أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - في الشكلانية الاجتماعية














المزيد.....

في الشكلانية الاجتماعية


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 4099 - 2013 / 5 / 21 - 14:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا يمكن للمرء ان ينضم الى جيل المتحضرين بمجرد انتقاله من الريف الى المدينة، وارتدائه البدلة الاوربية، والاقامة في فيللا باهرة، أو صار يستخدم الكبميوتر والمحمول والطائرات والسيارات الفارهة، أو يكون قد أجاد الحديث باللغات الاجنبية، وارسل شعره طويلا، واستخدم احدث وسائل التعامل مع البنوك، وعرف الطريق الى مضاربات المال والصفقات، وتوظيف السياسة والولاء في دواعي المصلحة، وربما قطع صلته بالقرية ودواوينها، ووثـّقها بالمدينة ولياليها، او هجر شلته في الحارة الشعبية بعدما وطدها بابناء القصور المحمية.
اقول، قد يكون الواد منا نجح في كل ذلك لكنه لن يكون، بحسب المصطلح الاجتماعي الاكاديمي اكثر من شخص اصبح متمدنا، وليس بالضرورة متحضرا، لأن التحضر، تغيير نوعي في السلوك والتفكير، يقوم على ممارسة قيم الحياة الجديدة التي انتجتها المدنية ومجرى تلاقح الثقافات، والتواصل الانساني في اصول التعامل مع الاخر بوصفه شريك في ملكية الحياة والمصير، ما ينعكس (خلال تجليات الانتقال من الفردية الى الجماعية) في حياة المجتمع نفسه، والمثل الذي اورده عالم الاجتماع الفرنسي بيير باردو يصح العودة اليه هنا حين قال “إجلب شخصاً ما من مجاهل الغابات من وسط أفريقيا أو الأمازون مثلاً، ثم ألبسه ما يليق بحياة المدينة ووفر له جميع أدوات المدنية المتاحة، فإن ذلك الآتي من الغابات قد أصبح “متمدناً” بسبب هذا، ولكن نمط تفكيره وتصرفاته وقناعاته سوف تبقى معاكسة ومخالفة لأبسط معايير التحضر”.
في جدالاتنا الاجتماعية والثقافية نقول، في الغالب لننا هنا قد يقال اننا متحضرون بالوراثة، او بعبارة اخرى مخادعة: اننا حاملو حضارة ومدنية غابرة.. لكن هذه النظرية بطلت منذ زمن قديم حين مرّ على انطفاء تلك الحضارة والثقافة الملهمة والمتألقة ما يزيد على الف عام غرقت فيها هذه الامم والشعوب في عالم الجهالة والتخلف، وهجرت الكثير الكثير من قواعد السلوك والتفكير التي انتجتها تلك المرحلة، بل وانقلبت على غالبيتها لتحل محلها نزعات من العصبية والخرافة والهرطقة والاباطيل والبدع وآخرها الطائفية، إذ صارت هذه العناوين ثقافة جمعية سائدة وشكلت هوية هجينة مترسخة، انتهت الى عامل معرقل للتطور واللحاق بالمستقبل.
على ان الانتخابات تشكل ركنا اساسيا في لوازم التحضر، فان ثقافة التخلف تدس نزعات الجاهلية والاحتقان والرغبة بالتنكيل واستخدام اساليب القهر والاحتيال واللصوصية في عملية التنافس التي تُظهر الفارق بين المتحضر حقا، وبين من يدعي..إظهارا بالالوان الطبيعية.



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق .. القتل الممنهج للايزيديين
- فاشية حزب البعث.. وتجريمه
- لمنقذ الوحيد.. آخر الخرافات
- نذالة السونار
- عبور حاجز الاحباط
- تمرين للحرب الاهلية
- اللغة الطائفية.. محاولة تفكيك
- الانفال.. ابو حسان مرّ من هنا
- من ضد من في سوريا
- الكتابة.. والكتابة في السياسة
- ملف ىفاق المرأة والحركة النسوية
- العنف ضد النساء العراقيات.. عواطف مغشوشة
- تهميش السنة في العراق.. 5 حقائق منهجية
- العراق.. ماذا يعني انهيار تجربة الدولة الفيدرالية؟
- الكرد الفيلية.. خصوصية لا مكوّن
- هل يمكن ان تكون طائفيا ووطنيا في ذات الوقت؟
- احتراب طائفي .. هذا ما يحصل في العراق
- الغرب والدكتاتوريات.. ماض سئ السمعة
- هادي المهدي.. القاتل -معلوم- هذه المرة
- فرزات.. انهم قطع غيار


المزيد.....




- إغماء مساعد طيار يترك طائرة في الجو من دون ربّان لـ10 دقائق ...
- نتانياهو يؤكد أن إسرائيل ستسيطر على قطاع غزة بالكامل
- السودان يترقب تعيين رئيس وزراء جديد من خلفية علمية واجتماعية ...
- مقتل شخصين وفقدان آخر إثر اصطدام قطار بعدد من المشاة شمال ول ...
- 5 أتراك من طاقم -أسطول الحرية- يعودون إلى بلادهم
- سرقة غير مسبوقة في مصر.. رئيسة جامعة تفقد ملايين الجنيهات وا ...
- سنوات إضافية في السجن لـ-أصحاب نفق الـ30 مترا- في ليبيتسك ال ...
- روسيا تستعيد طفلا آخر من أوكرانيا بوساطة قطرية
- الخارجية الإيرانية تكشف عن صعوبة المسار التفاوضي مع واشنطن
- نتنياهو: سنسيطر على كافة مناطق قطاع غزة


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - في الشكلانية الاجتماعية