أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - أمريكا من كولمبس الى الأمبراطورية العظمى















المزيد.....

أمريكا من كولمبس الى الأمبراطورية العظمى


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4025 - 2013 / 3 / 8 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أطلق كولمبس عام 1492م على السكان الذين يقطنون أمريكا ( الهنود الحمر ) ، تميزا" لهم عن هنود آسيا ، والهنود الحمر هم السكان الأصليون لأمريكا وقد تعرضوا لحملات أبادة جماعية من قبل الأوربيين ،أولئك المستعمرون الذين أستغلوا ما يملكون من أسلحة حديثة للفتك بالهنود والأستيلاء على اراضيهم ،وهذا يشابه ما تقوم به الآله الحربية للأمريكان اليوم من فتك بالشعوب لنهب خيراتها والسيطرة على المواقع المهمة لمصالحها .
لقد كان النازحون من مختلف الجنسيات الأوربية ،ولحاجتهم للأيدي العاملة فقد قاموا بجلب أعداد كبيرة من الزنوج الى امريكا من القارة الأفريقية وقد تعاقب العديد من المستعمرين على أمريكا ،كالأستعمار الأسباني والفرنسي والهولندي ،وفي عام 1776م كان هناك العديد من الولايات على ساحل المحيط الأطلنطي مرتبطة بالأستعمار البريطاني ،وقد حاول الأمريكان الأستقلال عن طريق الثورات المسلحة ،وفي عام 1775م عين جورج واشنطن قائدا" للقوات المسلحة الأمريكية ،وفي العام التالي أعلن الكونكرس الأستقلال ،تلا ذلك توحيد الدويلات القائمة في دولة واحدة سميت ( الولايات المتحدة الأمريكية ) ، وعلى الرغم من حصول مواجهات مع بريطانيا ،غير أن الأنكليز هزموا في معركة نيويورك ،وأعترفت بريطانيا عام 1783م بأستقلال الولايات المتحدة الأمريكية ،ولكنهم أغاروا ثانية مستشعرين قوت أسطولهم البحري وقد أحرقوا البيت الأبيض واستولوا على واشنطن ،ألاّ أن الأحداث سارت في الختام لصالح الأمريكان ،وفي ذلك التاريخ كان هم أمريكا منصبا" على الحفاظ على أستقلالها وصد المعتدين ،ويبدو ذلك واضحا" في البيان الذي أصدره الرئيس الأمريكي ( جيمس مونرو ) :
( نحن لن نتدخل قط في الحروب التي تقوم بين دول أوربا بسبب شؤونها الخاصة ،لأن مثل هذا التدخل يتنافى مع سياستنا ،أما أذا أعتدي علينا أو على حقوقنا أو هددها خطر فأننا حينئذ لانصبر على ضيم ،بل نعد العده للدفاع عن أنفسنا) .
وكأي دولة فتية فقد نشبت حروب أهلية عديدة داخل الولايات المتحدة الأمريكية ،وفي العام 1864م تمكن ابراهام لينكولن من أعادة الوحدة كاملة .
أميركا بعد أستشعار القوة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الرغم من ان الولايات المتحدة الأمريكية عارضت الأستعمار الأوربي ورفعت شعار أمريكا للأمريكيين ،ولكنها ما أن أستشعرت القوة حتى استولت على اجزاء من المكسيك وبنما وكذلك استولت على الأراضي التي كانت تحت سيطرة أسبانيا في أمريكا الشمالية والفلبين ،وقامت بغزو كوبا لمرات عديدة وبورتوريكو وجزر غوام والفلبين عام 1889م ،وأحتلت الهندوراس عام 1905م ثم أحتلت نيكارغوا عام 1912م .وأعطت لنفسها حق التدخل في بلدان نصف الكرة الغربي ،بدعوى منع تدخل أي قوى خارجية غير أمريكية في المنطقة ،وهكذا حلت الولايات المتحدة الأمريكية بالتدريج محل الأستعمار الأوربي التقليدي .

