أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - لماذا يصر نتنياهو على اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل على أنَّها -دولة يهودية-؟














المزيد.....

لماذا يصر نتنياهو على اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل على أنَّها -دولة يهودية-؟


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 21:35
المحور: القضية الفلسطينية
    



لماذا يُبْدي نتنياهو كل هذا الإصرار على أنْ ينتزع من الفلسطينيين اعترافهم بإسرائيل على أنَّها دولة يهودية؟ ولماذا لا يستطيع الفلسطينيون تلبية مطلبه (أو شرطه) هذا؟
نتنياهو لا يُخْطئ، وإنَّما يُصيب كبد الحقيقة، بقوله، وبإصراره على القول، إنَّ النزاع (أو الصراع) مع الفلسطينيين هو في أصله وأساسه وجوهره نزاع على الوجود لا على الأرض والحدود؛ ولن يكون في مقدور أيِّ حلٍّ تأتي به معاهدة، أو اتفاقية، للسلام بين الطَّرفين، أنْ ينال من قوَّة إيمان الفلسطينيين (ومعهم العرب جميعاً) بحقِّهم القومي والتاريخي في فلسطين كلها؛ فوجود "دولة قومية" لليهود في فلسطين، ومهما كان حجمها، هو أمْرٌ لا يمكن قبوله، فلسطينياً، وعربياً، على أنَّه من نَسْل "الحق"، أو "الحقيقة"؛ ومع ذلك، يمكن (ويجب) أنْ يُلْزِمهم "الواقع" مواقِف تتعارض (قليلاً، أو كثيراً) مع هذا الإيمان.
الفلسطينيون، وعن اضطِّرار مألوف في العالم الواقعي للسياسة، اعترفوا بأنَّ لإسرائيل (الدولة) الحق في العيش في أمن وسلام، وضِمْن حدود معترَف بها (فلسطينياً على وجه الخصوص).
وهذا الاعتراف لم يكن، من حيث جنسه وطبيعته، متبادَلاً؛ فإسرائيل لم تُبادِل الفلسطينيين، حتى الآن، اعترافاً باعتراف؛ فهي لم تَقُل إنَّها تعترف بأنَّ لهم الحق في دولة (في أراضيهم التي احتلتها في حرب حزيران 1967) وبأنَّ لهذه الدولة الحق في العيش في أمن وسلام، وضِمْن حدود معترَف بها (إسرائيلياً على وجه الخصوص).
ومع ذلك، لا يرضي هذا الاعتراف الفلسطيني نتنياهو وأشباهه؛ والسبب يكمن في صيغة الاعتراف الفلسطيني؛ فالفلسطينيون لم يقولوا، في هذه الصيغة، إنَّهم يعترفون بالحق القومي والتاريخي لـ "الشعب اليهودي" في فلسطين، وبدولة إسرائيل بصفة كونها تجسيداً لهذا الحق؛ وكأنَّ الفلسطينيين يقولون، في الصيغة نفسها، إنَّهم، وإنْ ما زالوا على رفضهم الاعتراف بمثل هذا الحق، يعترفون بأنَّ لإسرائيل الحق في العيش في أمن وسلام، وضِمْن حدود معترَف بها.
نتنياهو، وبغروره القومي اليهودي، يأبى أنْ يَطْلُب من الفلسطينيين الاعتراف بالحق القومي لـ "الشعب اليهودي" في فلسطين؛ فهذا "الشعب" يكفيه أنَّ "الرَّبَ" نفسه قد أعطى أرض فلسطين لـ "شعبه (المفضَّل على العالمين)"؛ وفي هذه "المنحة الرَّبَّانية" شرعية لا تعلوها شرعية، على ما يتوهَّم نتنياهو.
إنَّه يريد (ويطلب) منهم فحسب أنْ يعترفوا بإسرائيل على أنَّها دولة يهودية؛ فإذا امتثلوا لإرادته، واعترفوا بها على هذا النحو، فإنَّهم يَتَحَلُّون، عندئذٍ، بـ "فضيلة" الاعتراف بما هو "حقٌّ" و"حقيقة"!
وفي "اعتداله" الأقصى، يجنح نتنياهو إلى تمييز "إسرائيل الدولة" من "إسرائيل الأرض"؛ فـ "إسرائيل الدولة"، والتي يريد نتنياهو من الفلسطينيين أنْ يعترفوا بها على أنَّها "دولة يهودية"، لا يشمل إقليمها كل "أرض إسرائيل"، وإنَّما معظمها فقط؛ أمَّا ما بقي من "أرض إسرائيل" في خارج إقليم دولتها، أي الضفة الغربية ("يهودا" و"السامرة") على وجه الخصوص، فيمكن أنْ يسمح للفلسطينيين بأنْ يقيموا لهم دولة فيه (على أنْ..، وعلى أنْ..).
وخير دليل على ذلك هو أنَّ نتنياهو لن يَقْبَل أبداً "مقايضة" من قبيل أنْ يعترف الفلسطينيون بإسرائيل على أنَّها دولة يهودية في مقابل اعتراف إسرائيل بأنَّ للشعب الفلسطيني حقَّاً قومياً وتاريخياً في أنْ تكون لهم دولة في أراضيهم التي احتلتها إسرائيل سنة 1967.
وهذا إنَّما يعني أنَّ نتنياهو يريد أنْ يقول للفلسطينيين إنَّ لإسرائيل في الضفة الغربية ("يهودا" و"السامرة") حق التملُّك القومي؛ لكننا نعطيكم حق الاستعمال، تترجمونه بإقامة دولة لكم فيها؛ أمَّا ضِمْن إقليم "الدولة اليهودية" نفسها فلن نعترف بأيِّ حقٍّ قومي وتاريخي لـ "الأقلية القومية العربية"، أيْ ما يسمَّى "عرب إسرائيل"؛ فإسرائيل، وإنْ ضَمَت "أقلية قومية عربية"، ليست بدولة "ثنائية القومية"؛ لأنْ ليس لهذه "الأقلية القومية" من حقٍّ قومي أو تاريخي في إقليم "الدولة اليهودية"، التي لن تُفْرِط في كرمها وسخائها، فتعطي هؤلاء "حق الاستعمال" الذي أعطته لأشقَّائهم في "يهودا" و"السامرة"؛ ويُفضَّل أنْ يُهيَّئ لهم من "الأسباب" ما يَحْملهم على المغادرة إلى إقليم دولتهم؛ فإذا كانت دولة إسرائيل لا تَقْبَل لمواطنيها (أيْ المستوطنون) في الضفة الغربية والقدس الشرقية العيش في إقليم "الدولة الفلسطينية"، فإنَّ على هذه الدولة أنْ تتشبَّه (في هذا الأمر) بدولة إسرائيل، وأنْ تجتهد في ضَمِّ "عرب إسرائيل (أو بعضهم)" إليها؛ لكنَّ هذا لا يعني أنْ تتشبَّه بدولة إسرائيل لجهة "الضَّم الثنائي"، أيْ الضَّم الديمغرافي والضَّم الجغرافي معاً.
"مقايضة" أخرى لن يَقْبلها نتنياهو: أنْ يعترف الفلسطينيون بإسرائيل على أنَّها "دولة يهودية" في مقابل ضَم "عرب إسرائيل" مع أرضهم إلى إقليم "دولة فلسطين"، واعتراف إسرائيل بأنَّ للشعب الفلسطيني حقَّاً قومياً وتاريخياً في هذا الإقليم.
وضِمْن هذه "المقايضة" تُعدَّل الحدود، ويتبادل الطرفان (أو الدولتان) أراضٍ، بما يسمح بضمِّ الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية إلى إسرائيل، وبضمِّ القدس الشرقية (أو معظمها) إلى "دولة فلسطين"، وبجعل "الممر" بين الضفة الغربية وقطاع غزة جزءاً من إقليم "دولة فلسطين"، يخضع لسيادتها، وبتخلِّي إسرائيل عن جزء آخر (متَّفَق عليه) من إقليمها لضمِّه إلى إقليم "دولة فلسطين"، التي تعترف بها إسرائيل على أنَّها دولة قومية للشعب الفلسطيني بأسره.
وإذا ما أُضيف إلى كل ذلك ضمانات أمن دولية قوية وكافية لـ "دولة فلسطين" فلن تحتاج هذه الدولة إلى أنْ تتسلَّح بما يثير خوق وقلق إسرائيل.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبابنا إذا حُرِموا -نِعْمَة- العمل!
- الظاهِر والمستتِر في الضربة الإسرائيلية
- في الجواب عن سؤال -الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية-
- -إنجاز- كيري!
- طريقتنا البائسة في التفكير والفَهْم!
- عيد -المحرومين في وطنهم-!
- مهاتير يُحذِّرنا وينصحنا!
- العراق على شفير الهاوية!
- أُمَّة تحتضر!
- عندما يتسَّلح العرب!
- في -الحقيقة-.. مرَّة أخرى
- كيري في جهوده -الحقيقية-!
- حتى لا يصبح هذا -الرَّقَم- حقيقة واقعة
- مصر التي تحتاج إلى استئناف ثورتها!
- مواطِنة أردنية تصرخ وتستغيث.. و-الدولة- صَمَّاء!
- أهو النسور أم فوكوياما؟!
- أوهام جماعات -الإسلام هو الحل-!
- -جلالة الإعلان- و-صاحبة الجلالة-!
- كيري الذي يبني -الثقة- ب -التنمية-!
- تجربة آينشتاين مع -الحقيقة-


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - لماذا يصر نتنياهو على اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل على أنَّها -دولة يهودية-؟