أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - اسماء محمد مصطفى - ذاكرة بغداد خطوة وفاء ، وتطلعات لتستعيد مدينة الألف ليلة ضوعَها العطر















المزيد.....

ذاكرة بغداد خطوة وفاء ، وتطلعات لتستعيد مدينة الألف ليلة ضوعَها العطر


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 3882 - 2012 / 10 / 16 - 16:53
المحور: الصحافة والاعلام
    


حين نستحضر مكانة بغداد التأريخية ودورها الحضاري في العالم ، ونقارنها بماآلت اليه من ترد ٍعبر عقود من الزمن ، نتألم أن تكون حالها اليوم غير ماكانت عليه في الماضي السحيق الجميل . هذا التناقض والفارق بين الحالين بهما حاجة الى نظرة متفحصة ، والى تكاتف أيادي الشرفاء لتضميد جراح بغداد وإعادة بنائها ليس من ناحية الصروح اوالمباني فقط وإنما من خلال تنقية بغداد من كل شوائب التخلف والتردي التي تخللت مختلف جوانب الحياة فيها ، الأمر الذي يتطلب جهوداً مخلصة وأفكاراً نافعة من عقول نيرة يكون شغلها الشاغل إعادة البهاء والجمال الى هذه المدينة العريقة ، لتستعيد مكانتها الثقافية والعلمية ، وتكون مجدداً كما عرفتها البشرية وخلدها التأريخ والأدب ، تلك التي اقترن اسمها بالشعراء والصور ، تلك التي كانت ذهبَ الزمان ِ وضوعَه العطرَ ، تلك التي احتضنت ألف ليلة وليلة فكانت مكملة الأعراس يغسلُ وجهها القمرُ . تلك التي كانت أم الدنيا ، حين قال الجاحظ عنها : مَن لم يرَها لم يرَ الدنيا ولا الناس . تلك التي لم يكن ثمة أفضل منها وأطيب ، كما قال عنها خطيبها البغدادي ، بعد أن سافر الى الآفاق ودخل البلدان من حد سمرقند الى القيروان ، ومن سرنديب الى بلاد الروم .

ووسط هذه الشجون والتأملات والتطلعات لبغداد أجمل وأرقى ، يأتي موقع ذاكرة بغداد الألكتروني الذي انطلق ابتداءً من اليوم 16 من تشرين الأول 2012 خطوة وفاء تجاه هذه المدينة التي كانت مركز الحضارة ومحور إهتمام العالم ذات زمان .. لعل أرشيفها يهز النائمين الضالعين في تشويهها وإهمالها وترديها ، ويستفز المثقفين ليحشدوا جهودهم من أجل أن يكونوا ، بالفعل ، الطليعة التي تقود بغداد ومجتمعها الى واقع أفضل مما هي عليه الآن ، باعتبار أن بغداد هي نواة العراق ، وصلاح حالها يمهد لصلاحه .

ومع انطلاق موقع ذاكرة بغداد في موقع دار الكتب والوثائق الوطنية الألكتروني ليؤرشف موروث المدينة المادي وغير المادي ، نظراً للمكانة التأريخية التي تحتلها بغداد في العالم منذ أقدم العصور ، تكون الدار قد أضافت مشروعاً ثقافياً جديداً في عالم الإصدارات الألكترونية ، فقبل موقع الذاكرة أصدرت الدار مجلة الموروث الثقافية التي تعنى بالثقافة وعالم الكتب والمكتبات وتراث العراق وأرشيفه .

الموقع بإشراف الدكتور سعد بشير اسكندر المدير العام لدار الكتب والوثائق الوطنية ، وإدارة تحرير الصحافية أسماء محمد مصطفى مديرة الإصدارات الألكترونية في الدار ، وإخراج المصممة إيمان عبد الحميد شوكت مديرة شعبة الأنترنت في الدار .

أسرة تحرير الموقع أوضحت ، في مقالها الافتتاحي ، الأهداف التي من أجلها خصصت دار الكتب والوثائق الوطنية موقعاً يوثق موروثات بغداد ، يمكن أن يكون مرجعاً للباحثين والمهتمين . وجاء في المقال الافتتاحي :

" لبغداد مكانة في ذاكرة العالم ، فهي الحاضرة التي نهلت منها الأمم أسباب العلم والرقي عندما كان الظلام يخيم على معظم أرجاء المعمورة .
وفي رحلة بغداد ، منذ تأسيسها في صدر العصر العباسي ، الى يومنا هذا ، كتب الكثير، وروي الأكثر، مثلما تركت بغداد على مستوى العمارة ، والبناء والفعلية الحياتية ، مايستحق أن يقال عنه الكثير.
إن بغداد هي الحكاية التي تغنى بها الشعراء ، وتفنن بها الرسامون والمصورون وهم يغوصون في أعماقها الغائرة في سفر التأريخ ، لكي يعيدوا قراءة مدينة انبثق من ثناياها شعاع التأريخ الذي أنار الدنيا ، وهي أيضاً ، المدينة التي تعرضت الى النكبات والمحن ، وعركتها التجارب ، وتوقف عند أهوالها الشعراء والمؤرخون ، ليدونوا سيرة مدينة ، ظلت تصر على الحياة ولم تعرف الاستسلام ، لأن الإصرار على الحياة والإبداع يبقى فيها وفي عروقها أزلياً .
ولم تكن بغداد محطة في رحلة حضارة ، وإنما محور ومنطلق ورسالة تشربت معانيها جذورها الضاربة في أعماق الأرض " .

