محمد فريق الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 03:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(( حيل ويه تركيا هاي حوبة العراق و سوريه )) هذا تحليل لاي مواطن بسيط حول احداث تركيا في اليوميين الماضيين في الحقيقه انا اعتبره تحليل ساذج لان من قاله لا يعرف خيوط اللعبه التي يتم حياكتها في الوطن العربي و تركيا و عمليات البناء للانظمه الجديده التي يجب ان تقوم على اساس واحد و هو خدمة مشاريع الدول الكبرى في هذا العالم فالاضطرابات التي تحدث يوميا في الشارع العربي تصب في مصلحة هذه الدول التي تسيطر على العالم و في النهايه في حماية سيدة العالم اسرائيل.
في مراجعه بسيطه لاهم الاحداث التي طرأت على العالم العربي منذ العام 2003 لانه بداية انطلاق اللعبه التي اشرنا لها و هي اسقاط نظام صدام حسين في العراق و بعده بعدة اعوام اسقاط الانظمه لدولا عربيه اخرى ( مصر , تونس , ليبيا , اليمن, سوريا) فلو دققنا في ايدلوجية حكم هذه الانظمه لوجدنا ان جميعها كانت انظمه علمانيه لدرجه كبيره جدا و لا تسمح للاحزاب الاسلاميه بأي نشاط و قد يتعداه الى السجن المؤبد و الاعدامات التي طالت هذه الاحزاب طوال عقود حكم الانظمه السابقه و ايضا عدم رغبة الدول الغربيه بوجود الاسلاميين في الساحه السياسيه العربيه كان بمثابة دعما ضمنيا للانظمه العربيه السابقه و لكن بمجرد سقوط هذه الانظمه التي اشرنا اليها فوجئنا بصعود غامض للاحزاب الاسلاميه و بنفس الوقت مخيف ففي العراق مثلا لم يكن صعود الاحزاب الاسلاميه متوقعا لوجود احزاب ذات تطلعات علمانيه جديره بحكم العراق بل ابعد من ذلك فانصار الاحزاب الاسلاميه فوجئوا بدعم الولايات المتحده لصعودهم لانهم كانوا يتصورون انها لن تسمح هي الاخرى ( الولايات المتحده الامريكيه) بصعود احزابا اسلاميه للحكم خصوصا ان الولايات المتحده كانت في حربا مستمره مع القاعده ذات التوجه الاسلامي المتعصب و لكن اصبح الامر واقعا تعايش العراقيين معه و ايضا في مصر شكل صعود الاخوان المسلمين صدمه للشارع المصري الذي يعتبر من اكثر الشعوب العربيه وعيا و ذلك لان خلافهم و رغبتهم باسقاط نظام حسني مبارك ليس لانه علمانيا بل لانه كان نظاميا عائليا تتحكم فيه الاسره بمقدرات الشعب و ايضا بسبب الفساد التي اصبح يمارس بشكلا علنيا و كذلك الامر بالنسبه لتونس التي لم يكن احدا ليس من تونس فقط بل من الشارع العربي كله ان تصل حركه النهضه الاسلاميه للحكم فيها ( تونس )و ذلك نظرا للمجتمع التونسي التونسي المنفتح و كان الامر في البدايه عاديا جدا و له ما يبرره.
اما في سوريا فالوضع مختلف تماما فدعم الولايات المتحده الامريكيه للثوره لم يكن حبا منها للشعب بأسقاط نظام الاسد و تحقيق تطلعات الشعب السوريه بل ان الهدف ابعد من ذلك الا و هو انهاء وجود ما يعرف بمثلث المقاومه الذي ترعاه الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه الذي لم نجده له بصمات واضحه في طريق المقاومه ضد اسرائيل و ايضا لاضعاف ايران ذات التوجه النووي و تحطيم امالها في ان تتواجد في نادي الدول النوويه الكبرى و ايضا لحماية مصالحها في دول الخليج من اطماع ايران التي هددت و لاكثر من مره باحتلال الخليج العربي و تحطيم تلك المصالح و تهديدات اسرائيل المتواصله لايران لانهاء برنامجها النووي خير دليل على ذلك.
