أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامح حنا - بين يهوديت و سالومى














المزيد.....

بين يهوديت و سالومى


سامح حنا

الحوار المتمدن-العدد: 4119 - 2013 / 6 / 10 - 16:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في الكتاب المقدس، يرد ذكر امرأتين هما يهوديت وسالومي .

اقتران سيرة حياة هاتين المرأتين بالقصص المخيفة عن قطع رؤوس رجال أقوياء جعل منهما ما يشبه الأسطورة التي فتنت أجيالا متعدّدة من الأدباء والفنّانين.

وما يثير الانتباه بشكل خاصّ هو وجود أوجه شبه مهمّة بين شخصيّتي سالومي ويهوديت

يهوديت مثلا، هي بطلة من العهد القديم قامت بإغراء جنرالا عُرف باضطهاده لليهود. وتذكر القصّة أن المرأة تسلّلت إلى معسكر الجنرال واستطاعت أن تسيطر على مشاعره وتأسر قلبه. وفي إحدى الليالي أكثرت له الشراب إلى أن فقد وعيه، ثم قامت بقطع رأسه ولفّته في قطعة قماش وحملته بصحبة خادمتها إلى قومها.

من جهة أخرى، سالومي هي شخصيّة من العهد الجديد، وقد رقصت لزوج أمّها الملك هيرودس الذي وقع تحت تأثير جمالها.

وتحت إلحاح أمّها طالبت برأس يوحنا المعمدان كمكافأة.

وفي تفاصيل هذه القصّة أن هيرودس كان قد قام بسجن يوحنّا المعمدان لانتقاده إيّاه على زواجه من هيروديا زوجة شقيقه .

هيروديا اعتبرت تصرّف الكاهن إهانة بحقّها وظلّت تنتظر الفرصة المواتية للانتقام منه. وفي إحدى الليالي، انخرط هيرودس في حلقة رقص ماجنة مع سالومي ابنة زوجته. وبعد أن أدارت الشهوة رأسه، اسرّ إلى سالومي انه عازم على تحقيق أيّ رغبة تتمنّاها جزاءً لها على إدخالها السرور إلى قلبه. وذهبت سالومي إلى أمّها تستشيرها في عرض الملك، فأشارت عليها أن تطلب من هيرودس رأس يوحنّا المعمدان.

المعمدان هو أشهر شخصيّة في المسيحية بعد المسيح

وقد بشّر بمجيء المسيح ثم قام بتعميده في ما بعد، ومن هنا لقّب بالمعمدان. وكان أيضا يسمّى بالرجل الصارخ في البرّية بسبب انقطاعه في الصحراء للعبادة والتأمّل وإلقاء المواعظ كان يرتدي في الصحراء ملابس مصنوعة من وبر الجمل ويربط على وسطه حزاما من الجلد. وكان لا يأكل سوى الجراد والعسل البرّي. والواقع انه من السهل أن تخلط بين هاتين المرأتين، أي يهوديت وسالومي، ما لم تعرف قصّة كلّ منهما والرمزية التي تنطوي عليها القصّة.







يهوديت كانت موضوعا حظي بشهرة واسعة في فنّ القرن السابع عشر على وجه الخصوص. وربّما باستثناء العذراء، لم يكن هناك امرأة أخرى أشهر منها من حيث عدّد المرّات التي رُسمت فيها. فقد كان ينظر إليها كرمز للإخلاص والعدالة والطهر والشجاعة.





وفي بعض تلك اللوحات الرهيبة التي تصوّرها، تظهر هذه المرأة وهي تمسك في يدها برأس مقطوع. وفي أخرى يظهر الدم وهو يتطاير مغطيا كلّ شيء. لكن، بنفس الوقت، يمكن أن ترمز إلى أشياء معيّنة كالعفّة والثبات والجسارة.

في إحدى اللوحات، تبدو يهوديت وهي تمسك بالرأس المقطوع ذي الوجه الشاحب بينما تقف خادمتها خلفها مهيّئة لها الكيس كي تضعه فيه.

الآن خُذ كلّ هذه الصور وضعها في غرفة واحدة، ثم ضع معها لوحة تصوّر سالومي. ستجد أن سالومي تتميّز عليها برمزية رأس المعمدان الذي يقدّم على طبق. كما يمكن أن تلمح في إحدى صورها ظلا لجلاد في الخلفية، وأحيانا حضور أمّها نفسها.

طبقا للكتب الدينية، كانت سالومي فتاة صغيرة عندما وقعت تلك الحادثة. وهذا هو السبب في أنها تظهر في بعض الصور كطفلة في العاشرة. وهناك صور أخرى تظهرها في هيئة امرأة مغرية لزوج أمّها وقاتلة لتصبح رمزا للمرأة الشهوانية والخطرة.

وهناك من رسمها وهي تشهد فعل الذبح بينما ترتسم على وجهها تعابير حالمة ورقيقة.



#سامح_حنا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظرف مكان - قصة قصيرة جداً
- دِّفْءُ
- حكاية حب
- أميرة
- المُراهِقة
- لقاء
- عودة
- لن تتركه
- ماندو
- سؤال إمرأة


المزيد.....




- أسلوب استقبال محمد بن سلمان للرئيس الاندونيسي ولقطة مع وزير ...
- الإبلاغ عن أكثر من 1850 حالة إخفاء قسري في بنغلاديش
- عدة مصابين في إطلاق نار بمركز تجاري في ولاية جورجيا الأميركي ...
- 17 شهيدا بغزة في غارات إسرائيلية منذ فجر اليوم
- وزراء من حزب ليكود يطالبون نتانياهو بالإسراع في ضم الضفة الغ ...
- البحرية الكولومبية تضبط أول غواصة مسيرة لتهريب المخدرات مزود ...
- في غياب الدعم الأميركي.. أوكرانيا تواجه صعوبات لاحتواء التقد ...
- -غموض إيران النووي- هل يقودها إلى بر الأمان أم يعجّل بحرب ثا ...
- وتارا وغباغبو.. 30 عاما من الصراع على السلطة بكوت ديفوار
- ما لم يُقَلْ عن نهاية المعركة بين إيران وإسرائيل


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامح حنا - بين يهوديت و سالومى