أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - طاهر مسلم البكاء - كذب من أدعى مقاتلة الشيعة للأمام الحسين















المزيد.....

كذب من أدعى مقاتلة الشيعة للأمام الحسين


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 3952 - 2012 / 12 / 25 - 10:50
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



كما زوّر بني أمية تاريخ صدر الأ سلام ، فقد أصبح من السهل عليهم أن يزوروا حقائق واقعة كربلاء ما تمكنوا الى ذلك من سبيل ، ولكن جذوة ثورة كربلاء كانت من الأعجاز ما لم يتمكن منه لا بني امية ولا من تبعهم من حكام الظلم والجور ، ومن الثابت اليوم لدى الباحثين في تلك الحقبة التاريخية من تاريخ الأمة الأسلامية أن ثورة كربلاء وردود الفعل المتوالية التي أحدثتها ادت الى تدهور وسقوط الدولة الأموية في النهاية ،حيث أحدثت تحول نوعي في نفس وتفكير الفرد المسلم ،من شخصية كل ملهاتها المصالح الشخصية الضيقة ،الى شخصية بدأت تفكر على مستوى الأمة الأسلامية وأحقية خلافتها وبالتالي الى الثورة لتغيير الواقع .
ولكن ما تمكن منه الأمويين من تزييف هو محاولتهم إلصاق تهمة اشتراك الشيعة في قتال الحسين( ع ) ،ومحاولتهم ومحاولة من سار على نهجهم اليوم ،أخراج يزيد بن معاوية وكأنه لم يكن يريد الوصول بالوضع الى ما وصل اليه الحال بعد الواقعة ،وأنه لم يكن يرغب بقتل الأمام الحسين وسبي عيالة .
أن الحقائق الواضحة التي لالبس فيها أن شيعة آل بيت الرسول هم كانوا عماد من كاتب الأمام الحسين ومن قاتل وأستشهد بين يدية ،عدا من تمكن عبيد الله بن زياد بن ابيه من تصفيتهم قبل وصول الأمام الحسين مثل هانئ بن عروة ، و من زجهم في السجون من أمثال المختار الثقفي وغيره،وكانوا يعدون بالألوف ، ومن الذين تمكن بطش بني أمية وأرهابهم ،من إخافتهم ، فهم قادوا ثورات بعد واقعة كربلاء نالت من قتلت الأمام الحسين وهزت أركان الحكم الأموي ، أما اولئك الباحثون عن مغانم الدنيا الذين وقفوا يقودون الجيش الذي حارب الأمام الحسين فهم معروفون جيدا وكلهم من ناصبوا العداء لآل بيت الرسول وكان دينهم لعقا" على ألسنتهم ، وهم شيعة آل أبي سفيان كما وصفهم الأمام الحسين :
( ياشيعة آل ابي سفيان ان لم يكن لكم دين وكنتم لاتخافون المعاد ،فكونوا احرارا" في دنياكم وارجعوا الى أنسابكم وأحسابكم ان كنتم عربا كما تدعون ) .
ولا يمكن أن نصفهم مسلمون لاسنة ولاشيعة ، كيف نقبل بوصف من يقتل أبن بنت رسول الله ،بانه مسلم لقد كانوا مرتزقة طمعوا بحطام الدنيا ويدل عليهم قادتهم فعبيد الله بن زياد بن أبيه شخصية مقطوعة النسب فهو لايعرف من يكون أبيه ولا جده الذي جاء منه وكذلك حال مدعيه زياد بن أبيه ، وهذا بأجماع المؤرخين ويدل عليه أسمه الواضح وقد نقل عنه أن يزيد قد خيره بين أن يقتله أو يقوم بقتل الحسين ،ويزيد بن معاوية : أمتلئت كتب التاريخ بنقل صفاته البذيئة ، كشرب الخمور والألحاد والمجون ،وأنه من المطعون في نسبه أيضا" ،وفي رساله للأمام الحسين الى معاوية ،بعد أن طلب منه مبايعة يزيد يقول ( ع ) :
( تريد ان توهم الناس في يزيد ،كأنك تصف محجوبا"أو تنعت غائبا" أو تخبر عما كان مما احتويته بعلم خاص . وقد دل يزيد من نفسه على موضع رأيه ،فخذ ليزيد فيما اخذ فيه من استقرائه الكلاب المهارشة عند التهارش ،والحمام السبق لأترابهن ،والقيان ذات المعازف،وضرب الملاهي تجده باصرا" .ودع عنك ما تحاول ،فما أغناك أن تلقى اللة من وزر هذا الخلق بأكثر مما أنت لاقيه ) .
ولايمكن أن نصف بأي حال من الأحوال عمر بن سعد، وشمر بن ذي الجوشن، وشبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، وحرملة بن كاهلة، وأمثالهم بأنهم شيعة ،وقد كان هؤلاء أبعد مايكونون عن الدين ،بل كان دينهم دنانيرهم ، يتجهون لمن يتوقعون أن يحصلوا على مغانم لديه .
