أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - في الجواب عن سؤال -الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية-














المزيد.....

في الجواب عن سؤال -الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية-


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4083 - 2013 / 5 / 5 - 23:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مِنْ قَبْل، كان السؤال: هل أنتَ مع بشار أمْ مع الثورة السورية؟
والآن، تأتي الضربات العسكرية الإسرائيلية لمواقع ومنشآت، هي جزء مهم من آلة الحرب السورية، لتطرح سؤالاً جديداً، وعلى مؤيِّدي الثورة السورية على وجه الخصوص، هو: هل أنتَ مع هذه الضربات أمْ..؟
وإنَّ من الأهمية بمكان أنْ نعرف النِّصْف الآخر من السؤال، فإذا كان "ضدَّها"؛ فإنَّنا نجيب على البديهة قائلين: إنَّنا ضدَّ هذه الضربات، ولا يمكن أنْ نكون معها؛ فإنَّ كل ما فعله، ويفعله، بشار لا يُنْسينا (لا بَلْ يُذكِّرنا) أنَّ إسرائيل هي عدونا القومي الأوَّل، ولو لم تكن أسوأ من الشيطان لأمكن أنْ نقول إنَّنا، وعن اضطِّرار، قد نتحالف مع "الشيطان".
أمَّا لو كان النِّصف الآخر من السؤال هو "مع بشار"، فإنَّنا نجيب على البديهة، أيضاً، قائلين: إنَّنا لسنا مضطَّرين إلى المفاضلة بين شَرَّين؛ لكنَّنا سَنُسَرُّ ونَبْتَهِج لو فعلها بشار، أو إيران، أو "حزب الله"، وسنقول بأعلى صوت: إنَّنا نؤيِّد رَدَّ بشار (أو إيران، أو "حزب الله") الصَّاع صاعين لإسرائيل.
لكنَّه لن يفعلها"؛ ولأنَّه لن يفعلها، تشتدُّ وتَعْظُم نقمتنا، ونقمة الثورة السورية، عليه.
أقول هذا وأنا أعْلَم أنَّ كثيراً من ضحايا بشار (من الشعب السوري) قد سَرَّتهم وأسعدتهم هذه الضربات؛ لكنَّ "عقولهم" ليست كـ "قلوبهم"؛ فَهُم لا يستطيعون التخلِّي والكَفَّ عَمَّا جُبِلوا عليه، وهو العداء (الحقيقي) لإسرائيل.
حتى هذه "المشاعر (العابرة، العارضة، الموقتة)" أَفْهَمَها وأُفسِّرها على أنَّها "جرائم عاطفية" ارتكبها بشار نفسه؛ فخوضه الصراع من أجل البقاء، في هذه الطريقة الوحشية، ولو كانت العاقبة "عدم الإبقاء على شيء من سورية"، هو ما جَعَل "الضحية" تحسُّ بالرضا والفرح والارتياح؛ وهو إحساس عابر عارض موقت على ما أوضحنا من قبل.
"الضحية"، وبوعيها القومي الصَّلْب، والذي لن تنال من صلابته تلك المشاعر العابرة العارضة الموقتة، تتحدَّى بشار الآن أنْ يَرُدَّ، وأنْ يتأسَّد ولو قليلاً على إسرائيل، قائلةً له، في الوقت نفسه، إنَّكَ ستظلُّ عدوَّاً للشعب السوري، لا بدَّ من إطاحتكَ والتخلُّص منكَ، ولو حرَّرتَ بيت المقدس.
لقد قالوا إنَّ لسورية (أيْ لبشار الأسد) أصدقاء لن يسمحوا لإسرائيل بالسيطرة عليها؛ وجاء قولهم هذا قَبْل الضربات العسكرية الإسرائيلية في العمق السوري؛ وها نحن ننتظر هؤلاء الأصدقاء، أو بعضهم، يقيمون الدليل العملي على أنَّهم لن يتأخَّروا كثيراً في الرَّدِّ على هذه الضربات العسكرية الإسرائيلية؛ وإلاَّ تأكَّد وثَبُت أنَّ عداءهم للشعب السوري وثورته هو معنى صداقتهم لسورية.
نقول لهم إنَّنا نتمنَّى عليكم أنْ تَخْدعونا وتُضلِّلونا ولو قليلاً؛ فلتَضْربوا إسرائيل (التي ضربتكم غير مرَّة) ولو بنَزْرٍ من مِمَّا تضربون به الشعب السوري ليل نهار.
