أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - المسيحيون في الأردن













المزيد.....

المسيحيون في الأردن


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4102 - 2013 / 5 / 24 - 00:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتز الأردنيون بالعلاقات الطيبة التي تربط المسلمين بالمسيحيين وتشير الدراسات والأبحاث إلى أنهم يتلقون أفضل معاملة كأقليات دينية في الأردن ولكن مع كل هذا الاحترام والحب والتقدير هنالك في الأردن ظاهرة غريبة جدا تحدث لجميع الكنائس,فأينما بنا المسيحيون كنيسة لهم فورا يبني المسلمون إلى جوارها مسجدا أكبر من تلك الكنيسة ولا أدري هنا هل من الممكن أن نعثر في هذه المشكلة على تنافس لرأس المال الفلسطيني ولرأس المال المسيحي؟ أم أنها كما قال عالم الأديان الألماني ماكس فيبر بأن هذا الصراع ليس على رأس المال العادي وإنما على الرسالة السماوية وهي رأس المال الرمزي.

إن المسيحيين من حقهم أن يبنوا كنائسهم ويرممونها وكذلك من حق المسلمين أن يبنوا مساجدهم ويرمموها,ولكن لماذا مقابل كل كنيسة يبني المسلمون مسجدا؟لماذا لا يبتعدون قليلا عن الكنائس ليأخذ ال20% حقهم في ممارسة شعائرهم الدينية؟إن هذه الظاهرة ألاحظها في الأردن أينما ذهبت,فلا توجد في الأردن أي كنيسة إلا ويتبعها المسلمون بمسجد ضخم جدا وكبير,ومن المستحيل أن تُبنى كنيسة في أي منطقة في الأردن إلا ويتبعها المسلمون بمسجد يقابلها وأحيانا يتم الانتهاء من بناء المسجد قبل الانتهاء من بناء الكنيسة, فهل مثلا في أوروبا الكاثوليكية أو البروتستنتية مثل هذه الظاهرة؟بمعنى هل يبني المسيحيون كنيسة كبيرة بمقابل أي مسجد يبنيه المسلمون؟.

وهنالك على حسب الإحصائيات الرسمية انخفاض كبير في نسبة تعداد المسيحيين في الأردن راجع إلى انخفاض أعداد المواليد من المسيحيين وهذا الانخفاض راجع إلى قوة الوعي والثقافة والإدراك عند المسيحيين فهم يدركون خطر الانفجار السكاني الذي يهدد جميع سكان الكرة الأرضية وهذا بعكس المسلمين الذين ينجبون كثيرا ولا يكترثون لمشاكل الإنسان العصري لكي يفتخر نبي الإسلام(صلعم) بهم يوم القيامة وهو يتباهى بهم أمام الله,وهنالك خطر آخر يتهدد وجود المسيحيين في الأردن وسيؤدي في المستقبل إلى انخفاض أكثر لعدد المسيحيين في الأردن,وأنا شاهد عيان على هذه الظاهرة الخطيرة فقبل أكثر من ربع قرنٍ كانت في قريتنا حارة كبيرة للمسيحيين وما لبثت هذه الحارة أن انقرضت نهائيا من الوجود أو عن وجه الوجود فأين ذهبت تلك الحارة الكبيرة للمسيحيين في بلدتنا؟ طبعا أنا أعرف أين ذهبت, لقد ذهبت مع كل الكفاءات الفكرية والثقافية والتعليمية بحيث ذكاء وعبقرية المسيحيين أدت إلى هجرتهم من الأردن إلى بلدان أوروبا ولهذا السبب تعتبر الثقافة والتعليم خطرا كبيرا على المسيحيين فكلما ازدادت أعداد المثقفين والمتعلمين من المسيحيين كلما ازداد انخفاض أعداد المسيحيين في الأردن وأنا ما زلت شاهدا على هذه الظاهرة والحارة الكبيرة التي كان يقطنها المسيحيون لم يعد منها أي شيء اليوم إلا بيتا واحدا أو ثلاثة بيوت على أبلغ تقدير رسمي.

