أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الزهراوي أبو نوفله - أسْطورَة النّسْر














المزيد.....

أسْطورَة النّسْر


محمد الزهراوي أبو نوفله

الحوار المتمدن-العدد: 4061 - 2013 / 4 / 13 - 09:19
المحور: الادب والفن
    


أسطورة النسْر

إلـى
أسرْدون/ بَلْدَتـي

غَريبَةٌ
أوْ غَريقَةُ
فـي ليْل.
كأنّها
مُسْتَحيلَةٌ..
مَمْحُوّةٌ
مِن الْخَرائِطِ
مِن كُتُب
الجغْرافيا أوْ
لا تَقَعُ
فـي جِهَةٍ.
هِيَ خيْمَتي
وأسْطُحُها
مِنْ طينٍ
أو لَعلّها عَلى
الصُّورَةِ الّتـي
سأصيرُها
يَوْماً.
وحَتّى لا يَمْحوها
مِنّي الزّمانُ..
حفَرْتُها
فـي الرّوحِ.
لَيْتَنـي
فيها راعي غَنَمٍ
أنْفُخُ
لَها النّايَ.
أحْرُسُها
مِن الدُّخّانِ
كَأبـي الْهَوْل
وأُحيطُها
داخِلَ الْقلْبِ
بِالسّورِ
أرى أنّـِيَ
أكادُ أن أصِلَ
مَشارِفَها.
واخَوْفـي
مِنْ أنْ لا أصِلَ
وخَوْفاً
مِنْ أنْ أصِلَ.
تُحِسُّ دَبيبي
وأُحِسُّ اقْتِرابَها
مِنّي يَسْري فـي
جَسَدي كالْحُمّى.
أنا قَريبٌ
مِنْ نَجْمَتـي
منْروعَةَ الثِّيابِ.
قَريبٌ..
أكادُ ألْمسُ
الزّعْتَرَ الطّالْعَ
عَلى الْمَرْمَرِ.
وقَريبٌ
مِنَ الزّعْفَرانةِ.
أنا الْماءُ مُهَجّراً
وهِيَ الْهَواءُ
الّذي فيها
يَجْري تَغْريبٌهُ.
تِلْكَ هِيَ فـي الْبَرْدِ
تَموتُ بَيْنَ
رُكْبَتيْها الْفراشاتُ
وتَنْتَحِرُ الْيَعاسيبُ.
إنّا نَتَنادى
وَكِلانا غَريبٌ
أنا فِـي الشّتاتِ
أعْبُرُ الْهدْسونَ
أقْطَعُ
جُسورَ الرّايْنِ
أوْ ما
بيْنَهُما فـي
الطّائِراتِ وهِيَ
فـي الْمَجْهولِ.
إذْ ترَكْتُها
مَدْفوعاً فـي أحْشاءِ
هذا الْوَقْتِ كانّـي
أُمْسِكُ بِعَصا موسى
أوْ مسْكوناً
بالْقِطاراتِ والطُّرُقِ.
هكذا يُلْقى بِنا
كَما فـي الْبَحْرِ..
بِأرْضٍ نَجْهَلُها دَوْماً.
أسَرْدونُ لا
أحَدَ داخِلَ
الْقَلْبِ غَيْرُها..
نَهْداها
نَصٌّ تَرَبّيْتُ عَلَيْهِ.
عَلَيْها أُغْلِقُ
عَيْنَيَّ كَخارِجٍ غارِقاً
مَعَها فـي الْكُتُبِ
وهِيَ فـي حُقولِ
الْقَحْطِ والدُّخّانِ.
تَبْدو حَزينَةً
كَأتانِ سانْشو..
بِوَقْفَتِها الرّيفِيّةِ
وحِذائِها الْمُهْتَرِئِ.
نَهْداها عيْنا
غَزالَةٍ كَما
يَقولُ الْمُغَنّي
وعَلى وجْهِها
مَلامِحُ الأرْصِفَةِ
فـي
مِنْديلِها الْمُخَطَّطِ.
مِنْ مطْلَعِ
الْعُمْرِ يَصُدُّنـي
عَنْها الدّعِيُّ
والْمُتآمِرُ والطُّرُقُ
والْهاتِفُ الْمَقْطوعُ.
هِيَ دولوثيطا..
مَنْزوعَةً مِنْ سِياقِ
الْحَياةِ فـي مُنْحَنَياتِ
الْجِبالِ ودون كِشوت
يُصارِعُ فـي الْفَيافـي
طَواحينَ الْهَواءِ.
هِيَ الْقَصيدَةُ تنامُ
مِلْءَ عَيْنَيّ..
أنا قَتيلٌ بِها
دَمي سُيولٌ..
إذْ هِيَ
الْوَطنُ الْمُرُّ
حَيْثُما كُنْتُ
لَها فـي إِهابـي
ومَكْتَبَتي الْجَلَبَةُ.
أراها سِرْبَ طُيورٍ
كَيْفَ أنْساها؟
ذلِكَ لَنْ يَتِمَّ..
وإنْ يَحْرَقوا الذّكْرى
وكُتُبي والْمَكْتَبَةَ.
أحْلامُها فـيّ..
بَحْرٌ بِلا ساحِلٍ
فـي الْمَجْهولِ لا
يُدْرِكُهُ إلاّ الشِّعْرُ..
زَجَّتْ بِـيَ فيهِ
وفـي الْعَوالِـمِ.
يَبْدو
أنّها مُتَواطِئَةٌ
وتَشْكو غِيابـِيَ.
آهٍ ياوَطني..
سَأُوارى التّرابَ
وفـي نَفْسي
مِنْها الْبَقِيّةُ.

نيويورك/أمريكا



#محمد_الزهراوي_أبو_نوفله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة النّثْر العربية
- مخاض
- أُغْنِية حُب
- يَدُ الشِّعر
- إِلى زهْرَةِ الْكوْن
- إبْحارٌ إلى السّيِّدة
- الحُلم
- تغريبة وطن
- القَصيدة
- غُموض البياض الأخير
- جِدارِيّةٌ لِمطضر الليْل
- كِتابُ الغَريبة
- سيِّدة البحْر
- يَقول الرّائي
- انْصِراف العاشِق
- أوان العشْب
- مُناجاةٌ معَ الهدْسون
- صيد البياض
- على جسْر الرايْن
- أسْعَدُ النّاس/إلى ناظِم حِكْمت


المزيد.....




- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الزهراوي أبو نوفله - أسْطورَة النّسْر