أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - هل يقع الأيرانيون في أخطاء صدام ؟















المزيد.....

هل يقع الأيرانيون في أخطاء صدام ؟


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4052 - 2013 / 4 / 4 - 21:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ليس هناك مقارنة بين حالة العراق ابان الحرب الأمريكية عليه عام 1991م وبين ما تحاول امريكا تكراره اليوم مع ايران ،حيث أن كل الظروف تشير الى ارتفاع كفة ايران في هذه المنازلة ، كأنخفاظ الفرق في تكنلوجيا التسليح بين امريكا وايران، وجغرافية بلاد أيران التي تتيح خيارات كبيرة للأيرانيين لم تكن متوفرة للعراقيين أطلاقا" ، وقدرت الأيرانيين على الأعتماد على أنفسهم مما يجعل أي حصار او عقوبات قليلة الوقع وغير مؤثرة ، كما أن بروز الصحوة الدولية لدول مهمة ذات ثقل في الساحة الدولية ومجلس الأمن كروسيا والصين لم تكن موجودة في حرب العراق ، حيث كان الأتحاد السوفيتي وقتها فارس متهالك تفككت اوصاله ومقارب على الهلاك ، بعد أن أطاحت به امريكا في حلبة الصراع .
لقد كان من أكبر أخطاء صدام دخول الحرب مع امريكا بدون ان يكون لديه مقاومة ومضادات للطائرات الأمريكية المغيرة ،فقد كان الجيش العراقي جيشا" مهولا" بحق ،وكانت التحصينات التي نفذت عالية التأمين ، وعلى الرغم من أن الدبابات وسلاح الجيش العراقي متأخر كثيرا"في سلم التطور عما ماموجود من سلاح لدى امريكا وحلفاءها ، فلم يكن بمقدور الأمريكان والحلف المكون من ثلاثون دولة ، دخول العراق لولا أستمرار قصف الطائرات بحرية تامة وبدون أي مقاومة تذكر لمواقع الجيش العراقي وللعمق العراقي بكامله ولفترة زمنية كافية ،وكأن الطياريين كانوا يخرجون في نزهات ، وقد أدى هذا الى تدمير ليس جزء هام من سلاح القطعات العسكرية العراقية فقط بل اثر تأثيرا" سيئا" في نفسية الجندي العراقي ،واظهر قياداته كمن يقدمه لقمة سائغة للطائرات المهاجمة ، بدون ان يخوض منازلة شريفة في الدفاع عن حدود بلاده وخاصة بعد الأنسحاب من الكويت ، كما أدى تدمير الطائرات لمحطات الكهرباء والمنشآت الحيوية والجسوروضرب مناطق بيع المواد الغذائية ، وقطع الأمدادات وانكفاء الدولة عن أي رد مناسب، الى التاثير في نفسية المواطن العراقي بصورة عامة .
واليوم فأن الفرق في تكنلوجيا السلاح والأتصالات والمستوى اللوجستي للقطعات العسكرية هو فرق بسيط لن تعوض باي حال من الأحوال الفرق الكبير بالعدة والعدد للجيش الأيراني الممسك بقوة بارضه وحدوده كما يمكن ان نضيف الى ذلك ما يشتهر به الأيرانيون من عناد وصلابة وقدرة على المقاومة اللانهائية حتى الوصول الى الأهداف المتوخاة .
هل يمكن لأمريكا الخارجة من حربين موشاة في كليهما بالهزيمة والفضائح في العراق وفي افغانستان أن تدخل حربا" اشد ضراوة ،وماذا لو ترافق التصعيد على الجبهة الأيرانية التصعيد على الجبهة الكورية المخيفة للقادة الأمريكان بسبب التهديد باستخدام السلاح النووي؟ .
ان مثل هذه الحرب سيكون فيها تضحية كبيرة بمصالح الشعب الأمريكي وهيبة امريكا الدولية وبالمصالح الأقتصادية والأمنية لكل دول المنطقة ، وسيكون المستفيد الوحيد من هذه الحرب هي دويلة الصهاينة وسيكون الشعب الأمريكي خاسرا" كبيرا".
ويظهر لحد الأن أن القادة الأمريكان قد تفهموا هذه الحقيقة ،وانهم لن يخوضوا مثل هذه المغامرة غير المضمونة وخصوصا" وأيران تستطيع بسهولة غلق منافذ النفط الذي تعتمد عليه أمريكا كسلة رئيسية ، ففضلوا طرقا" أخرى وهي قصم التحالف المخيف بين ما أطلقوا عليه الهلال الشيعي وما هو بالحقيقة شيعيا" خالصا" بل أنهم يهدفون لأثارة النعرات المذهبية ،وأبتدءوا يركزون، حالما وجدوا في الجانب السوري مناطق رخوة حيث رموا بكل ثقلهم في هذا الأتجاه وكادوا يحققون ذلك بسرعة وسط دهشة الجميع لولا وقوف روسيا والصين ،المفاجئ للجميع ، بالضد من تطلعاتهم في مجلس الأمن ،واذا حللنا الأمر بروية فأن الموقف الروسي الصيني لم يكن لسواد عيون السوريين ،بل أنهم شعروا ان التهديد الأمريكي قد وصل الى خطوطهم الحمر وأن الأمريكان بدؤا يطرقون ابوابهم وانهم سيصلون الى عقر الدار .
