أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - يمينيّ بالقول وبالفعل














المزيد.....

يمينيّ بالقول وبالفعل


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 4106 - 2013 / 5 / 28 - 08:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توهّم البعض منّا أنّ يائير لبيد، رئيس حزب "ييش عتيد" (يوجد مستقبل)، هو قائد التغيير السياسيّ والاقتصاديّ إلى الأفضل في إسرائيل، واعتقد هذا البعض: أنّه بتسلّمه وزارة الماليّة سوف يكفر بشعار الإجماع القوميّ، وسوف يمسّ "البقرة المقدّسة"، ويصطدم مع غلاة العنصريّين، ودعاة الاستيطان والتوسّع وتكريس الاحتلال ...
تأمّل البعض منّا، ببراءة الأطفال، أو ربما نتيجة الملل من الوضع الراهن، أو مِن باب التمنّيات أنّ لبيد يجهل تكاليف التسلّح والاحتلال... وسياسة الاضطهاد والتمييز القوميّ العنصريّ (من إبعاد العرب عن التخطيط والمشاريع والمرافق الاقتصاديّة التنمويّة حتى إبقاء العرب حطّابين وسقاة ماء)؛ فظنّ هذا البعض أنّه عندما يكتشف لبيد عبء الاحتلال والتمييز على ميزانيّة الدولة، سوف يثور، ويتحوّل إلى زعيم معسكر سلام ومساواة وديمقراطيّة، ربّما ظنّ أحدهم: أنّ لبيد سوف ينتسب للجبهة الديمقراطيّة!
قبل أسبوع،كشف لبيد في مقابلة صحفيّة لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكيّة، عن معتقداته اليمينيّة التي خبّأها إبّان المعركة الانتخابيّة وصرّح: لا حاجة أن نجمّد بناء المستوطنات؛ كي نستأنف المفاوضات...لا أرى في "أبو مازن" شريكًا حقيقيّا للسلام ... إنّني ضدّ تقليص العلاوات المقدّمة للإسرائيليين الذين ينتقلون للسكن في المناطق.
هل يبحث لبيد عن السلام ليقرّر مَن هو شريكه، وليعرف أنّ المستوطن هو محتلّ وليس ساكنًا؟!
لم يمرّ أسبوع على هذا التصريح، وإذ به يطبّق القول بالفعل؛ فيأمر بتحويل 50 مليون شاقل مِن احتياطيّ وزارة الماليّة لجامعة أريئيل، في المناطق الفلسطينيّة المحتلّة عام 1967، رغم اعتراضات موظّفي وزارته، وضدّ رأي لجنة التخطيط والتمويل ورئيسها بروفيسور مانويل طرخطنبرغ!
هل يمكن لمؤسّسة صهيونيّة عنصريّة مقامة على أراضٍ محتلّة أن تكون جامعة؟!
حسب دستور "جامعة أريئيل" يُمنع المحاضر مِن إبداء رأيه الخاصّ في الخلافات السياسيّة؛ وعليه أن يبيّن لطلابه المواقف المختلفة وأساس الخلاف، وعليه واجب أن يرفع اسم الجامعة عاليًا وأن لا ينتقدها، وأن يدافع عن كونها جامعة صهيونيّة متعدّدة المجالات، تعمل على خلق قيادات يهوديّة!
هل يمكن لجامعة أكاديميّة أن تعرّف نفسها على أساس أيديولوجيّ، وتعمل من أجل الاستعلاء القوميّ؟!
هل الطلاب العرب في الجامعة، رغم قلّتهم، هم "شكلة"؟!
لم يفاجئنا يائير لبيد في فلسفة حياته وفي طبيعته البشريّة؛ فهو كأيّ عدوّ للسلام وللحضارة الإنسانيّة، يقوم بالارتداد إلى داخله ليقذف سمّه وحقده الدفين على الآخرين؛ ليحرق ويدمّر كلّ جسر تعايش وتفاهم يمتدّ بين شعبي البلاد، وليخرق ويقاوم القوانين والمواثيق والمعاهدات والقرارات الدوليّة الداعية إلى السلام والعدل بين الشعوب والدول.
يعيش أمثال لبيد خارج الأعراف الدوليّة، لا يكترثون لوجود المنطقة على فوّهة بركان، ولما يمكن أن يؤول إليه عدم كبح جماح نوازعهم التدميريّة. نراهم لا يحسبون حساب صديق لائم، ولا تهديد عدوّ مقاوم يكافح من أجل حقّ تقرير المصير للشعب الفلسطينيّ، في دولة مستقلّة حرّة حسب قرارات الشرعيّة الدوليّة.
يتوهّم لبيد وأشكاله أن الشعب الفلسطينيّ لا يشكّل خطرا على كيانه، إذا ما استمرّ بعدوانه.
لن يعيش الإسرائيليّ في مأمن وسلام، طالما بقي يفتّش عن ذرائع وتبريرات لسياسة الاحتلال والتمييز العنصريّ، وطالما بقي الفلسطينيّ يرزح تحت الاحتلال، وينوء تحت نير الفقر!
لن ينفع حكّام إسرائيل التذرّع والتهرّب من استحقاقات السلام، ولن ينفعهم الرعونة والحماقة وعدم التقدير والاستخفاف بمقدرات وتحرّك ومصير الشعوب.
ربّما سمحت الفوضى/الخيانة السياسيّة في العالم العربيّ للظالم أن لا يشعر بذنبه، لكنّه لن يفلت من قبضة العدالة!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -القادير-
- بكاء الميزانيّة وتجاهل تكاليف الاحتلال
- كيف سنتذكّر العدوان؟!
- المصالحة والممالحة قبل الزيارة
- الصابرون على لسعات الضمير
- أحمد سعد فارس الشمس
- لن تنتهي الحرب إلاّ إذا انتصرنا للحقّ
- كيف نجعل المادة التعليميّة رافعة للنجاح؟
- لهم طبيعتهم، ولنا طبيعتنا
- لم يكن أساسها ديمقراطيّا ولن يدوم
- ماذا إذا بيبي لم يعد يصدّق أحدًا؟
- شيخ العشائر
- المطلوب الآن تحديث وتطوير القوى
- رسالة عاجلة إلى الرئيس عبّاس
- القيادة الفلسطينيّة تعرف الطريق
- دمشقغراد بلد المعجزات
- هو حذاء ضيّق
- نحن مَن سيدفع الثمن الأكبر
- مَن يستطيع أن ينزع الجُلجُل مِن عنق نتنياهو؟
- كلّ سُلالة تحمل في ذاتها بذور انحطاطها


المزيد.....




- أهراءات مرفأ بيروت... صرح شاهد على أضخم انفجار شهده لبنان يض ...
- زياد رحباني، الكائن الذي خُلق ليبدع ويلتزم
- غزة.. 70 قتيلا منذ الفجر و-أوكسفام- تحذّر من إبادة جماعية
- روسيا تدمر 18 مسيرة أوكرانية وحريق بمحطة قطارات فولغوغراد
- دخلتا المجال الجوي المحظور.. اعتراض طائرتين فوق منتجع ترامب ...
- اليمن.. مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب
- استطلاع: 38% فقط من الألمان مستعدون للقتال من أجل وطنهم
- الرئيس اللبناني: العدالة لن تموت الحساب آت لا محالة
- علاء مبارك يشعل تفاعلا بفيديوهات لوالده عن دور مصر في دعم غز ...
- -حصار السفارات-: اعتداءات على بعثات دبلوماسية أردنية ومصرية ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - يمينيّ بالقول وبالفعل