أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - ماذا يعني أن تكون نائباً برلمانياً في العراق؟














المزيد.....

ماذا يعني أن تكون نائباً برلمانياً في العراق؟


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4124 - 2013 / 6 / 15 - 20:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الأول من حزيران من العام الماضي، كنتُ على متن طائرة متوجهة من فينا الى بغداد، كانت أول رحلة لي الى العراق بعد غياب طويل. في صالة الإنتظار التي تفضي الى الطائرة، حيث تجمع عدداً من العراقيين، جذب إنتباهي مقدارالحفاوة التي احاط بها الركاب لـ " أحدهم " وهم يبادرون لتحيته بشكل مبالغ فيه ولم أكن أعرف اذا ما كنا في حفلة دبلوماسية ام في صالة إنتظار؟

وما أن حطت الطائرة في مطار بغداد حتى أختفى الـ "الأحدهم " وفي طريقنا ما بين المطار وساحة عباس بن فرناس شاهدتُ رتلاً لعددٍ من السيارات ذات الدفع الرباعي ، ربما عشرة او أكثر، في كل سيارة عدد من المسلحين الذين كانوا يلوحون لسائق السيارة التي تقلنا بتخفيف السرعة والإبتعاد عن الرتل، فبادرت لسؤال السائق: لمن هذا الرتل؟ فجاء من الخلف صوت احد الركاب وكأنه يعلم بتفاصيل فساد صاحبنا : يا أخي .. هو نفسه من كان يجلس امامك في الطائرة ...
ثم راح يسرد لي تاريخه قائلاً : هو يعيش في دولة أوربية ويتقاضى راتباً تقاعدياً لأنه بَين للجهات المعنية هناك أنه يعاني من أمراض نفسية تمنعه من العمل والعيش حياة اعتيادية مثل بقية البشر.
سألته : مَن هو؟
قال : هذا عضو بمجلس النواب عن القائمة الفلانية.
قلت: إذا كان هذا الرتل لنائب في البرلمان فكيف الحال مع مَن هم أكبر منه؟
حينها أدركت أن ما سمعته وما قرأته عن إمتيازات مجلس النواب العراقي هو حقيقة ساطعة بدأتُ بتلمسها حال خروجي من المطار وان السلطة والنفوذ وإثارة ذعر الناس البسطاء من ضمن الإمتيازات التي يتمتع بها حضرة النائب الموقر.

اليوم، فإن مجموعة كبيرة من العراقيين الذين ضاقوا ذرعاً بمجلس النواب وإمتيازات أعضائه يطلقون وعبر موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك حملة تهدف الى الغاء تقاعد أعضاء البرلمان وأعضاء مجالس المحافظات، فالمبالغ التي سيتقاضاها النائب حال تقاعده والتي يتم الكشف عنها بشكل حقيقي او تقريبي، هي مبالغ تثير الكثير من علامات الإستفهام حول الفساد الذي يعم مجلس النواب ويؤطر الكثير من قراراته وأنه وجد لحماية الفساد والمفسدين، حماية أصحاب الشهادات المزورة ومنحهم كافت الحقوق المالية التي يتمتعون بها على سبيل المثال لا الحصر، وإن هذه المبالغ تستقطع من أموال العراقيين وحيث يعاني الكثير منهم، 20 % حسب إحصاءات وزارة التخطيط التي صدرت مؤخراً من الفقر والبطالة وإنعدام السكن والبطالة والأمراض، وأن هذه الرواتب الضخمة تحقق الكثير من الفوارق الإجتماعية وتدلل على أن هذا المجلس وجد لحماية فئات معينة وزيادة ثرواتها وإمتيازاتها، ولذلك فلا عجب أن وجدنا هذا المجلس ينشغل كثيراً في تشريع القوانين التي تضمن الكثير من الإمتيازات لأعضائه. رواتب ضخمة وحمايات كثيرة وسيارات وحصانة وعمولات عقود ومناقصات ومقاولات ومشاريع تجارية...الخ.