وحتى لا يُساء الفهم نقول، ويجب أنْ نقول، إنَّ إسرائيل لم تَضْرِب بشار؛ لكنَّها ضَرَبَت "بشار الإيراني (المتنامية إيرانيته)"، وكأنَّ ضرباتها رسالة إلى إيران تقول لها فيها إنَّها لن تسمح بمزيدٍ من النفوذ الإيراني في سورية التي ما عادت إلاَّ لَفْظاً "سورية الأسد"، وإنَّ على إيران، من ثمَّ، أنْ تَقِف من الصراع السوري موقفاً يشبه الموقف الإسرائيلي، أيْ أنْ تنأى بنفسها عن هذا الصراع، تاركةً طرفيِّ الصراع يصطرعان حتى يصرعا سورية نفسها.
وهذا الموقف الإسرائيلي نرى انعكاساً له في مواقف الولايات المتحدة، وحلفائها؛ فالصراع في سورية يجب أنْ يستمر، وأنْ تمتنع القوى الدولية والإقليمية عن التورُّط فيه بما يسمح بترجيح كفَّة أحد الطرفين على كفَّة الآخر، وخروجه من هذا الصراع منتصراً، من ثمَّ.
و"الرسالة الإسرائيلية" هي في الوقت نفسه رسالة من واشنطن إلى موسكو تقول لها فيها: أنتم (وإيران وقوى أخرى) تتورَّطون في الصراع السوري، فتكتسبون مزيداً من النفوذ في سورية، وتُكسِبون بشار مزيداً من القوَّة في صراعه من أجل البقاء؛ نحن لا نتورَّط مثلكم، ولن نُسلِّح المعارضة السورية، أو بعضها، بما يمكِّنها من الخروج منتصرة من هذا الصراع؛ فهذا أمرٌ لا مصلحة لنا فيه؛ لكننا لن نقبل تورُّطكم المتزايد، والمُقْتَرِن مع استعمالكم بكثرة سلاح "الفيتو"؛ ولقد حان لنا أنْ نُذكِّركم، في لعبة الصراع هذه، بأهمية وقوَّة "الورقة الإسرائيلية"؛ فهل لكم أنْ تعترضوا على حقِّ إسرائيل في درء المخاطر عن أمنها القومي، وأنْ تشكِّكوا في صِدْق ما تستذرع به إسرائيل للضرب عسكرياً في عُمْق الأراضي السورية؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -إنجاز- كيري!
- طريقتنا البائسة في التفكير والفَهْم!
- عيد -المحرومين في وطنهم-!
- مهاتير يُحذِّرنا وينصحنا!
- العراق على شفير الهاوية!
- أُمَّة تحتضر!
- عندما يتسَّلح العرب!
- في -الحقيقة-.. مرَّة أخرى
- كيري في جهوده -الحقيقية-!
- حتى لا يصبح هذا -الرَّقَم- حقيقة واقعة
- مصر التي تحتاج إلى استئناف ثورتها!
- مواطِنة أردنية تصرخ وتستغيث.. و-الدولة- صَمَّاء!
- أهو النسور أم فوكوياما؟!
- أوهام جماعات -الإسلام هو الحل-!
- -جلالة الإعلان- و-صاحبة الجلالة-!
- كيري الذي يبني -الثقة- ب -التنمية-!
- تجربة آينشتاين مع -الحقيقة-
- اللاجئون السوريون.. مأساة -مهاجرين بلا أنصار-!
- جوابي عن سؤال -مَنْ هو اليهودي؟-
- -جريدة- لم تَرَ النور بَعْد!


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-دخول قوات تركية على خط المواجهات في حلب-.. م ...
- تركيا تتوقع بدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة -مطلع عام 2026- ...
- حيوانات حديقة حيوان برلين تستمتع بوجبات خفيفة لعيد الميلاد و ...
- نفتالي بينيت يطالب باستقالة نتانياهو ويصف قضية -قطر غيت- بال ...
- اتصال بين لافروف ونظيره الفنزويلي.. دعم روسي -كامل- لكراكاس ...
- مع تراجع الصين.. شيفرون تتصدر المشهد في نفط فنزويلا
- فيضانات آسفي: حين تكشف الكوارث عُري التدبير
- واشنطن بوست: خيارات ترامب تضيق بشأن طريقة تعامله مع مادورو
- بعيدا عن واشنطن.. -نادٍ خاص- يحتضن مفاوضات أوكرانيا وغزة
- الجيش الإسرائيلي ينهي التحقيقات في هجوم 7 أكتوبر


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - في الجواب عن سؤال -الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية-