أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - نفحات مسيحية














المزيد.....

نفحات مسيحية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4125 - 2013 / 6 / 16 - 21:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على قدر التعب والمشقة ينال الإنسان أجره, وعلى حجم الجريمة ينالُ عقابه..وعلى بعد المشقة ينال الإنسان حصته من الراحة,وكلما تعب كلما نال قسطاً من الراحة,ويسمو الإنسان على قدر ما بداخله من حب للناس ومن التسامح,وهكذا هي الحياة وهكذا هي المسيحية,فالرب يبارك حياة الإنسان على قدر ما بداخل الإنسان من تعب وشقاء وشعورٌ بالاضطهاد ولا ينال الإنسان بركة السموات والأرض إلا إذا كان يستحق هذا العطاء,وهكذا هي الحياة المسيحية بحيث تجعل الإنسان مباركا على قدر ما يشعر به من عذاب ومن ظلمٍ بحقه ومن تعسفٍ ومن شعورٍ بالذل ,ولا يمكن أن تكون حياة الإنسان مباركة إلا إذا قدم الإنسان ثمنا لهذه المباركة,وأكثر الناس بركة في الديانة المسيحية هم أكثر الناس إحساسا بالألم وبالغربة وبالتعب وبالمشقة,وبتجرع وشرب الظلم والاضطهاد المبني على الأكاذيب والقصص والدسائس.

لنتعلم جميعنا هذا الدرس من ماضي المسيحية عندما كان اضطهاد المسيحيين عمل ووظيفة من ليس له عمل فبعد أن احترقت مدينة(روما) وجه -نيرون - أصابع الاتهام إلى المسيحيين وكانت حجته بأن المسيحيين أحرقوها انتقاما من العذاب الذي لحق بهم,وكانت هنالك أصابع أخرى موجهة إلى نيرون نفسه بأنه أحرقها وقد شاهده الكثيرون وهو يعزف على قيثارته احتفاء بهذا الحريق,وهذا ليس ببعيد عن رجل قتل أمه وزوجه(زوجته) وبعضا من أقاربه الذين لم يكونوا مسرورين بالذي فعله بأمه وزوجته, قتلهم بدون أي رحمة ..ولا أحد يعلم عن صحة ذلك الاتهام بتحمله مسئولية حرق روما,ولكن نيرون بكل وحشية اتهم المسيحيين بالحريق لسببٍ وجيه,وهو: أن المسيحية في ذلك الوقت سنة 60م كانت تقول يجب أن يموت هذا العالم السيئ من أجل أن يحل محله عالمٌ أفضل منه بكثير,أنظروا إلى القديسين الأوائل كيف بهم تحملوا كل هذا العذاب وكيف بهم عرفوا بأن الإنسان لا ينال الكمال طوال حياته ولكن من الممكن أن ينالُ بركة السماء وذلك إذا تحمل المصائب والويلات,بعض الناس صدقوا مثل هذا الكلام عن المسيحيين في مسألة حرق روما لأنهم عُذّبوا وشُرّدوا وقُُطّعت أوصالهم وهم على قيد الحياة وصدق هذا الكلام الذين سمعوا من المسيحيين كلمات تنمُ عن كرههم لهذا العالم البذيء,على أساس أنهم هم من أحرقَ روما.. صدقوا عن المسيحيين الذين صلوا في بيوتهم وسراديبهم صلاة يتقربون فيها إلى الرب راجين مغفرته وخلاصهم من هذا العالم النجس,صلوا خفية عن أعين الجواسيس,وعليه تم قتل أغلبية المسيحيين في مشاهد تنفع كثيرا اليوم لصناع السينما من أن يعيدوا مآسي المسيحيين في أسلوب كما يقال عنه:تراجيدي ولا أروع من هيك أسلوب,وبلغت الوحشية مبلغا بنيرون أن علّقَ المسيحيين على أعمدة لإنارة الطرق جراء الحريق المشتعل في جسدهم وحرق آخرين لإنارة حديقة منزله ليلا احتفاء بضيوفه الكرام الذين شربوا الخمرة وسمعوا القصص والحكايات ورأوا وجوه بعضهم البعض على انبعاث الأضواء من أجساد المسيحيين المضطهدين والمعذبين,والبعض تم تمزيق جسده في حلبة المصارعة مع الوحوش الضارية كالذئاب والدببة والأسود والنمور,بمعنى آخر أكلت النار أجساد المسيحيين وهم أحياء وأكلت الوحوش لحومهم وهم أحياء وعويلهم يملأ الأرض والسماء,وكان جزاءهم من الرب أنهم نالوا الخلاص ونالوا البركة فبارك الرب حياتهم.

