أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفرد عصفور - هل هذا ممكن؟














المزيد.....

هل هذا ممكن؟


الفرد عصفور

الحوار المتمدن-العدد: 3797 - 2012 / 7 / 23 - 09:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حسنا فعل النظام في الاردن بعدم استخدام القمع الدموي في مواجهة الحراكات الشعبية. ولكن الى متى يمكن الصمود بدون اراقة دماء؟ ومن ثم تدهور الامن والنتيجة الحتمية ستكون انهيار البلد وسقوط النظام.؟
لا يزال هناك متسع من الوقت للانقاذ. الامر لا يتطلب اكثر من حزمة قرارات جريئة تعيد للمواطن كرامته وتعيد للوطن ممتلكاته المسروقة والمباعة.
ليست الانتخابات هي القضية وليست الحريات السياسية وحدها هي ما يطالب به الاردنيون. لقد عشنا سنوات في ظل احكام عرفية وانتخابات مزورة وسرقات ونهب ولكن كانت هناك بحبوحة من العيش وكان البلد يملك ثرواته ومقدراته ومؤسساته.
المطلوب الان قبل الانتخابات وقبل الحريات استعادة الاملاك والموارد المنهوبة والمباعة. الامر اسهل مما يظن كثيرون: قرارات جريئة على مستوى عال باستعادة تلك الاصول المنهوبة.
معروف ان الخزينة لا يمكنها اعادة شراء كل شيء. ولكن الاستعادة ممكنة اذا ما تم تاميم كل الممتلكات والمؤسسات التي تم بيعها للاجانب وتجزئتها على شكل اسهم تباع للمواطنين في سوق عمان المالي. ويكون للخزينة والصناديق الوطنية حصة كبيرة في تلك الاسهم.
المواطن يطالب باستعادة الاسمنت والاتصالات والبريد والكهرباء والمياه والفوسفات والبوتاس وغيرها مما تم بيعه. ومن الطبيعي ان تعاد للمالكين الحاليين اموالهم. ولكن تعاد لهم فقط رؤوس اموالهم التي دفعوها ولا تستعاد بالسعر السوقي الدارج. فيكفي المالكين الحاليين ما نهبوه وما ربحوه طوال الفترة الماضية.
شراء المواطنين لتلك المؤسسات عبر المساهمة فيها هي الطريقة الصحيحة ليشعروا بامتلاكهم لوطنهم ومن ثم تمسكهم به واحترامهم له ودفاعهم عنه. فمحاولات الخصخصة التي تمت جلبت للخزينة ما يقارب سبعة مليارات دولار وكان يجب ان يؤمن هذا المبلغ سداد الديون الخارجية. ولكن الغر يب ان تلك الديون اصبحت الان اكثر من ثلاثة وعشرين مليار دولار. فمن ياكل الدولارات في البلد؟

بعد استعادة الممتلكات ياتي الدور على المحاسبات والمحاكمات لكل الفاسدين الذين ساهموا في البيع ودمروا المؤسسات ونهبوا لاموال والخيرات. لقد كان كثير منهم مؤتمنا على مقدرات البلد لكنهم خانوا الامانة وخانوا الضمير وخذلوا الوطن وكانوا مستشاري السوء لراس الدولة الذي وثق بهم عندما سمح لهم بالعمل في معيته وطلب مشورتهم.
الاصلاح السياسي ياتي بعد ذلك كله. تدمج المؤسسات المستقلة وتتم تصفية المؤسسات الوهمية والهيئات المستقلة التي كانت تنافس الوزارات كونها انشئت لمنتفعين ومحاسيب.
ولا بد من اصلاح قانون ضريبة الدخل وجعلها تصاعدية ووقف الاعفاءات التي لا معنى لها ولا يستفيد منها حقا سوى الاغنياء اصحاب الثروات. ومقابل ذلك لا بد من تخفيض ضريبة المبيعات وخصوصا خارج عمان. اما الجمارك فلا بد من تخفيضها بشكل ملموس او حتى الغاءها وجعل الاردن كله منطقة جمركية حرة وتكون مركز استيراد للمنطقة كلها لياتي اليها تجار الدول المجاورة للشراء وهنا تتم محاسبة المستوردين من خلال ضريبة الدخل وليس معاقبة المشترين بضريبة مبيعات.

