|
من يمثل قطاع الشمال ؟
نورالدين محمد عثمان نورالدين
الحوار المتمدن-العدد: 4075 - 2013 / 4 / 27 - 01:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحركة الشعبية قطاع الشمال هي حركة نشأت عندما إيقنت عضويتها التي هي من أصول شمالية ، ولا تنتمي لجنوب السودان ، أن خيار الحركة الشعبية لتحرير السودان هو الإنفصال ، وكانت الحركة الشعبية حينها تمول عملها السياسي من أموال البترول التي كانت تاخذ نسبة 50% منها بموجب بروتكولات ميشاكوس ، وحينها لم يكن لشعب الجنوب نصيب كما كان لشعب الشمال ، فالحركة كانت تمول عضويتها وتدعم دورها وتحرك نشاطها من هذه الأموال ، وعندما حان ووقت الرحيل جنوباً بعد تلك الصفقة التاريخية المعروفة ( بإتفاق نيفاشا ) بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ، والتي بموجبها تم فصل الجنوب ، بدأت الحركة تقترح على عضويتها شمالية الأصل ، بأن يقوموا بتكوين حزب جديد بإسم الحركة الشعبية شمال ، وراقت الفكرة للقيادات الشمالية حينها ، لتوفر كافة الإمكانيات والدور والعضوية ، ومن السهولة جداً تكوين حزب جديد بعد رحيل الحركة جنوباً ، وكان هذا بمثابة عرفان ووفاء لوقوف هذه القيادات مع الحركة في السراء والضراء وحين الفصل ..
وكانت الخطة تسير بكل هدوء ، دون أي ضوضاء ، الجنوبيون سيرحلون جنوباً والشماليون سيبقون في الشمال ، ولكن نسي حينها قادة الحركة في جنوب السودان أن شريكها في الحكم وغريمها في بترول السودان المؤتمر الوطني ، يريد للحركة أن ترحل دون بقايا ، ولن تسمح بوجود حركة شعبية بأي مسمى كان ، وخاب ظنهم وتبدل الحال وإنقلب المؤتمر الوطني ضد كل عضوية الحركة الشعبية شمال ، ورفض الإعتراف بحزبهم الجديد ، بعد أن سخروا كل إمكاناتهم الإعلامية وأقلامهم المأمورة ، لتشويه فكرة الحركة الشعبية شمال ، وتحديداً بعد أن أظهرت الحركة الشعبية بعض القوة والمنافسة الحقيقة في تلك الإنتخابات التي أقيمت فقط لتكملة إجراءات نيفاشا وبروتكولاتها ، وأحسوا حينها بخطر هذا الجسم الجديد ، وتم حينها إغلاق دورها ومصادرة ممتلكاتها ، ورفض حتى مسجل التنظيمات الإعتراف بقطاع الشمال كحزب جديد ينتهج النضال السلمي والمدني في الداخل ، ويطرح برنامجه الإنتخابي مثله مثل الحزب الشيوعي وحزبي الأمة والإتحادي ، ومن هنا بدأ الصراع الذي أدخل البلاد لنفق العنف مرة أخرى ، ولكن فطن بعض قادة النظام لقوة هذا القطاع ، وخطورته المستقبلية وقرروا الإعتراف به كحزب سياسي مدني يمارس نشاطه السياسي تحت مظلة قانون الأحزاب الحالي ، وكانت نتيجة القرار إتفاق نافع /عقار أديس ابابا في 28 يونيو 2011م ..
ولكن حينها جن جنون القيادات التقليدية في النظام والتي تعيش بعقلية الحرب وعقلية الحركة الإسلامية التي عفى عليها الدهر ، وقاموا مرة أخرى بتحريك الترسانة الإعلامية الجاهزة لمثل هذه المواقف وبدأت الأقلام المأمورة تكتب وتسب وتلعن في إتفاق مالك عقار ، وقال بعضهم إنه إتفاق خيانة للشهداء ، وإهانة للمجاهدين ، ناسين أو متناسين صمتهم حينما كان الشهيد جون قرنق يجلس في القصر الجمهوري متربعاً ، ولكن المؤسف أن قيادة النظام إنصاعت لهذه الأصوات مرة ثانية ، وألغت هذا الإتفاق بجرة قلم ، ومنها عاد عقار إلي دبابته ومعه عرمان وباقي القيادات الشمالية للحركة الشعبية والتي تدعمها الآن دولة جنوب السودان لوجستياً كما تقول ، ولكن في الآخر عادت البلاد لمربع الحرب وهذه المرة من أوسع الأبواب وهي منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق ، وبعد عناد وتعنت من النظام بعدم الإعتراف بقطاع الشمال ، عاد اليوم ليعترف به ككيان ، ويعد العدة للتفاوض معه ..
والآن قطاع الشمال بعد أن كشف عن إستراتيجية التفاوض مع النظام وهي مرجعية إتفاق نافع /عقار ، فإن قطاع الشمال هنا يمثل نفسه كحزب سياسي يريد أن يمارس العمل السياسي تحت مظلة قانون الأحزاب ، مثله مثل باقي أحزاب قوى الإجماع ، ولا يمثل الشعب السوداني ، تماماً كحمله للسلاح ليتفاوض مع النظام ، فأحزاب الداخل أمنت على الكفاح المدني ، وتحفظت حتى على بند ( الكفاح المسلح ) في وثيقة الفجر الجديد ، ولكل وجهة نظر ، ولكن نعود ونقول أن الحزب المسلح ( القوي ) خير وأحب إلى النظام من الحزب المدني ( الضعيف) وفي كل خير ، والشواهد والتجارب هي التي تتحدث وليس قلمنا ..
ولكم ودي ..
#نورالدين_محمد_عثمان_نورالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأمن القومي في خطر ..!!
-
التعبير السلبي .. !!
-
خصخصة المجلس الوطني ..!!
-
فطايس و فطائس ..!!
-
إختطاف وسط البلد ..!!
-
ناقوس الخطر الطبي ..
-
يوم الصمود النوبي 17 أبريل ..
-
أرضاً سلاح ..!!
-
أعطوا مالقيصر لقيصر
-
الرحمة حلوة !!
-
لست متفائلاً .. !!
-
التكسب بيهو ألعب بيهو !!
-
الأغاني الوطنية .. دعوة للحب !!
-
الكسب المشروع !!
-
يا حليل كرري !!
-
رؤوس حان قطافها !!
-
القطط تأكل أبناءها !!
-
مأساة أمير وإخوته
-
إعادة توطين النوبيين !!
-
مرسي خفايا وأسرار الزيارة !!
المزيد.....
-
ما السرّ الحقيقي وراء تخفيف الإضاءة على متن الطائرة عند الإق
...
-
الجيش الإسرائيلي: العثور على جثة مسعف قُتل خلال هجوم حماس في
...
-
السودان.. القبض على الوالي السابق لولاية كسلا بتهمة خطيرة
-
وزير إسرائيلي يدعو -لطرد حزب الله وسكان جنوب لبنان- لما بعد
...
-
سوريا: غارات إسرائيلية على مواقع بريف حلب توقع عددا من القتل
...
-
شاهد: زلزال بقوة 5.9 على مقياس ريختر يضرب شمال اليابان
-
ألمانيا- إجلاء ضحايا الفياضانات والمستشار يتفقد المناطق المن
...
-
العثور على جثة إسرائيلي كان يعتقد أنه أسير في غزة
-
علاء الدينوف: قوات -أحمد- انتقلت إلى محور خاركوف
-
فولودين يتهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتزوير التار
...
المزيد.....
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|