أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفرد عصفور - على هامش مؤتمر الدوحة لحوار الاديان: التعارف من اجل النجاح














المزيد.....

على هامش مؤتمر الدوحة لحوار الاديان: التعارف من اجل النجاح


الفرد عصفور

الحوار المتمدن-العدد: 4073 - 2013 / 4 / 25 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد لا يكون جديدا القول ان الحوار بين اتباع الديانات على اختلافها مطلوب وضروري ولا بد منه اذا اردنا للعالم ان يعيش بسلام, ومن اجل ان لا تستخدم الاديان كمحرض على الحروب, فالعنف مناف لطبيعة الله وهو بالضرورة كذلك مناف لجوهر الاديان. واذا كان الهدف من اي حوار بين اتباع الاديان والحضارات سيؤدي إلى تعايش سلمي بين اتباعها فان ما يجب ان يسبق الحوار هو التعارف.
القرآن الكريم يدعو المسلمين لان يقرأوا. " اقرأ... " وكذلك يؤكد" "انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا...." ويقول الإنجيل: "فتشوا الكتب... ان لكم فيها حياة ابدية" وهذا التعارف المطلوب ليس من باب اعرف عدوك, بل من باب اعرف جارك واحبب قريبك.

كيف يكون التعارف?
ليس للمسيحي ان يتعرف على العقيدة الاسلامية من غير مصادرها الاصلية: القران الكريم والكتابات الاسلامية. فلا يجوز الاعتماد على ما كتبه الاستاذ الحداد مثلا عن الاسلام, او ما كتبه المستشرقون او المعلقون او ما تقوله بعض الفضائيات غير الاسلامية عن الاسلام. ولا يمكن للمسلم ان يتعرف على العقيدة المسيحية ان لم يتعرف عليها من مصادرها الاصلية, اي الانجيل والكتابات المسيحية والان المواقع المسيحية على الانترنت والقنوات الفضائية المسيحية متوافرة بكثرة لمثل هذه المعرفة.
المسيحيون العرب يعرفون عن الاسلام اكثر مما يعرف المسلمون عن المسيحية. لكن المسلمين, او اغلبهم, لا يتعلمون شيئا عن المسيحية من مصادرها الصحيحة, بل اذا علموا شيئا فهو ما يسمعونه من مصادر غير مسيحية وهذا غير كاف ولا يؤدي الى تعارف حقيقي وبالتالي تفاهم وتعايش.
يبدو احيانا ان كل فريق يرغب ان يقنع الفريق الاخر بانه يملك الحق والحقيقة وانه لا خلاص الا من خلال ما يؤمن به هو. ومهما تمكن احدنا من بلاغة الخطاب وحلاوة النص فلن يقنع الاخر بتغيير دينه.
انجرافنا العاطفي تجاه الدفاع عن عقيدتنا قد يعمينا عن حقائق واحيانا قد يعمينا عن اخطاء. فكل واحد منا متمسك بما عنده وكل بما لديه فرح مغتبط.
افضل حوار بين اتباع الديانتين هو ان الالتقاء على ما يجمع وليس البحث عما يفرق. هناك الكثير من المجالات التي يمكن ان نلتقي فيها ونعمل على اعلاء شانها, فكثير من القيم الانسانية والاجتماعية بحاجة الى تعظيم وتعزيز في المجتمع لاعلاء شأنها وتسخيرها لخدمة الانسان الذي هو محور اي دين. فالدين يجب ان يكون في خدمة الانسان ولمصلحة الانسان.
لسنا بحاجة الى مزيد من التعب في تفتيش الكتب القديمة او الجديدة من اجل ان نتصيد في المياه العكرة لمجرد ان ننغص على غيرنا سكينة ايمانه وهدوء روحه. من يريد العلم فابواب العلم مفتوحة. ومن يريد الجدال العقيم فالنتيجة لن ترضيه. ومن كان يريد البحث فليبحث بهدوء بعيدا عن التعصب الاعمى والحقد الاسود.
المطلوب تعارف حقيقي بين اتباع الديانات المختلفة, والتسامح بين اتباع الديانات وحده لا يكفي وان كان مطلوبا. لكن الاهم من التسامح هو الاعتراف بحق الاخر, ليس فقط في ان يكون موجودا, بل ايضا حق الاخر في ان يكون مختلفا.
ومن هنا ياتي الحديث عن الحرية الدينية التي هي اهم حق من حقوق الانسان. وهي ركن اساسي من كرامتنا البشرية. فنحن خلقنا من اجل الحقيقة. فكل الناس مدعوون للبحث عن الحقيقة واذا عرفوها عليهم ان يقبلوها وان ينضووا تحت لوائها.
ارتفاع حدة العداء للحرية الدينية يمكن رده الى حقيقة افتقاد الفهم او الاحترام لطبيعة البحث عن الحق. قد يختار البعض ان يصد الحق الطبيعي في الحرية الدينية سواء باسم الدين او باسم العلمانية الشرسة. ولكن الفهم الحقيقي لطبيعة الله تدفع نحو الاحترام للحق غير القابل للتصرف لاي شخص في الحرية الدينية.
من اجل التفاهم الحقيقي والتعارف الصحيح لا بد من مناهج مدرسية متوازنة تشرح الاديان من وجهة نظر اتباعها وليس من وجهة نظر مخالفة. منهاج دراسي يؤدي الى تخريج جيل متوازن غير متعصب, وغير متطرف, ولا يكون لقمة سهلة للمحرضين والمستغلين.
لا بد من تعريف الجيل الناشىء بان في العالم ديانات كثيرة. ولها اتباع كثيرون قد يفوق اتباع بعضها اتباع الديانات السماوية. فلو شاء ربكم لجعلكم امة واحدة, والعالم يتسع للجميع.



#الفرد_عصفور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس النواب الاردني السابع عشر: لزوم ما لا يلزم
- من هو البابا القادم
- الأردن الجديد.. الاصلاحات السياسية والدستورية
- هل هذا ممكن؟
- في ذكرى النكبة: عملية السلام ومطالبات اللاجئين الفلسطينيين
- كيف تسقط الدولة باقل الخسائر
- التاهب للمجهول: لبنان ينتظر اليوم التالي
- على هامش زيارة الحج البابوي: البابا والمحاضرة تواضع عظيم ومث ...
- هل حان الوقت لاجراء تعديلات دستورية؟
- نواب الاعفاءات: حان وقت الصحوة
- أمرهم غريب
- التعارف من اجل نجاح الحوار
- القضية ليست قضية وطن للفلسطيين بل هي قضية وطن الفلسطينيين
- ستينية النكبة والتراجعات العربية
- العالم بدون الإسلام
- في اربعينية حزيران الحلقة الثالثة دروس التاريخ
- في اربعينية حزيران الحلقة الثانية
- الحكمة باثر رجعي: تضييع الممكن في سبيل المستحيل . الحلقة الا ...


المزيد.....




- -كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو ...
- 7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم ...
- ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي ...
- دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري ...
- ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
- الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
- إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي ...
- وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
- انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفرد عصفور - على هامش مؤتمر الدوحة لحوار الاديان: التعارف من اجل النجاح