لمثل هذه الأسباب التي تكررت في التاريخ عدة مرات وخصوصا مع اليهود المساكين,نعم, لمثل تلك الأسباب استحق المسيحيون الخلاص الأبدي,والمضطهدون والمعذبون والشحاذون والمتشردون والمتسكعون والمنهكون من التعب كلهم مباركون بسبب تعبهم وشقائهم وعذابهم وأعظم المآسي في الدنيا يكون لها معانٍ عظيمة وجميلة ورقراقة,كان الصليب أيام الإمبراطورية الرومانية يحمل معنى الخزي والعار على كل من يموت عليه وكان عقوبة للعبيد وللواقعين تحت حكم الدولة الرومانية ولم يكن لروماني أن يموت على الصليب بهذه الطريقة,لقد كان هذا لغير المواطنين الأصليين ,وكان الذي يصلب على الصليب وله أولاد,كانوا هؤلاء الأولاد يشعرون بالخزي وبالعار أمام جيرانهم من موت أبيهم بهذه الطريقة,ولكن بمجيء المسيح أصبح الصليب فخرا ورمزا للفداء, وحتى اليوم ما زال للصليب هيبة ووقارا يشعر فيها أولئك الذين يلبسون الصليب على صدورهم من نساءٍ ورجالٍ ولم يعد الصليب عارا بل مجدا أبديا, بعد صلب المسيح تمنى الأباطرة والقياصرة والفلاسفة والمؤرخون لو أنهم ماتوا على الصليب أو لو أنهم صلبوا كما صُلب المسيح, بين يوم وليلة تغيرت قواعد اللعبة,وصارت المحبة هي القائد وصار للكلمة معنى وفعلا,صارت الكلمة تفعل فعلها وكأنها رمح خشبي أو حصانٌ حديدي,وفي موعظة الحواري: أن الإنسان من دون المحبة لا يساوي أي شيء,والمحبة هي المعاناة الطويلة والمحبة تتحمل الكثير,وبالمحبة يصل الإنسان إلى أعلى درجات الرقي وينال الخلاص,وبسبب التعذيب ينال الإنسان البركة,وحين يدعو لك أحدهم بجملة(يبارك حياتك) تأكد من أن الداعي رأى عليك علامة من علامات التعب والإرهاق أو شعر بحزنك العميق في داخلك لذلك تمنى لك بأن يبارك الرب حياتك للأبد.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة للتراث
- نحن أمةٌ مجرمة
- وسخ الدنيا
- من الذي سيصلح الأرض,المسيح أم المفكرون؟
- العرب الفراعنة
- دراسة نقدية عن رواية القط الذي علمني الطيران
- لماذا كان المسيح كثير البكاء؟
- اليهود والعصفور
- أين تذهب ثرواتنا الوطنية؟
- من يتحمل المسئولية؟
- القلب الطيب
- وجودي وعدمه واحد
- الإسلام دخل الجامعات وأفسدها
- المسيحيون في الأردن
- المسيحية طريقة حياة
- المسيحية في عالم آخر
- غرائب المثقفين1
- هل أمريكيا دولة عظمى؟
- عيد ميلادي 2
- الابيقورية


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - نفحات مسيحية