أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طاهر مسلم البكاء - التحدي الأكبر للعراقيين















المزيد.....

التحدي الأكبر للعراقيين


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4063 - 2013 / 4 / 15 - 17:43
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



العراقيون بناة الحضارات وأول من اوجد الحرف والتشريع والعمران في الدنيا لايتمكنون اليوم من قيادة أنفسهم وبناء بلدهم واستخدام ماحباهم اللة من ثروات ،بسبب من تدخلات الاخرين ،سواء اكانواقارب ام اغراب وبسبب انسياقنا باتجاه هذه التدخلات .
ان الحقيقة الماثلة للعيان والتي تؤلم كل ضمير خير في البلد أن ساستنا مع الاسف لم يوفقوا في قيادة البلاد ، صحيح أن العراق اليوم كسفينة وسط أمواج محيط عاتي تتقاذفها الامواج ،ولكن بوجود الربان المحنك الشجاع ، يعمل من اجل وصول هذه السفينة الى بر الامان ،فأنها ستقهر الامواج العاتية وستصل بأمان .
أن سهولة تدخل الاخرين بنا ، كي يلعبوا كيف شاءوا ومتى شاءوا ، يدل على أن ماموجود من ساسة اليوم في الساحة العراقية لايمثلون عامة العراقيين ،فالواضح الذي لالبس فيه أن شعب العراق لايريد الأقتتال مع بعضه البعض الاخر ولايريد الانفصال بعضه عن البعض الاخر ،ويريد كحق طبيعي له ان يتمتع بثروات بلده التي منحها الله له ،ويريد ان يعيش بسلام وحرية وعدل ومساواة ، ويشعر أنه قطع أشواطا" صعبة من الماراثون الذي أجبرعليه ، فقد خلاله الكثير من اعز أبناءه ، وسالت فيه دماء زكية عزيزة بغزارة على ثرى ارضه ، وتعرض الى حصار همجي يصنف بأنه الأقسى في تاريخ البشرية القديم والحديث عاش فيه الحرمان والعزلة وقلة الأهتمام وفقدان الأمن وندرة الخدمات ، فيما هو يرى خيراته يتمتع بها آخرون خارج حدود بلاده ، وكان ان بنى الأمال العريضة على الثوار الذين قادوا التغيير في البلاد ،فوجدهم وقد انشغلوا بكراسي الحكم ومتع الدنيا ،يتسابقون ، يغترفون من خيرات الشعب المنهوبة بكل ما استطاعوا الى ذلك من سبيل ،متناسين أن الثوارالذين حملوا البندقية في الحرب ،يجب ان يكونوا ثوارفي البناء وفي المحافظةعلى السلم ، ويتوجب لكي يخلدوا بذاكرة الشعب ان يكونوا آخر من يستفيد وان لاتغرهم الدنيا ببريقها وزيفها .
لقد أدرك شعب العراق أن ساسته قد اهملوا قضيته التي ساندهم من أجل تحقيقها ، لقد تحول قادته الى تجار عقارات واملاك ومصالح شخصية ، واذا كان هناك استنهاض لهممهم فهو من خلال التصارع في مئات الاحزاب التي أحتار الشعب في كثرتها وتصارعها السلبي الذي لايخدم


