أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - اختلافاتُ تطورات الشعوب














المزيد.....

اختلافاتُ تطورات الشعوب


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4101 - 2013 / 5 / 23 - 08:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصراعات بين الدول والحركات العربية والإسلامية هي صراعاتٌ معبرةٌ عن اختلاف تطور في المستويات السياسية، لكنها تُطرح بأشكال مذهبية ودينية، فتحرفها عن حقيقتها، وتدخلها في مستوى آخر متفجر.
وكنموذجٍ هام على هذا، هناك تبعيةٌ لحزب الدعوة للقيادة الإيرانية، يحتمها المستوى الأيديولوجي الذي نشأ فيه كلٌ من النظامين السياسيين، فنظراً إلى المرجعيةِ الواحدة التي تكونتْ خلال عقودٌ النصف الثاني من القرن العشرين في العالم الإيراني العراقي المتداخل، والتي حماها التشابهُ الاجتماعي في العالم الريفي الإيراني والعراقي من حيث المحافظة الشديدة وهيمنة الذكورية ورفض التغلغل الرأسمالي التحديثي السريع الحاد، وهو ما تجلى في سيطرة رجال الدين الكبار الذين يحددون تطور طائفتهم ودخولها المحدد في العالم الرأسمالي الذي يهيمن عليه الغربُ عالمياً، لهذا كله ظهرتْ هناك معالم مشتركةٌ بين رجال الدين الإيرانيين والعراقيين الشيعة.
وكان الكيانُ التقليدي كما تجلى في بدايات النصف الثاني من القرن العشرين إيرانياً حين كان السيدُ البروجردي هو المرجع الكبير كان يعيش بالشكل السابق الماضوي، ولم يكن البروجردي يطرح قضايا الصراع السياسي وكان يتبادل البرقيات مع الشاه، ويتوجه للعمل الخيري الواسع والتأني الطويل في القرارات والتدرج في الأحكام، ولكن الأجيال الجديدة من رجال الدين راحت تطرحُ أفكارَ المغامرات السياسية، ولم تظهر عقليةٌ فلسفية إلا في العراق لدى السيد باقر الصدر لكنه حافظ على الجانب الجوهري المُغلق في الوعي السياسي بالمذهب والدين المحافظ عموماً وهو رفضُ الحداثة، سواءَ كانت بشكلِ الرأسمالية الغربية الفردية المتحررة، أو الرأسمالية الشرقية الجماعية على هيئة الشيوعية معاً، وكانتا شكلين سياسيين عامين مُقحمين في عالم المسلمين.
فلم تظهر الجماعاتُ الديمقراطية الصبورة البصيرة الجامعة بين الجوانب المفيدة في الشكلين الغربي والشرقي الملائمة للتطور العربي الإسلامي الانساني، ولهذا فإن المسافةَ بين نظر البروجردي المحافظ ومقلديه وبين المغامرات الفكرية والسياسية التي تمظهرتْ في الحزب الجمهوري الإيراني أو في حزب الدعوة العراقي كما جرى لاحقاً اتسعت، معبرةً عن الهوة بين العالم التقليدي والطموحات الجديدة للأجيال الشابة وتحديات الواقع كذلك.
وهذا الأصلُ الفكري السياسي المشتركُ هو شكلُ الأزمة ومظهرها، فهم يعرفون ما يرفضونه لا ما يريدونه ويريدون تجسيده. يرفضون الرأسماليةَ والاشتراكيةَ ولا يعرفون ماذا يصنعون سياسياً.
وما يقدرون عليه وما هو موجود ويسيرونه هو جهازُ الدولة وكلُ دولة في كل من إيران والعراق دولة مختلفة، ففي الأولى ثمة رأسماليةُ دولةٍ عسكرية غير قادرة على معرفة سيرها وحلِّ تناقضاتها الداخلية، والثانية رأسمالية دولة مركزية حزبية غير قادرة على التمدد وطنياً في العراق ككل، فهي مضطرةٌ للتعايش مع التنوع والتوجه إلى رأسمالية وطنية ديمقراطية تعددية. وتجربة كل من الشعبين مختلفة ذات مسار خاص متفرد كذلك.
ومن هنا فإن أي حزب عراقي مضطر إلى متابعة تجربة شعبه، وأي قفزة في الهواء وخروج عن التاريخ وثوابت الشعب تكون لها نتائجُها الوخيمة وترتدلا خاصةً على الحزب الذي ينفذها.
وفي هذه اللحظة الراهنة الدراماتيكية العراقية تتوسع الصراعاتُ ويغدو دائماً حللا الهدمِ وانهيارِ التجربة أقوى من تعاونِ عناصرها الداخلية، ومن تلاقي قوى التطور والحداثة والوطنية والديمقراطية، ويقتحم حللا التمدد الخارجي إيرانياً أو عربياً على حساب الحل الوطني التعاوني الداخلي.
لهذا يغدو حل التعاون الداخلي وتصعيد العناصر الوطنية الديمقراطية هو الذي يجب أن يتغلب على الأطراف الأخرى. فحل الهدم هو عودة للفوضى الكاملة الأمر الذي يحتاج لعقود للعودة للحياة الطبيعية فقط، وهو الأمر الذي يجب تطبيقه في سوريا كذلك، لكونها تعيش على السياق نفسه ومتأثرة بذات التجربة والمسار، وتطور البلدين مشترك قوي عبر التاريخ.
اتضح للعيان بعد هذه التجربة ذات الدروس البليغة الأليمة أن القفز على الجسم الفقهي التقليدي نحو مغامرات سياسية أمرٌ محفوف بالمخاطر، ولهذا لابد أن يمشي التقليد الديني بنفسه، لكن من الضروري أن يُفصل عن السياسة وتحولاتها مغامرة أم إصلاحاً.
فلتطور الحياة الشعبية الدينية وتحديثها يحتاج الأمر لقرون، وإقحامها في قرارات النخب مسار شديد الاختلاف.
يأخذ الجسم الفقهي لكل مذهب استقلاله وحقه في التنوع والتطور، فيما للسياسة طرقها وسيرورتها الخاصة، لا تُقحم نفسها في العبادة وتطور المذاهب، ولا يتوجه الفقهاء لقيادة السياسات وتوجيه الصراع.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافةُ الإعاقةِ
- رفسنجاني الليبرالي الذي لا يختفي
- الأمريكيونَ والنفطُ والمذهبيون
- تجربةُ اليسارِ الفرنسي في الحكم
- الأدب الحديث والقومية
- الأدبُ الفارسي القديمُ والقوميةُ(2-2)
- الأدبُ الفارسي القديم والقومية(1-2)
- انهيارُ العقلانيةِ في الثقافةِ البحرينية
- الميثاقُ الوطني وتحولاتُ شعبٍ (2-2)
- الميثاقُ الوطني وتحولاتُ شعبٍ
- معرضُ(إليكَ أيها العاملُ)
- البرجوازي الصغيرُ القائدُ الشرقي
- تكويناتُ الطبقةِ العاملةِ البحرينية
- مجنونانِ مسلحانِ في الشارع!
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهاد(6)
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهاد (5)
- إفلاسُ الليبراليةِ: هجومٌ عالمي
- نضال شعبي ضد الإرهاب ومن أجل الديمقراطية والسلام
- العراقُ ومسيرتُهُ إلى الوراء
- إفلاسُ الليبرالية: فلسفياً


المزيد.....




- أسفر عن مقتل 8 جنود إسرائيليين.. إليكم ما نعلمه عن هجوم رفح ...
- داخلية السعودية تعلن القبض على مواطنين اثنين و5 يمنيين وإثيو ...
- حراك مصر وخطة بايدن.. إنهاء حرب إسرائيل ومنع توسع الصراع
- -لا توجد أضحية واحدة-.. كيف يستقبل سكان غزة العيد؟
- ميلوني: دعم دول مجموعة السبع لكييف شرط لاتخاذ أي قرار
- حكم عليه بالمؤبد في السويد.. وصول الإيراني حميد نوري إلى طهر ...
- ترك رسالة مؤثرة لوالدته.. شاب مصري يضع حدا لحياته من أعلى كو ...
- قطاع غزة.. لا أضاحي في العيد
- الحوثيون: سنواجه التصعيد الأمريكي بحزم
- فرنسا.. استطلاع للرأي يظهر تفوق حزب لوبان على ائتلاف ماكرون ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - اختلافاتُ تطورات الشعوب