أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - الجواهري و مديح الطغاة














المزيد.....

الجواهري و مديح الطغاة


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 10:25
المحور: الادب والفن
    


وضع الرئيس السوري حافظ الأسد ، قصيدة الشاعر الجواهري في مدحه ، على جدران معظم المدارس المتوسطة والإبتدائية . كما كتبها على الجدران والساحات العامة في كل المحافظات السورية .
" سلاماً أيها الأسدُ
سَلِمْتَ ويسلَمُ البَلَدُ
وتسلمُ أُمّةٌ فَخَرَتْ
بأَنّكَ فَخْرُ مَنْ تَلِدُ "
كما قام النظام السوري ، بتلحين قصيدة الجواهري في مدح الأسد . وصار يبثها كل يوم في التلفزيون ، ويطالب التلاميذ والأطفال السوريين ، الأبرياء ، بحفظ تلك الأبيات كواجب مدرسي ، فهي أبيات شاعر العرب الأكبر .
" يـــــــــا حــــافـــــظ الـــعـــهـــد يـــــــــا طـــــــــلاع ألــــويـــــة
تناهبت حــــلـــــبـــــات الـــــــعــــــــز مـــســـتـــبـــقـــا
يـــــارابـــــط الـــــجـــــأش يــــــــــا ثـــبــــتــــاً بــمــســتــعـــرٍ
تآخيا فــــــــــي شـــــبــــــوبٍ مـــــنــــــه والــتـــصـــقـــا
تــــزلــــزلـــــت تــــحــــتـــــه أرض فـــــــمـــــــا صــــعـــــقـــــا
وازخرفت حـــــولـــــه دنـــــيـــــا فـــــمــــــا انـــزلــــقــــا
ألــــــقـــــــى بـــزقـــومـــهــــا الــــمــــوبـــــي لـــمـــرتــــخــــصٍ
و عاف لــلــمـــتـــهـــاوي وردهـــــــــــــا الــــطـــــرقـــــا
يـــاحــــاضــــن الـــفــــكــــر خـــــلاقــــــاً كـــــــــــأن بـــــــــــه
من نــــســــج زهــــــــر الــــربــــى مــوشـــيـــة أنــــقـــــا
لــــــــــك الـــقـــوافــــي ومــــــــــا وشــــــــــت مــطـــارفـــهـــا
تهدي ، ومـــا اســتــن مـهـديـهـا ، ومااعـتـلـقـا "

لهذه الأسباب ، تقدمت محافظة النجف بطلب منذ بديات الأحداث السورية قبل عامين ، إلى الحكومة السورية لم توافق عليه . بنقل جثمان كل من الشاعرين العراقيين الجواهري و مصطفى جمال الدين ، بسبب التخوف من العبث بالقبور في حال سقوط النظام السوري . وذلك راجع إلى مدحهما دكتاتورا ، يذبح شعبا آخر غير شعبهما العراقي . السوريون كانوا غاضبين جدا ، ويقولون لو كانت حماة في النجف الأشرف ، ويدفن نظام حافظ الأسد المجاهدين فيها أحياء بالآلاف مع النساء والأطفال عام 1982 م ، ويهدم عليهم المدينة القديمة ، ثم يبني فوق رفاتهم فندقا ضخما بخمس نجوم ، للحفلات والأعراس نكاية بالإخوان المسلمين . يقول السوريون لو فعل هذا في النجف ، و هدمها على ساكنيها ، هل يمدحه الجواهري هكذا ؟؟ . أم لأن السوريين لا يعنون له شيئا يمدحه بلا تردد .
في الحقيقة قضية مديح الطغاة ، من قبل الشعراء ، والأدباء العرب ، مسألة معقدة يجب أن نتفهمها برغبة بالتسامح والتعايش . ثم ماذا يقصد الكاتب محمد غازي الأخرس في مقاله ( الناجون " من معجم أدباء أم المعارك " ) ب " المدح الوطني " ؟ . يعني هؤلاء الأدباء المرتزقة من الدرجة الثانية ، زمن النظام السابق ، الذين يمدحون العراق وأنهاره مقابل المكافآت . ويقول الأخرس هي مكافآت ، أقل من تلك المكافآت على مديح الدكتاتور الصريح . فيقول منتصف التسعينات من القرن الماضي شاع عن هؤلاء مصطلح " المدح الوطني " . السؤال هو ألا يعتبر مدح الحسين و العباس والأضرحة و شتم النواصب والخلفاء الراشدين اليوم ، نوعا آخر من المدح الوطني ، والولاء للطائفة ؟ . بدلا من مدح الصدر والخامنائي والخميني والسيستاني والحكيم امدح الرموز الشيعية الرئيسية ، والأئمة و اثبت ولاءك فالدولة طائفية / دينية اليوم . لماذا اليوم قصائد الجواهري مكتوبة بماء الذهب على ضريح الحسين ؟ . لماذا صورته العملاقة على مدخل اتحاد الأدباء ؟ لأنه شاعر عظيم ؟ بلا شك هو شاعر عظيم ، ولا يوجد غبي يشك بعظمة الجواهري . أنا شخصيا غير منزعج من سلوك الجواهري وأتفهم ظروفه . فهو عملاق البلاغة ، و قمة اللغة العربية الشاهقة ، و صقر البيان والغناء . ماذا نريد من الجواهري العظيم ؟ يبيع جواريب نسائية في السيدة زينب ؟ . لكن الحكومة العراقية الطائفية العميلة ، تكرم الجواهري ليس لأنه شاعر عظيم ، هذا الأمر لا يهمها . المهم أن الجواهري الخالد ، لم يمدح صدام حسين ، هذا هو المهم . وماذا عن مدح حافظ الأسد ؟ . وماذا عن مشاعر الشعب السوري الذي ذبحه هذا النظام ؟ . و زرع فروع المخابرات والتعذيب في كل شارع ؟ . أنا أرى أن نتفهم ، و نتسامح ، و نقدر ظروف كل أديب . أو نفضح الجميع بلا استثناء . حتى مداحو النظام الحالي الطائفي الفاسد



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذابات السني العراقي
- الحرب الحبيبة
- وما هو ضرر الحروب ؟
- البحرين قميص عثمان الإمبراطورية الخمينية
- عَمّتِيْ أَمِيْنة ، و جَرَّتُها الثّقِيْلة
- النخبة والعامة
- شَهْوَةُ الحرب
- وَجَعُ الحياة
- أوديسيوس
- الشُّعَراء من نَفْسٍ واحدةٍ
- الصَّلاة
- الإسلام تجربة روحيّة ، و ثقافة
- الشاعر علوان حسين و دموعه
- أدب الصَّمْت عند هنري ميللر
- عن الشاعر المسلم
- الحرية والإغتراب
- رَحْمَةُ الله
- حلاوَةُ أَقْدامِكُنَّ ، التَّمرُ المچبوس
- الشاعرة العراقية سوسن السوداني
- الشاعر علي محمود خضيّر


المزيد.....




- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - الجواهري و مديح الطغاة