قضيته وسهولة استغلال الاخرين لها للنيل من أمن البلاد ووحدتها وتماسك أبناءها ،لقد أصبح ساستنا محنكون ذوي خبرة متراكمة في كيفية خداع الشعب بالوعود المعسولة والتحرك لكسب الأصوات الأنتخابية ولا شئ غير ذلك .
أن الحل يكمن في توحد الشعب ورفض جميع البيادق والدمى التي تحركها أطراف خارجية لاتخدم مصلحة الشعب ،أن اصواتهم تفضحهم وتفضح من يمدهم باسباب الفرقة والتصارع وهم مكشوفون وما علينا ألاّ رفضهم واستبدالهم بكفاءات من التي تزخر بها البلاد ،ورفض كل الأجندات الخارجية والأهتمام بمصالح الشعب ،فقد وهبنا الله خيرا" لو احسن التصرف به لعشنا اسعد شعوب الأرض .
أصبح الإرهاب عندنا، مكشوف للجميع بأنه لامبدء ولاضمير له بأستهدافه المدنيين بمختلف فئاتهم الطفل والمرأة والمسن وفي الأماكن العامة كالشوارع والأسواق والمزارات ولم تسلم حتى سرادق العزاء والمستشفيات والجوامع ،ومن لايتعرض مباشرة لنيران الأرهابين فأنه يفقد نعمة الأمان وتنعدم بذلك راحته النفسية وتحدد مديات حركته وهذا مما لاشك فيه بلاء عظيم.
أنهم يستسهلون قتل النفس التي حرم الله لأجل تحقيق أهداف دخلت عقولهم سواء بالترغيب أو بالخداع الفكري .
يقول الله تعالى ({مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} )(الآية 32من سورة المائدة)..فإذا تبصرنا في كلام الله تعالى ،فكيف بالله يكون من المسلمين من يصبح على المسلمين بالقتل والتفجير والمفخخات،مستهدفاً عامة الناس ممن لاجريرة لهم .
ولايعرف على وجه التحديد الجهات المباشرة الداعمة والممولة للإرهاب ،غير أن اصابع الاتهام تشير إلى بضع دول لها مصالح خاصة في ما ينفذ على خارطة الإرهاب العالمية وهناك دول ممولة له بالمال وهناك دول ساندة بالإستراتيجية والتوجيه .
ولكن أذا كان كل ماتقدم أصبح معلوم للعراقيين وأتضح أن العراق مستهدف منذ اليوم الأول بعد أحداث العام 2003وظهر ذلك جليا" بالتخريب المتعمد للبنى التحتية للبلاد وما تبعه من إرهاب مستمر ،فمن حق المواطن العراقي أن يتسائل عن مستوى رد أجهزة السلطة في البلاد وهل كان بمستوى التحدي ،وهل وضعت خطط ودراسات للقضاء على الإرهاب والحد من خطورته ،وهل شجعت الدولة على مكافحته واستعانت بالخبرات المحلية والدولية في هذا المجال ؟
و الإجابة ستكون بالنفي مع الأسف ،وقد كان الرد تقليديا" عفى عليه الزمن ،وهو عسكرة الشارع ووضع الحواجز والمعرقلات والإكثار من السيطرات التقليدية ،والتي سرعان ما يتكيف معها عناصر الإرهاب ،وتضر اجراءاتها الروتينية بالمواطن وتزيد من آلامه وتعطل اعماله دون أن يكون لها جدوى واضحة .

