أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - شهوات














المزيد.....

شهوات


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 2507 - 2008 / 12 / 26 - 09:37
المحور: الادب والفن
    


مثلما يشتهي البحرُ أمواجهُ
والرصيفُ المشاةَ
وهذي القرى لونها الأغبر المستديرَ
الدجاجُ الديوكَ
وكفي أصابعَها.. وردَها..
الأرضُ ماء الرحيلِ
الصدى رملَه المرتديَ خطايَ
.. هنا..
أشتهي غيمك الوتريَ
سواقيَ هذا المكان / الصهيلِ
دمي.. وسعال الطريق إليكِ
خطاكِ.. هناك..
على حجر.. جارحٍ..
أو..
حريق يسددني طلقةً
في اشتعالك / هذا النزيفْ
+++
مثلما يشتهي الليل أنجمهُ
والرغيفُ الحفاة العراةَ
وهذي الضفادعُ ماء الغديرِ
الثعالبُ أصواتها
والثعابينُ زحف الحنينِ
البراري الغزال الشريدَ
السماءُ الغيوم الوطيئةَ
والسفحُ أعشابهُ
ومداهُ..
..هنا..
أشتهي كفك البربريَ
عناق الغروب لزقزقة القبرات / الشرودِ
يدي..وسؤال السنينِ
مداك..هناكَ.. على وتر..مالحٍ..
أو..
رياح تبددني رملها..غيمةً..
في انتشارك / هذا الخريفْ
+++
مثلما يشتهي السروُ أوراقهُ
والترابُ الحشيشَ
الضبابُ السواقيَ
صدري الشهيقَ
وهذي الفيافي الفسيحةُ ماء السرابِ
المدى شمسَك القرمزيةَ
والفيجل الساحليُ نداكِ..
هناك..
هناك..
الصخورُ تحن إليكِ
الطيورُ تغردك الفجرَ..
أيضا.. مساء..
أشتهي عشبك العامريَ
العقاربَ في القلبِ
والبرتقالَ الذي.. شفتاكِ..
وساقَ الصباح التي انتعلت خطوها..
ثم..تاهتْ
وأنت..؟ .. أنا..؟
أشتهيكِ
أخرب هذا المساء الحزينَ
أقرِّب ضلعي إليكِ
أرش دمي في الطريق التي تفتحينَ..
المآذنَ ايضا.. أرشُّ
القصورَ..
القبورَ..
الجهاتِ التي ترتدينَ..
الكلامَ..
السلامَ..
ودالية البيتِ..
خم الدجاجِ
أرش السنابلَ
حتى الخرائبَ أيضا..
وفاكهة السهوِ..
رمانَ هذا المكان / الغجرْ
أشتهيكِ..
أرتب فيَ أناملك الوثنيةَ..
أشتق من كتفيك الخواتمَ..
من نهدك الحجليِ المواعيدَ..
من ركبتيك الفصولَ..
ومن قدميك الذهولَ..
ومن مقلتيك السهرْ
أشتهيكِ..
أغرب فيَ ظفائرك الساحليةَ..
جيدكِ..
زنديك أيضا..
وهذا الفضاء الذي يحتويكِ..
العطورالتي تنتشيكِ..
الهواءَ..
السماءَ..
القمرْ
+++
مثلما يشتهي الفلك مرفأهُ
والصخور الرمالَ التي عانقت شمسها..
والسهولُ الجبالَ..
القطا بيدَهُ..
والرغاءُ الجمالَ..
الفحيحُ الأفاعيَ..
شدوُ الغريب الدروبَ..
وتلك الأغاني التي شردتني..هناكَ..
حناجرَها..
دفئها الغجريَ..
عناقيدها في الغروب البخيلِ..
وأشجانها في العصافير موحشةً..
حزنَها..في الضجرْ..
هنالكَ..
أيضا.. هنا..
أشتهي خصرك السمهريرَ..
السواد الذي تلبسينَ
الجوارب حين تشفُّ..
الرموشَ..
المواويل حين ترفُّ
أجدد في النهر ماءكِ..
في الشك عمق اليقينِ..
أرتل آي العبور إليكِ..
أحددني جهة للنوارس تتبع ظلي..
وسارية.. للقمرْ
آه.. يا لهفة الروح.. يا..
أشتهيكِ..
أرد القوارير للخمرِ..
