أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - نظام المحاصصة الطائفي سبب كل مصائبنا في العراق، لنحاكمه الآن














المزيد.....

نظام المحاصصة الطائفي سبب كل مصائبنا في العراق، لنحاكمه الآن


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3984 - 2013 / 1 / 26 - 19:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتقد أن سلمية المظاهرات التي انطلقت في الأنبار أو الادعاء إنها سلمية لم تدم طويلا وها هي تترك الساحة للصوت الأعنف، للصوت الذي يثر الحشود ويستفز كل ما بدواخلها من رواسب وعقد وعقائد بغيضة فيها الكثير من الاستعلاء والكراهية. للصوت الذي يثر فيها شهية اللجوء الى السلاح. سليمة المظاهرات التي انطلقت وتحمل مجموعة مطالب ناصرها الكثير من العراقيين بدأت تخلي الساحة لمطالب تفوق قدرة واحتمال المواطن المنكوب بعيشته وأمانه ومصيره المجهول. هذه المطالب تحولت من مطالب حقوقية وإنسانية ملحة إلى مطالب تزيد من خطورة وحساسية الوضع السياسي في العراق وتجعل القوى المؤثرة في التظاهرات تحت طائلة السؤال. لأنها وبكل بساطة جعلتنا نستشعر المخاطر التي تحملها لنا الأيام القادمة.

أصبح إسقاط حكومة نوري المالكي يشكل المطلب الأبرز في المظاهرات ولكنه لن يكون الأهم والأوحد فَكُرَة المطالب تتدحرج وتكبر وتتزايد يوما بعد آخر خصوصا حين ترافقها نغمات التصعيد والكراهية والانتقام من الظالم ولعل شعار ( يا انبار ثوري ثوري خلي المالكي يلحك نوري) الذي سمعناه قبل أيام في مظاهرات الانبار يوعد بالكثير من العنف الذي انطلقت بوادره يوم أمس في الفلوجة وستتواصل تبعاته للايام القادمة وسيفتح ساحة الصراع للكثير من الاحتمالات. أو حين يتم استدعاء خطباء ورجال دين عرف عنهم دعمهم المطلق للإرهاب والتعصب الطائفي كالقرضاوي والعرعور على سبيل المثال لا الحصر أو قراءة رسائلهم التضامنية.

كل يوم يمضي من عمر التظاهرات والاعتصامات يكشف عن استعدادات متزايدة نحو العنف ونحو العسكرة وإلا كيف نفسر ظهور النائب عن القائمة العراقية احمد العلواني وهو يلوح مبتسما بكلاشنكوفه وخلفه راية القاعدة؟ وكيف نفسر الحديث عن تسليح المتظاهرين في الفلوجة وصولة شبابها على سيطرات الجيش في مناطق الفلوجة؟

كلما تزايدت المطالب كلما اندفعت أكثر نحو العنف لأن تزايد المطالب سيقطع الطريق أمام أي حل ممكن خصوصا وان استجابة الحكومة للمطالب تواجه عقبات ولم تستجب للمطالب الأكثر إلحاحا وتخوض صراعا مفتوحا مع القوى التي تقف ضدها. اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء لتلبية مطالب المتظاهرين كشفت عن حجم الإهمال والإصرار على عدم حل المشاكل الهائلة واحتكار بالوظائف العامة في مؤسسات ودوائر الدولة المختلفة وخصوصا في وزارتي الدفاع والداخلية من قبل الحكومة العراقية وحزبها الحاكم وإلا كيف يمكننا أن نفهم قدرة هذه اللجنة التي لم تتشكل إلا من عدة أيام سابقة على حل آلاف المشاكل والمطالب التي جعلت قسما كبيرا من العراقيين يشعرون بالظلم والغبن والتهميش المرير؟

هناك أطراف دعمت المطالب وحشدت الحشود ولكنها اليوم تعلن أن المظاهرات بدأت تنحرف عن مسارها وان ذلك سيهدد بنسف العملية السياسية !!! قوى أخرى دعمت المظاهرات في بدايتها وسعت إلى ركوبها ولكنها هربت نحو (كويتا الباكستانية) ومن ثم حددت مجموعة نقاط او مطالب ومن يخرج عنها او يطالب بغيرها او أكثر منها فإن عليه ان يتحمل مسؤولية ما سيحدث.

بغض النظر عن كل هذا فان المظاهرات التي انطلقت اولا في الانبار ومن ثم توسعت باتجاه مدن أخرى، كانت اللحظة التي نخشاها جميعا ألا وهي انتقال ما يحدث في سوريا إلى العراق. ارتفاع حدة التأجيج وتزايد حدة الهتافات واتخاذها بعدا طائفيا واضحا مصحوبا بتصريحات وخطب نارية تدعو لكل شيء ولكنها لن تدعو للسلم او نبذ العنف. إنها تدعوا لاستعادة الحقوق المستلبة ( السلطة) وإن من استلمها من بعد صدام حسين ليس سوى طائفي صفوي ابراني....الخ لا يجوز الرضوخ لسلطته أو الدفاع عنها.

