أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسماء محمد مصطفى - الفصل من الوظيفة بسبب النميمة والغيبة !!














المزيد.....

الفصل من الوظيفة بسبب النميمة والغيبة !!


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 4068 - 2013 / 4 / 20 - 22:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في إحدى البلدات الأميركية الصغيرة تعرضت أربع موظفات الى الفصل من وظائفهن بسبب ارتكابهن فعل النميمة التي كادت تدمر حياة شخص آخر..
وللمرة الاولى نسمع بأن أحدهم قرر عقاب شخص ما لنميمته..
وللمرة ليست الاولى ، نتمنى لو أنّ كل نمام ، ومعه كل مرتكب للغيبة والبهتان والإفك والافتراء ، يُعاقَب ، لكي يتعظ ولا يكرر فعلته التي تنهش بجسد المجتمع وتعطل نموه الصحي وتقدمه .
ذلك إن ّ النميمة ، وهي نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض بقصد الإيقاع بينهم والإفساد وكشف الستر وهتكه ، ومعها الغيبة ، وهي الكلام عن شخص بمايكره وإن كان فيه ، والبهتان وهو الكلام عن شخص في غيابه بما ليس فيه مما يكره ، فإن كان في حضوره صار افتراءً ، سواء بقصد او بغير قصد ، فإن كان عن قصد صار إفكاً وهو الكذب الفاحش واختلاق شيء لا أصل له ، وقلب الحق باطلا ، والباطل حقا ، وأن تقول في شخص ما بلغك عنه ، وبقصد ، كلها من السلوكيات البغيضة التي تتقارب معانيها وتفصل بينها خيوط ، لكنها في كل الأحوال تؤذي الحالة النفسية للإنسان وراحة باله ، وكذلك سمعته في كثير من الأحيان ، ويلجأ اليها الفاشلون والفارغون غالباً ، الذين لا يجيدون أعمالهم ولا يستثمرون أوقاتهم في أمور نافعة ، بل يضيعونها في هذه الأمراض التي تنخر العلاقات الإنسانية لاسيما إذا تمحورت حول الإساءة الى أعراض الناس وجعلها موضوعاً للحديث . وهي إساءة يستسهلها المولعون بها من غير أن يراجعوا أنفسهم ، ويتوقفوا عند ضمائرهم لحظات كل يوم ، ويسألوا ذواتهم : هل يرضون بأن ينمّ عليهم او يغتابهم أحد او يتقول عليهم بماليس فيهم ؟ ولماذا هذا الولع بسلوكيات نهى الله سبحانه وتعالى عنها ، وفيها تدخل للمرء في ما لايعنيه وتجاوز على خصوصيات الغير ، حتى إنّ الغيبة يُشبَه فاعلها بمن يأكل لحم أخيه ميتا ؟!
إنّ السلوكيات المخطوءة كثيرة في حياتنا اليومية بيد إنّ النميمة والغيبة والبهتان والإفك تتسيدها ، وهي الأكثر شيوعاً في مجتمعنا ، حتى تبدو وكإنها الزاد لدى بعض الناس بحيث نشعر بأنهم قد يموتون لو لم يَنمّوا على أحد او يغتابوه او يتهموه بماليس فيه ، ذلك إنها وجبة غذائية أساسية لخلاياهم التي تصاب بالتكسر إذا لم يتناولوها!!
وغالبا، ما يكون الإنسان الناجح والمتميز هو المستهدَف الرئيس بهذه السلوكيات المَرَضية ، لكن ذلك لا يعني أن الآخرين غير مستهدفين ، إذ لا يستثنى أحد منها ، وعليه فإن رغب أحدهم بإتقائها ، توجب عليه حبس نفسه في بيته ، فلا يعمل شيئا ، ولا يقول شيئا ، ولا يقدم شيئا.. بل يختفي عن أنظار الناس تماماً بحيث لا يعرف أحد عنه إن كان حياً أم ميتاً.. او إن كان قد وِلِدَ اصلاً أم لا ؟!!
إنّ الحث على مكافحة هذه الأمراض السلوكية المتفشية واجب ينبغي للمؤسسات التعليمية والاجتماعية والإعلامية والدينية القيام به ، بأساليب ذكية ومحببة ومقنعة ، إذا كانت مؤسسة الأسرة على مايبدو عاجزة ، نوعاً ما ، عن التربية السليمة في ما يخص حفظ اللسان ، لاسيما إذا ماعلمنا أن بعض الأسر تعاني اغتياب ونم بعض أفرادها على البعض الآخر ! فإذا كان من تربطهم صلة دم وقرابة يغتب بعضهم بعضاً ، فليس من المستبعد أن يغتابوا الأصدقاء والغرباء ؟!
ولأنّ هذه الأمراض خطرة وتسبب الهم والغم واللغط وفيها لغو كثير ، وأشبه بالطعنات الغادرة الجبانة في الظهر، توجب على الخيرين محاربتها . وأيسر السبل الى ذلك أن يلطموا المسيء على فمه ، ولا يسمحوا له بالتحدث بالسوء عن الآخرين . وإذا تكرر هذا الردع ، وشاع بين الناس ، أغلق الطريق أمام المولع بهذه الأمراض ، وكفّ عن اغتياب الغير والنم عليهم . فإذا كان مدمناً على ذلك ، لجأ الى النمّ على نفسه واغتيابها ، لكي يستريح ! وحينها تكون تلك مشكلته وحده .
لكن تظل رغبتنا في ردع النمام والمغتاب والأفاك مثالية ، لأننا لم نجد في الواقع من يردعهم ، باستثناء حالات نادرة جداً .
وعليه ، فإنّ فصل أولئك النمامات الأميركيات من وظائفهن بسبب النميمة التي تضمنت إساءة الى سمعة الشخص المتضرر من نميمتهن ، يشكل سابقة هي الاولى من نوعها في حياتنا المعاصرة ، نتمنى أن يكون لها مثيل في مجتمعنا ، ولكن ليس على مستوى الإقصاء عن الوظيفة ، لأننا لانشجع على قطع الأرزاق بشكل كامل وإنما يمكن توجيه عقوبات معنوية او حتى قطع جزء من الراتب كتنبيه او إنذار الى المسيء بلسانه وكلامه على مستوى المؤسسات والدوائر في الاقل . وهي تشكيلات بها حاجة الى أن يقوم مسؤولوها بتوعية منتسبيها بأهمية الامتناع عن اللغو والثرثرة الفارغة والمسيئة ، وبضمنها النميمة والغيبة والبهتان والإفك والافتراء ، من أجل مجتمع صحي وإنتاجية عالية كماً ونوعاً ، إذ إنّ دوائر العمل يمكن أن تكون مؤسسات إنتاج وتوعية في آن واحد من خلال تنظيم ندوات متخصصة في موضوعة الأخلاق دورياً بهدف الإرشاد ، وبطريقة جاذبة .
فهل نجد في مؤسساتنا مثل هذه الندوات ؟ وهل هناك من يطبق التنبيهات التي أشرنا اليها ، بموضوعية ؟ وهل ثمة من يمتنع عن محاباة هذا النمام او ذاك المغتاب لأسباب غير موضوعية ، ويترصد لسواه جوراً بحيث يفسر النقد البناء على إنه نميمة اوافتراء او تُخلَط بعض الأوراق ببعضها الآخر ؟!!



