أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - بكاء الميزانيّة وتجاهل تكاليف الاحتلال














المزيد.....

بكاء الميزانيّة وتجاهل تكاليف الاحتلال


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 4092 - 2013 / 5 / 14 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما مات حمار أبو علي لم يتوقّف عن ندبه وولولته وبكائه؛ فجاءه صديقه معزّيًا ومستغربًا ومحتجّا وقال له: ما بكيت هكذا على زوجتك!
فقال أبو علي: لمّا ماتت زوجتي، عرض عليّ أحد الأصدقاء أخته زوجة عوضًا عنها، وآخر زفّ لي ابنته، ثمّ مات حماري فلم أجد مَن يعوّضني عنه بشيء!
نرى يائير لبيد، وزير الماليّة، رئيس حزب "يوجد مستقبل" في إسرائيل، المتوقّع له أن يفوز برئاسة الحكومة في الانتخابات القادمة، نراه يبكي الأزمة الاقتصاديّة ويصمت عن تكاليف الاحتلال، وعن حلّ الأزمة الماليّة الكامن في الحلّ السلميّ السياسيّ. فعندما هدّدت قيادة نقابة العمّال بالإضراب؛ لأنّ الإضراب يخسّر ميزانيّة الدولة ملياري شيكل، وفيه يتعلّم العمال نيل الحقوق بالنضال، انبرى واشترى عوفر عيني، سكرتير النقابة، فعوّضه الأخير عن "زوجته المفقودة"، وحافظت إسرائيل على درجة تصنيفها الائتماني، ولم تضطر إلى دفع 37 مليار شيكل إضافيّة، كفوائد على دينها القوميّ، ثمّ يسد أذنيه بفلّين كي لا يسمع قعقعة السلاح وقرع طبول الحرب والعدوان، ويتجاوز السبب الرئيس الذي يلتهم الميزانيّة، ويخلق العجز؛ فيبكي الحمار!
ثمّ نراه يبكي قيادة بنيامين نتنياهو-بيبي، رئيس الحكومة، المستهترة بالمسؤوليّة، والتي عملت من أجل رفع شعبيّتها وكسب التأييد، ولم تقم بواجبها الضروريّ والصحيح للاقتصاد ولتقليص العجز التجاريّ؛ بل وزّعت الحلوى بدون حساب، ويعبّر عن غضبه بتأييد الغضب الشعبيّ المشروع، نتيجة للضربات الاقتصاديّة والتقليصات الأفقيّة في الصرف، التي تنال من جميع الفئات المجتمعيّة في إسرائيل (يا سلام على العدل!)، لذلك، حسب رأي لبيد وبناء على نصيحة السفير الألماني (هل ألمانيا دولة احتلال واستيطان؟)، يجب أن تحذو إسرائيل حذو ألمانيا حذو النعل بالنعل، بأن يعمل جميع المواطنين على تغطية العجز ويسهموا في الإنتاج/العمل؛ لا يمكن للدولة أن تصرف مالا، غير متوفّر في ميزانيّتها أصلا، على مَن لا يعمل،كما حصل في دولة اليونان، حيث استيقظ الناس على هبوط أسعار دور السكن إلى النصف، وفقد الغالبيّة أماكن عملهم، وبالتالي انهارت كلّ الخدمات الاجتماعيّة.
لكن يا سيّد لبيد، ألا يشعر اليونانيّ بالأمن والأمان أكثر من الإسرائيليّ؟ لم ولن يدفع اليونانيّ تكاليف شنّ طيرانه الحربيّ غارات عدوانيّة على دول مجاورة و... قل لنا كم كلّفت الغارات على سوريّة؟! ولا يستعدّ اليونانيّ لحرب ضروس ضاريّة، ولا يموت جرّاء تلوّث المستشفيات كما في إسرائيل ( يموت 5000 إنسان/ة نتيجة لتلوّث المستشفيات-تقرير مراقب الدولة) ولا تكلّف سفرات رئيس حكومته ومبيته وعائلته ملايين الدولارات!
إن كنتَ حقّا تريد الخير لنا، خلّصنا من تكريس احتلال دولتك للأراضي العربيّة، الذي قتل زوجتك وحمارك معا، ومن تكاليف العدوان الذي يلتهم القسم الأكبر من الميزانيّات؛ واجنح نحو السلام لتصبح دولتك دولتنا؛ وليأتِ المستثمرون والسيّاح لا الحصار؛ ولتستثمر دولتنا في الإنسان لا في الاستيطان؛ ولتوفّر الأدوات والسيرورات التي تشجّع على الانفتاح الاقتصاديّ؛ ولتستخلص الموارد الإنسانيّة وتحسّنها، لينافس الاقتصاد الإسرائيليّ الاقتصاد العالميّ بصناعة ناجعة وإنسانيّة لا بالسلاح؛ ولتخلق المزيد من أماكن العمل؛ ولتحدّ من نسبة البطالة وتقلّصها، لنعيش وإياكم بكرامة واحترام، وبدون غضب واضطهاد وفصل عنصريّ، وبدون حسرة ولوعة وقلق، وبدون سقوط في هاوية النزاع؛ ليتوقّف الجنّ عن بكاء العدل، ولنتوقّف نحن عن رثاء حمارنا البليد!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف سنتذكّر العدوان؟!
- المصالحة والممالحة قبل الزيارة
- الصابرون على لسعات الضمير
- أحمد سعد فارس الشمس
- لن تنتهي الحرب إلاّ إذا انتصرنا للحقّ
- كيف نجعل المادة التعليميّة رافعة للنجاح؟
- لهم طبيعتهم، ولنا طبيعتنا
- لم يكن أساسها ديمقراطيّا ولن يدوم
- ماذا إذا بيبي لم يعد يصدّق أحدًا؟
- شيخ العشائر
- المطلوب الآن تحديث وتطوير القوى
- رسالة عاجلة إلى الرئيس عبّاس
- القيادة الفلسطينيّة تعرف الطريق
- دمشقغراد بلد المعجزات
- هو حذاء ضيّق
- نحن مَن سيدفع الثمن الأكبر
- مَن يستطيع أن ينزع الجُلجُل مِن عنق نتنياهو؟
- كلّ سُلالة تحمل في ذاتها بذور انحطاطها
- الهجوم على بيرس، هو دليل آخر على الفاشيّة
- الحرب المدمّرة القادمة


المزيد.....




- مبعوث ترامب -متفائل جدا- بشأن التوصل إلى -اتفاق سلام نهائي- ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على خطة ترامب لإنهاء الحرب بغزة
- العربدة الصهيونية ومشروع “إسرائيل الكبرى”
- كسر الحصار يبدأ من كسر الصمت وإعلاء الصوت
- مصدر لـCNN: رئيس وزراء قطر ورئيس المخابرات المصرية أطلعا -حم ...
- توني بلير يعلق على -خطة ترامب للسلام في غزة-
- لقاء مصري- إمارتي في القاهرة يناقش القضايا الإقليمية، فما أب ...
- مسؤول أمريكي: ضرب أوكرانيا للعمق الروسي بأسلحة أمريكية فرضية ...
- كيف يؤثر تعظيم المشاهير على الشباب المسلم؟
- بالنسبة للفلسطينيين: ما نقاط القوة والضعف في خطة ترامب؟


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - بكاء الميزانيّة وتجاهل تكاليف الاحتلال