أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطيب طهوري - هل يحدث في سوريا ما حدث في الجزائر في تسعينات القرن الماضي؟














المزيد.....

هل يحدث في سوريا ما حدث في الجزائر في تسعينات القرن الماضي؟


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 4089 - 2013 / 5 / 11 - 23:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واجه النظام الجزائري أحداث أكتوبر 1988 بإقرار التعددية الحزبية التي أعطت الكثير من الأمل للجزائريين في جزائر ديمقراطية زاهرة وآمنة ، حيث ظهرت إلى العلن الكثير من الأحزاب التي كانت تعمل في السرية..لكن نفس النظام الذي تربى على الأحادية لم يكن يؤمن حقيقة بتلك التعددية إدراكا منه بأنها ستؤدي في النهاية إلى زواله باختيار الشعب مسيرين آخرين لشؤونه يكونون اكثر كفاءة ونزاهة ، وهو ما يعني انتهاء نفوذه وخسارة مصالح المتنفذين فيه..
لجا النظام إلى طريقة احتيالية في مواجهة تلك التعددية الناشئة فأعطى الاعتماد لاحزاب دينية متطرفة ، يعرف جيدا انها ستكون سلاحه في القضاء على تلك التعددية ،مخالفا بذلك المادة الـ 40 من الدستور التي تمنع إعطاء الاعتماد للجمعيات ذات الطابع الديني او الجهوي ..و..هكذا كان الفيس ( الجبهة الإسلامية للإنقاذ ) وهو الحزب الذي كان قادته متعطشين للسلطة ، من جهة ، ويحملون فكرا إقصائيا يرفض الديمقراطية بشكل مطلقا، من جهة اخرى... فتح النظام المجال واسعا لهذا الحزب لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المواطنين كمناضلين فيه، حيث كان ( الحزب ) يوزع بطاقات الانخراط في كل مكان ، بما في ذلك المقاهي ، وهو ما سمح للكثير من أصحاب التعليم المتوسط وحتى الضعيف إلى تبوء الكثير من المسؤوليات فيه ، لا لشيء سوى كونهم أصحاب أموال..إلخ..وبالتاكيد ادخل النظام الكثير من عناصر مخابراته في هذا الحزب ودفع به إلى التغول وممارسة الكثير من السلوكات المتخلفة بدعوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو ما ادى إلى ظهور قوة كبيرة من الاحزاب والمواطنين الذين وقفوا ضد تلك الممارسات ..
استغل النظام تلك الممارسات المتخلفة ومعارضة الكثير من القوى لها ليوقف المسار الانتخابي ، من جهة ، ويدفع بالمتطرفين في ذلك الحزب إلى الممارسات العنفية التي كانت تزداد بوتيرة متسارعة على مر الأيام والشهور ، من جهة ثانية..وبعد ان حقق هدفه أعلن أما سماه بالمصالحة الوطنية التي غطت على حقيقة الأحداث وجعلت ما جرى في خبر كان المجهول حتى الآن..
النظام السوري استفاد كثيرا من تلك التجربة..كما استفاد مما حدث في مصر وسوريا فهيأ نفسه جيدا لمواجهة الثورة السلمية في سوريا..تركها تتحرك لما يقارب النصف سنة ثم لجأ إلى مواجهتها بالعنف ، وهو ما دفع بها إلى التسلح لمواجهته..في هذه الأثناء عمل النظام على فتح المجال واسعا لدخول القوى الاصولية المتطرفة إلى سوريا إدراكا منه بانها ستفسد على السوريين نضالهم المشروع من اجل حريتهم ومستقبل أبنائهم..بل المؤكد أن مخابراته قد أوجدت قوى اصولية دفعت بها إلى ان تكون شكليا في المعارضة ، من جهة ، وتغلغل الكثير من افراد تلك المخابرات في القوى الأصولية المتطرفة الأخرى وهكذا ظهرتت الكثير من الممارسات الهمجية كالاغتصاب والتعصب الفكري الأعمى ، الأمر الذي ادى إلى ظهور الطائفية ، وهو ما كان يريده النظام أصلا ليشوه ثورة السوريين ويظهرها للعالم كثورة تخلف ستؤدي حتما فيما لو انتصرت إلى تحكم اولئك الأصوليين في الشعب السوري..
بالتاكيد أيضا أن ذلك هو ما ادى بقوى العالم التي تعاطفت مع الشعب السوري في البداية إلى التخوف مما سيكون عليه الحال في سوريا مستقبلا ، ومن ثمة وجدت الثورة السورية نفسها شبه معزولة تواجه قوى الأسد التي لا تتورع عن استعمال كل ما بيدها من سلاح للقضاء على معارضيها ، وارتكاب الكثير من المجازر في حق الشعب السوري من اجل تيئيسه وإفقاده الأمل في إمكانية تحقيق ما يصبو إليه من تحرر من ربقه النظام الأسد ي ، من جهة ، والقوى الأصولية المتطرفة التي شوهت صورة تلك الثورة أمام الرأي العام العالمي، وربما حتى أمام الكثير من المواطنين السوريين ، من جهة أخرى..في هذه الظروف المؤلمة لجأ النظام السوري المدعوم بقوى الحرس الثوري الإيراني وقوات حزب الله ومواقف الصين وروسيا خاصة إلى تكثيف هجماته وبدء تحقيق الانتصارات على معارضيه المسلحين..وحتما سيساعده في عمله هذا أكثر رفض إسرائيل المبطن سقوط نظام الأسد خوفا من مجهول المستقبل ، خاصة وأن لإسرائيل تاثيرا كبيرا على القوى الغربية الكبرى ، من جهة ، وماتم الاتفاق عليه بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية حليفة إسرائيل الكبرى من حتمية الضغط على الطرفين المتصارعين لقبول الحل السياسي الذي سيؤول – بالضرورة – إلى مصالحة وطنية على غرار المصالحة التي جاء بها النظام في الجزائر..دون أن ننسى أن ما يهم إسرائيل في الأساس هو إضعاف سوريا بشكل كبير ، وقد تحقق لها ذلك فعلا..وان ما يهم أنظمة الاستبداد العربية هو فشل تلك الثورة حتى تقطع الطريق على شعوبها في التفكير في الثورة عليها حتى ، فما بالكم أن تمارسها عمليا وقد رأت ما حدث للشعب السوري الثائر..وربما ما يحدث في مصر وتونس وليبيا من تغول القوى الأصولية لا يخرج عن هذا النطاق..
هل سيكون الأمر كذلك فعلا؟..هل سيتكرر في سوريا ما حصل في الجزائر؟.الأيام القادمة ستجيبنا حتما ...