قوى سياسية عراقية وخارجية تمارس لعبتها المفضلة في العراق في التصعيد والسعي نحو المصالح واللعب على حبال عدة في آن واحد. أطراف سياسية او عشائرية او دينية مستعدة لتنفيذ ما تريده دول أخرى بذريعة حقوق ومصالح السنة في العراق. الإعلام العربي وعبر قنواته الرئيسية لم يتوقف عن تصوير المظاهرات والاعتصامات وتصديرها كثورة سنية باشتراطات الربيع العربي.

ما يحدث في العراق هو نتيجة مباشرة لنظام المحاصصة الذي تم فرضه على العراق من قبل هذه القوى التي تتصارع الآن وتزج بالأبرياء ومطالبهم وحياتهم في لجة صراعاتها. الشعور بالظلم والتهميش مؤلم وقاسي جدا وعدم تلبية مطالب عادلة ومشروعة وإنسانية أمر لا تمارسه إلا الأنظمة الدكتاتورية المستبدة.

النظام السياسي القائم في العراق (نظام المحاصصة الطائفية والقومية) هو نظام يؤسس للدكتاتورية وللاستبداد وللاستئثار بالسلطة ليس من قبل الذي يتسنم السلطة ويجلس على كرسيها فقط ولكن من قبل القوى والأحزاب والمؤسسات الدينية الطائفية التي تجد في هذا النظام حاميا ومتنفسا يحقق لها الكثير من الذي عجزت عن تحقيقه طوال عقود.
ما يحتاجه العراق الآن حركة مطلبية واضحة المعالم وبأهداف واضحة أيضا وإذا كانت مظاهرات الانبار والمدن الأخرى تحمل عدة مطالب عادلة ومشروعة فإن خروج تظاهرات مطلبية في عموم مدن العراق تطالب بإلغاء نظام المحاصصة الطائفية وإعادة صياغة الدستور المهلهل. الدستور الذي شرعن المحاصصة والفساد والاستئثار بالسلطة وإنهاء سطوة القوى السياسية والمؤسسات الدينية والعشائرية المتنفذة والتي تفرض سطوتها ووصايتها على حياة العراقيين، سيكون مصيريا وحاسما في حياة العراق والعراقيين جميعا.

إن علة العراق في نظامه السياسي وفي القوى التي تحمي هذا النظام وتدافع عنه لأنه سر ديمومتها وسر قدرتها على التحكم بمصير وحياة وأمان العراقيين. لنحاكمه الآن وإلا فإن الغد لا يحمل لنا إلا المزيد من التهميش والشعور بالظلم والإذلال.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعونا نلعب كرة قدم
- الفلم الدنماركي ( المطاردة) : الإنسان طريدة الأعراف وخيال ال ...
- مركز المالكي – اقليم البارزاني
- المثقف، رجل الدين وأستقلال مؤسسات الدولة
- التموينية والجوع
- مدن الأعرجي المقدسة وحملة اللاءات الاربعة في مدينة الكاظمية ...
- العنفُ والإنتهاكات في مدارس العراق : خطرٌ يتفاقم
- مقتدى الصدر يتهم أمريكا بالتدخل في العراق !!!!!!
- منجزات وزارة الكهرباء :البوم لصورالوزير
- التعليم في العراق : نظام متردي وأبنية آيلة للسقوط
- صدق أو لاتصدق : جمود العملية السياسية في العراق !!!!
- السلطة : رموزها ونُصبها
- مناقصة مجلس النواب وشذاذ الدملوجي
- صحف ومجلات مجلس النواب العراقي : الفضائح تتواصل
- عن المثقف والسلطة والمصالحة الوطنية
- الأمر وبكل بساطة : إنها حريتنا وحياتنا الشخصية
- مهرجانات وزارة الثقافة : محاولات لتلميع الخراب
- الفلم الدنماركي الثأر - HÆVNEN - :هل يمكن أن نعيش دون ...
- سيرة حرب.......2 ، قسوة تل الخراء
- عن الإيمو والحرية وكراهية الحياة


المزيد.....




- بين التقارب والانزعاج.. تاريخ علاقة ترامب مع بوتين
- لقاء ترامب وبوتين: ماذا نعرف عنه؟
- معدن نيزكي نادر يكسر قواعد انتقال الحرارة ويذهل العلماء
- مصر تدين -ما يسمى بإسرائيل الكبرى- وتطالب الدولة العبرية بإي ...
- حصاد التجويع المنهجي لقطاع غزة
- أي مستقبل لملف السويداء السورية؟
- تقدم في المفاوضات مع إندونيسيا وأرض الصومال لاستقبال الغزيين ...
- زيارة لاريجاني إلى لبنان.. رسائل إيرانية تصطدم بجدار السيادة ...
- اجتاح أوروبا.. -تسونامي الاعتراف- بفلسطين يشعل الجدل الدولي ...
- -أرانب الزومبي- تثير ذعرا في ولاية أميركية


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - نظام المحاصصة الطائفي سبب كل مصائبنا في العراق، لنحاكمه الآن