بعد هذا الاصلاح واستعادة المؤسسات والممتلكات يمكن الحديث عن اصلاحات سياسية ودستورية. ليكتب دستور جديد ينص صراحة على عدم الجمع بين الوزارة والنيابة بحيث يبقى مجلس النواب المراقب والمحاسب لاداء الحكومة ومشرعا للقوانين . ويؤكد الدستور الجديد على ان الخدمة في النيابة هي شرف وطني ومكافأتها المالية محدودة وتنتهي بانتهاء الخدمة بدون اي امتيازات معيبة مثل تلك التي كانت للمجالس الاخيرة.
ويجب ان ينص الدستور على حرمة بيع اي ممتلكات وطنية عامة مثلما هي حرمة التنازل عن اي جزء من الارض الاردنية. كما ينص الدستور الجديد على ان الاقتصاد الوطني هو مشاركة بين الخزينة والمواطن ولا لزوم لاشراك غير الاردنيين في الاقتصاد الوطني ومهما كان شكل تلك المشاركة.
ومن اجل تحصين العائلة المالكة فيجب ان ينص الدستور الجديد على حظر تولي اي من افرادها او اقربائهم او انسبائهم اي مناصب عليا او ادارات عامة او شركات ومؤسسات وطنية.

اما الانتخابات العامة فان قانون الصوت الواحد قد ينفع بشرط ان يطبق على اصوله كما هو في كثير من دول العالم الديمقراطية مثل بريطانيا على سبيل المثال. صوت واحد يعني نائب واحد. وهذا يتطلب تصغير الدوائر الانتخابية بحيث يكون هناك نائب واحد لكل دائرة والا فليعاد القانون السابق لعام تسعة وثمانين.
لا اعتقد ان هذه الافكار غائبة عن اي شخص مهتم بالشان العام فضلا عن الشخصيات السياسية والقيادية في البلاد. فالجميع يعرف الداء والدواء ويشير اليه ولكن من يعلق الجرس؟ ويتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب؟
الامال الكبيرة الان متعلقة براس الدولة الملك ليقوم بالخطوة الكبيرة الجريئة وانقاذ المملكة .



#الفرد_عصفور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى النكبة: عملية السلام ومطالبات اللاجئين الفلسطينيين
- كيف تسقط الدولة باقل الخسائر
- التاهب للمجهول: لبنان ينتظر اليوم التالي
- على هامش زيارة الحج البابوي: البابا والمحاضرة تواضع عظيم ومث ...
- هل حان الوقت لاجراء تعديلات دستورية؟
- نواب الاعفاءات: حان وقت الصحوة
- أمرهم غريب
- التعارف من اجل نجاح الحوار
- القضية ليست قضية وطن للفلسطيين بل هي قضية وطن الفلسطينيين
- ستينية النكبة والتراجعات العربية
- العالم بدون الإسلام
- في اربعينية حزيران الحلقة الثالثة دروس التاريخ
- في اربعينية حزيران الحلقة الثانية
- الحكمة باثر رجعي: تضييع الممكن في سبيل المستحيل . الحلقة الا ...


المزيد.....




- ترامب يناور بالغواصات النووية.. مما يتألف الأسطول الأميركي ت ...
- أوكرانيا تضرب العمق الروسي وتكشف عن فساد واسع يستهدف قطاع ال ...
- الأطفال الجائعون وتفشي البلادة الأخلاقية
- أسير إسرائيلي جائع يحفر قبره.. المقاومة تزلزل العالم
- إدانة ماليزية شعبية ورسمية لجرائم التجويع في غزة
- مواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إس ...
- فيديو- مشاهد مؤثرة لطفل فلسطيني يركض حاملاً كيس طحين وسط واب ...
- رقم قياسي - هامبورغ تشهد أكبر مسيرة في تاريخها لدعم -مجتمع ا ...
- ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزي ...
- -واشنطن بوست- تنشر صورا جوية نادرة تكشف حجم الدمار الهائل ال ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفرد عصفور - هل هذا ممكن؟