المؤسسات الحربية ومصلحة أستمرار الحرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد كانت الحروب بين الدول الأوربية المتصارعة ذات فائدة لأمريكا حيث كانت حافزا" لتطوير الصناعات الحربية وعكس أرباحا"ضخمة ،أدت الى أرتفاع معدل التصدير لثلاث أضعاف .
وقد أخذت المؤسسات الحربية على عاتقها تنمية الأقناع بسياسة الحرب وكانت تعدها بالرعاية وكانت تسهل وتشجع وصول القادة والأدارات ممن يعتمدون الحرب كسياسة لأخضاع الأخرين ،ومن هنا وجدنا أن الولايات المتحدة الأمريكية على الدوام بحاجة الى أنعاش الحروب والتدخلات العسكرية بهدف أنعاش صناعاتها الحربية والتي تمثل قطاعا" واسعا" في الأقتصاد الأمريكي ،وقد شكلت القوة العسكرية وضرورة تفوقها مرتكزا" ثابتا" في السياسة الأمريكية .
وفي الحرب العالمية الثانية كانت الولايات المتحدة تنتظر اللحظة المناسبة في وقت تكون الحرب قد أنهكت الدول المتحاربة وأخذت مأخذها ،فكان حادث الهجوم الياباني على الأسطول الأمريكي في ميناء بيرل هاربر عام 1941م مبررا" لشحن التأييد الشعبي للدخول في الحرب ،حيث أخرج وكأن الهجوم ضربة أستباقية يابانية أفرزت حالة من المرارة والغضب لدى الجانب الأمريكي ،مع أن الوقائع تثبت أن بريطانيا كانت على علم بالهجوم وقد أبلغت ألأمريكان به قبل وقوعه .
وأستخدمت الولايات المتحدة الأمريكية في هذه المواجهة السلاح الذري المدمر الذي فتك بالمدنيين في وحشية لم يعرفها التاريخ من قبل .
وأنتهت الحرب العالمية الثانية بتميز أمريكا كقوة دولية بارزة تملك الأقتصاد والتكنلوجيا وسط محيط أوربي أنهكته الحرب ،وبدأت حرب جديدة هي الحرب الباردة خاضتها مع ألأتحاد السوفيتي .
ويظهر واضحا" في السياسة الأمريكية قدرة تأثير المجمع الصناعي العسكري في صنع القرار السياسي والتاثير بأتجاه الحرب ،حيث أنهم مقتنعون أنهم يجنون الأرباح من الحروب ،ويشير خطاب للرئيس الأمريكي أيزنهاور في عام 1961م الى توقع ما سيؤول عليه الحال والى ما يمثله المجمع العسكري من خطر :
(يجب علينا ان نمنع المجمع الصناعي العسكري من الحصول على قدرة قوية في التأثير ،أن ألأمكانية موجودة ،وسوف تشهد تلك القدرة تزايدا" غير مبرر ،وبنسب كارثية ،يجب علينا ان لانسمح لهذا المجمع أن يشكل خطرا" على حريتنا أو أساليبنا الديمقراطية.. لاشئ في الحقيقة مضمون كليا" ) .
ومع أن الحرب الكورية لم تشكل ضغطا" على الأمريكان ،غير ان الحرب في فيتنام قلبت ظهر المجن لهم ، وأبرزت الخسائر الفادحة التي تلقوها ، ردت فعل كبيرة في المجتمع الأمريكي .
وقد كانت الحرب الباردة تدور بالنيابة وليس حربا" مباشرة على أراضي الدولتين العظميين ،ولكن حال ما لاحت بوادر ضعف القطب السوفيتي وأنهياره ،سارع دعاة الحرب الى أستغلال الفرصة المواتية ،وبدأت ترى نفسها متسيدة للعالم وبدات تنظر للعالم كتابع لها بأسم النظام االدولي الجديد .
أقتل واقتل ثم أتهم الأخرين بالأرهاب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبادت أمريكا 18 مليون هندي من سكان امريكا الأصليين وأستخدمت كل ما توفر لها من سلاح ضدهم ،بل تظهر افلامهم أحيانا"أنهم يتسلون بقتل الهنود ونقل عن جورج واشنطن قوله :
( أن طرد الهنود من اوطانهم بقوة السلاح لايختلف عن طرد الوحوش المفترسة من غاباتها ) ،أما الرئيس الأمريكي أندرو جاكسون الذي تزين صورته ورقة العشرين دولار ،فقد رعى بنفسه حفلة تمثيل بجثث 800 هندي عام 1814م .
وفي الحرب العالمية الثانية أستخدمت السلاح الذري دون التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية ، وفي فيتنام أستخدم الأمريكان غاز الخردل والقوا ملايين الأطنان من القنابل على الشعب الفيتنامي ،ووفر لهم التفوق الجوي والقصف الألكتروني، التسلي بقتل الأفغان والعراقيين ،ففي تعليق لأحد الطيارين الأمريكان ،يصف عمليات القتل للعراقيين بأنها اشبه بصيد السمك ، وألقت آلاف الأطنان من اسلحة القتل والتدميروالخراب على أرض العراق ، وأستخدمت حصارا" لم يكن له مثيل في تاريخ الأنسان ضد شعب العراق ،نال من المدنيين أكثر مما أثر في السلطة الحاكمة ،ودام لأكثر من أثني عشرة سنة ،ومع كل ذلك فهي لاتزال أمريكا الحرية والسلام والعالم الجديد ،أما كلا" من العراقي الذي رفض دمار و تخريب بلاده وسرقة كنوزها وبعثرتها في أرجاء الأرض ،والفلسطيني الذي يدافع عن أرضه السليبة ويتمسك بها ، أرهابيون يجب رفضهم ومحاربتهم .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بروتوكولات صهيون ..هل أصبحت حقيقة ؟
- الى العراقيين.. كلام اخوي هادئ
- العراق .. البناء وحده ينهي الأزمات
- نزهان الجبوري ..ووحدة المصير العراقي
- البطالة.. مشكلة أقتصادية وأجتماعية وسياسية
- نار الحب ... بين الأمس واليوم
- ضياع الثروة ... الفساد السياسي والأداري
- الخرافة ...لا تزال تؤدي الى مقتل الملايين وتدمير أمم
- كذب من أدعى مقاتلة الشيعة للأمام الحسين
- الأنسان .. بين الحداثة والتوحش
- هل نجحوا في أمتصاص زخم ثورة مصر؟
- هل أن راية الأسلام تحمل من غير العرب ؟
- مصر .. تحديات كبرى
- عجائب ثورة الحسين
- ساحة الجهاد المشرف
- العرب ... لافرق قبل وبعد الربيع
- واقعة كربلاء... إعجاز الخلود الأبدي
- أوباما ... ولاية جديدة
- حرب الخليج على الأبواب
- أمريكا ... اللهم لاشماته


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - أمريكا من كولمبس الى الأمبراطورية العظمى