موقفي من المرأة

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

الحوار المتمدن-العدد: 4114 - 2013 / 6 / 5 - 19:14
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    

-1-

هؤلاء النسوة الغربيات المبدعات في العلم والمعرفة أضفن للإنسانية شيئا، أما تلك ( المرأة العربية المنغلقة بالحجاب والجدران )فهي إنسانة، ولكنها مقيدة، ومستعبدة من طرف مجتمع ظالم يحجبها عن التواصل والتفاعل مع العالم، وإنني لأعتقد أنه لطالما ظلت المرأة مقيدة، فإن المجتمع سيظل متأخرا، ومقيدا، وبالتالي علينا أن نعترف بها كإنسان مثلها مثل الرجل في الحقوق والواجبات ؛ لا ننس أنها تربي الأجيال، فإذا كانت متخلفة، فإنها ستغرس ذلك في أبنائها، ويعاد إنتاج الخوف والتخلف و الدونية، ومن ثمة فإن تحرير المجتمع رهين بتحرير المرأة والإيمان بمقدراتها، المرأة ليست عورة هي بداية العالم، ونهايته، وما أحوج المجتمع العربي أن يعترف بقدراتها كما هو الشأن في السعودية ؛ المرأة تحرم من سياقة السيارة، وممارسة الوصاية عليها في البيوت ؛من هنا لابد من تحريرها والدفع بها في سبيل التنمية والتقدم في المجتمع، لهذا إذا كانت المرأة متأخرة فآليا الرجل سيبقى متخلفا .

-2-

أنا أحترم المرأة ؛ والحكم الوارد في الصورة ( المرأة عورة ) ليس حكمي أنا، بل حكم المجتمع الذي عمل على تأطير المرأة، وتعطيل طاقاتها الحية، واختزال شخصيتها، وأنا أحترم طريقة اللباس شريطة ألا يكون مفروضا ضد إرادة المرأة، بل لابد أن يكون بمحض إرادتها، وقناعاتها، من هنا أنتقد التنشئة التي تحضع لها المرأة، وتفرض عليها الحجاب ؛ أقول لهم : أتركوا المرأة وشأنها ؛ المرأة تصنع مصيرها بنفسها، ولا تحتاج لوصاية .

-3-

أنا لا أصدح لأجل بلورة المرأة على شاكلة غربية ؛ بل على شاكلة إنسانية، لأن الفكرة التي أردت إيصالها، هي فكرة الإبداع، ونقد الإتباع، فكرة الابتكار والتجديد، وهؤلاء النسوة الماثلات ( المبدعات في المعرفة ) أمامك قدمن إضافة للعالم، وليس للغرب وحده، وعبرهن عرفنا قيمة المرأة، فمن قبل كنا نلصق صفات سيئة بالمرأة باعتبارها سبب الشر في العالم، وإذا كنت قد انتقدت الحجاب، فأنا لم أنتقده لكونه إرادة خاصة، بل إنتاج للعقلية الذكورية الإختزالية التي تأسر الإبداع، فكيف لإمرأة يزرع فيها الحجاب منذ طفولتها أن تبدع مادام الحجاب يقمع طاقاتها الحية، ويجردها من اللعب في طفولتها بكل حرية. أنا أنتقد المجتمع، والمكانيزمات الخفية التي يمارسها على المرأة .

-4-

مسألة كشف الأفخاد، أو الشعر مسألة شخصية شأنها في ذلك شأن الحجاب، ولكن أقول لك : لقد آن الأوان لنمنح لكل إنسان حريته مع احترام حرية الآخرين، وإذا كان أخي الحجاب ليس عائقا أمام الإبداع، فلماذا نجد المرأة أكثر غبنا وهدرا في مجتمعنا، ولماذا نحصر تأخرنا الحضاري في عورة المرأة ؟ لماذا ننظر إلى عري المرأة، ولا ننظر عري أطفال الشوارع والمتسولين في مدننا،؟ ولماذا نلصق التخلف بالمرأة ؟ أفترض أخي أن السبيل الوحيد لنهضة مجتمعنا إعادة النظر في قنوات التنشئة الإجتماعية التي تعاني من الباثولوجيا .

عبد الله عنتار- الإنسان- / بني ملال - المغرب/05 حزيران 2013.

#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل