أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - يفتح البحر أعماقه














المزيد.....

يفتح البحر أعماقه


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 3774 - 2012 / 6 / 30 - 01:50
المحور: الادب والفن
    


الطغاة كما الأرقام القياسية، لا بد أن يأتي يوم وتتحطم
محمد الماغوط

جسدي ضابحٌ..
ويدي ..لا تكاد تردُّ..
يقول الحذاء: تعبتُ..
تقول الشوارع أيضا: تعبتُ..
التراب الذي يتجعد شعري: تعبتُ..
أوسد ما تبصر العينُ جفنيَّ..
أرمي الكلام على تيههِ..
وأوشوش لي ولكِ الأرضَ هذا الزحامْ
***
الزحام هنا فاضحٌ..
والجدار الذي بيننا لا يصُدُّ..
تقول الجهات: انشطرتُ..
المرايا التي تبصر الليل أو تحتمي بالرماد: انشطرتُ..
الخيام تضيق:انشطرتُ..
أردد ما يُغلق الليلُ من جسدي جرسا صدئا..
وأموِّج لي ولك الرملَ هذا الغمامْ
***
الغمام هنا جارحٌ..
والكؤوس التي شربت شفتَيَّ تعُدُّ..
يصيح الأمام: انتظرتُ..
الوراء يقول : انتظرتُ..
الفيافي التي عانقت صهد ريحك فيَ:انتظرتُ..
أحدد ما يمهل الحرُّ من قدميك لأحجاره غربتينِ..
وألقي على خطوتي في الحريق السلام
***
المسافات طينٌ..
وعين الهواء على الأرض نائمةٌ..
والندى أنتِ..لست هناكَ..
ولا ريح بين الغصون تراكِ..
أمد عقارب وقتي..
وحيدا..أراني..
أمد مياه حنينك فيَ..
رمالا.. أرى..
أمد الصدى..
يفزع البيتُ..
تلك الغيوم التي تصطفيك على البعد تنشر فيك الشمالَ..
ينوح الردى حجلا تائها..
وغزالا على حجر الركض مكتسيا بالغبارِ..
ينوح نياقا مؤججة بالرحيلِ..
ذئابا على الأفق نازفةً جوعَها..
وسرابا لحر الرمالْ
***
الرمال ابتداؤك..أو ..منتهاكْ..
الرمال سماكْ..
والشمال الذي غرب الشمس خيط دماكِ..
وأنت هنا.. أنتِ..
تلك الذئاب التي سبقت كاف كفك لي..
هيأت فاك في شفتيَّ عواء لشرقك فيكِ..
ولم تبق لي من ظلام شآمك غير السؤالْ
***
السؤال: مياهك آسنةٌ..
ولا ..لا شواطئ للبحر قالْ..
وأضاف: متى يفتح الليل أضلاعهُ..لأرى؟
ومتى ترتويني التلالُ؟
وكيف لعشب يديك يزملني ..والمدى حاصرته الرياحْ؟
السؤال: الجناحْ
يتردد أنك كنت النهارَ..
وكانت سماك على شجر الأرض ناشرة شمسها القرمزيةَ..
زاهية بالغصونِ..
النواعيرِ..
عدْو الخيولِ..
البلابلِ..
والـ..بردى..
يتاكد أنك صرت القرابين مائدة للعواصم تنأى..
وأن جهاتك صارت رصاصا شقيا ..
قراك التي هيأت صيفها للحصاد انتهت في العويل..
وأنك سرت على نبضك اللاذقيِ تضمين حمصا شتاءا..
ودرعا بكاءا..
ودُوما دماء
يتأكد أن المعريَ صارت خطاه ترى
***
يقول معريُ نعمانها:
لا أرى صخرةً..
وأرى حجرينِ
ودُنَّا من الخمر يسعى ..بعيدا..
ونافذتينِ..
يضيف: وطائرة ترتوي بالعماء..
يضيف كذلك:وجهي خرابٌ..
وبيتي هباء..
يقول:وإن المياه التي تتدفق فيكِ دماءً دموع اللواتي انتصرن على خوفهنَّ..
الفراشات وهْي تراقص ضوء المصابيح في ليلك الحَلكيِّ..
الأياديُ وهْي تعانق ظل جبالك حيث الصدى أنتِ..
حيث الرجال يمرون منتعلين تراب الأزقةِ..
حيث الظلام الجموع التي ستغني كثيرا كثيرا لأفْق خطاها..
وحيث النحيب مرايا الحبيبْ..
يقول: وحيث حليبك رجْع التلالِ..
تلالك ضوء الحليبْ..
ينادي عليك: تعالي إليَ إذن..
أكونك في شهقات رياحك وهْي تعانق صفصافك الساحليَ..
وفي زفراتك وهْي تمر إليَ..
وفي صوت فيروز يفتح ورد الصباحْ..
يردد فيك: الجراح الجراحْ..
تلك آية غيمك يأتي..
وآية أن يديك الوشاحْ..
يؤكد: أنت الرياحُ..وأنت الرياحْ
سلاما عليك إذن ..يا بلادي..
سلاما لبرك، بحركِ، أنهارك النازفاتِ ، مداكْ..
سلاما عليك..هنا ..أو هناكَ..
يداك على الأرض نافذتان لعشب الشمالِ..
يداي على النهر في قدمَيَّ الجنوبْ
***
سلاما عليَّ ..هنا..أو هناكَ..
بعيدا: غريبا أدورُ..
قريبا: حبيبا أدورُ..
تدورين بيَ عصافير ريح لوهْج القبورْ
***
آه يا رئتي النازفه..
قربة الماء لي عطشٌ..
والقصائد نوقي القتيلةُُ..
صوت حداة القوافل سدر يُرَجُّ على شوكه جسدي..
ولا شيءَ في الأفْق غير البديلْ..
أنت فجري..مدى قدمي..
وخطاك الدليلْ..
وحده الملح جدران أيامهم في القلاع الكئيبةِ..
رملٌ رصاص بنادقهم..
والرؤى ستجيب:
يفتح البحر / أمواجه في الدماءِ السواعدِ..
أيدي الصغارِ..
ويسقي المدى..



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأديب الطيب طهوري : المرأة تمثل قوة انتخابية كبيرة لكن عقلي ...
- عن الانتخابات البرلمانية في الجزائر( 10 ماي ) ودور المثقف في ...
- صخرة
- هيفاء
- لأديب الطيب طهوري للصقر :- تغيير جلد السياسة الثقافية في الج ...
- المغزل*
- عن الدين والعلمانية والأحزاب الإسلامية
- ممرات ضيقة للكلام لكنزة مباركي.. إرادة التحدي التي لا تلين..
- لماذا عجز عن القيام بالثورة شباب عشرات الالاف من المساجد في ...
- عندما تحتقر السلطة شعبها
- الخطاب الإسلامي الراهن يرسخ التخلف والاستبداد اكثر؟
- بدمي .وقعت
- في الشكل الشعري.. في الأنوثة والذكورة ...مناقشة لبعض آراء سه ...
- ليس في القبو سواه
- كيف نسي الكرز؟
- ردا على مختار ملساوي.. نعم، السلطة تتحمل المسؤولية أكثر..
- إضعاف مستوى التعليم في الجزائر..كيف تم؟ ولصالح من؟
- ما صار.. ما سيصير
- إسلام الواقع تحدده المصالح
- شبر الخفارين


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - يفتح البحر أعماقه