أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الطيب طهوري - عندما تحتقر السلطة شعبها














المزيد.....

عندما تحتقر السلطة شعبها


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 3240 - 2011 / 1 / 8 - 13:57
المحور: المجتمع المدني
    


في العام الدراسي 2002 – 2003 وبالذات في 11 جانفي من هذا الأخير أضربنا نحن أساتذة التعليم الثانوي ..قدمنا مجموعة مطالبنا للجهات المختصة ..وانتظرنا..ولا إجابة..
مرت الأسابيع وإدارة التعليم المحلية والوطنية ترفض التحاور معنا..والآلاف من تلامذتنا بلا دراسة..قالوا: سييأسون تدريجيا..سيتفتتون..وستعود الأمور إلى حالها..
حين ادركوا إصرارنا على مواصلة الإضراب أرسلوا إلينا من وزارة التربية من يتحاور معنا..
استجابوا لكل مطالبنا المحلية ووعدونا بحلها في القريب العاجل: السكن – منحة المنطقة..إلخ..وقالوا عن المطالب الوطنية بان الاستجابة لها خارجة عن نطاقهم..
بعد 43 يوما من الإضراب عدنا إلى مؤسساتنا التعليمية متوهمين انهم سيحلون فعلا كل المشاكل التي طرحناها وسيستجيبون لمطالبنا المحلية كما وعدوا..وحتى الآن لم يتحقق شيء مما وعدونا به..
هكذا 43 يوما وتلامذتنا /أبناؤنا بلا دراسة..هل يعقل ذلك..؟..لا يعقل .. لكنه حدث..حدث لأن ابناء الإطارات السامة ( لا السامية ) يدرسون في الخارج أو في مدارس خاصة داخل الوطن أو في منازلهم من قبل أساتذة مختصين..
ردا على تلاعب الإدارة التعليمية بنا ومن ورائها سل طة أويحي ..ونظرا لرفض تلك الإدارة نفسها قبول طرح ومناقشة مطالبنا الوطنية – وربما كان ذلك من حسن حظنا - وجدنا أنفسنا نلجأ إلى توسيع رقعة النضال ..اتصلنا بزملائنا في مختلف ولايات الوطن وشرعنا في الإضرابات الوطنية تحت راية النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ..قدمنا مجموعة مطالبنا للوزارة ..تماطلت الوزارة في قبول التحاور معنا بدعوى أننا تنظيم نقابي غير معتمد..كانت إضراباتنا دورية ..يومين أو ثلاثة أيام ، واحيانا تتجاوز الشهر..لم يتم اعتماد نقابتنا من قبل وزارة الطيب لوح إلا بعد سنتين من النضال..
تمحورت مطالبنا في ثلاث نقاط أساسية : تحسين الأجور – فتح ملف الخدمات الاجتماعية للنقاش والمطالبة بتسيير تلك الخدمات من قبل أشخاص ينتخبون من القاعدة في القطاع ..يراقبون ويحاسبون – فتح مناقشة ملف طب العمل والمطالبة بتطبيق قوانينه التي وضعتها السل طة نفسها..
استمر نضالنا سنوات..تعاملت تلك السلطة معنا بنفس تعاملها معنا أثناء إضراب ولاية سطيف: سيياسون..سيتفتتون تدريجيا..وستعود الأمور إلى طبيعتها اللامبالية..
إصرارنا على مواصلة النضال رغم قمع الهراوات لنا ومحاكمة الكثير منا وتهديدنا بالفصل أدى بحكومة صاحب المهمات القذرة إلى الاعتراف بشرعية مطالبنا ..لكنه رفض الاستجابة لها بدعوى العجز عن تحقيقها ماليا..ليستجيب اخيرا لللمطلب الأول حيث تحسنت الأجور نسبيا..وتعتمدنا وزارة العمل تحت تسمية المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ..أما المطلبان الآخران فقد وعدت الوزارة بالاستجابة لهما في اكثر من لقاء مع نقابتنا وبقية النقابات المستقلة في قطاعنا..لكنها وبأمر من أويحيى – كما يبدو – تراجعت عن وعودها..وكان السبب واضحا بالنسبة لملف الخدمات حيث تسيره اتحادية عمال التربية التابعة لما يسمى بالمركزية النقابية بأشخاص هم إطارات في حزبي : fln ،و rnd يتلاعبون بأموالنا ويبذرونها ويغرفون منها متى يشاؤون وكما يشاؤون دون رقيب أو حسيب..أما ملف طب العمل فقد بررت رفض فتحه ومناقشته بدعوى أن هناك قطاعا صحيا عاما مفتوحا للجميع ولا يمكن تمييزنا عن بقية الجزائريين ، متناسية الوضعية المزرية التي صار عليها هذا القطاع ، و(غير مدركة؟) أن طب العمل يسمح لنا بفتح مستشفيات جهوية وعيادات بأموال تلك الخدمات تقلص العبء على القطاع الصحي العمومي المكتظ بالمرضى من جهة، وتسمح بتشغيل المئات ، إن لم يكن الآلاف من الأطباء والممرضين وعمال النظافة والإدارة...إلخ..
