الوعي واللاوعي

اكرم مهدي النشمي

الحوار المتمدن-العدد: 4073 - 2013 / 4 / 25 - 21:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

هناك جدل فلسفي قديم حول الماده والوعي ومن منهم هو المصدر الاول , ان لكل من هاتين النظرتين مؤيدين ونقاد ,ولكل من الفريقين حججه ومصادره التي يعتمد عليها في الجدل وتفنيد نظريه الاخر,ان هذا الجدل الفلسفي ليس حديث الولاده فهو قديم منذ نشوء الانسان واهتمامه بالمحيط الذي يتدخل في حياته ويؤثر عليها ,لقد طغى مفهوم الله الواعي والقادر على كل شئ في ذلك الزمان القديم,ولكن هنا السؤال, من هو الله وماهي مصادر قوته وكيف تكون ؟هناك ادعاء من بعض الانبياء بانهم شاهدوا الله ولانعرف اذا كان هذا الكلام هلوسه وادعاء ام حقيقه,واذا كان الله حقيقه فلماذا لايثبت وجوده وينهي الجدليه في الاشياء ويضع حد لجميع تناقضات الحياه والكون,ربما هناك غايه ما ...لايعرفها الا الله
من الماده تصنع الاشياء وهذه حقيقه,ان الماده تتحول من شكل الى اخر وتتطور نتيجه التاثيرات البيئيه ولكنها لاتاتي من لاشئ على الاطلاق ,اما ان الوعي هو الذي يخلق الماده فهدا الكلام به غرابه المنطق ولانستطيع اثباته عن طريق الامكانيات البشريه المحدده الان,خاصه انه يتعارض مع العلم لحد التكفير ,ان اختلافنا مع وجهه النظر الفلسفيه والتي تدعي ان الوعي هو اساس الاشياء يدخل ضمن المستوى المعرفي المحدد والمتمثل في العقل وادواته الاكتشافات العلميه ومعرفه بعض الاسباب ومن هو المسبب لها, لذا فاننا لانستطيع ان نجزم بالحقيقه المطلقه لفكره الاشياء وابسط مثال هو كيف تكونت اول خليه حيه ,هناك بعض النطريات التي وصلت الى حد الجزيئ الذي تتشكل منه الخليه ولكن يبقى السؤال الازلي وماهو مصدره او السبب له, ان قوه الفلسفه المثاليه تكمن في حججها على الضواهر التي لم يستطيع العلم لحد الان من اثباتها,وفي الكون الشاسع الذي لانستطيع من بلوغه ولو اخذنا الزمن ملايين من السنيين,لذا فان فكره القوى الحارجه عن الوعي ستبقى ملازمه الى مدى مستقبلي غير محدد بزمان,وذلك لوجود الماده التي لاتخضع للوقت بسبب بعدها السحيق في دهاليز الكون,ان نظريه الزمن محدده بالارض والاجرام القريبه لها ويحسب على الطريقه الاتيه الزمن=المسافه على السرعه ولانعرف كيف يمكن التعامل مع الاشياء في حاله انعدام الزمن وماهي الحسابات المنطقيه لذلك؟ وكيف يمكن قياس الماضي والحاضر والمستقبل وماهي ادواته؟
بسبب عدم استطاعت العلم على الاجابه عن هذه التساؤلات فان الفلسفه التي تتمثل بالوعي اللاواعي( تفسير الوعي بقوه اللاوعي) تملك شرعيتها , اما فلسفه العقل او فلسفه الماده فانها تمتلك ادواتها في اثبات الشئ وبدون الذهاب الى حوافي الكون وفي تحليل بسيط ان دماغ الانسان هو الماده ومنه تصنع الاشياء من الابتكارات الى الفن والبناء ...الخ وبدونه لانستطيع من حل ابسط عارض يواجهنا في هذه الدنيا
السؤال الاخر الذي يراودنا هو ماهي الاسباب التي تقودنا الى الخوض في مسائل بعيده عن الواقع والتي تخلق منه صراع ابدي لاينتهي؟ السبب المنطقي لذلك هو تضارب المصالح الاقتصاديه والاستحواذ على الموارد الطبيعيه من خلال السيطره على عقول البشر وادراكهم,فلكل من الفلسفتين مؤيدين وانصار والمحرك هو المصالح الاقتصاديه والتي بسببها بتم استعمال ابشع الوسائل للسيطره على العقل البشري وتسيسه منها الخوف العاقبه من العاقبه وعذاب القبر ومفهوم الجنه والنار,اذا اردت ان تحتكر عقل الجاهل او الطفل فماعليك الا ان تخيفه بقوه خارجيه لايعرف حقيقتها على شكل السعلوه وخضره ام الليف بالنسبه للطفل ,اما بالنسبه لجهلاء العقل فان الله والشياطين والجنه والنار هو الاسلوب الذي يخيفهم ويجعلهم يذهبون الى الجوامع والكنائس
ان السهوله تكمن في السيطره على عقل الانسان من خلال تخويفه بشئ ما قد يكون وقد لايكون ودائما يكون مجهول المصدر ,انه الانسام وتكوينه والذي يرتعب من الشئ الغير متوقع(المفاجئ ) كافلام الرعب او عندما تاتي خلف احدهم وتفاجئه بصوت او حركه ما ,ان الخوف هو عامل طبيعي لكل الكائنات الحيه وهو طريقه الشعور الااراديه لمواجهه التهديدات ,ومن هذا الفهم الشامل والذي لانمتلك اثباته هو ان الشعور اللاارادي هو ناتج عن فعل خارج الوعي كما ان هناك شعور ارادي لفعل واقعي حقيقي

#اكرم_مهدي_النشمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات