أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - طاهر مسلم البكاء - واقعة كربلاء... إعجاز الخلود الأبدي















المزيد.....

واقعة كربلاء... إعجاز الخلود الأبدي


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 3916 - 2012 / 11 / 19 - 23:18
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


من عجائب واقعة كربلاء ، المضمخة بعطر شذى الوحي وعبير الرسالة المحمدية وأريجها الخالد على مر الزمان ، يحكي للأجيال عنفوان البطولة والجهاد والفداء ، أن كل من أطلع على تفاصيلها وتبصر فيها ،لايملك إلا ّ الأنفعال بها والتأثر بمبادئها ، وهذا يحصل بعد أستذكار لثورة حصلت قبل الف وأربعمائة سنة ، فكيف بأولئك المجاهدون الذين وقفوا بين يدي الحسين (ع) تحت ظلال السيوف غير عابئين بالألوف الزاحفة نحوهم طمعا" في حطام الدنيا الفانية ، أولئك المجاهدون من شيعة آل رسول الله كانوا يرون ببصيرة واضحة، من بها الله عليهم ، مروج الجنان وحسن العاقبة، وتفاهة الدنيا التي هي ممر إبتلاء وأمتحان وليست بمقر ،كانوا يرددون أمام قائدهم وأمامهم : والله لو أننا قتلنا فيك ثم عدنا، ثم قتلنا سبعين مرة ما فارقناك ،فأي أرواح عظيمة هذه التي أعدها الله تعالى كركائز لهذه الثورة الخالدة ، ومن عجائب كربلاء أن حماس هذه الأمة الخالدة التي قاتلت بين يدي الحسين بقي أريجا" أزليا" في سماء كربلاء ،يغذي النفوس برحيقه ويزكيها ويسري فيها سريان الدم في العروق .
يحلل السيد الصدر ،الشهيد الاول ،ثورة جده أبا الاحرار فيقول :
( حينما تصطنع الامة أخلاقية الهزيمة لكي تبررها وتشعر ذاتها أنها انهزمت وأنتهت مقاومتها ،فتقوم بنسج مفاهيم غير مفاهيمها الاولى ،وقيما"ومثلا"وأهدافا" غير التي كانت تتبناها بالاصل ،لكي تبرر فكريا" هذا الموقف الذي تقفه ،وكانت ثورة الحسين (ع) لغرض تبديل هذه الاخلاقية ،وصنع أخلاقية جديدة للامة تنسجم مع القدرة على التحرك والارادة ، وحينما يقول : لا أرى في الحياة مع الظالمين ألاّ برما ، فلم تكن هذه شكوى وأنما كانت عملية تغيير لأجل العودة بالامة الى الاخلاقية التي فقدتها ،حيث تمثل الامام الحسين ع بأبيات منها :
سأمضي وما بالموت عار على الفتى ... أذا ما نوى خيرا" وجاهد مسلما ) .
وقد عشنا كيف أن عطر كربلاء عاد بدماءه الزكية ليواجه طاغية العصر في العراق ، بعد أن حرف الامة عن مسارها وأوصلها الى هزيمة سلبية نكراء ، فكان أول المتصدين له هو الشهيد الصدر الأول ، من هو الأكثر التصاقا"بثورة كربلاء ومن عاش يتنسم عبيرها .. حيث سار الى الشهادة على خطى جده أبا الاحرار .
في ذلك اليوم المكي ،الذي جمع فيه رسول اللة عمومته وسادة بني هاشم قائلا" : من منكم يشد ازري ويعينني على هذا الامر فيكون وصيتي وخليفتي ( يكررها ثلاث ) فلم يكن لها سوى أبا حسن عليا ،ويرفع الرسول يد علي في الاقرار الاولي بولايته ،وهو ما سبق غدير خم ، فيندهش أعمامه ويتهكم بعضهم ،فلم يكن يروا في هذا الفتى، وهم البشر العاديون، ما كشفه الله لرسوله من الامر ، وقد كان أمر آلهي، هل يتخذ نبي وليا"وخليفة بدون امر اللة ؟ .
وعلى نفس الشاكلة، تسائل المسلمون الاوائل ،أزاء ما يبديه رسول اللة تجاه الحسن والحسين ووصفه اياهما بسيدا شباب اهل الجنة ،وقد تصور البعض أنه لقرابتهم منه ، ولكن الوقائع التاريخية اثبتت انهما سيدا شباب اهل الجنة بما قدماه للامة .
يقول أبن عباس : أن النبي ( ص ) رفع يديه وقال : -
( الهم أني أشهدك أني محب لمن أحبهم ، ومبغض لمن ابغضهم ، وسلم لمن سالمهم ، وحرب لمن حاربهم وعدو لمن عاداهم ، وولي لمن والاهم ) .
يطلق أبا الاحرار ثورته على الحكم الاموي الدموي الرهيب بمقولته الخالدة :
( أنا أهل بيت النبوة ،ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ،بنا فتح اللة ،وبنا ختم ،ويزيد فاسق ، فاجر شارب الخمر ،قاتل النفس المحترمة ،معلن بالفسق والفجور،ومثلي لايبايع مثله ) ، الحسين ابن علي هو بأجماع المسلمين أحد أصحاب الكساء وهو أحد الذين باهل بهم رسول الله نصارى نجران ، يقول الله تعالى في محكم تنزيله :
( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) {33}الاحزاب .
- ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ٌ{23} الشورى .
- ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }آل عمران61 ، وهي آية المباهلة مع نصارى نجران،ومعلوم من هؤلاءالذين باهل بهم رسول الله لجميع المسلمين ، هم الحسين وأمه وأبيه وأخيه .
- ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) الأحزاب56 .وعن الفخر الرازي قال سئل النبي (ص ) كيف نصلي عليك يا رسول الله ، قال : ( قولوا اللهم صلي على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ، انك حميد مجيد ) .
و الحسين بن علي هوالمميز في صروح التاريخ بأنه الشهيد إبن الشهيد ابو الشهداء ورمز الشهادة والشهداء ،وهو المنارة التي يبحر صوبها الثائرون والمظلومون في أي زمان ومكان .
يقول المهاتما غاندي : طالعت بدقة حياة شهيد الاسلام الكبير ودققت النظر في صفحا ت كربلاء وأتضح لي ان الهند أذا أرادة أحراز النصر فلا بد من أقتفاء سيرة الامام الحسين .
وقال محمد علي جناح ثائر دولة باكستان : لانجد في العالم مثالا" للشجاعة كتضحية الامام الحسين بنفسه وأعتقد أن على جميع المسلمين أن يحذو حذو هذا الرجل القدوة الذي ضحى بنفسه في أرض العراق .
وهكذا غيرهم ..كل من أطلع على ثورة الحسين وفهم معانيها لايملك ألاّ الانفعال فيها ،فهناك العشرات من كتاب الغرب وقادتها ومستشرقيها من تأثروا بمبادئ وعنفوان ثورة الحسين ،حيث لاتكفي هذه العجالة لنقل ذلك .
ونشعر ان دماء كربلاء كما كانت على مدى العصور ،دافعا" للوقوف بوجه الظلمة ،فهي اليوم تشمخ علما"يوحد شتات الأمة وفرقتها ،وهذا ما يوضحه أسراب ملايين الزاحفين صوب كربلاء من كل حدب وصوب ،فهي نورا" شامخا" يضئ الطريق لكل من ظل الطريق المستقيم أن يراجع نفسه بموضوعية ويعدل مساره ،ونستنكر ما يقوم به بعض حكام هذا الزمان من التضييق على محبي آل بيت الرسول ،ومنع الشعائر الحسينية ، وكأنهم لايعتبرون بالتاريخ الطويل ،وأن كبتهم لشعوبهم لن يطول ، أذ أن ثورة الحسين نارا" أبدية لايطفأ لهيبها وعبر يمكن إستصراخها في كل عصر.
ونختم مع الشاعرحيث يقول :
حـبل الشــهادة موصول بنا أبدا"... أنا إتخـذناه نحو الخـلد مرتفقا
فمن علي الى إبن المرتضى حسن... الى حسين نسيم العطر قد عبقا



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوباما ... ولاية جديدة
- حرب الخليج على الأبواب
- أمريكا ... اللهم لاشماته


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - طاهر مسلم البكاء - واقعة كربلاء... إعجاز الخلود الأبدي