رفض الاستجابة لهذين المطلبين الأساسيين ماتزال سل طة صاحب المهمات القذرة تصر عليه..ونقابات القطاع المستقلة ما تزال تهدد بالعودة إلى الإضرابات من جديد..والضحية دائما هم تلامذتنا / أبناؤنا الذي تصر وزارة التربية الوطنية على التلاعب بهم وبمصيرهم من خلال الرد على إضراباتنا برفع نسبة نجاحهم (الوهمي )، ثم رميهم في الشارع ليحرسوا حيطانه..
المؤلم حقا أن سل طتنا اللاموقرة لم تكن تعير ادنى اهتمام لمصير تلامذتنا/ أبنائنا ..شهور طويلة من الإضرابات لم تحرك تلك السل طة ساكنا..وكأن تلك الإضرابات لم تكن في الجزائر..وكان أولائك التلاميذ ليسوا جزائريين..لم نر ولو تدخلا واحدا في يتيمتنا من رئيس الجمهورية أو رئيس حكومته..لم تبادر تلك اليتيمة حتى إلى فتح نقاش موسع لوضعية التعليم في بلادنا..الكل كان صامتا لا مباليا..وعندما تدخل أويحي كان تدخله تهديدا بفصل عشرات الآلاف من الأساتذة..أما بوتفليقة فقد أخذ إجازة لمدة 11يوما قضاها متجولا في العالم ، وكان ذلك في عز تلك الإضرابات..
هكذا كان احتقار سلطتنا لمربيها وتلامذتها..خلافا لما هو عليه الحال في الأمم الحية التي تحترم شعوبها، حيث يعتبر تضييع ساعة دراسة واحدة كارثة تدفع بكل المسؤولين إلى دق ناقوس الخطر والعمل على إزالة السبب الذي أدى إليها..
وهاهي سل طتنا تعيد الكرة الاحتقارية من جديد..مدننا تحترق من أقصى الجزائر إلى أقصاها ..وتلك السل طة تقول في سرها: مراهقون..إنهم مراهقون..ينفسون عن حالهم اليائسة ..سيخربون ..ثم يياسون ويتعبون..وتعود دار لقمان إلى حالها..لم نر تدخلا في اليتيمة من رئيس جمهوريتنا..لم يتكلم رئيس حكومته..لم تفتح يتيمتنا المجال لنقاش واسع يشارك فيه مختلف الفاعلين الاجتماعيين: ممثلوا الشباب – وزارات الشباب والاقتصاد – النقابات المستقلة –وزارة العدل – علماء الاجتماع والاقتصاد –جمعيات أولياء التلاميذ....إلخ..
الجزائر تحترق من أقصاها إلى أقصاها..وريع البترول جاهز لإصلاح ما خرب ..فلماذا نكسر رؤوسنا..؟..
أهذه هي السل طة التي نواجه بها القرن ال21..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟..و..
ياللمهزلة..



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الإسلامي الراهن يرسخ التخلف والاستبداد اكثر؟
- بدمي .وقعت
- في الشكل الشعري.. في الأنوثة والذكورة ...مناقشة لبعض آراء سه ...
- ليس في القبو سواه
- كيف نسي الكرز؟
- ردا على مختار ملساوي.. نعم، السلطة تتحمل المسؤولية أكثر..
- إضعاف مستوى التعليم في الجزائر..كيف تم؟ ولصالح من؟
- ما صار.. ما سيصير
- إسلام الواقع تحدده المصالح
- شبر الخفارين
- الشجاع الأقرع في انتظاركم يا تاركي الصلاة
- شهوات
- رسالة مفتوحة إلى مسؤولي التربيةب (أُذُن مكاننا)
- ناقة قديشة
- المنتظمات الديكتاتورية أفقدتنا تذوق طعم الحياة
- أكواخ وولائم
- عبيد وجوارٍ
- مقابر عربية
- غيم لأعشاب الجفاف
- لماذا لا يهدي الله المسلمين الطريق المستقيم؟


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الطيب طهوري - عندما تحتقر السلطة شعبها