وجاء أيضاً في المقال الافتتاحي :

"حين تسير في بغداد اليوم ، لابد أن من أن تمر بعصور مختلفة ، تركت بصماتها على أكثر من مكان منها ، فهي الماثلة حتى اليوم في العصر العباسي بشواخصه الماثلة للعيان وكإنها تعيدك الى أكثر من ألف عام ، فتعيش تلك الأجواء وتتلمس آثارها الحية ، التي تركتها لنا أيامها الطويلة الحافلة بالأحداث والمآثر الكبيرة التي سجلها أبناؤها وهم يكتبون حكايتهم وحكاية مدينتهم الباسلة للتأريخ .
بغداد كانت وستبقى قبلة الباحثين والمهتمين ، لأنها منجم الحكايات التي مازالت تترك آثارها على العالم حتى اليوم .
لهذا ارتأت دار الكتب والوثائق الوطنية أن تخصص في موقعها الألكتروني مساحة تؤرشف هذا السفر النفيس الذي يحكي قصة مدينة ملأت الدنيا وشغلت الناس ، من خلال استحضار الذاكرة في مختلف مايخص مدينة السلام ، كتأريخها وتراثها وثقافتها وموروثاتها وفنونها وعلومها الى جانب شؤون الحياة المختلفة الأخرى سواء المتعلقة بالماضي اوالحاضر ، وعليه فإن الموقع يؤرشف ماخزنته الذاكرة الموثقة في الكتب والمجلات والبحوث والدراسات والفنون التشكيلية والآثار والصروح وغيرها الى جانب ماحفظته الذاكرة الشفاهية عن بغداد ، حيث نكون هنا برفقة عوالم مختلفة رسمتها حضارة بغداد للأجيال ، حيث نجد هنا فنونها المتنوعة ، متجسدة في معمارها وبصمات أمكنتها ونصبها وتماثيلها المكتنزة بأصالة بغداد والحاكية بلسانها والمعبرة عن روحها ، وذلك على سبيل المثال ، عبر شناشيلها ومتاحفها كالمتحف البغدادي والمتحف العراقي ونصب تحريرها الكائن في الباب الشرقي ونصب شهرزاد وشهريار ونصب كهرمانة وشوارع الرشيد والمتنبي وغازي ومناطقها ومحلاتها العريقة كالكرادة الشرقية وكرادة مريم والأعظمية والكاظمية وباب الشيخ وسراج الدين وحافظ القاضي والدهانة وعبر آثارها كالباب الوسطاني والمدرسة المستنصرية وقصر شعشوع ، مثلما نجد صوت موسيقاها وصدى غنائها عبر المقام العراقي البغدادي وموالاتها والجالغي البغدادي وزرياب ومحمد القبانجي ويوسف عمر وشلتاغ ، كما نجد بغداد في علومها كتراثها الطبي ، وفي حرفها ومهنها وأعمال أهلها الشعبية كالسقاية وصناعة السعف والسجاد والبلامة والبناء وأبي الفرارات وأم الباقلاء ، وفي مكتباتها العريقة كخزانة بيت الحكمة والمكتبة الوطنية والمكتبة المركزية والمكتبة العصرية وسائر مكتبات شارع المتنبي ، وفي لهجتها الشعبية وأهازيجها وأمثالها الشعبية وكناياتها وحكاياتها كألف ليلة وليلة ومغامرات السندباد وعلاء الدين والمصباح السحري ، وفي أزيائها الجميلة ، وفي صحفها ومجلاتها ، وأيضاً تختزن ذاكرة بغداد مكانة المرأة البغدادية عبر العصور ودورها في العائلة والمجتمع وزينتها ومعتقداتها الى جانب معتقدات المجتمع البغدادي وطقوسه وتقاليده ، وأيضا نجد بصمة بغداد في لوحات رساميها ونحاتيها الخالدين في الذاكرة كجواد سليم وفائق حسن ونزيهة سليم ووداد الأورفلي ومحمد غني حكمت .
الأمر الذي يعني أن موقع ذاكرة بغداد الذي ينطلق من الموقع الألكتروني من دار الكتب والوثائق الوطنية يعمل على إبراز كل مايتعلق ببغداد من موروثها المادي وغير المادي ، وبذلك يمكن اعتبار هذا الموقع أرشيفاً خاصاً بالمعلومات والموضوعات المختلفة والواسعة عن هذه المدينة العريقة ، يكون مرجعاً للباحثين والمهتمين ".

موقع ذاكرة بغداد على الرابط :
http://www.iraqnla-iq.com/baghdad memory/index.htm






#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احكي ياشهرزاد عن أصدقاء الكتاب / مشروع أنا عراقي أنا أقرأ .. ...
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى (4)
- مشروع أنا عراقي أنا اقرأ .. من الفضاء الافتراضي الى العالم ا ...
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى (3)
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى (2)
- هؤلاء يصادفوننا في حياتنا .. ولكل عبارة حكاية
- ليس مع الايمو ، وليس مع العنف أيضاً
- بشرى سارة .. امتيازات خرافية للشعب العراقي ، آخرها مُصفحة !
- مراسم أنثى ثائرة
- كن متجدداً ، واصنع لنفسك الفرحَ
- ونرى من الناس العجب !!
- نزيف الجرح على أطلال حكايتنا القديمة !
- رسالة الى مَن يزهق أرواح العراقيين
- ياحكومة .. يامثقفين .. عراقي يبيع نفسه في مزاد عبر الفيس بوك ...
- من زحام الطريق الى زحام الكراسي والصراعات !
- الإرادة تصنع الحظ
- الانتظار .. أشرعة بإتجاه المرافئ
- أحلم .. اتمنى .. أريد
- محظورات الفيس بوك .. مثقفون بمستوى جهلة !!
- أسمائيات : من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - اسماء محمد مصطفى - ذاكرة بغداد خطوة وفاء ، وتطلعات لتستعيد مدينة الألف ليلة ضوعَها العطر