والجبهة السورية تشتعل حاليا" وبدأت تؤخذ من امن وأقتصاد وهيبة الدولة وراحة المواطن ، حيث أن متانة مؤسسات الدولة بدت ككرة ثلج في أشعة الشمس ، انها تصغر مع مرور الوقت .
وعلى الجبهة الايرانية بدا الحصارالأمريكي الغربي ينال من الاقتصاد وأخذت العملة الأيرانية تهوي امام الدولار ولو بدرجة اقل مما في سوريا ،ولايبدو ان هناك رد سريع من جهة ايران –سوريا وانما يقتصرالرهان على تحسن الظروف ووعي المواطن وتحسس الدول الأخرى لخطورة الدور الأمريكي في المنطقة كما حصل في الموقف الروسي والصيني ، وتتحدث الأنباء عن دور لدول عربية لشراء ذمم الدول الكبرى والصغرى لتخريب سوريا وبدت الجامعة العربية كالأم التي تاكل فراخها ،وبدى الحلف الامريكي –الغربي كوحش كاسر جرب انيابه في العراق وفي افغانستان وليبيا ،متهيئا" ليعيد الكرة في سوريا ولبنان وايران ،ان توفرت له الفرصة بنفس الظروف .
لايمكن ان نطلق على مايدور اليوم في هذه الساحة بالحرب الباردة كونها قد ارتفعت الى درجات اعلى من ذلك ، حيث أن استمرار الأيرانيون وحلفائهم بسياسة الصبر قد تزيد المشاكل تراكما" كأكوام رمل في ريح عاصف ، حيث تزداد حجما" بمرور الوقت ،وهذا ما يجعل احتمال أنطلاق الشرارة الأولى واردا" في أي وقت ، فأذا لم ينجح الحلف الأمريكي في أثارت الشعب الأيراني والسوري بوعود الرفاه الكاذب والأتجاه الى الجنة الأمريكية الموعودة ، ولم ينفع الكيس السعودي – الخليجي في أثارة الفوضى ، فأن حلفهم قد يكشر عن أنيابه مشهرا" آلته الحربية وصواريخ الموت والدمار التي هيأتها له التقنية الحديثة . ولكن الحروب على أي حال هي تاريخ أسود وسجل ملئ بالمآسي والدماء ، ومغامرة مابعدها من مغامرة ، فإذا كانت اميركا قد تمكنت من ترويض شعب العراق بعد أثنا عشر سنة من الحصار ، فأن الأمر سيكون مختلف بالنسبة للأيرانيين : - حيث تمتد بلادهم على مساحات شاسعة ، وتطل على بحار ومضايق مهمة للملاحة الدولية والاقتصاد الدولي .
وقد استعدوا جيدا" للأمر ، وأعتمدوا على أنفسهم في الصناعة والزراعة والعلاقات الدولية ، ويظهر أنهم زادوا من قدراتهم العسكرية ، وأدخلوا بعض التقنيات التكنلوجية الحديثة ،وهذا ما تكشفه مناوراتهم العسكرية المستمرة .
- وقد يكونوا حتما" درسوا تجربة العراق قبلهم ،فلا نتوقع انهم سوف يستسلمون لحصار مدمر طويل ، بل أنهم سيفضلون المواجهة أذا شعروا ان الحصار قد يأخذ مأخذه منهم .
أننا لانستطيع فهم منطق أقوياء اليوم في الساحة الدولية ، الذين يريدون إستخدام السلاح المحرم والمدمر للبشرية ،فهو مسموح لهم وحدهم ،ويخزنونه بكميات هائلة كافية لفناء عالمنا الارضي الذي نعيش عليه ،ولكنهم مستعدون لإستخدامه ضد كل من يظنون(على الحدس ) أنه يحاول أن يمتلكه مثلهم ، إنهم إستخدموه بالفعل ضد دول أستنادا" الى أوهام كانت بعيدة عن الواقع ،كما ثبت في العراق .
أنهم اليوم يتصرفون بالعنجهية نفسها ولكنهم ينسون أن أسلحتهم لم تعد مخيفه كما كانت في السابق بسبب كشفها في حروبهم المتوالية في العراق وأفغانستان ،بحيث أصبح مقاومون لايملكون سوى السلاح التقليدي يتمكنون من تدمير السلاح الحديث ،التي لطالما تبجحت به الالة الحربية الأميركية .وأن دولا" بدأت تستخدم معهم نفس اللعبة فتهدد بأستخدام السلاح النووي مثل كوريا الشمالية .
وهكذا فمن سوء حظ الشعب السوري أن ارضهم أصبحت الخيار البديل للمواجهة الدولية ،فهجر الملايين من ابناءه واتخذت ارضهم موقعا" لنفث الأحقاد وتجربة الأسلحة وخوض الجهاد الحديث الذي يؤدي الى الجنة الصهيونية وحوريات الجنان المجهزة بالدولار الخليجي !
ولكن هل يكتفي الحلف الغربي من ايران بالحصار وتدهور التومان والمواجهة على الساحة السورية ، ام انهم سيتحينون الفرص لشق وحدة الأيرانيين وجعل الحصار ينال من هيبة الدولة على فترة زمنية كافية وتكرار ما حصل لصدام من جراء الحصار الطويل الذي هو سلاح اخطر من السلاح النووي .
[email protected]