ويمكن أن نقيس على أن غالبية الشيعة ،من الذين كانوا بمستوى الخروج على الحكم الأموي ومناصرة الأمام الحسين ، قد بادر عبيد الله بن زياد الى زجهم في السجون فأخاف الأخرين ، ممن كانوا يناصرون بقلوبهم ولكنهم كانوا يخشون الأعلان والوقوف جهارا" الى صف الثورة ،ولكنهم من زلزل أركان الخلافة الأموية بعد ذلك في ثورات أقضت مضاجعهم ،وقد أبتدأ ذلك في رد الفعل السر يع في ثورة المختار الثقفي الذي أقتص من قتلة الأمام الحسين وثورةالتوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي وما تلاها بعد ذلك من ثورات ،وكان هؤلاء يشعرون بالندم لخوفهم وعدم مناصرة الأمام ،ولم يكن من بينهم من أشترك في قتال الأمام ، كما أن توجه ثورة التوابيين الى السلطة الحاكمة في الشام ،دليل قاطع على أنهم أدركوا رأس الأفعى المسبب الرئيس في مقتل الحسين .
وهذا ما حصل في العراق في العصر القريب،ويمكن القياس عليه ،حيث بطش صدام حسين بعلماء المسلمين من الشيعة ، من أمثال الشهيدين الصدر الأول والثاني ، ولكن الشيعة وعلى الرغم من غالبيتهم المتميزة في العراق لم يتمكنوا من الثورة السريعة الواضحة ،برغم عن عدم قبولهم بمقتل أئمتهم ،ولكنهم أوصلوا النظام آنذاك الى حالة من الأنكفاء والتقوقع والسقوط الداخلي من قبل أن تدخل الجيوش الخارجية العراق .
و كما كان هناك المشفقون من كبار المسلمون من أمثال ، محمد بن الحنفية وعبدالله بن جعفر وعبد الله بن عباس وغيرهم ، الذين أكتفوا بتقديم النصح ،وأشار بعضهم على الأمام الحسين الأتجاه الى اليمن أو غيرها من البلاد تخلصا" من حكم يزيد ، فقد كان هناك المكاشفون بمساندت بني أمية وقد نقل عن عبد الله بن عمر قوله :
( ينبغي على الحسين أن لا يتحرك ما عاش، وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس، فإن الجماعة خير ) .
ثم أخذ يحذر الحسين من القتل والقتال، فكان رد الأمام الحسين يعبر عن أستعداد مبدئي للشهادة ،حيث قال له (يا أبا عبد الرحمن، أما علمت أن من هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل ) .
وكان هناك الكثير من الذي رافق معسكر الحسين ولكنه كان لا يريد من كان هدفه مختلطا" بالدنيا ، بل كان يريد من هم أهلا" لثورته التي كانت واضحة المعالم في بصيرة الأمام الحسين ، ولهذا كان يبصّر الناس بأن المواجهة ستسطّر الشهادة التي ستخلد في الدنيا وينال فيها خير الدار الآخرة ، وكان يبلغ معيته ما كان يصله من أخبار الكوفة ، وينقل عنه أنه أبلغهم مقتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن بقطر وقال لهم من أحب منكم الأنصراف فلينصرف ، ليس عليه منا ذمام .
وقد تفرق عنه جمع كثير ممن كان هدفهم الدنيا ، ولم يبق معه الاّ الذين كانوا يريدون الموت معه ولننقل ما قاله أحد هؤلاء الأفذاذ ،وهو سعد بن عبدالله الحنفي :
( والله لانخليك حتى يعلم الله إنا قد حفظنا غيبة رسول الله (ص) وآله فيك ،والله لو علمت اني أقتل ثم أحيا ثم احرق حيا" ثم أذر ،يفعل ذلك في سبعين مرة ،ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك ،فكيف لاأفعل وأنما هي قتلة واحدة ) . وذكر أصحابه ما يماثل قوله .
أن القول بأن الشيعة قاتلوا الحسين عليه السلام،هو أفك وافتراء على شيعة آل بيت الرسول الذين كرمهم الله بمحبة رسوله وآل بيته الأطهار ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ٌ{23} الشورى
والمعروف أن الشيعة هم الأنصار والمحبّون، فكيف يحملون السيف ويقاتلونه ، علما" أن الثابت عن المجتمع الكوفي في وقت وصول الأمام، كان الشيعة فيه فئة قليلة ،مغلوبة على أمرها بفعل ما أحدثه معاوية خلال حكمه من قتل وقهر لهم حتى على الشبهه، وعن ابن أبي الحديد المعتزلي ، قال :
كتب معاوية نسخة واحدة إلى عُمَّاله : (أن برئت الذمّة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته). فقامت الخطباء في كل كُورة وعلى كل منبر يلعنون عليًّا ويبرؤون منه، ويقعون فيه وفي أهل بيته، وكان أشد الناس بلاءا" حينئذ أهل الكوفة لكثرة ما بها من شيعة علي عليه السلام، فاستعمل عليهم زياد بن سُميّة، وضم إليه البصرة، فكان يتتبّع الشيعة وهو بهم عارف، لأنه كان منهم أيام علي عليه السلام، فقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم، وقطع الأيدي والأرجل، وسَمَل العيون وصلبهم على جذوع النخل، وطردهم وشرّدهم عن العراق، فلم يبق بها معروف منهم.

