أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - مطري أنت














المزيد.....

مطري أنت


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4110 - 2013 / 6 / 1 - 16:12
المحور: الادب والفن
    


حائرة أنا بين الحروف .. أكتب حرفاً وأشطب آخر .. هذا الحرف يليق بك .. وهذا لا يليق .. كيف أشكل الحروف على صدرك فتضيء .. كيف أرسمها على شفتيك فتنطق .. كيف أكتبها على قلبك فتحبني أكثر وأكثر وأكثر .. كيف تصبح حروفي رسول محبة إليك وهي كسيحة .. مختنقة .. لا تقوى على مناورات الشهيق والزفير ؟
لم أحتر في يومٍ كحيرتي الآن أمام هذه الحروف وأمامك .. حروفي التي ولدت معي .. وكبرت معي .. وسافرت معي .. وعشقت معي .. أراها اليوم بالية .. فقيرة .. ضعيفة .. تائهة .. منكسرة .. مشتتة .. حزينة .. وغريبة أمام بهاء هذا الحضور ..
حروفي يا رفيق وجعي وهمي لا تستطيع أن تقف على ساقيها كباقي الزهور .. لا تستطيع أن تركض إليك كحبات اللوز حين تلتحف بكفيك وتطلب منك الاحتماء فيك ..
حروفي لا تستطيع الطيران كعصفور .. والتحليق كطير .. وخطفك على بساط الريح لنطوف كنجم ونجمة كل المجرات .. ونكتب على أبوابها أحلى قصائدنا .. الحرُّ منها والنثر والموزون ..
فكيف آتيك كعاصفة هوجاء تقتلعك من الجذور .. كيف يا أيها الرفيق .. إن كانت حروفي فقدت القدرة على المشي والنطق ورسم المستحيل ؟!
أنا متعبة يا رفيق .. وأنتَ في أوجك ..
أنت كالنجم في سابع سماء تشع عليَّ طِوال الليل وأنا أحاول جاهدة أن أمسك خيطاً واحداً من كل هذا الشعاع .. تريدني أن أقطف كل شعاعك .. كل نورك .. وأنا بالكاد أمسك حزمة .. وأفلت أخرى .. أنا يا رفيق بالكاد تحملني هذه الأرض .. وبالكاد تتعرف عليَّ رقعة أقدامي ..
الكل من حولي يتسابق لإرضائي ساعة الرضى .. ولإغضابي ساعة الذروة .. يفور دمي .. وتغلي في مراجلها أعصابي .. وأحمل بكل ما أوتيت من قوة هذه الأوراق .. وألقي بها إلى صدر الحائط .. فيتحطم قلبه .. دونما ذنب له .. ودونما أقدم إليه أعذاري واعتذاري ..
وفي الليل بعد أن تهدأ ثورة أعصابي .. أستقبل الليل .. وأنتظر منه أن يهديني شعاعك الذي يأتيني متوهجاً .. " يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار ".. أتمنى لو أحلق بك .. أتمنى لو أغمرك وتغمرني وتذوب كل المسافات .. أتمنى لو أعانق هذا النور الذي يغمرك .. أتمنى لو أقطف بعضاً منه لأنير بضيائه هذه الظلمة التي احتلتني ..
لكن حروفي على الأرض يا رفيق .. لن تستطيع الطيران .. ولن تستطيع التحليق .
أرسل مطرك إليَّ .. أرسل مطرك الآن .. أحيِّ هذه الحروف الميتة .. اجعلها تنتعش في حضورك .. اجعلها تسابق الريح إليك .. اجعلها تقف في وجه الزوابع والأعاصير .. وتصرخ بملء العنفوان .. هناك في تلك السماء البعيدة لي نجم .. أريد أن أقطفه .. أريد أن أضمه إلى حضني .. أريد أن يهطل عليه وعليَّ المطر .. أريده أن يغتسل في حضني ومن همومي يغسلني ..
أريد لكل الأصوات القادمة مع الريح أن تهدأ .. أن تخرس .. أريد فقط صوت مطرك ينشيني ويطربني .. أريد أن أعود إلى الحياة .. أرسل مطرك يا نجمي الساطع في سابع سماء .. أريد مطرك أن يرويني .. أنت يا نجم .. شعاع عمري كله .. وأنتَ حبات المطر في كفيِّ الطفولة .. وأنتَ سنين عمري القادمة ..
فتوهج أكثر ..
وأهطل أكثر ..
فأنا قد جفت شراييني .



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطرٌّ أسود
- مجهول .. في عالم مجنون !
- صفحات غير مشوشة
- هنا القدس
- نيسان .. ارحل .
- إلى نيسان
- محطات
- همسات نورانية جزء 11
- كنتَ حلماً
- الحقيبة الحمراء
- سلسلة جاهلية جزء1
- -لما عالباب منتودع -
- أيام عَ البال
- رسالة لم تكتمل
- الأماكن
- سلسلة حافية القدمين والبحر .. جزء 8 .
- البنفسج حزين .
- أسئلة مشروعة
- ... فاخلعيني .
- ورق


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - مطري أنت