أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - - الفساد الإنتقالي - في العراق














المزيد.....

- الفساد الإنتقالي - في العراق


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4059 - 2013 / 4 / 11 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المُصطلحات الشائعة " المرحلة الإنتقالية " و " العدالة الإنتقالية " .. لكن الإبداع العراقي المعهود ، إخترعَ مُصطلحاً جديداً ، هو [ الفساد الإنتقالي ] . وإذا كانتْ المرحلة الإنتقالية ، هي المُدة الفاصلة ، بين عَهْدَين ، ويعتمدُ طولها على كثيرٍ من الأمور والظروف الموضوعية والذاتية .. والعدالة الإنتقالية ، تتضمن الإجراءات الإستثنائية المُتخَذة في المرحلة الإنتقالية ، في كيفية التعامل مع ملف المحسوبين على النظام السابق ، وتشمل مُعاقبة كِبار المُسيئين فقط ، والعفو عن الآخرين ، بحيث ينخرطون في المجتمع تدريجياً .
عند توحيد ألمانيا ، لم تستغرق المرحلة الإنتقالية ولا العدالة الإنتقالية طويلاً ، بِفَضل رُقِي ووَعي الساسة الألمان والمواطنين أيضاً بصورةٍ عامة .. وكذا في جنوب أفريقيا ، بفضل حكمة ونزاهة الزعيم نيلسون مانديلا ومُعاونيه . أما هنا في العراق .. فعشر سنوات مرّتْ ، ولا زُلنا نحبو في متاهات " المرحلة الإنتقالية " ، التي لاتبدو في الأفق ، نهاية قريبة لها . والعدالة الإنتقالية أيضاً ، لم تَجْرِ بصورةٍ صحيحة ونزيهة ، بل خلقتْ بتطبيقاتها المُبتَسرة الإنتقائية ، المزيد من التعقيدات والأزمات .
الظاهرة الوحيدة ، التي إنتعشَتْ .. هي " الفساد الإنتقالي " . ولأن جذور الفساد بأنواعه ، مُمتدة في الجسد العراقي منذ عقود ، والأرضية المُجتمعية مُهيَئة ، مسنودة بالعشائرية والتخلُف وقِلة الوعي وضُعف الإنتماء الوطني .. وقبل هذه العوامل جميعاً .. تَسّلُط طبقة سياسية جَشِعة ، وهيمنتها على المشهد السياسي ، بدفعٍ وتشجيعٍ من المُحتَل الأمريكي .. وإستعداد الغالبية العُظمى من هذه الطبقة ، للإنغماس عميقاً في مُستنقعات الفساد ، ضاربينَ بعرض الحائط بِكُل الشعارات الوطنية والدينية والقومية ، التي كانوا يرفعونها زوراً في السابق . وحتى تجربة أقليم كردستان ، التي سَبقَتْ تجربة العراق الجديد ، بِعقدٍ من السنين ، ولها خبرة إدارية ناجحة " مُفتَرَضة " .. لم تُساعِد على لَجم الفساد في بغداد ، بل أنها رُبما ساهمَتْ بصورةٍ غير مُباشرة ، في تكريس وترسيخ الظاهرة ! . فبدلاً من أن تكون تجربة أقليم كردستان ، مِثالاً يُحتَذى في إدارة الحُكم بِعدالة ونزاهة ، فأن إدارة الأقليم نفسها ، عانتْ ومنذ بداياتها ، من الإحتكار والفساد واللاعدالة في التوزيع .. ونقلتْ هذه الساقية من أمراض الفساد ، الى بغداد .. لِتَصُب في سواقي الفساد الأخرى الكثيرة الموجودة أصلاً ، وتُشّكِل نهر الفساد الخالد ! .
الأحزاب الحاكمة في عموم العراق ، من قضاء الفاو الى قضاء زاخو .. لاتُريد في الحقيقة ، أن يحدث [ تغيير ] جّدي على شكل الإدارة الحالية ، ولا تبديل جوهري في مفاصل الحُكم .. لأنه ببساطة .. الغالبية العُظمى من المسؤولين ، من الرؤساء والوزراء والنواب وأعضاء مجالس المُحافظات .. يغرفون بطريقةٍ أو بأخرى ، من ذاك النهر الخالد : نهر الفساد ! . وما الصراع الإنتخابي الحالي ، وكذلك الذي سوف يعقبه في السنة القادمة ، إلا تنافُسٌ على المواقع التي ، تُتيح للفائزين ، أماكن تُوفِر لهم ، شفط المزيد بِيُسرٍ وسهولة ! . هكذا تُفّكر الاحزاب الحاكمة الحالية .. التي تربطها فيما بينها ( رغم إدعاءات الإختلافات ) أواصر زَمالة طويلة في الفساد ! . هذه الاحزاب المتنفذة الحاكمة .. تُحاول بإستماتة ، أن لايفوز المرشحون المستقلون والنزيهون وأصحاب الأيادي البيضاء .. الذين إذا فازوا ، فسينظفون النهر ، تدريجياً من أدران الفساد .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع العراقي و ( اللواصِق )
- التمدُن والنزاهة ، مُقابل التخلُف والفساد
- - الأجنبي - أحسَن
- ( دالغة ) نفطِية
- يومٌ حزين للصحافة العراقية
- الطلاقُ بالثلاثة
- الموصل .. قبل الإنتخابات
- الإنتخابات الثلاثة في أقليم كردستان
- الحكومة .. وأقلام التأريخ
- مُراسلونَ وخَدَم
- متى ستسقط الحكومة ؟
- - صخرة البَصَل - .. والكعبة
- رسالة أوجلان .. ملاحظات أولية
- الموصل ... مدينةٌ خطيرة
- مِنْ حّقِنا أن نَحلَم
- دُولٌ تأفَل .. ودولٌ تظهَر
- شعب أقليم كردستان أكثرُ طَمَعاً
- مُستقِل وليسَ مُحايِد
- - حَركة الشَواف - ومُظاهرات الموصل
- ليسَ هنالك ، بشرٌ مُقّدَس


المزيد.....




- سقطت من طائرة!.. كتلة جليدية ضخمة تخترق منزلًا على بعد أقدام ...
- وزارة الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة القتلى في القطاع واستمرار ا ...
- -ترمي لهدم النظم الأساسية في البلاد-.. أمن الدولة الكويتي يق ...
- الحوثيون يعلنون تنفيذ 3 عمليات ضد مدمرة أمريكية وسفينتين في ...
- نهاية مأساوية لشاب قتل والدته بطريقة وحشية في محافظة المنيا ...
- وفاة 14 حاجا أردنيا أثناء أداء مناسك الحج بسبب الحر الشديد و ...
- إعلان مؤتمر سويسرا: 80 دولة تتفق على وحدة أراضي أوكرانيا كأس ...
- حزن تجاوز المدى.. غزة تستقبل العيد بأسى وفقد في كل بيت وصلاة ...
- كعك العيد على نار الحرب في غزة: نساء نازحات في دير البلح يبد ...
- السلطة والسياسة


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - - الفساد الإنتقالي - في العراق