هذي الطيورَ التي هجرتْ وكرَها.. ومشتْ..
أرقا.. للشجرْ
أشتهيكِ..
أُعد الموائد كفيكِ..
كأس الشفاه نبيذاً..
دمي..موعدا لانتظاركِ..
تلك الصحونَ التي حول طيفكِ فاكهة للمساءاتِ..
والليلَ أغنيةً.. للمطرْ
أشتهيكِ..
أمزق صمت الشوارع لهثا………………………… إليكِ..
وأطلق ريح الأناشيدِ..
أغزو الدروبَ
أفتت وقتكِ..
وقتي..
وهذا المدى.. حافيا.. أترجلهُ..
لغةً من رماد السنين البعيدةِ..
أو..
قربةً.. للسفرْ
أشتهيكِ..
أرمم جسمي المهيض بطيفكِ:
كفي.. أصِّيرها زعترا لانتظاركِ..
زنداي.. موجا لرملك في قدمي..
ركبتاي / الندى.. تربةً لخطاكِ..
الخلايا التي تتآكل.. شمسَ ضحاكِ..
الشفاه التي ستجفُّ.. صداكِ..
وهذا الرصيف المراهق أجمع دفء حصاهُ..
أسيجني.. بمداهُ..
وأسجدُ..
أسجد.. حتى تشُق القنافذ صدري..
وحتى تملَّ العناكب جمجمتي..
ويهجرني الدود ركضا..
وتلك الرياح التي في السهولِ..
تشردني..
في السؤال القتيلْ
+++
مثلما يشتهي غيمُك الحرَّ..
والبردُ دفءَ الشواطئِ..
والنايُ حدوَ القوافلِ..
والطينُ ماءَ الجداولِ
والحقلُ ضربَ المعاولِ
والمنجلُ المتمرد حصدَ السنابل
واليدُ سمرتَها
مثلما يشتهي الرأسُ شيب الفراقِ..
العيونُ المها..
مثلما يبتدي المنتهى..
والحروف تعانق أوراقها الهامشيةَ..
والكلمات تمد السطورَ
النقاطُ التي في البياض الخفوتْ
مثلما يشتهي الليل عمق البيوتْ
أشتهيكِ..
أهُدُّ الجدار الذي.. بيننا..
والكلامَ الذي سيكونْ..
أغرس العمر زهوا..
أخون القوانينَ..
كل الشرائعِ
عُرف القبيلة..حد الجنونْ
أشتهيكِ..
أشد على الكلمات التي غربتني..
هناكَ..
أرتب هذا الصدى / شفتيكِ..
وقاربَ جمر.. يفوتْ
مثلما يشتهي صمتُك البحرَ..
والثلجُ حضن السهولِ..
الندى قدميكِ..
المرايا ابتسامات عينيكِ..
هذي الشوارعُ وقعَ حذائكِ..
تلك الأزقةُـ حين تطلينـ وهجَ السكوتْ..
…………………………………..
……………………………………
مثلما تشتهيك النوافذُ..
والجدرانُ..
وإسمنت هذي الطريق الغريبة في
جسدي
والعصافيرُ..
الحشائشُ..
هذا المدى..
أشتهي أن أضمك حتى الهزيع الأخير من الليلِ..
…………………………………….ثمَّ..
.
.
.
.
أموتْ!!




#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى مسؤولي التربيةب (أُذُن مكاننا)
- ناقة قديشة
- المنتظمات الديكتاتورية أفقدتنا تذوق طعم الحياة
- أكواخ وولائم
- عبيد وجوارٍ
- مقابر عربية
- غيم لأعشاب الجفاف
- لماذا لا يهدي الله المسلمين الطريق المستقيم؟
- متى تصير القراءة ركنا إسلاميا..؟
- نفس الطريق أيضا ..؟
- تمرّين ..وهذا دمي
- أغان لتراب الطفولة
- العمدة
- أوتار للفرح الصعب
- أحزان المربي الذي..كان سعيدا
- لقاء مع الشاعر والقاص الجزائري الطيب طهوري
- الأصوليات الإسلامية وادعاءها تقليدنا الغرب
- !أيها الغرب، أنقذنا من تقليدك
- الموتى.. يهاجرون أيضا
- رحيق الأفعى


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - شهوات