب الكبير
-
الإعلام الأردني بين الخصخصة والأمننة ..يا قلبي لا تحزن
-
أطلبوا السلام ولو في الصين
-
مسيرة الخميس..الإبداع الأمني
-
سوريا تشهد حربا كونية
-
الموساد إذ يخترق الجسد العربي
-
شيطنة إيران
-
المنطقة العربية ..أزمة تلد أخرى
-
صواريخ سيناء إسرائيلية؟!!!!
-
إنفجارات بوسطن ..فتش عن يهود
-
في الطريق إلى إسطنبول.
-
موقع الأردن الجيو -سياسي..اعمة ام نقمة؟!
-
قصتي مع جريدة - العرب اليوم- ومركز الضغط اليهودي في واشنطن-
...
-
المصالحة التركية –الإسرائيلية..وراء الأكمة ما وراءها؟!
-
سائح بمرتبة رئيس
المزيد.....
-
ما هي القاذفة الأمريكية الشبح -بي-2- التي تعول عليها إسرائيل
...
-
رئيس الأركان الإسرائيلي: دمرنا نصف منصات إطلاق الصواريخ الإي
...
-
تحمل اسم -باقري-.. العثور على حطام مُسيّرة إيرانية في جنوب
...
-
إسرائيل.. حريق هائل وإصابات في استهداف صاروخي إيراني لمدينة
...
-
فيديوهات الذكاء الاصطناعي تتنبأ بحرب عالمية ثالثة بطريقة ساخ
...
-
إسرائيليون يفرون من القصف إلى الخارج عبر الأراضي المصرية
-
الإعلامي السوري موسى العمر يعلن عن استثمارات ضخمة في جبل قاس
...
-
حسّون في بلا قيود: إسرائيل من أقوى الدول النووية لكنها دولة
...
-
خبير عسكري: إيران تستخدم صواريخ نوعية ومتطورة يصعب اعتراضها
...
-
تمارين القوة.. سلاح ذكي لوقف زيادة الوزن المصاحبة لانقطاع ال
...
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|