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأبواب
- عن الشعر ولغته
- كيف يكون احترامنا لأنفسنا ورمضاننا؟..دفاعا عن المفطرين في رم ...
- يفتح البحر أعماقه
- الأديب الطيب طهوري : المرأة تمثل قوة انتخابية كبيرة لكن عقلي ...
- عن الانتخابات البرلمانية في الجزائر( 10 ماي ) ودور المثقف في ...
- صخرة
- هيفاء
- لأديب الطيب طهوري للصقر :- تغيير جلد السياسة الثقافية في الج ...
- المغزل*
- عن الدين والعلمانية والأحزاب الإسلامية
- ممرات ضيقة للكلام لكنزة مباركي.. إرادة التحدي التي لا تلين..
- لماذا عجز عن القيام بالثورة شباب عشرات الالاف من المساجد في ...
- عندما تحتقر السلطة شعبها
- الخطاب الإسلامي الراهن يرسخ التخلف والاستبداد اكثر؟
- بدمي .وقعت
- في الشكل الشعري.. في الأنوثة والذكورة ...مناقشة لبعض آراء سه ...
- ليس في القبو سواه
- كيف نسي الكرز؟
- ردا على مختار ملساوي.. نعم، السلطة تتحمل المسؤولية أكثر..


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطيب طهوري - هل يحدث في سوريا ما حدث في الجزائر في تسعينات القرن الماضي؟