في دول العالم المتحضرة، لا يحصل النائب على أي إمتيازات تجعله في مكانة إجتماعية أعلى من باقي افراد المجتمع، فما يتقاضاه النائب من راتب يتم وفق قوانين العمل النافذة في البلد المعني دون إمتيازت إضافية، السفر الى الخارج او لمناطق بعيدة داخل البلد لأداء مهام تتعلق بعمل البرلمان، يكون على نفقة البرلمان. في الدنمارك على سبيل المثال، فإن النائب في مجلس الشعب يستخدم سيارته الخاصة أو دراجته الهوائية او أي من سائط النقل العام، لأن الدولة لم تنتدبه للعمل بصفة نائب، بل هو من جاء بمحض إرادته وإختياره، وأن هذا النائب وبمجرد إنتهاء مدة عمله في مجلس الشعب فإنه يعود لمزاولة عمله أو مهنته السابقة دون الحصول على حقوق إضافية أو راتب تقاعدي، الا لمن أكمل السن القانونية المقررة للتقاعد وبعض الدول لا تمنح النائب سوى مبلغ رمزي لأن العمل بصفة عضو في البرلمان هو عمل تطوعي رغم حساسيته وأهميته.

من الواضح أن مجلس النواب العراقي يشكل بؤرة للفساد وسرقة المال العام وأنه يحتل مكانة متقدمة جداً في سلم البرلمانات الفاسدة في العالم وأن الدخول اليه أصبح هدفا لفئة واسعة تهدف لممارسة السلطة والنفوذ والتمتع بالجاه والمحسوبية والرواتب الضخمة، فحتى هذه اللحظة لا أحد يعلم مقدار ما يتقاضاه النائب او مقدار المبلغ النهائي الذي تتحمله ميزانية الدولة من أجل توفير الحماية والسيارات الفارهة والنثريات المتعددة. وهذه الفئة مستعدة لفعل كل شيء من أجل الوصول الى مقعد في مجلس النواب، من المساومات والاتفاقات على تقاسم الغنيمة الى التمسح برداء المرجعيات الدينية والعشائرية واحتكار تمثيلها او النيابة عنها.

أن تكون نائباً برلمانياً في العراق فهذا يعني أنك ستحقق ما عجزت عنه سنيناً طوال، السلطة والثروة والنفوذ والمشاريع التجارية والتحكم برقاب الأبرياء واحتقار فقرهم وحاجتهم، وأن شعارات خدمة الشعب والمواطن والدفاع عن الحقوق وتوفير الخدمات ....الخ ستكون أول الأشياء التي يتم التنصل عنها ما أن تطأ أقدام النواب باب المجلس العتيد.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن إينانا، بنين، نبأ وعبير، عن الطفولة المستباحة في العراق..
- البوكسات أهون من الإرهاب
- يا أهالي محافظة ذي قار: أما شبعتم فقرا وذلا؟
- سوق الإنتخابات مابين -أبو القاعة وزوجة المرحوم-
- الحرية لأحمد القبانجي
- فخ التكنوقراط ..احذروا يا أهل تونس !!!
- هل توجد معارضة سياسية في العراق ؟
- مشهد في واقع ملتبس: إهانة شيوخ عشائر الجنوب في الرمادي!!!
- المنبوذون : هل تنجح السينما في إعادة صياغة العلاقات الشائكة ...
- جرائم غسل العار: عار الدولة ،عار العرف العشائري
- نظام المحاصصة الطائفي سبب كل مصائبنا في العراق، لنحاكمه الآن
- دعونا نلعب كرة قدم
- الفلم الدنماركي ( المطاردة) : الإنسان طريدة الأعراف وخيال ال ...
- مركز المالكي – اقليم البارزاني
- المثقف، رجل الدين وأستقلال مؤسسات الدولة
- التموينية والجوع
- مدن الأعرجي المقدسة وحملة اللاءات الاربعة في مدينة الكاظمية ...
- العنفُ والإنتهاكات في مدارس العراق : خطرٌ يتفاقم
- مقتدى الصدر يتهم أمريكا بالتدخل في العراق !!!!!!
- منجزات وزارة الكهرباء :البوم لصورالوزير


المزيد.....




- بدء هجوم صاروخي إيراني واسع على إسرائيل الآن وصفارات الإنذار ...
- لقطات فيديو لسقوط صواريخ إيرانية على مناطق متفرقة في إسرائيل ...
- يديعوت أحرنوت: هجوم إيراني جديد بالطائرات المسيرة من المناطق ...
- مباشر: موجات متتالية من القصف والصواريخ بين إسرائيل وإيران ت ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي يسيطر على أجواء قمة مجموعة السبع ...
- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - ماذا يعني أن تكون نائباً برلمانياً في العراق؟