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهاد الصهيوني ..ما الذي على العراقيين فعله ؟
- ديمقراطية امريكا المسلفنة باليورانيوم
- عدو أمريكا .. الأسلام أم الصهاينة ؟
- قمم العرب ..هواء في شبك
- الجامعة العربية ..الأم التي تأكل فراخها
- زيارة اوباما..هل تصلح امريكا كوسيط للسلام؟
- الأرهاب .. والرد الحضاري
- علاقة برنارد لويس بما يحصل لنا اليوم
- العراقييون .. الرقص على أكتاف الموت
- أمريكا من كولمبس الى الأمبراطورية العظمى
- بروتوكولات صهيون ..هل أصبحت حقيقة ؟
- الى العراقيين.. كلام اخوي هادئ
- العراق .. البناء وحده ينهي الأزمات
- نزهان الجبوري ..ووحدة المصير العراقي
- البطالة.. مشكلة أقتصادية وأجتماعية وسياسية
- نار الحب ... بين الأمس واليوم
- ضياع الثروة ... الفساد السياسي والأداري
- الخرافة ...لا تزال تؤدي الى مقتل الملايين وتدمير أمم
- كذب من أدعى مقاتلة الشيعة للأمام الحسين
- الأنسان .. بين الحداثة والتوحش


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - هل يقع الأيرانيون في أخطاء صدام ؟