وحتى لو أفترضنا جدلا" أن هناك من كان محسوبا" على الشيعة في معسكر يزيد يوم كربلاء ، فيكون قد خرج من صف الشيعة وأصبح في شيعة آل أبي سفيان ، ونسائل المتقولين :
هل بقي الخوارج يحسبون من شيعة وأنصار على بن أبي طالب بعد خروجهم على رأي الأمام علي في صفين ؟!،
أما يزيد فلو كان كما يروج المروجون غير راغب في أن تصل الأمور الى ما وصلت اليه :
فكيف به وقد أرسل الى الأمام الحسين بأنه سيقتله ولو كان متعلقا" بأستار الكعبة ، وقد أثبت بعد ذلك بالتطبيق الفعلي، أنه لاتعنيه حرمة الكعبة بعد أن ضرب بيت الله بالمنجنيق ،وأنتهك حرمة مدينة رسول الله وأهلها وأباح نسائها لجيشه ،وكان الأمام الحسين يعلم انه سيقوم بكل هذه الفضائع ، ولم يكن يريد أن يكون سببا"فيها ، ولهذا سارع بالمغادرة قاصدا" الكوفة ،ويزيد هو القائل في نشوة ما بعدها نشوة ،ظنا" منه أن الأمر قد أنتهى وانه قد أنتصر :

ليت أشياخي ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهـلوا واســتهلوا فرحا
ثـم قـــالوا يا يـزيــد لا تشـل
قد قتلنا القرم من ساداتهم
وعــدلناه ببـدر فـــاعـــتدل
لعبت هاشم بالملك فلا
خـبر جـاء ولا وحـي نـزل
وأمر بنقل آل الرسول والرؤوس الى مقر حكمه ،بلاد الشام ، وأعتبر يوم دخولهم كسبايا عيدا" له ، وقد كرّم قتلت آل بيت الرسول وأبقى عبيد الله واليا" حتى موته وأندلاع ثورة المختار .
أن الأمور شديدة الوضوح لالبس فيها لكل باحث منصف ،ونختم بقول الأمام الحسين (ع) ،بعد أن لامس جسده الشريف أرض كربلاء :


( اللهم ان كنت حبست عنا النصر فاجعل لنا ولشيعتنا ظلاّ يظلّنا يوم لاظّل الا ظلك) .




#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنسان .. بين الحداثة والتوحش
- هل نجحوا في أمتصاص زخم ثورة مصر؟
- هل أن راية الأسلام تحمل من غير العرب ؟
- مصر .. تحديات كبرى
- عجائب ثورة الحسين
- ساحة الجهاد المشرف
- العرب ... لافرق قبل وبعد الربيع
- واقعة كربلاء... إعجاز الخلود الأبدي
- أوباما ... ولاية جديدة
- حرب الخليج على الأبواب
- أمريكا ... اللهم لاشماته


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - طاهر مسلم البكاء - كذب من أدعى مقاتلة الشيعة للأمام الحسين