اما في ما يخص القضيه التركيه التي يحكمها رجب طيب اردوغان الممثل للتيار الاسلامي في تركيا التي لولا جهود مصطفى كمال اتاتورك و اسقاطه للسلطنه العثمانيه و تأسيس تركيا العلمانيه لكن الاتراك يعانون الى يومنا هذا من فرمانات ملوك الاسره العثمانيه التي احتلت الوطن العربي لفترة اربع قرون عانت خلالها الشعوب العربيه من المرض و الجهل بسبب طريقة الحكم العثمانيه التي كانت تهتم بالاموال التي تأتي اليها من هذه الولايات العربيه كما يطلق عليها انذاك ولكن لسنا هنا بصدد سرد الوائع التأريخيه لحقبة العثمانيين.
على الرغم من الدعم التركي لجميع الثورات العربيه بل ان اردوغان و في جميع خطاباته نادى بضروره تخلي الحكام العرب ممن قامت الثورات ضدهم عن الحكم رضوخا لارادة الشعب و ما حققته الدول الغربيه من مكاسب بسبب هذا الدعم الا ان ذلك لم يشفع لها ( تركيا ) بشكلا عام و اردوغان بشكلا خاص من وصول الربيع اليهما فالجميع رأى عبر شاشات التلفاز الاحداث التي جرت و تجري في الشارع التركي و اتساع نطاق هذه الاحداث الى العاصمة انقره و تحديدا مكتب اردوغان نفسه مطالبينه بالاستقاله على الرغم من انطلاق هذه الاحداث لم يكن لهذا السبب بل من اجل الغاء الامر الصادر من اردوغان حول اشجار احدى الحدائق العامه و لكن اصبح من الواضح ان هذه الواقعه لم تكن سوى غطاء لاعمال كبيره اهمها استقاله اردوغان الذي الذي اعلن في خطابه الذي احتوى على تناقض غريب فقد اعرب عن اسفه لما قامت به قوات الامن من اعمال ضد المتظاهرين و في نفس الوقت اكد على مواجهته لهذه التظاهرات تناقض اراد به اردوغان ان يبين انه ديمقراطي و في نفس الوقت دكتاتوري !!!!!
اذا كان الغرب وراء هذه الاعمال التي تجري في تركيا و التي لم يعلن الى الان فيما اذا كانت ثوره فان ذلك ليس له الا تفسير واحد و هو ان الدول الغربيه على الرغم من دعمها للاحزاب الاسلاميه الا ان ثقتها بها ضعيفه و بالتالي فهي بحاجه الى من يقف بوجهها اذا ما تمردت على اوامر و قرارت الغرب و لن تجد الدول الغربيه افضل من تركيا لشغل هذا الموقع في الوقت الحالي و ذلك لما تتمتع به تركيا من قوه عسكريه و نفوذ واسع و لكن لا يمكن ان يتم ذلك بوجود حزب اسلامي في السلطه التركيه لانه سيكون متعاطفا مع الاحزاب الاسلاميه الاخرى التي تحكم الدول العربيه و ايضا و من الممكن ان تتعاون تركيا التي يحكمها حزبا اسلاميا (حزب التنميه و العداله) برئاسه اردوغان و الاحزاب الاسلاميه الاخرى لتكوين تحالف اسلامي كبير لمواجة الغرب و بالتالي سيكون من الصعب السيطره على المنطقه بالنسبه للدول الغربيه و ايضا و مما زاد من سخط الدول الغربيه تجاه تركيا هو ما احداث اسطول الحريه التركي الذي توجه الى فلسطين ابان الحصار الاسرائيلي و قيام القوات الاسرائيليه باحتجازه و مقتل عددا ممن كانوا فيه من الاتراك و هو امرا زاد من احتماليه الخطر التركي على نفوذ الدول الغربيه في المنطقه على الرغم من اعلان تركيا و اسرائيل الصلح و رغبة تركيا تطبيع العلاقات مع اسرائيل لكن يبدو ان رغبات تركيا جائت بعد فوات الاوان.
#محمد_فريق_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