أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - بدمي .وقعت














المزيد.....

بدمي .وقعت


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 12:09
المحور: الادب والفن
    



… وأخذت غروبا من زبد البحر..
طيوبا من رمل شواطئهِ..
ومشيت إلى جهة تعرفني..
ليست شرقا..
أو … غربا..
ليست فوقا..
أو تحتا..
كانت في العمق الأعمق في الذاتِ..
وكانت خارطةٌ من ورق الريح على الصدر
تحاصرني..
كانت في الحلقوم أجاجا..
وسلاسل في الرجلين تقيدني..
وذراعي اليمنى مشدوده..
واليسرى أيضا.. مشدوده..
والرأس ـ وحيداـ في الأعلى.. يترنحُ
قال: هنا.. وقعْ..
وأشار إلى جسدي..
بالبترول هنا.. وقعت جنوبا..
وجنوبا.. كانت ذاكرتي تجمع ما كان تبقى من
حجر الذات الأخرى
في الأغواطِ..
ورمل الحاسي..
تجمع ما كان تبقى من شجر الرملِ يظللني:
حجرُ الوقتِ..
عقاربُ مدِّ الأفُق الدائر بيَ..
وأرقامُ السنوات الجبليةِ..
أكواخ المنفيين..
وشوكُ الليل الذاهب في الصمتِ..
غبارُ صباح الركضِ..
ودالية الأجفانْ
تجمع ما كان تبقى من كفي..
بالإبهام تسدد لون دمي..
بالسبابة تطلق ريح سوادي..
بالخنصر والبنصر تنثر ذرات براكين القادم
من جمجمتي منتعلا حرقته وغموض الردهات
الخلفية في قدميَّ..
وأعشاب الأحزانْ
تجمع هذا القادم من جمجمتي..
قمرَ الأشعار ترددني..
تفتح لي غيم سواحلها.. في المدِّ..
تموجني..
في الجزرِ..
ترج خطايَ..
وفي الأزرق تكمل بي دورتها..
ثم.. قريبا من صخر تناسله..
تنشئ في .. جثتهُ..
لينام قريبا من حجري..
منتميا لبياض الأكفانْ

قال: هنا.. وقعْ..
بدمي العالق في القندول هنا.. وقعت.. شمالا
وشمالا.. كانت خاصرتي تتلوى من أثر الجوع
الغجريِّ
تزم دمي المتقاطر في الأدغال.. هنا..
في جيجلَ..
أحراش غليزانَ..
هنا.. في بن طلحةَ..
غين الدفلى..
وهنا.. في الرمَكه..
كانت عنقي من أثر الشوكِ تنز غيوما حجريه..
كان الوقت ثلوجا تتراكم فوق الظهرِ..
ولوجا في شجر الحمَّى..
ودروبا من صخر الآهِ..
هنا.. وقعت على سمت بياض الليلةِ..
في العمق رأيت يدي.. خلفي..
شفتيَّ على الأخضر جافا..
قدميَّ.. هناك.. بعيدا..
عن جسدي..
والطين يغوص بكفيَّ إلى الأعماقِ..
الأحجار تضم ضلوعي.. باكيةً..
والماء…………….. سرابْ

قال: هنا.. وقع..
بدمي.. في الرمل هنا.. وقعت شمالا شرقيا ..
شرقا.. كانت خارطتي تحفر في الصمت الآخرِ..
توجعني..
وتكسِّر رجتها.. فيَ..
وكانت تجعل شاهدها يمتد إلى الأسفل ذئبا وثنيا
يتبعني..
يصعد بي.. ضربا في الرأسِ..
شقوقا..
وعظاما..
ينشر في الأزرق حبرَ صداهُ..
دمي المتخثرَ
ماءً.. يهجرني..
يتسرب من جزر ضاربة في الوحلِِ..
وأغربةٍ من مدِّ الرمل الحارقِ
ينشر ليل مداهُ.. هناك..
هنا..
في الجسد الغامقِ..
فيَ..
وكانت تفتح باب الفجر.. وتغلقهُ..
وتشير إلى جسدي..
فأرى غيمتها حجرا..
ودمي خيطا يتدلى..
رأسا مقطوعه..
تفتح باب الكلمات.. وتوصدهُ..
وتشير إلى وطني..
فأرى خيمتها وبرا محترقا..
لكمات في الجسمِ..
ضلوعا غابرةً..
وطيورا أخرى..
وجرادْ..
تفتح وكر الأشياء السفلى..
لا أفْق هنا..غير صراخ يتعالى في البريةِ..
يشعل صمت النازل في الأعماق..
سوادْ..
أشرع في الحفرِ/ القفرِ..
أظافرُ تقتلع الأحجار الحبلى..
تضرب كفي الأرضَ..
ترج شواهدها أقمارا هاويةً..
قمرا..
قمرا..
منفىً أبديا..
وحدادْ

قال: هنا.. وقع..
بدمي في الصمت هنا.. وقعت شمالا غربيا..
غربا..كانت كفي صارخةً..
والأرض تغورُ..
وكان الرأس بعيدا.. منطفئا..
ناديت عظامي..
فرس الشهقة تلجمني..
ناديت دمي..
عشب القبرِ..
شواهدهُ..
كان الله على حجرٍ..في الشمسِ..
وحيدا يبكي..
والبحرُ..
على الأفْق..
.
.
… رمادْ.
سطيف: مارس 2001



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الشكل الشعري.. في الأنوثة والذكورة ...مناقشة لبعض آراء سه ...
- ليس في القبو سواه
- كيف نسي الكرز؟
- ردا على مختار ملساوي.. نعم، السلطة تتحمل المسؤولية أكثر..
- إضعاف مستوى التعليم في الجزائر..كيف تم؟ ولصالح من؟
- ما صار.. ما سيصير
- إسلام الواقع تحدده المصالح
- شبر الخفارين
- الشجاع الأقرع في انتظاركم يا تاركي الصلاة
- شهوات
- رسالة مفتوحة إلى مسؤولي التربيةب (أُذُن مكاننا)
- ناقة قديشة
- المنتظمات الديكتاتورية أفقدتنا تذوق طعم الحياة
- أكواخ وولائم
- عبيد وجوارٍ
- مقابر عربية
- غيم لأعشاب الجفاف
- لماذا لا يهدي الله المسلمين الطريق المستقيم؟
- متى تصير القراءة ركنا إسلاميا..؟
- نفس الطريق أيضا ..؟


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - بدمي .وقعت