أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماء محمد مصطفى - قصة قصيرة : اختفاء














المزيد.....

قصة قصيرة : اختفاء


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 19:14
المحور: الادب والفن
    


طلبت منه صيدلانية المستشفى أن يوقع تحت اسمه في الورقة التي قدمتها له حتى يتسلم حصته من أدوية السعادة وراحة البال . حدق في خانة التوقيع وقد بدت عليه علامات الحيرة .
سألته الموظفة إن كانت ثمة مشكلة لديه . خجل أن يقول إنه نسي كيف يكون توقيعه .
فكر بأنّ التوقيع ولاشك يحمل حرفا او اثنين من اسمه او حتى اسمه كله ، فنظر الى خانة الاسم . ذهل حين لم يجد اسمه أيضاً .
بخجل طلب من الصيدلانية أن تريه توقيعا له على إحدى الأوراق التي سبق له أن وقعها خلال زياراته السابقة للمستشفى .
دهش حين لم يجد اسمه وتوقيعه على أي من الأوراق بين يديه .لم يعثر على اسمه في دفتر الأمراض المزمنة خاصته.
تداخلت الضجة في رأسه مع ضجة المرضى الذين كانوا ينتظرون أدوارهم وراءه ، وهم يتذمرون من تأخيره لهم .
انسحب بتثاقل وحيرة . فهذه المرة الأولى التي يحدث له شيء كهذا . في المرات السابقة كان يحضر للمستشفى ويتسلم أدوية السكر والضغط والقلب والأعصاب بلا إشكالات ، لكنه هذه المرة ومع فرحته باكتشاف أدوية فعالة للحزن والخيبة والقلق ، وصلت الى مستشفيات البلد ، حدث مالم يكن بحسبانه .
أخرج هاتفه النقال ، ليتصل باول رقم في قائمته ، وهو لزوجته ، بقصد سؤالها عن اسمه !! لم يجد رقماً ! قرر الاتصال بأحد أصدقائه ومعارفه . هاله أن يجد الهاتف فارغاً من كل اسم ورقم .
ركض بإتجاه منزله غير آبهٍ بمضاعفات الركض على جسده . كان المنزل قديما ، متصدعاً ، خاوياً.
فقد الامل بإيجاد أوراقه الثبوتية . حتى صورته منفردة وصورة أمه في شبابها وصوره العائلية وشهاداته العلمية اختفت من على الجدران .
لم يفهم ما الذي يحصل له وأين اختفت زوجته وأولاده وجيرانه والأشياء والذكريات .
في حديقة المنزل العارية إلاّ من الأوراق الصفر التي كان بعضها يتمرجح بين أذرع الهواء ، وبعضها يتقلب على الأرض الجرداء ، وقف يائسا جامداً، حتى حركت سكونه أصداء صراخ ثم نحيب وولولة .
كانت ثمة امرأة شابة تستلقي على فراش في الحديقة تتلوى وتواجه آلام الطلق ، وحولها القابلة والنسوة ومستلزمات الولادة .
لم يكن وجه المرأة غريبا عنه . اقترب بخطى وئيدة منها . كانت أمه في ريعان شبابها . نظرت اليه بحزن قبل أن تغمض عينيها الإغماضة الأبدية وهي تحتضن وليدها الوحيد الذي خرج من رحمها ميتاً .



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل من الوظيفة بسبب النميمة والغيبة !!
- تيه
- دموع أم قصة قصيرة
- قصة قصيرة : البيت والريح
- قصة قصيرة : العشبة الصفراء
- الحياة قائمة عليها .. هل المحبة صعبة ؟!! / نحو ثقافة المحبة ...
- في الذكرى الخامسة لصدورها .. مجلة الموروث الثقافية .. كيف ير ...
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى (6)
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى (5)
- إعصار جاسمية ، وتجربتي مع الأختين مطرة وطينة (حفظهما الله) ا ...
- اجعلوا عروش المحبة مزدحمة بكم
- ذاكرة بغداد خطوة وفاء ، وتطلعات لتستعيد مدينة الألف ليلة ضوع ...
- احكي ياشهرزاد عن أصدقاء الكتاب / مشروع أنا عراقي أنا أقرأ .. ...
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى (4)
- مشروع أنا عراقي أنا اقرأ .. من الفضاء الافتراضي الى العالم ا ...
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى (3)
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى (2)
- هؤلاء يصادفوننا في حياتنا .. ولكل عبارة حكاية
- ليس مع الايمو ، وليس مع العنف أيضاً
- بشرى سارة .. امتيازات خرافية للشعب العراقي ، آخرها مُصفحة !


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماء محمد مصطفى - قصة قصيرة : اختفاء