ما المطلوب مع هذا المستوى من التحدي ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــ ان الرد الحازم الذي يمكن أن يرتاح له المسؤول ويسعد له المواطن ،هو تعافي أجهزة الدولة الأمنية والأستخبارية ،بحيث أنها تستطيع الدخول مع أذرع الإرهاب الأخطبوطية واكتشاف عناصرها ورؤوسها ومموليها وبالتالي منع الكوارث من الوقوع نهائيا" ،وهذا ارقى أنواع الرد.
ــ وأن حصل لاسمح الله ( كما حصل يوم الأثنين الدامي 15 / 4 / 2013 )، فعلى الأقل أن تكون أجهزة الدول قادرة على الكشف السريع للمعتدين ،وفضح وكشف الرؤوس الساندة لهم وشفاء غليل المواطن برد فوري وعقاب سريع ليكونوا عبرة لأمثالهم من الذين من المحتمل أن يغرر بهم ،فما أشد جرأة أولئك المنادين في يوم بضرورة العفو عن الذين اوغلوا بدماء العراقيين ،ولماذا يترك من يدان ويثبت جرمه وقتله للعراقيين ،لفترات طويلة دون تنفيذ أحكام القضاء فيه ،أن نيله الجزاء العادل سوف لايترك مجال للتشجيع على هذا السلوك الإرهابي الذي لاترتضيه الأعراف والأديان ولا القيم الإنسانية ،ولكن مما يؤسف له أن قيادات عليا في الدولة يكتشف ، بين الحين والآخر ،أنها تعمل مع الأرهابين وتشد ازرهم وتدافع لهم،كما ان هناك من القيادات العليا من يتباهى انه يملك معلومات عن الأرهابين ولكنه يخفيها ! .
ــ أن دولتنا لاتريد أن تعترف انها في عصر العلم والتكنلوجيا ،وان لجوءها الى التكنلوجيا المتطورة والمتوفرة اليوم سيدعم أجراءاتها الأمنية ويزيد من منعتها ،فالمواطن العادي يلمس تقادم أجراءاتها وأجهزتها التي زودت بها كوادرها الأمنية ،فالجهاز الوحيد الذي يستخدم في بعض المناطق المهمة كمداخل المدن لكشف المتفجرات والأسلحة ،ثبت فشله في أكثر من مناسبة وبدأ الشارع يتندر بالسؤال التقليدي ( هل أحد الركاب يحمل قنينة عطر ،وهل أن احدا" من الركاب قد ركب حشوة اسنان ) ولاشئ غير ذلك ،كما أشيع في الأعلام أن صفقات فساد مالي كبيرة وراءشراء هذا الجهاز وكان الأولى بالدولة وعلى أعلى المستويات تدارك الأمر واستبداله باجهزة اكثر قدرة على الكشف وهي متوفرة اليوم في العالم ،لما هو عليه تطور التكنلوجيا والعلوم من تقدم كبير.
ــ أما مسألة الكاميرات والتي هي من المسائل الرقابية الكشفية الحديثة والمتطورة والتي يخشاها السارق والإرهابي وكل من ينوي فعل الشر ،فاننا قصرنا كثيرا" في توفيرها على الرغم من بساطتها وسهولة نشرها في دوائر الدولة ومؤسساتها وواجهات المحلات والشوارع ، صحيح إن البعض قد تحدث عنها في الأعلام ولكن دون أي تطبيق وكأننا نعيش في أمان وليس هناك أي تهديد لأمن البلاد .
ــ أنهم يحاولون بكل ماأتوا من جهد إن يشوهوا صورة الإسلام الحقيقية ويصلوا بشعب العراق الى فرق طائفية متناحرة متقاتلة ،ليوغلوا بتدمير البلاد ،والسيطرة على خيراته ،وهذا يتطلب من القيادات السياسية والدينية وعموم المواطنين من كل الأطياف فهم هذه الأهداف الشريرة وفضحها في الأعلام وغيره من الوسائل والأخذ والعطاء مع بعضها البعض بأنفتاح وبدون عصبيات وتشنج،وعدم إعطاء فرصة تصب في أي أتجاه يخدم الإرهاب .
ــ من الأمور الهامة الأخرى هي توفير فرص العمل ،و أيجاد الحياة الحرة الكريمة لكل عراقي ،لكي لانترك فرصة للأرهابين والمتصيدين في استغلال الظروف المعاشية وقسوة الحياة للأرتماء في احضانهم والأنحراف بالضد من مصلحة البلاد .
ــ أن يكون مسؤلينا مثالا" يحتذى في التضحية ونكران الذات وأن يكونوا ثوارا" وهم يجلسون على كراسي الحكم كما كانوا بالأمس ثوارا" يقارعون الظلم والدكتاتورية ، وعدم الأنخداع بالمظاهر الزائفة للسلطة ولنا خير الأمثلة في رسولنا الكريم وآل بيته الأطهار ،وهذا من دون شك سيؤدي الى مقارعة الفساد وزواله .
ــ على مواطنينا تحمل المسؤلية الكاملة وتبليغ السلطات عن أي اعمال وتحركات مشبوهه ،خصوصا" وان التكنلوجيا توفر اليوم سهولة الأتصال ،وفي هذا الجانب على السلطات بث أرقام هواتف الطوارئ لتلقي أي معلومات مهمة والتعاطي معها باهتمام .
[email protected]



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأكثر أهمية من الأنتخابات
- تدمير العراق كان هدفا- صهيونيا-
- الوهابية والصهيونية.. تلاقح فكري وعسكري
- هل يتحقق حلم مؤسس الصهيونية بتحويل مياه النيل الى اسرائيل ؟
- هل يقع الأيرانيون في أخطاء صدام ؟
- الجهاد الصهيوني ..ما الذي على العراقيين فعله ؟
- ديمقراطية امريكا المسلفنة باليورانيوم
- عدو أمريكا .. الأسلام أم الصهاينة ؟
- قمم العرب ..هواء في شبك
- الجامعة العربية ..الأم التي تأكل فراخها
- زيارة اوباما..هل تصلح امريكا كوسيط للسلام؟
- الأرهاب .. والرد الحضاري
- علاقة برنارد لويس بما يحصل لنا اليوم
- العراقييون .. الرقص على أكتاف الموت
- أمريكا من كولمبس الى الأمبراطورية العظمى
- بروتوكولات صهيون ..هل أصبحت حقيقة ؟
- الى العراقيين.. كلام اخوي هادئ
- العراق .. البناء وحده ينهي الأزمات
- نزهان الجبوري ..ووحدة المصير العراقي
- البطالة.. مشكلة أقتصادية وأجتماعية وسياسية


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طاهر مسلم البكاء - التحدي الأكبر للعراقيين