في قلوب باباوات الفاتيكان مكانة كبيرة من الحب للأردن وأهل الأردن ,والأردن يحسد على زيارة ثلاثة باباوات للأراضي الأردنية والمواقع الأثرية حيث نهر الأردن الذي عمد فيه يوحنا المعمدان المسيح بشحمه ولحمه ودمه إضافة إلى جبل نبو ومدينة عمان وجلعاد(السلط) وهؤلاء الباباوات هم: بولص السادس,ويوحنا بولص الثاني, وبندكت السادس عشر,وهذه الزيارة المباركة لم تحض بمثلها أي دولة عربية أو أجنبية..ويشكل المسيحيون في الأردن إلى ما نسبته 6% من مجموع عدد السكان حتى ساعة إعداد هذه المقالة,وهم أردنيون ضاربة جذورهم في القِدم منذ أن مشى المسيح على هذه الأرض,ويدير المسيحيون ما نسبته 20% من مجموع الاقتصاد الوطني أي أنهم يسيطرون على ثلث عجلة الاقتصاد الأردني وبيدهم وظائف عليا إضافة إلى أنهم يشغلون 10 مقاعد في مجلس النواب الأردني,وهنالك تنافس شديد في الأردن بين رأس المال المسيحي ورأس المال الفلسطيني,ويحاول كل واحدٍ منهم أن يستفرد بالأردن وحده بشكل فردي قياسا بما يحصل عليه كل طرف من استثمارات كبيرة ومهمة, وتعتبر ظاهرة(ناهض حتر) وتشيعه للهوية الأردنية إحدى أبرز السمات التي تدل دلالة واضحة على التنافس وخصوصا تصديه لمسألة الوطن البديل على اعتبار أن هنالك مخطط كبير في الأردن من أجل تحويل الأردن كله إلى وطن فلسطيني بديل عن فلسطين نفسها وبطبيعة الحال يحاول رأس المال الفلسطيني تعميق جذوره في الأردن ويحاول رأس المال المسيحي أن يشغل محل رأس المال الفلسطيني أو أن يكون على مراكز القوى السياسية وطرفا رئيسيا في الإدارة من كل النواحِ ثقافيا واقتصاديا لذلك يتمسك المسيحيون بالهوية الأردنية ويحافظون على وحدة الشعب الأردني وسلامة أراضيه ويدعمون الشعب الفلسطيني من أجل إقامة دولتهم المستقلة في فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وذلك ليدحضوا فكرة الأردن الوطن البديل ومن خلال دعم الشعب الفلسطيني يزول الخطر عن الأراضي الأردنية وتنقشع الغُمة...إلخ.

ولعب المسيحيون دورا كبيرا منذ بداية تأسيس المملكة الأردنية وهذا يظهر عندما قاتل المسيحيون ضد الأتراك وقوفا إلى جانب ثورة الشريف حسين بن علي وهذا يظهر بشكل لافت من خلال مشاركة قبيلة(العزيزات) المسيحية في الحرب ضد العثمانيين ولهذا السبب يحاول المسيحيون في الأردن الدفاع عن حقوقهم التي اكتسبوها منذ بداية تأسيس المملكة وهم سياسيا قلقون جدا على مركزهم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي ويحاولون الدفاع عنه ضد محاولات تهجير فلسطينيي الضفة والقطاع إلى الأردن هم ورأس مالهم لأن ذلك خطر على رأس المال المسيحي فهنالك احتمال كبير بأن تبتلع السمكة الفلسطينية الكبيرة السمكة المسيحية في الأردن كونها صغيرة جدا مقارنة بالسمكة الفلسطينية.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحية طريقة حياة
- المسيحية في عالم آخر
- غرائب المثقفين1
- هل أمريكيا دولة عظمى؟
- عيد ميلادي 2
- الابيقورية
- إسرائيل ليست مزحة
- الإنسان طيب وشرير في نفس الوقت
- المشاعر والأحاسيس من وجهة نظر رواقية
- درس من الإنجيل
- الغنوصية
- الاستثمار في الإنسان
- الحلاج الفقير الذي تكرهه الناس
- الحج عن المعضوب
- مبروك...مبروكه ..وطقومة قزاز
- سلمان المُحمدي
- الأفكار الكبيرة تبدأ من بذرة صغيرة
- ما حدى مرتاح
- المرأة مثل البهيمة عند العرب
- مبسوط جدا


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - المسيحيون في الأردن