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تيه
- دموع أم قصة قصيرة
- قصة قصيرة : البيت والريح
- قصة قصيرة : العشبة الصفراء
- الحياة قائمة عليها .. هل المحبة صعبة ؟!! / نحو ثقافة المحبة ...
- في الذكرى الخامسة لصدورها .. مجلة الموروث الثقافية .. كيف ير ...
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى (6)
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى (5)
- إعصار جاسمية ، وتجربتي مع الأختين مطرة وطينة (حفظهما الله) ا ...
- اجعلوا عروش المحبة مزدحمة بكم
- ذاكرة بغداد خطوة وفاء ، وتطلعات لتستعيد مدينة الألف ليلة ضوع ...
- احكي ياشهرزاد عن أصدقاء الكتاب / مشروع أنا عراقي أنا أقرأ .. ...
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى (4)
- مشروع أنا عراقي أنا اقرأ .. من الفضاء الافتراضي الى العالم ا ...
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى (3)
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى (2)
- هؤلاء يصادفوننا في حياتنا .. ولكل عبارة حكاية
- ليس مع الايمو ، وليس مع العنف أيضاً
- بشرى سارة .. امتيازات خرافية للشعب العراقي ، آخرها مُصفحة !
- مراسم أنثى ثائرة


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسماء محمد مصطفى - الفصل من الوظيفة بسبب النميمة والغيبة !!