أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس ساجت الغزي - عاشق بغداد














المزيد.....

عاشق بغداد


عباس ساجت الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 4114 - 2013 / 6 / 5 - 19:15
المحور: الادب والفن
    


عـاشــق بغـــداد
بغداد حاضرة الدنيا وما عداها بادية واني لأخشى ان اغازلها , فهي كبيرة والبوح في حضرة الكبير محظور , وان فاض بي العشق فتبعتها اخشى من المسير ان يطول , فتهرم .. واهرم .. ويبان في اجسادنا الذبول , وان اكتفيت بالنظر لها قتلني صمتي فالسكوت مذموم ، وان هجرتها ويح نفسي من الشوق والحنين للأصل والجذور , لا اخفيكم هواها يفضحني وشذى عطرها يهزني فتتساقط الكلمات بحسرة المظلوم ولوعة الحرمان , واسمع همسهم عن حبي لها ومحاولتهم اشعال الفتنة , فدسائسهم القديمة هي من حالت بينها وبين الفرح لعقود , فباتت بهذه الصورة الحزينة .
اشتاق التأمل في جمالها فاجلس وحيداً بين جنباتها واسمع لحن نبضها ، ذلك الصوت الدفين .. بانين .. يهز مشاعري لانتفض فأعيد النظر, اليوم هي لا تحتمل الصرخات القوية , فقد اتعبتها الثورات الفاقدة للمبادئ والاهداف وتوالي الفتن على مر السنين , اراها حائرة تبحث في الوجه المتعبة من وجع الايام الطويلة من حصاد تلك السنين , عن نور بصيرة من قلب رحيم او عقل حكيم لينهض بها وبأبنائها من جديد .
بغداد صفحة بيضاء بلون كفنها المقدس من قماط النبوة الطاهرة حين الولادة , صافية بلون سمائها .. بإشراقة شمسها .. تلألأ نجومها .. مكارم اخلاقها .. الحضارة والتاريخ , جمالها الاسطوري يشدني وحكايات الف ليلة وليلة تطربني وتزيدني شوقاً لتلك الليالي فأتمنى ان اضيف لها ملاحما جديدة في سفرها الخالد , انا العاشق والشعراء المتيمين واصحاب الحناجر واعذب الالحان نتغنى بعروس الحرية بأعذب الالحان , ونرسم بغدادنا على لوحة كبيرة تحتويها لوحات اكبر حتى مد البصر ونجعل في قلبها بغداد بل كلها بغداد .
آهاتك والصراخات الاخيرة يا بغداد شاب لها الرأس واحترق الفؤاد , اعرف ان لك قوة من بعد وهّن , كما عهدك باقية ابيَّة على الضّيم لا تهزك الايادي الملطخة بالدماء لأنها تخشى ان تلامس طهرك يا دار للسلام , لكن اراكِ حائرة من اجل ابناءك والخناجر المسمومة التي تسارع لقطاف احلامهم في براءة نومهم او حين غفلة , فاذرف الدمع من المقل كالمزن انثره بين مأساتك الكبيرة والآهات والالم ، على ارضك وهي تبتلع ابناءك الابرار , على صورك الجميلة التي باتت من ذكريات الماضي , حلمي الذي كبر معي يداعب الصباحات بالغدِ المشرق , اذرف كل ذاك الدمع لمقتله بيد الغزاة ليتركني يتيماً بعد طول انتظار .
بغداد يا وردتي المزدهرة وهبة الله وبستان الرحمة , وما اروع نزار وهو يردد : بغداد.. يا هزجَ الخلاخلِ والحلى , يا مخزنَ الأضواءِ والأطيابِ , لا تظلمي وترَ الرّبابةِ في يدي , فالشّوقُ أكبرُ من يدي ورَبابي , قبلَ اللقاءِ الحلوِ كُنتِ حبيبَتي , وحبيبَتي تَبقينَ بعدَ ذهابي .

عباس ساجت الغزي



#عباس_ساجت_الغزي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطأطأت الرؤوس
- الامن مسؤولية الجميع
- النفاق آفة الانسانية
- الامام علي نهج العدالة والرحمة الانسانية
- يوم العلم والمسيرة التعليمية في العراق الجديد
- الحلم في وطني
- نهاية العالم والاحداث الاخيرة
- ارواح العراقيون بقيمة كرة الغولف البريطانية
- ليلة نزول الملائكة
- قرابين الوطن على مذبح الحرية
- القومية العربية والجهادية والعدوان على سوريا
- من خكايات ليلة وعشرة سنين
- مسارات ومتاهات المؤامرة الكبرى
- مالي اراكم في حيص بيص
- الارواح تزهق .. لنقل خيراً او نصمت
- فجر بغداد وصياح الديك
- عملة التسويق في زمن التبويق
- كسر حواجز الصمت
- مومياوات بارواح جديدة
- نقابة الصحفيين نقطة البداية وسبيل النجاح


المزيد.....




- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...
- بين رواندا وكمبوديا وغزة.. 4 أفلام عالمية وثقت المجاعة والحص ...
- المعمار الصحراوي.. هوية بصرية تروي ذاكرة المغرب العميق


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس ساجت الغزي - عاشق بغداد