أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أين تذهب ثرواتنا الوطنية؟














المزيد.....

أين تذهب ثرواتنا الوطنية؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 21:28
المحور: كتابات ساخرة
    


في طريق عودة الصديقة(فردوس الشبار) من تركيا إلى بلدها الأردن استوقفها في المطار موظف مسئول قائلا لها:هل هذه الحقيبة لك؟ أجابت نعم, فقال لها وما الذي فيها؟ ردت مبتسمة:فيها أحجارٌ صغيرة ملونة تاستهويها ابنتي كنت قد جمعتها لها من على الشاطئ, قال الموظف في مطار(إنطاليا): عفوا سيدتي,هذى غير مسموح لك مطلقا بأن تحمليها معك إلى بلادك لأن هذه الحجارة هي بالأصل ثروة وطنية للمواطن التركي ولا يجوز العبث فيها أو تهريبها إلى الخارج,ومن ثم أخذ الحجارة منها وخرج خارج المبنى وألقى بها بين الأشجار,طبعا تتساءل الصديقة فردوس الشبار عن ثروة بلادها أين هي ومن الذي نقلها أو من الذي نقل الفوسفات من بلادها إلى الخارج!.

أنا نفسي أفهم حوالي مليار دولار دين علينا لصندوق النقد الدولي,أنا نفسي أفهم كيف صار هذا الدين ووين راح وكيف تم إنفاقه, يا جماعة الخير أين تذهب ثروتنا الوطنية؟وبيد من نحن قد وقعنا؟ وين الفوسفات؟...ووين المصاري وإلى أين يهرب الإنسان المواطن الأردني,وإلى أين تذهب المساعدات المالية وبعد شهر أو شهرين ستسمعون خبرا جديدا وهو متعلق بعدم قدرة الدولة على دفع رواتب الموظفين,أين يذهب شبابنا ومبدعونا؟؟طبعا ثروة بلادنا من الفوسفات ليست هي الوحيدة التي تُنقل خارج البلاد, بل هنالك أصحاب العقول النيرة وهم بالفعل الثروة الحقيقية للبلاد, ولا يتم في الأردن الاعتراف بالمثقفين إلا إذا اعترفت بهم دولة أجنبية عندها فقط يهتمون بالمثقف الأردني..الاحتراف يكون في الخارج أولا وليس في الداخل,لا أحد يكترث للثروة الوطنية ولا أحد ينتبه للعقول الوطنية,والفوضى تعم أرجاء البلاد والسرقات بالملايين والفساد بالملايين ولا أحد متضرر من كل ما ذكرت إلا المواطن النظيف والصادق .

أين يذهب الشعراء والفنانين والكُتاب والأدباء وكل من له صلة بالثقافة سواء أكان من قريبٍ أم من بعيد, كيف بموظف بسيط في مطار إنطاليا يحافظ على الحجارة التي نقلتها الصديقة معها من تركيا إلى الأردن أو التي كادت أن تصل الأردن ولمّا..., إننا فعلا محتارون في هذه المشكلة وفي كيفية المحافظة على ثروات البلاد, الوزارات التي نُهبت..البيوت أو القصور التي بُنيت من تعب العمال وعرقهم ودمائهم فهذه أيضا ثروة حقيقية لا يستهان فيها تتم بحقها كل يوم ملايين المحاولات الناجحة بجدارة والمتعلقة بسرقة جهد العمال وساعات العمل وفائض الإنتاج, إلى أين يا ترى تذهب ثروة بلادنا وذلك حين نعلم بأن كل أصحاب العقول النيرة الآن هم متواجدون في بلدان أجنبية هذا عدى المهمشون في الداخل حيث تتم بحقهم الملاحقات الكبيرة وكسر شوكتهم, طبعا أنا لا أريد أن أسأل عن الثروات الأخرى ولكن أهم ثروة أهتم فيها هي الثقافة والإنسان هذا الكائن المُهمش والمُهمل والذي تتم بحقه كل يوم ملاحقات أمنية لتثنيه عن العمل الثقافي وحين يهرب للخارج لا أحد يسأل عنه أو يفتش عنه حتى وإن استفاد منه العالم كله وخسرته بلاده وأهله فإن هذا لا يعتبر في الأردن موضوعا مهما ولا يتم البحث فيه, إن ثرواتنا المادية والروحية لا يمكن أن نجدها في داخل الأردن فكل شيء تم تهريبه إلى الخارج وتم هروبه إلى الخارج ولا أحد يعلم عن سين أو صاد من المثقفين أين ذهب وهل سيعود ومتى سيعود؟.

الصديقة فردوس الشبار تسأل عن الفوسفات كثروة في بلادنا وأنا أسأل عن الفوسفات وعن الإنسان وأسأل عن المرأة المدعة أين تذهب وكيف يتم تحطيم شخصيتها في داخل المنزل حيث الزواج مقبرة للنساء المبدعات, تلك المرأة المبدعة التي يخيرها زوجها بين الثقافة وبين البيت والأولاد فتختار البيت وتهجر الثقافة ونحن نخسر ثروة وطنية كبيرة جدا, الإنسان عندنا نخسره ولا نسأل عنه,الكل عندنا مهمش والكل عندنا محاصر ولا حياة لمن تنادي, فلماذا لا يوجد في الأردن رياضيون حقيقيون أو ممثلون حقيقيون أو شعراء أو كُتاب أو فنانون؟ أين كل هؤلاء؟لا بد أنهم خرجوا خارج البلاد سواء أكان ذلك بإرادتهم أو بغير إرادتهم



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يتحمل المسئولية؟
- القلب الطيب
- وجودي وعدمه واحد
- الإسلام دخل الجامعات وأفسدها
- المسيحيون في الأردن
- المسيحية طريقة حياة
- المسيحية في عالم آخر
- غرائب المثقفين1
- هل أمريكيا دولة عظمى؟
- عيد ميلادي 2
- الابيقورية
- إسرائيل ليست مزحة
- الإنسان طيب وشرير في نفس الوقت
- المشاعر والأحاسيس من وجهة نظر رواقية
- درس من الإنجيل
- الغنوصية
- الاستثمار في الإنسان
- الحلاج الفقير الذي تكرهه الناس
- الحج عن المعضوب
- مبروك...مبروكه ..وطقومة قزاز


المزيد.....




- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- الذكاء الاصطناعي يختار أفضل 10 نجوم في تاريخ الفنون القتالية ...
- شباب سوق الشيوخ يناقشون الكتب في حديقة اتحاد الأدباء
- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أين تذهب ثرواتنا الوطنية؟